-
إيَّاك وتأخير الطاعة!
عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه،
أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ رَأَى في أصحابِهِ
تَأَخُّرًا فَقالَ لَهُم: تَقَدَّموا فَأْتَمُّوا بي،
وليَأْتَمَّ بِكُم مَن بَعدَكُم، لا يَزالُ قَومٌ
يَتَأَخَّرونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ.
وفي رواية: رَأَى رَسولُ اللهِ ﷺ قَومًا
في مُؤَخَّرِ المَسـجِدِ فَذَكَرَ مِثلَهُ.
صحيح مسلم ٤٣٨
إيَّاك وتأخير الطاعة!
عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه،
أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ رَأَى في أصحابِهِ
تَأَخُّرًا فَقالَ لَهُم: تَقَدَّموا فَأْتَمُّوا بي،
وليَأْتَمَّ بِكُم مَن بَعدَكُم، لا يَزالُ قَومٌ
يَتَأَخَّرونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ.
وفي رواية: رَأَى رَسولُ اللهِ ﷺ قَومًا
في مُؤَخَّرِ المَسـجِدِ فَذَكَرَ مِثلَهُ.
صحيح مسلم ٤٣٨
-
هذا الحديث فيه جانبٌ تَعليميٌّ مِنَ
النَّبـيِّ ﷺ لأصحابِه ولأمَّتِه من بَعدِهم
في الحِرصِ على مَعـالي الأُمورِ، وعدَمِ
التَّعوُّدِ على الكسَلِ والدَّعَةِ، وكيف
تكونُ صَلاةُ الجماعةِ؛ ففيه يُخبِرُ
أبو سَعيـدٍ الخُدريُّ رَضيَ اللهُ عنه:
أنَّ رسـولَ اللهِ ﷺ رأى في أصحابِه
تَأخُّرًا؛ إذ كانوا غير مُلتزِميـن بالحُضورِ
إلى الصَّلاةِ مُبكِّرًا، أو لا يَهتمُّون
بصُفوفِ الصَّلاةِ حتَّى كان منهم مَن هو
في آخِرِ المسجدِ، فقال النَّبيُّ ﷺ
لهؤلاء المتأخِّريـن: تَقدَّموا فاقتُدوا
بإمامتي لكم في أحوالِ صَلاتِكم
وكونوا صُفوفًا من خَلفي، وليَأتَمَّ كلُّ
صَفٍّ بمَن قَبله.
ومعنى ائتمامُ كلِّ صفٍّ بمَن قَبلَه: أنَّه
يَتبَعُه في حَركاتِه إن غاب عنه حَركاتُ
الإمامِ لانعدامِ رُؤيتِه أو ما شابَه، ثُمَّ
حذَّرَهم من أنَّه لا يزالُ البعضُ
يَتأخَّرون عن صُفوفِ الصَّلاةِ حتَّى
يُؤخِّرَهمُ اللهُ في الدَّرجاتِ، أو يَتأخَّرونَ
عنِ الصَّفِّ الأوَّلِ؛ حتَّى يُؤخِّرَهمُ اللهُ
عن عظيمِ فضلِه، ورَفيعِ مَنزِلتِه.
قال الشيخ ابن عثيمين في معنى
الحديث: وعلى هذا فيخشى على
الإنسان إذا عود نفسـه التأخر في
العبـادة أن يبتلى بأن يؤخره
الله عز وجل في جميع مواطن الخير.
'باختصار من فتاوى ابن عثيمين ٥٤/١٣'
»» فالتأخُّر لا نهايـة له، قد يتأخَّر أول
الأمر عن الصفِّ الأول، ثـم عن تكبيرة
الإحرام، ثم يتأخَّر عن الركعـة الأولى،
ثم يتكاسل عن الثانية، وهكذا يُستدرَج
باتباع خطوات الشيطان، والنفسُ
تعتاد الشيء، فإذا اعتادته أصبح وصفًا
لها، كما قال النبي ﷺ عن الكذب:
'وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب
حتى يُكتَب عند الله كذَّابًـا'. متفق عليه
ما من إنسـانٍ يَرضَى لنفسه بذلك إلا
وقد رضي لها بالخسـران؛ فمَن أراد أن
يقدِّمه الله على غيره، ويجتنب عقابه،
»» فليُسابق إلى طاعته.
وقد ضرب لنـا سلفُنا الصالح خيرَ مثال
في المبادرة والمرابطة، وترك الأعمال
فورًا عندما يسـمعون النداء للصلاة.
قال سعيد بن المسيب: "ما فاتتني
الصلاة في جماعة، وقال: ما فاتتني
التكبيرة الأولى منذ خمسـين،
وما نظرتُ في قفا رجلٍ في الصلاة
منذ خمسين سنة".
وعن عثمان بن حكيم قال:
سمعت سعيـد بن المسيب يقول:
"ما أذَّن المؤذِّن منذ ثلاثين سنة إلا
وأنا في المسجد".
وقال إبراهيم التيمي: "إذا رأيت الرجلَ
يتهاون في التكبيرة الأولى، فاغسل
يدك منه".
فلو عاش أمثال هؤلاء في عصرنا، كم
سيغسلون أيديهم منا؟
نسأل الله العظيم ربَّ العرش أن يوقظ
قلوبَنا مِن غفلتها، وأن يجدِّد الإيمـان
في قلوبنا؛ إنه سميع قريب.
