قناة الشيخ د. حسن بن داود بوقليل

=== الاستسقاء بـ(أنزار=anzar) ===

✍️ مع قدوم فصل الشتاء واحتياج الناس إلى الماء يلجأ بعض الناس إلى الاستسقاء بغير الله تعالى؛ فيتوجَّهون إلى (أَنْزَار)؛ ويزعمُون أنه ربُّ الماء أو ملَكه.

✍️ تقول الأسطورة الأمازيغية: إنَّ الربَّ - أو الملَك - أَنزَار وقع في حبِّ فتاةٍ حبًّا شديدًا، كانت تحبُّ الماء، فتزور الوادي كثيرًا، واختلفوا في اسمها؛ قيل: تسليت، وقيل: تاغنجا، بمعنى (عروس المطر).

✍️ وبقيت طقوس الأمازيغ في شمال أفريقية إلى يومنا؛ حيث يخرجُ الناسُ - وأغلبهم نساءٌ - للاستسقاء بالربّ - أو الملَك - أنزار ومعهنّ ما يُشبه الدُّمية، يرفعون ملاعقَ كبيرةً (غُرَّاف)، ويغطّونها بقطعٍ قماشيّة إشارةً إلى تلك الفتاة، ويلبسونها حليًّا، ويرشُّونها بالماء، فكأنهم يقصدون بهذا خطبة الفتاة إلى أنزار، وعلامة قبوله إنزالُ المطر.

✍️ كلّ هذا طلبًا للماء والسقيا، ولذا يُنشِدون أشعارًا، ويرفعون شعاراتٍ فيها دعاء غير الله أن يُنزل المطر، ويتوسّلون بما لم يأذن به الله تعالى، وهي من الشرك.

✍️ وفي الحديث عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟" قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ : "أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ؛ فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ : بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ" [البخاري ومسلم].

📌 هذه أساطير قديمة، وفيها طقوس شركية؛ فأَن نجعلها من رموز ثقافتنا الجزائرية العريقة تحريف وتبديل شنيع.

📌 ولا يقولَنّ قائل: هو مجرّد تقليد عارٍ عن هذا الاعتقاد؛ فإن فيه إشادة بالشرك وإشهارًا له، وفي الحديث: "من تشبه بقوم فهو منهم" رواه أبو داود.
وقد فُهم من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - المنعُ من إقامة عبادة شرعية (النذر) في مكان يقام فيه الشرك، كما في حديث الرجل الذي نذر أن يذبح إبلًا ببُوانة، رواه أبو داود.

📌 ونسمعُ هذه الأيام بمهرجان أحيى طقوس (أنزار) الشركية، وقدّمها للأمة على أنها من تقاليدنا، والمسلمون يبرأون إلى الله من تقاليد تخالف الإسلام، وتنضح بالشرك، ولهذا جرى التنبيه عليها.

====
(*) في المرفقات صور من هذه الطقوس التي تقام المغرب الإسلامي.

www.tgoop.com/h_ibndaoud/589

417 viewsد.حسن بن داود بوقليل, Jan 11 at 12:28

=== الاستسقاء بـ(أنزار=anzar) ===

✍️ مع قدوم فصل الشتاء واحتياج الناس إلى الماء يلجأ بعض الناس إلى الاستسقاء بغير الله تعالى؛ فيتوجَّهون إلى (أَنْزَار)؛ ويزعمُون أنه ربُّ الماء أو ملَكه.

✍️ تقول الأسطورة الأمازيغية: إنَّ الربَّ - أو الملَك - أَنزَار وقع في حبِّ فتاةٍ حبًّا شديدًا، كانت تحبُّ الماء، فتزور الوادي كثيرًا، واختلفوا في اسمها؛ قيل: تسليت، وقيل: تاغنجا، بمعنى (عروس المطر).

✍️ وبقيت طقوس الأمازيغ في شمال أفريقية إلى يومنا؛ حيث يخرجُ الناسُ - وأغلبهم نساءٌ - للاستسقاء بالربّ - أو الملَك - أنزار ومعهنّ ما يُشبه الدُّمية، يرفعون ملاعقَ كبيرةً (غُرَّاف)، ويغطّونها بقطعٍ قماشيّة إشارةً إلى تلك الفتاة، ويلبسونها حليًّا، ويرشُّونها بالماء، فكأنهم يقصدون بهذا خطبة الفتاة إلى أنزار، وعلامة قبوله إنزالُ المطر.

✍️ كلّ هذا طلبًا للماء والسقيا، ولذا يُنشِدون أشعارًا، ويرفعون شعاراتٍ فيها دعاء غير الله أن يُنزل المطر، ويتوسّلون بما لم يأذن به الله تعالى، وهي من الشرك.

✍️ وفي الحديث عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟" قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ : "أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ؛ فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ : بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ" [البخاري ومسلم].

📌 هذه أساطير قديمة، وفيها طقوس شركية؛ فأَن نجعلها من رموز ثقافتنا الجزائرية العريقة تحريف وتبديل شنيع.

📌 ولا يقولَنّ قائل: هو مجرّد تقليد عارٍ عن هذا الاعتقاد؛ فإن فيه إشادة بالشرك وإشهارًا له، وفي الحديث: "من تشبه بقوم فهو منهم" رواه أبو داود.
وقد فُهم من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - المنعُ من إقامة عبادة شرعية (النذر) في مكان يقام فيه الشرك، كما في حديث الرجل الذي نذر أن يذبح إبلًا ببُوانة، رواه أبو داود.

📌 ونسمعُ هذه الأيام بمهرجان أحيى طقوس (أنزار) الشركية، وقدّمها للأمة على أنها من تقاليدنا، والمسلمون يبرأون إلى الله من تقاليد تخالف الإسلام، وتنضح بالشرك، ولهذا جرى التنبيه عليها.

====
(*) في المرفقات صور من هذه الطقوس التي تقام المغرب الإسلامي.

BY قناة الشيخ د. حسن بن داود بوقليل