H_A_ALMUSAWI Telegram 4536
قناة قصة و عبرة
Photo
‎قصة قصيرة من الأدب الروسي
‎بعنوان: الصياد والذئب
‎للأديب الروسي: ليف تولستوي
‎ترجمة: صياح الجهيم
.
‎طارد الصيادون ذئباً، صدم الذئب في فراره، فلاحاً كان يخرج من مخزنه ومعه مدقة وكيس.
‎قال الذئب:
‎- أيها الرجل، خبئني؛ فالصيادون يطاردونني.
‎أشفق الفلاح عليه وخبّأه في الكيس الذي ألقاه على كتفه. ووصل الصيادون عدواً، وسألوا:
‎- هل رأيت الذئب؟
‎أجاب الفلاح:
‎- لم أر ذئباً.
‎وانصرف الصيادون، فوثب الذئب من الكيس وأراد أن يفترس الفلاح.
‎- يا ذئب، لا بد أن تكون بلا ضمير: لقد أنقدتك وتريد أن تفترسني!
‎فردّ عليه الذئب:
‎-معروف الآخرين سرعان ما ينسى.
‎كلا، اسأل الناس يقولون لك إن المعروف الذي أسدي إليك لا ينسى.
‎اقترح الذئب:
‎- لنمض في طريقنا معاً، أتريد؟ وسنطرح على أول عابر طريق السؤال التالي: هل ينسى بسرعة المعروف الذي أسدي إلينا أو لا ينسى؟ فإذا كان الجواب: لا يُنسى تركتك وشأنك؛ لكن إذا كان الجواب: يُنسى بسرعة، التهمتك. صادفا فرساً مُسنّةً لا تكاد ترى طريقها.
‎سألها الفلاح:
‎-قولي لنا، يا فرس ما رأيك: هل يُنسى المعروف الذي أسدي إلينا قديماً، أو لا يُنسى؟
‎أجابت الفرسُ:
‎لقد عشت اثنتي عشرة سنة عند . معلمي، وأعطيته اثني عشر مهراً، دون أن أكفّ عن النقل والحراثة، وفي العام الماضي، فقدت بصري، لكنني تابعت عملي، كنتُ أطحن الحبوب. وفي ذات يوم لم أعد أحتمل الدوران ووقعتُ
‎تحت العجلة. فكم لطمتُ، وكم ضربت سحبوني بذيلي إلى الوادي وقذفوني فيه. وجدتُ نفسي فجأة في هذا القاع، ولم أخرج منه إلا بشق النفس، وإلى أين أذهب؟ لست أدري.
‎قال الذئب:
‎- أنت ترى أيها الرجل! معروف الآخرين، سرعان ما يُنسى.
‎أجاب الفلاح
‎- انتظر، ولنسأل أيضاً.
‎وجدوا على طريقهم بعد ذلك كلباً مسناً يجر نفسه على مؤخرته جرا ويتقدم ببطء. قال له الفلاح:
‎- قل لي ما رأيك يا كلـ.ـب هلْ يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدى، أو لا يُنسى.
‎- لقد عشتُ عند معلمي خمسة عشر عاماً، حرستُ فيها البيت، ونبحت في الوقت المناسب، وهجمتُ لأعض. لكنني كبرتُ، وفقدت أسناني، فطردوني من المزرعة، ثم أوسعوني ضرباً بعريش مكسور. وها أنت ترى أنني أسير بقدر ما أستطيع، على غير هدى، وعلى كل حال سأتوقف في موضع هو
‎أبعد ما يكون عن معلمي القديم.
‎قال الذئب إذ ذاك:
‎- سمعته؟
‎لكن الفلاح كرّر:
‎- انتظر أيضاً اللقاء الثالث.
‎لقيا ثعلباً. قال الفلاح له:
‎- يا ثعلب، ما رأيك بهذه القضية: هل يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدّى إلينا أو لا ينسى؟
‎قال الثعلب:
‎-ماذا يهمك من ذلك؟ لمَ هذا السؤال؟
‎- لماذا؟ الذئب الذي تراه كان هارباً من الصيادين. توسل إليّ فخبأته في هذا الكيس. وهو يريد أن يأكلني في هذه الساعة.
‎- ذئب كبير في هذا الكيس الصغير، قل هذا لغيري! هذا غير ممكن. لو رأيت ذلك، إذن لقلت لكما من المحق منكما.
‎أجاب الفلاح:
‎-إنه يدخل بكامله في الكيس: ما عليك إلا أن تسأله.
‎قال الذئب:
‎- هذا صحيح.
‎قال الثعلب حينئذ:
‎-لن أصدق شيئاً من ذلك ما لم أره بعيني. أرني كيف فعلت لتدخل ذلك الكيس!
‎أدخل الذئب رأسه إلى الكيس. قال:
‎- هكذا فعلت.
‎قال الثعلب:
‎- قلتُ لك: ادخل بكاملك؛ لستُ أرى بعد كيف استطعت أن تفعل.
‎دخل الذئب بكامله في الكيس. حينئذ قال الثعلب للفلاح:
‎-الآن، اربط الكيس ربطة محكمة.
‎ربط الفلاح الكيس بحبل. فقال الثعلب:
‎-یا فلاح، حان الوقت لتُريَ إن كنت تعرف كيف يدق الفمحُ على البيدر.
‎سُرَّ الفلاح كثيراً وأخذ مدقته ودق الذئب.
‎ولما كفَّ الذئب عن الحركة التفت إلى الثعلب وقال له:
‎-يا ثعلب، أتريد أن تعلم كيف يُدقّ القمح على البيدر. وضربه الفلاح بالمدقة ضربة قاضية مات منها الثعلب. قال الفلاح في نفسه:
‎-من المؤكّد أن المعروف الذي يُسدى سرعان ما ينسى!
~
العبرة: المعروف ينسى عند البشر ويبقى أجره على رب البشر
ولا ننسى مصانع المعروف تقى مصارع السوء
افعل الخير فإن لم يكن هم أهله فأنت أهله