-
هذا الحديث فيه جانبٌ تَعليميٌّ مِنَ
النَّبـيِّ ﷺ لأصحابِه ولأمَّتِه من بَعدِهم
في الحِرصِ على مَعـالي الأُمورِ، وعدَمِ
التَّعوُّدِ على الكسَلِ والدَّعَةِ، وكيف
تكونُ صَلاةُ الجماعةِ؛ ففيه يُخبِرُ
أبو سَعيـدٍ الخُدريُّ رَضيَ اللهُ عنه:
أنَّ رسـولَ اللهِ ﷺ رأى في أصحابِه
تَأخُّرًا؛ إذ كانوا غير مُلتزِميـن بالحُضورِ
إلى الصَّلاةِ مُبكِّرًا، أو لا يَهتمُّون
بصُفوفِ الصَّلاةِ حتَّى كان منهم مَن هو
في آخِرِ المسجدِ، فقال النَّبيُّ ﷺ
لهؤلاء المتأخِّريـن: تَقدَّموا فاقتُدوا
بإمامتي لكم في أحوالِ صَلاتِكم
وكونوا صُفوفًا من خَلفي، وليَأتَمَّ كلُّ
صَفٍّ بمَن قَبله.
ومعنى ائتمامُ كلِّ صفٍّ بمَن قَبلَه: أنَّه
يَتبَعُه في حَركاتِه إن غاب عنه حَركاتُ
الإمامِ لانعدامِ رُؤيتِه أو ما شابَه، ثُمَّ
حذَّرَهم من أنَّه لا يزالُ البعضُ
يَتأخَّرون عن صُفوفِ الصَّلاةِ حتَّى
يُؤخِّرَهمُ اللهُ في الدَّرجاتِ، أو يَتأخَّرونَ
عنِ الصَّفِّ الأوَّلِ؛ حتَّى يُؤخِّرَهمُ اللهُ
عن عظيمِ فضلِه، ورَفيعِ مَنزِلتِه.
قال الشيخ ابن عثيمين في معنى
الحديث: وعلى هذا فيخشى على
الإنسان إذا عود نفسـه التأخر في
العبـادة أن يبتلى بأن يؤخره
الله عز وجل في جميع مواطن الخير.
'باختصار من فتاوى ابن عثيمين ٥٤/١٣'
»» فالتأخُّر لا نهايـة له، قد يتأخَّر أول
الأمر عن الصفِّ الأول، ثـم عن تكبيرة
الإحرام، ثم يتأخَّر عن الركعـة الأولى،
ثم يتكاسل عن الثانية، وهكذا يُستدرَج
باتباع خطوات الشيطان، والنفسُ
تعتاد الشيء، فإذا اعتادته أصبح وصفًا
لها، كما قال النبي ﷺ عن الكذب:
'وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب
حتى يُكتَب عند الله كذَّابًـا'. متفق عليه
ما من إنسـانٍ يَرضَى لنفسه بذلك إلا
وقد رضي لها بالخسـران؛ فمَن أراد أن
يقدِّمه الله على غيره، ويجتنب عقابه،
»» فليُسابق إلى طاعته.
وقد ضرب لنـا سلفُنا الصالح خيرَ مثال
في المبادرة والمرابطة، وترك الأعمال
فورًا عندما يسـمعون النداء للصلاة.
قال سعيد بن المسيب: "ما فاتتني
الصلاة في جماعة، وقال: ما فاتتني
التكبيرة الأولى منذ خمسـين،
وما نظرتُ في قفا رجلٍ في الصلاة
منذ خمسين سنة".
وعن عثمان بن حكيم قال:
سمعت سعيـد بن المسيب يقول:
"ما أذَّن المؤذِّن منذ ثلاثين سنة إلا
وأنا في المسجد".
وقال إبراهيم التيمي: "إذا رأيت الرجلَ
يتهاون في التكبيرة الأولى، فاغسل
يدك منه".
فلو عاش أمثال هؤلاء في عصرنا، كم
سيغسلون أيديهم منا؟
نسأل الله العظيم ربَّ العرش أن يوقظ
قلوبَنا مِن غفلتها، وأن يجدِّد الإيمـان
في قلوبنا؛ إنه سميع قريب.
-
-
فضل مَن مـات له أفراط
◂ واحتسبهم وصبـر ▸
عن أبي سَعيـدٍ الخُدريِّ، قالَ:
قالتِ النِّساءُ للنبيِّ ﷺ: غَلَبَنا عَلَيكَ
الرِّجـالُ، فَاجعَل لَنا يَومًا مِن نَفسِكَ،
فَوَعَدَهُنَّ يَومًا لَقيَهُـنَّ فيهِ، فَوَعَظَهُنَّ
وأَمَرَهُنَّ، فَكانَ فيما قالَ لَهُـنَّ:
ما مِنكُنَّ امرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاثةً مِن ولَدِها، إلَّا
كانَ لَها حِجابًا مِنَ النَّارِ فَقالَتِ امرَأَةٌ:
واثنَتَينِ؟ فَقالَ: واثنَتَينِ.
صحيح البخاري ١٠١
فضل مَن مـات له أفراط
◂ واحتسبهم وصبـر ▸
عن أبي سَعيـدٍ الخُدريِّ، قالَ:
قالتِ النِّساءُ للنبيِّ ﷺ: غَلَبَنا عَلَيكَ
الرِّجـالُ، فَاجعَل لَنا يَومًا مِن نَفسِكَ،
فَوَعَدَهُنَّ يَومًا لَقيَهُـنَّ فيهِ، فَوَعَظَهُنَّ
وأَمَرَهُنَّ، فَكانَ فيما قالَ لَهُـنَّ:
ما مِنكُنَّ امرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاثةً مِن ولَدِها، إلَّا
كانَ لَها حِجابًا مِنَ النَّارِ فَقالَتِ امرَأَةٌ:
واثنَتَينِ؟ فَقالَ: واثنَتَينِ.
صحيح البخاري ١٠١
-
في هذا الحديثِ يُبشِّرُ النبيُّ ﷺ النِّساءَ
اللَّواتي ابتُلِينَ بفَقدِ الولدِ بالأجرِ العظيمِ
المُترتِّبِ على هذا البَـلاءِ، وقد كُنَّ طلَبنَ
منه ﷺ أن يَجعَلَ لهنَّ يومًا يقومُ
بِوَعظِهنَّ والحديثِ إليهنَّ فيه، فقالوا له:
غلَبَنا عليك الرِّجالُ، أي: على الجُلـوسِ
معك والاستماعِ لِكلامِك، فجَعَلَ
النبيُّ ﷺ لهنَّ يومًا، ووَعَظَهنَّ وذكَّرهنَّ
بجَزاءِ البَلاءِ.
فأخبَرَهنَّ أنَّه ما مِن امرأةٍ يَموتُ لهـا
ثَلاثةٌ مِنَ الولدِ في حَياتِها، إلَّا كان هذا
البلاءُ حِجابًا وحاجزًا لها مِنَ النَّارِ،
فقالتِ امرأةٌ: ومَن ماتَ لها اثنانِ؛ هل
لها مِثلُ مَن مات لها ثَلاثـةٌ؟ فقال ﷺ:
«واثنينِ»، فمَن ماتَ لها اثنانِ مِن وَلَدِها
في حَياتِها كان ذلك البلاءُ حاجزًا
ومانعًا لها مِن دُخولِ النَّارِ.
وقد بيَّنَت رِوايةُ أبي هُريرةَ عندَ
البُخاريِّ أنَّ المَقصودَ ثَلاثةٌ لم يَبلُغوا
الحِنثَ؛ فهو مُقيَّدٌ بعدَمِ بُلوغِهم سِـنَّ
التَّكليفِ الذي يُكتَبُ فيه الإثمُ على
المُذنِبِ، وخُصَّ الحُكمُ بالَّذين لم يَبلُغوا
الحِنثَ؛ لأنَّ قَلبَ الوالدينِ على الصَّغيرِ
أرحَمُ وأشفَقُ دونَ الكبيرِ؛ لأنَّ الغالبَ
على الكبيرِ عدَمُ السَّلامةِ مِن مُخالَفةِ
والِدَيه.
وقيل: خُصَّ الحُكمُ بالثَّلاثةِ أوَّلًا؛ لأنَّ
الثَّلاثةَ داخلةٌ في حيِّزِ الكثيرِ، وقد
يُصابُ المؤمنُ فيكونُ في إيمانِه مِن
القوَّةِ ما يَصبِرُ بها على المُصيبةِ،
ولا يَصبِرُ لتَكرُّرِها عليه، فلذلك صار مَن
تَكرَّرت عليه المَصائبُ فَصَبَر أولَى
بجَزيلِ الثَّوابِ، والولَدُ مِن أجلِّ ما يُسَـرُّ
به الإنسانُ، حتى إنَّه يَرضى أن يَفديَه
بنفسِـه، هذا هو المعهودُ في الناسِ
والبَهائمِ، فلذلك قَصَدَ رسـولُ اللهِ ﷺ
إلى أعلى المَصائبِ والحضِّ على
الصَّبرِ عليها.
وهذا الحديثُ جاء الخِطابُ فيه
للنِّساءِ، وقد بالخِطابِ العامِّ لكلِّ مُسلِمٍ
فيما روَى البخاريُّ عَن أبي هُريرةَ
رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ ﷺ قال:
«لا يموتُ لِمُسلمٍ ثَلاثةٌ مِنَ الولدِ فَيِلجَ
النَّارَ إلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ»؛ فهذا يَشمَلُ النِّساءَ
والرِّجالَ.
روى أحمد بسند حسـن عن مُعاذ قال:
قال رسول الله ﷺ: ما من مُسلميـن
يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله الجنة
بفضل رحمته إياهما فقالوا:
يا رسـول الله أو اثنان قال: أو اثنان
قالوا: أو واحدٌ قال: أو واحدٌ ثم قال:
والذي نفسي بيده إن السِّقط ليجُرُّ أمه
بسرره إلى الجنة إذا احتسبته.
وهذا مما يُطَمئِنُ المؤمـن ويُصبِّره
ويُخفف عليه المصيبة، إذا عرف أنَّ
هذه المصيبة يترتب عليها هذا
الخير العظيم.