tgoop.com/h_a_almusawi/4536
Create:
Last Update:

‎قصة قصيرة من الأدب الروسي
‎بعنوان: الصياد والذئب
‎للأديب الروسي: ليف تولستوي
‎ترجمة: صياح الجهيم
.
‎طارد الصيادون ذئباً، صدم الذئب في فراره، فلاحاً كان يخرج من مخزنه ومعه مدقة وكيس.
‎قال الذئب:
‎- أيها الرجل، خبئني؛ فالصيادون يطاردونني.
‎أشفق الفلاح عليه وخبّأه في الكيس الذي ألقاه على كتفه. ووصل الصيادون عدواً، وسألوا:
‎- هل رأيت الذئب؟
‎أجاب الفلاح:
‎- لم أر ذئباً.
‎وانصرف الصيادون، فوثب الذئب من الكيس وأراد أن يفترس الفلاح.
‎- يا ذئب، لا بد أن تكون بلا ضمير: لقد أنقدتك وتريد أن تفترسني!
‎فردّ عليه الذئب:
‎-معروف الآخرين سرعان ما ينسى.
‎كلا، اسأل الناس يقولون لك إن المعروف الذي أسدي إليك لا ينسى.
‎اقترح الذئب:
‎- لنمض في طريقنا معاً، أتريد؟ وسنطرح على أول عابر طريق السؤال التالي: هل ينسى بسرعة المعروف الذي أسدي إلينا أو لا ينسى؟ فإذا كان الجواب: لا يُنسى تركتك وشأنك؛ لكن إذا كان الجواب: يُنسى بسرعة، التهمتك. صادفا فرساً مُسنّةً لا تكاد ترى طريقها.
‎سألها الفلاح:
‎-قولي لنا، يا فرس ما رأيك: هل يُنسى المعروف الذي أسدي إلينا قديماً، أو لا يُنسى؟
‎أجابت الفرسُ:
‎لقد عشت اثنتي عشرة سنة عند . معلمي، وأعطيته اثني عشر مهراً، دون أن أكفّ عن النقل والحراثة، وفي العام الماضي، فقدت بصري، لكنني تابعت عملي، كنتُ أطحن الحبوب. وفي ذات يوم لم أعد أحتمل الدوران ووقعتُ
‎تحت العجلة. فكم لطمتُ، وكم ضربت سحبوني بذيلي إلى الوادي وقذفوني فيه. وجدتُ نفسي فجأة في هذا القاع، ولم أخرج منه إلا بشق النفس، وإلى أين أذهب؟ لست أدري.
‎قال الذئب:
‎- أنت ترى أيها الرجل! معروف الآخرين، سرعان ما يُنسى.
‎أجاب الفلاح
‎- انتظر، ولنسأل أيضاً.
‎وجدوا على طريقهم بعد ذلك كلباً مسناً يجر نفسه على مؤخرته جرا ويتقدم ببطء. قال له الفلاح:
‎- قل لي ما رأيك يا كلـ.ـب هلْ يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدى، أو لا يُنسى.
‎- لقد عشتُ عند معلمي خمسة عشر عاماً، حرستُ فيها البيت، ونبحت في الوقت المناسب، وهجمتُ لأعض. لكنني كبرتُ، وفقدت أسناني، فطردوني من المزرعة، ثم أوسعوني ضرباً بعريش مكسور. وها أنت ترى أنني أسير بقدر ما أستطيع، على غير هدى، وعلى كل حال سأتوقف في موضع هو
‎أبعد ما يكون عن معلمي القديم.
‎قال الذئب إذ ذاك:
‎- سمعته؟
‎لكن الفلاح كرّر:
‎- انتظر أيضاً اللقاء الثالث.
‎لقيا ثعلباً. قال الفلاح له:
‎- يا ثعلب، ما رأيك بهذه القضية: هل يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدّى إلينا أو لا ينسى؟
‎قال الثعلب:
‎-ماذا يهمك من ذلك؟ لمَ هذا السؤال؟