-
في هذا الحديثِ يُبشِّرُ النبيُّ ﷺ النِّساءَ
اللَّواتي ابتُلِينَ بفَقدِ الولدِ بالأجرِ العظيمِ
المُترتِّبِ على هذا البَـلاءِ، وقد كُنَّ طلَبنَ
منه ﷺ أن يَجعَلَ لهنَّ يومًا يقومُ
بِوَعظِهنَّ والحديثِ إليهنَّ فيه، فقالوا له:
غلَبَنا عليك الرِّجالُ، أي: على الجُلـوسِ
معك والاستماعِ لِكلامِك، فجَعَلَ
النبيُّ ﷺ لهنَّ يومًا، ووَعَظَهنَّ وذكَّرهنَّ
بجَزاءِ البَلاءِ.
فأخبَرَهنَّ أنَّه ما مِن امرأةٍ يَموتُ لهـا
ثَلاثةٌ مِنَ الولدِ في حَياتِها، إلَّا كان هذا
البلاءُ حِجابًا وحاجزًا لها مِنَ النَّارِ،
فقالتِ امرأةٌ: ومَن ماتَ لها اثنانِ؛ هل
لها مِثلُ مَن مات لها ثَلاثـةٌ؟ فقال ﷺ:
«واثنينِ»، فمَن ماتَ لها اثنانِ مِن وَلَدِها
في حَياتِها كان ذلك البلاءُ حاجزًا
ومانعًا لها مِن دُخولِ النَّارِ.
وقد بيَّنَت رِوايةُ أبي هُريرةَ عندَ
البُخاريِّ أنَّ المَقصودَ ثَلاثةٌ لم يَبلُغوا
الحِنثَ؛ فهو مُقيَّدٌ بعدَمِ بُلوغِهم سِـنَّ
التَّكليفِ الذي يُكتَبُ فيه الإثمُ على
المُذنِبِ، وخُصَّ الحُكمُ بالَّذين لم يَبلُغوا
الحِنثَ؛ لأنَّ قَلبَ الوالدينِ على الصَّغيرِ
أرحَمُ وأشفَقُ دونَ الكبيرِ؛ لأنَّ الغالبَ
على الكبيرِ عدَمُ السَّلامةِ مِن مُخالَفةِ
والِدَيه.
وقيل: خُصَّ الحُكمُ بالثَّلاثةِ أوَّلًا؛ لأنَّ
الثَّلاثةَ داخلةٌ في حيِّزِ الكثيرِ، وقد
يُصابُ المؤمنُ فيكونُ في إيمانِه مِن
القوَّةِ ما يَصبِرُ بها على المُصيبةِ،
ولا يَصبِرُ لتَكرُّرِها عليه، فلذلك صار مَن
تَكرَّرت عليه المَصائبُ فَصَبَر أولَى
بجَزيلِ الثَّوابِ، والولَدُ مِن أجلِّ ما يُسَـرُّ
به الإنسانُ، حتى إنَّه يَرضى أن يَفديَه
بنفسِـه، هذا هو المعهودُ في الناسِ
والبَهائمِ، فلذلك قَصَدَ رسـولُ اللهِ ﷺ
إلى أعلى المَصائبِ والحضِّ على
الصَّبرِ عليها.
وهذا الحديثُ جاء الخِطابُ فيه
للنِّساءِ، وقد بالخِطابِ العامِّ لكلِّ مُسلِمٍ
فيما روَى البخاريُّ عَن أبي هُريرةَ
رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ ﷺ قال:
«لا يموتُ لِمُسلمٍ ثَلاثةٌ مِنَ الولدِ فَيِلجَ
النَّارَ إلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ»؛ فهذا يَشمَلُ النِّساءَ
والرِّجالَ.
روى أحمد بسند حسـن عن مُعاذ قال:
قال رسول الله ﷺ: ما من مُسلميـن
يتوفى لهما ثلاثة إلا أدخلهما الله الجنة
بفضل رحمته إياهما فقالوا:
يا رسـول الله أو اثنان قال: أو اثنان
قالوا: أو واحدٌ قال: أو واحدٌ ثم قال:
والذي نفسي بيده إن السِّقط ليجُرُّ أمه
بسرره إلى الجنة إذا احتسبته.
وهذا مما يُطَمئِنُ المؤمـن ويُصبِّره
ويُخفف عليه المصيبة، إذا عرف أنَّ
هذه المصيبة يترتب عليها هذا
الخير العظيم.
-
-
❲ الرِّفق بالناس وعدم الإشقاق عليهم ❳
عن عائِشةَ رضي الله عنها، قالَت:
سَمِعتُ رَسـولَ الله ﷺ يَقولُ:
اللَّهُمَّ مَن وَليَ مِن أَمرِ أُمَّتي شَيئًا فَشَقَّ
عَلَيهِم، فَاشقُق عَلَيهِ، ومَن وَليَ مِن أَمرِ
أُمَّتي شَيئًا فَرَفَقَ بهِم، فَارفُق بهِ.
صحيح مسلم ١٨٢٨
❲ الرِّفق بالناس وعدم الإشقاق عليهم ❳
عن عائِشةَ رضي الله عنها، قالَت:
سَمِعتُ رَسـولَ الله ﷺ يَقولُ:
اللَّهُمَّ مَن وَليَ مِن أَمرِ أُمَّتي شَيئًا فَشَقَّ
عَلَيهِم، فَاشقُق عَلَيهِ، ومَن وَليَ مِن أَمرِ
أُمَّتي شَيئًا فَرَفَقَ بهِم، فَارفُق بهِ.
صحيح مسلم ١٨٢٨
-
وضَعَ الإسلامُ دُستورًا للرَّاعي مع الرَّعيَّةِ
أساسُه الرِّفقُ بهم، والعفوُ ورَفعُ المشقَّـةِ
عنهم، والتَّيسيرُ عليهم لِبُلوغِ مَصالِحِهم،
وبيَّـن أنَّ الحُكمَ والولايةَ مَسئوليَّةٌ تَقومُ
على الجَدارةِ والكَفاءةِ مع العِلمِ والفِقـهِ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمّ المؤمنيـن
عائِشة رَضيَ الله عنها أنَّها سَمِعَت
رَسولَ اللهِ ﷺ يَقولُ: «اللَّهُمَّ مَن وَلِيَ
مِن أمرِ أُمَّتِي شيئًا» فجُعِل واليًا عليها
في أمرٍ مِنَ الأُمورِ، أو نوعًا من الوِلاية؛
فشَقَّ وشَدَّد عليهم، فاشقُق عليه،
واشـدُد عليه في أُمورِه، جَزاءً وِفاقًا،
«ومَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتِي شيئًا فرَفَق
بهم، فارفُق به»، والرِّفقُ: أن تَسيرَ
بالناسِ بِحَسَبِ أمرِ الله ورسولِه،
فتَسلُكُ أقرَبَ الطُّرُقِ وأرفَقَها بالناسِ،
ولا تَشُقُّ عليهم في شيءٍ ليس عليه أمرُ
الله ورسولِه، وهذا دُعاءٌ مِن النَّبـيِّ ﷺ
أن يُيسِّـرَ اللهُ أُمورَه ويُعامِلَه بالرِّفقِ
والسُّهولةِ كما عامَلَ الرَّعيَّةَ بالرِّفقِ.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"وهذا دعاء من النبي ﷺ على من تولى
أمور المسلميـن الخاصة والعامة؛ حتى
الإنسان يتولى أمر بيته، وحتى مدير
المدرسة يتولى أمـر المدرسة، وحتى
المدرس يتولى أمر الفصل، وحتى
الإمام يتولى أمر المسجد.
ولهذا قال: (من وَليَ من أمر أمتي
شيئًا)، و(شيئًا) نكرة في سياق الشرط،
وقد ذكر علمـاء الأصول أن النكرة في
سياق الشـرط تفيد العموم؛ أي شيء
يكون، (فرفَق بهم فارفُق به)، ولكن
ما معنى الرفق؟
قد يظن بعض الناس أن معنى الرفق أن
تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون،
وليس الأمرُ كذلك؛ بل الرفق أن تسير
بالناس حسب أمر الله ورسوله، ولكن
تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق
بالناس، ولا تشق عليهم في شيء ليس
عليه أمر الله ورسوله، فإن شقَقتَ
عليهم في شيء ليس عليه أمرُ الله
ورسوله، فإنك تدخل في الطرف الثاني
من الحديث، وهو الدعـاء أن الله يشقق
عليك، والعياذ بالله.
يشق عليه إما بآفات في بدنه، أو في
قلبه، أو في صدره، أو في أهلـه، أو في
غير ذلك؛ لأن الحديث مطلق (فاشقُق
عليه)، بأي شيء يكون، وربما لا تظهـر
للناس المشقة، وقد يكون في قلبه نارٌ
تلظى والناس لا يعلمون، لكن نحن نعلم
أنه إذا شقَّ على الأمة بما لم ينزل به
الله سلطانًا، فإنه مستحق لهذه الدعـوةِ
من رسول الله ﷺ.
[ شرح رياض الصالحين ٦٣٣/٣ ]
-
وضَعَ الإسلامُ دُستورًا للرَّاعي مع الرَّعيَّةِ
أساسُه الرِّفقُ بهم، والعفوُ ورَفعُ المشقَّـةِ
عنهم، والتَّيسيرُ عليهم لِبُلوغِ مَصالِحِهم،
وبيَّـن أنَّ الحُكمَ والولايةَ مَسئوليَّةٌ تَقومُ
على الجَدارةِ والكَفاءةِ مع العِلمِ والفِقـهِ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمّ المؤمنيـن
عائِشة رَضيَ الله عنها أنَّها سَمِعَت
رَسولَ اللهِ ﷺ يَقولُ: «اللَّهُمَّ مَن وَلِيَ
مِن أمرِ أُمَّتِي شيئًا» فجُعِل واليًا عليها
في أمرٍ مِنَ الأُمورِ، أو نوعًا من الوِلاية؛
فشَقَّ وشَدَّد عليهم، فاشقُق عليه،
واشـدُد عليه في أُمورِه، جَزاءً وِفاقًا،
«ومَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتِي شيئًا فرَفَق
بهم، فارفُق به»، والرِّفقُ: أن تَسيرَ
بالناسِ بِحَسَبِ أمرِ الله ورسولِه،
فتَسلُكُ أقرَبَ الطُّرُقِ وأرفَقَها بالناسِ،
ولا تَشُقُّ عليهم في شيءٍ ليس عليه أمرُ
الله ورسولِه، وهذا دُعاءٌ مِن النَّبـيِّ ﷺ
أن يُيسِّـرَ اللهُ أُمورَه ويُعامِلَه بالرِّفقِ
والسُّهولةِ كما عامَلَ الرَّعيَّةَ بالرِّفقِ.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"وهذا دعاء من النبي ﷺ على من تولى
أمور المسلميـن الخاصة والعامة؛ حتى
الإنسان يتولى أمر بيته، وحتى مدير
المدرسة يتولى أمـر المدرسة، وحتى
المدرس يتولى أمر الفصل، وحتى
الإمام يتولى أمر المسجد.