‎- لماذا؟ الذئب الذي تراه كان هارباً من الصيادين. توسل إليّ فخبأته في هذا الكيس. وهو يريد أن يأكلني في هذه الساعة.
‎- ذئب كبير في هذا الكيس الصغير، قل هذا لغيري! هذا غير ممكن. لو رأيت ذلك، إذن لقلت لكما من المحق منكما.
‎أجاب الفلاح:
‎-إنه يدخل بكامله في الكيس: ما عليك إلا أن تسأله.
‎قال الذئب:
‎- هذا صحيح.
‎قال الثعلب حينئذ:
‎-لن أصدق شيئاً من ذلك ما لم أره بعيني. أرني كيف فعلت لتدخل ذلك الكيس!
‎أدخل الذئب رأسه إلى الكيس. قال:
‎- هكذا فعلت.
‎قال الثعلب:
‎- قلتُ لك: ادخل بكاملك؛ لستُ أرى بعد كيف استطعت أن تفعل.
‎دخل الذئب بكامله في الكيس. حينئذ قال الثعلب للفلاح:
‎-الآن، اربط الكيس ربطة محكمة.
‎ربط الفلاح الكيس بحبل. فقال الثعلب:
‎-یا فلاح، حان الوقت لتُريَ إن كنت تعرف كيف يدق الفمحُ على البيدر.
‎سُرَّ الفلاح كثيراً وأخذ مدقته ودق الذئب.
‎ولما كفَّ الذئب عن الحركة التفت إلى الثعلب وقال له:
‎-يا ثعلب، أتريد أن تعلم كيف يُدقّ القمح على البيدر. وضربه الفلاح بالمدقة ضربة قاضية مات منها الثعلب. قال الفلاح في نفسه:
‎-من المؤكّد أن المعروف الذي يُسدى سرعان ما ينسى!
~
العبرة: المعروف ينسى عند البشر ويبقى أجره على رب البشر
ولا ننسى مصانع المعروف تقى مصارع السوء
افعل الخير فإن لم يكن هم أهله فأنت أهله

BY قناة قصة و عبرة




Share with your friend now:
tgoop.com/h_a_almusawi/4536

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Each account can create up to 10 public channels Some Telegram Channels content management tips So far, more than a dozen different members have contributed to the group, posting voice notes of themselves screaming, yelling, groaning, and wailing in various pitches and rhythms. With the sharp downturn in the crypto market, yelling has become a coping mechanism for many crypto traders. This screaming therapy became popular after the surge of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May or early June. Here, holders made incoherent groaning sounds in late-night Twitter spaces. They also role-played as urine-loving Goblin creatures. Just at this time, Bitcoin and the broader crypto market have dropped to new 2022 lows. The Bitcoin price has tanked 10 percent dropping to $20,000. On the other hand, the altcoin space is witnessing even more brutal correction. Bitcoin has dropped nearly 60 percent year-to-date and more than 70 percent since its all-time high in November 2021.
from us


Telegram قناة قصة و عبرة
FROM American