ولهذا قال: (من وَليَ من أمر أمتي
شيئًا)، و(شيئًا) نكرة في سياق الشرط،
وقد ذكر علمـاء الأصول أن النكرة في
سياق الشـرط تفيد العموم؛ أي شيء
يكون، (فرفَق بهم فارفُق به)، ولكن
ما معنى الرفق؟
قد يظن بعض الناس أن معنى الرفق أن
تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون،
وليس الأمرُ كذلك؛ بل الرفق أن تسير
بالناس حسب أمر الله ورسوله، ولكن
تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق
بالناس، ولا تشق عليهم في شيء ليس
عليه أمر الله ورسوله، فإن شقَقتَ
عليهم في شيء ليس عليه أمرُ الله
ورسوله، فإنك تدخل في الطرف الثاني
من الحديث، وهو الدعـاء أن الله يشقق
عليك، والعياذ بالله.
يشق عليه إما بآفات في بدنه، أو في
قلبه، أو في صدره، أو في أهلـه، أو في
غير ذلك؛ لأن الحديث مطلق (فاشقُق
عليه)، بأي شيء يكون، وربما لا تظهـر
للناس المشقة، وقد يكون في قلبه نارٌ
تلظى والناس لا يعلمون، لكن نحن نعلم
أنه إذا شقَّ على الأمة بما لم ينزل به
الله سلطانًا، فإنه مستحق لهذه الدعـوةِ
من رسول الله ﷺ.
[ شرح رياض الصالحين ٦٣٣/٣ ]
-
-
⁽ البشارة العظيمة لأُمَّة الإجابة ⁾
عن ابـنِ مَسعودٍ رضي الله عنه، قالَ:
كُنَّا مع النَّبيِّ في قُبَّةٍ، فَقالَ:
أتَرضَونَ أن تَكونوا رُبُعَ أهلِ الجَنَّةِ؟
قُلنا: نَعَم، قالَ: أتَرضَونَ أن تَكونوا ثُلُثَ
أهلِ الجَنَّةِ؟ قُلنا: نَعَم، قالَ: أتَرضَونَ أن
تَكونوا شَطرَ أهلِ الجَنَّةِ؟ قُلنا: نَعَم،
قالَ: والَّذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، إنِّي
لَأَرجُو أن تَكونوا نِصفَ أهلِ الجَنَّـةِ؛
وذلكَ أنَّ الجَنَّةَ لا يَدخُلُها إلَّا نَفسٌ
مُسلِمةٌ، وما أنتُم في أهلِ الشِّركِ إلَّا
كَالشَّعرةِ البَيضاءِ في جِلدِ الثَّورِ
الأسوَدِ، أو كَالشَّعرةِ السَّـوداءِ في جِلدِ
الثَّورِ الأحمَرِ.
ـــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـــ
⁽ البشارة العظيمة لأُمَّة الإجابة ⁾
عن ابـنِ مَسعودٍ رضي الله عنه، قالَ:
كُنَّا مع النَّبيِّ في قُبَّةٍ، فَقالَ:
أتَرضَونَ أن تَكونوا رُبُعَ أهلِ الجَنَّةِ؟
قُلنا: نَعَم، قالَ: أتَرضَونَ أن تَكونوا ثُلُثَ
أهلِ الجَنَّةِ؟ قُلنا: نَعَم، قالَ: أتَرضَونَ أن
تَكونوا شَطرَ أهلِ الجَنَّةِ؟ قُلنا: نَعَم،
قالَ: والَّذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، إنِّي
لَأَرجُو أن تَكونوا نِصفَ أهلِ الجَنَّـةِ؛
وذلكَ أنَّ الجَنَّةَ لا يَدخُلُها إلَّا نَفسٌ
مُسلِمةٌ، وما أنتُم في أهلِ الشِّركِ إلَّا
كَالشَّعرةِ البَيضاءِ في جِلدِ الثَّورِ
الأسوَدِ، أو كَالشَّعرةِ السَّـوداءِ في جِلدِ
الثَّورِ الأحمَرِ.
ـــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـــ
-
كرَّم اللهُ سبحانه وتعالى الأمَّةَ
الإسلاميَّةَ وأحسَن إليها فضلًا منه
ورحمةً، وتكريمًا لنَبيِّه، فجعَلها أكثَرَ
الأُمَمِ دُخولًا للجنَّةِ.
في هذا الحديثِ يَحكِي ابـنُ مَسعودٍ
رضِي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ ﷺ بَينَما كان
في قُبَّتِه التي ضُرِبت له بمِنًى، وكانَ
الصَّحابةُ معه- وفي روايةِ مُسلِم:
«نحوًا مِن أربعين رَجُلًا»- فقال لهم
ليُبشِّرَهـم: «أَتَرضَونَ أن تكونوا ثُلُثَ
أهلِ الجنَّةِ؟» قلنا: نعم، قال: «أترضَون
أن تكونوا شَطْرَ أهلِ الجنَّةِ؟» قلنا: نعم
قال: «والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيدِه، إنِّي
لَأَرجُو أنْ تكونوا نِصفَ أهلِ الجنَّةِ».
وقد تدرَّج معهم ﷺ؛ لِيَستَثيرَ فَرَحَهم،
ثُمَّ بيَّن ﷺ أنَّ الجنَّـةَ لا يَدخُلها إلَّا
نَفسٌ مُسلِمةٌ، وهي محرَّمةٌ على الكُفَّار،
ثُمَّ بيَّن لهم ﷺ أنَّ سَببَ كثرتِهم: أنَّ
عددَ المسلِمين في الدُّنيا بالنِّسبة لعددِ
المُشرِكين كنِسبةِ شَعرةٍ بَيضاءَ في
شَعرِ جِلدِ الثَّورِ الأَسوَدِ، أو كشَعرةٍ
سوداءَ في جِلدِ الثَّورِ الأحمرِ، وهذا
قليلٌ جِدًّا.
قال الحافظ ابـن حجر رحمه الله:
لما رجَا رحمة رَبِّـه أن تكون أُمَّتَه نصف
أهل الجنة أعطاه ما ارتَجَاه وزاده وهو
نحو قوله تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ (الضحى: ٥).
[فتح الباري ١/١٨ جـ١٤ ]
وعن ابـنِ بُرَيدَةَ، عَن أَبِيهِ، قالَ:
قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أَهلُ الجَنَّةِ
عِشرونَ ومِائَةُ صَفٍّ ثَمانونَ مِنها مِن
هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَربَعونَ مِن سائِرِ الأُمَمِ".
[ صحيح الترمذي ٢٥٤٦ ]
فلله كل الحمد والمنّة،
على أن جعلنا أكثر أهل الجنَّـة.
-
كرَّم اللهُ سبحانه وتعالى الأمَّةَ
الإسلاميَّةَ وأحسَن إليها فضلًا منه
ورحمةً، وتكريمًا لنَبيِّه، فجعَلها أكثَرَ
الأُمَمِ دُخولًا للجنَّةِ.
في هذا الحديثِ يَحكِي ابـنُ مَسعودٍ
رضِي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ ﷺ بَينَما كان
في قُبَّتِه التي ضُرِبت له بمِنًى، وكانَ
الصَّحابةُ معه- وفي روايةِ مُسلِم:
«نحوًا مِن أربعين رَجُلًا»- فقال لهم
ليُبشِّرَهـم: «أَتَرضَونَ أن تكونوا ثُلُثَ
أهلِ الجنَّةِ؟» قلنا: نعم، قال: «أترضَون
أن تكونوا شَطْرَ أهلِ الجنَّةِ؟» قلنا: نعم
قال: «والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيدِه، إنِّي
لَأَرجُو أنْ تكونوا نِصفَ أهلِ الجنَّةِ».
وقد تدرَّج معهم ﷺ؛ لِيَستَثيرَ فَرَحَهم،
ثُمَّ بيَّن ﷺ أنَّ الجنَّـةَ لا يَدخُلها إلَّا
نَفسٌ مُسلِمةٌ، وهي محرَّمةٌ على الكُفَّار،
ثُمَّ بيَّن لهم ﷺ أنَّ سَببَ كثرتِهم: أنَّ
عددَ المسلِمين في الدُّنيا بالنِّسبة لعددِ
المُشرِكين كنِسبةِ شَعرةٍ بَيضاءَ في
شَعرِ جِلدِ الثَّورِ الأَسوَدِ، أو كشَعرةٍ
سوداءَ في جِلدِ الثَّورِ الأحمرِ، وهذا
قليلٌ جِدًّا.
قال الحافظ ابـن حجر رحمه الله:
لما رجَا رحمة رَبِّـه أن تكون أُمَّتَه نصف
أهل الجنة أعطاه ما ارتَجَاه وزاده وهو
نحو قوله تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ (الضحى: ٥).
[فتح الباري ١/١٨ جـ١٤ ]
وعن ابـنِ بُرَيدَةَ، عَن أَبِيهِ، قالَ:
قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أَهلُ الجَنَّةِ
عِشرونَ ومِائَةُ صَفٍّ ثَمانونَ مِنها مِن
هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَربَعونَ مِن سائِرِ الأُمَمِ".
[ صحيح الترمذي ٢٥٤٦ ]
فلله كل الحمد والمنّة،
على أن جعلنا أكثر أهل الجنَّـة.
-
-
ما يقال من ذكر بعد الصلاة:
عن أبي الزُّبَيرِ، قالَ: كانَ ابـنُ الزُّبَيرِ
يَقولُ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ حينَ يُسَلِّمُ:
"لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ،
لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمـدُ وهوَ علَى كُلِّ شيءٍ
قَديرٌ، لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، لا إلَهَ
إلَّا اللَّهُ، ولا نَعبُدُ إلَّا إيَّاهُ، لَهُ النِّعمةُ ولَهُ
الفَضلُ، ولَهُ الثَّناءُ الحَسَنُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ
مُخلِصينَ لَهُ الدِّيـنَ ولَو كَرِهَ الكافِرونَ"،
وقالَ: كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ يُهَلِّلُ بهِنَّ
دُبُـرَ كُلِّ صَلاةٍ.
صحيح مسلم ٥٩٤
ما يقال من ذكر بعد الصلاة:
عن أبي الزُّبَيرِ، قالَ: كانَ ابـنُ الزُّبَيرِ
يَقولُ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ حينَ يُسَلِّمُ:
"لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ،
لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمـدُ وهوَ علَى كُلِّ شيءٍ
قَديرٌ، لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، لا إلَهَ
إلَّا اللَّهُ، ولا نَعبُدُ إلَّا إيَّاهُ، لَهُ النِّعمةُ ولَهُ
الفَضلُ، ولَهُ الثَّناءُ الحَسَنُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ
مُخلِصينَ لَهُ الدِّيـنَ ولَو كَرِهَ الكافِرونَ"،
وقالَ: كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ يُهَلِّلُ بهِنَّ
دُبُـرَ كُلِّ صَلاةٍ.
صحيح مسلم ٥٩٤
-
كان لرسول الله ﷺ أذكار كثيـرة بعد
كل صلاة مكتوبة، ففيها التسـبيح،
والحمد، والتكبير، وفيها أدعية خاصة،
وبعض الآيات، وكان له أيضًا سُنَّة جليلة
يقولها دبر كل صلاة، وهي سُنَّة قول
شهادة التوحيد بعد الصلاة، وكان له
صيغتان في ذلك.. فأما الأولى:
ما جاء في هذا الحديث، أنَّ النبيَّ ﷺ
كان يُهلِّلُ بعد تسليمِه من كلِّ صلاةٍ
مكتوبةٍ بهذا الذكر العظيم، ومعنـاه:
"لا إله إلا الله": يعني لا معبود بحق إلا
الله. "وحده لا شـريك له" أي: إنه
لا مشارك له في ألوهيته وربوبيته
وأسمائه وصفاته.
"له الملك" أي: له الملك المُطلَق العـام
الشامل الواسع، ملك السموات والأرض
وما بينهما. "وله الحمـد" أي:
هو المُتصف بالكمال المطلـق، المحمود
بالكمال محبةً وتعظيمًا على كل حال،
في السراء، وفي الضراء.
"وهو على كل شيء قديـر": فقُدرته
كاملة وتامَّـة من كل وجهٍ، لا يُعجزه
شيءٌ، ولا يمتنع عليه أمرٌ من الأمـور.
"لا حول ولا قوة إلا بالله" أي: لا تَحَوُّل
من حالٍ إلى حال، ومن معصية الله إلى
طاعته، ولا قوة إلا بالله فهو المعين
وعليه التُّكلان.
"لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه": تأكيد
على معنى الألوهية ونفي الشرك، وأنه
لا يستحق العبادة سواه.
"له النعمة وله الفضل": فهو الذي يخلق
النِّعَم ويملكها، ويتفضَّل بها على من
يشاء من عباده.
"وله الثناء الحسن": على ذاته وصفاته
وأفعاله ونعمه، وعلى كل حال.
"لا إله إلا الله، مخلصين له الديـن":
أي موحِّدين لا رياء ولا سمعة في طاعة
الله. "ولو كره الكافرون"، أي: ثابتيـن
على توحيد الله وعبادته ولو كره
الكافـرون.
فهذه صيغة، وأما الصيغة الثانية فقد
وردت في روايـة البخاري ومسلم
عن المُغِيرَةِ بنِ شُعبـةَ رضي الله عنه
يَقولُ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ ﷺ، يَقولُ إِذا
قَضى الصَّلاةَ: «لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ
لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهوَ
عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ لا مانِعَ لِما
أَعطَيتَ، ولا مُعطيَ لِما مَنَعـتَ، ولا يَنفَعُ
ذا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ».
ولا يخفى على أحد قيمة شهادة
التوحيـد، وقد روى البخاري عَن
أَبي هُرَيـرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ:
"قيلَ يا رَسـولَ اللَّهِ مَن أَسعَدُ النَّاسِ
بِشَفاعَتِكَ يَومَ القيامةِ؟
قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَقَد ظَنَنتُ يا
أَبا هُرَيرةَ أَن لا يَسأَلُني عَن هَذا الحَديثِ
أَحَدٌ أَوَّلُ مِنكَ لِما رَأَيتُ مِن حِرصِكَ
عَلى الحَديثِ أَسعَدُ النَّـاسِ بِشَفاعَتي
يَومَ القيامـةِ، مَن قالَ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
خالِصًا مِن قَلبِهِ، أَو نَفسِهِ».
فلنَقُل بعد كل صلاة أيًّا من هاتيـن
الصيغتين، أو كلاهما معًا، ولنجعل
أنفسنا أهلًا لشفاعة رسول الله ﷺ
يوم القيامة.
-
كان لرسول الله ﷺ أذكار كثيـرة بعد
كل صلاة مكتوبة، ففيها التسـبيح،
والحمد، والتكبير، وفيها أدعية خاصة،
وبعض الآيات، وكان له أيضًا سُنَّة جليلة
يقولها دبر كل صلاة، وهي سُنَّة قول
شهادة التوحيد بعد الصلاة، وكان له
صيغتان في ذلك.. فأما الأولى:
ما جاء في هذا الحديث، أنَّ النبيَّ ﷺ
كان يُهلِّلُ بعد تسليمِه من كلِّ صلاةٍ
مكتوبةٍ بهذا الذكر العظيم، ومعنـاه:
"لا إله إلا الله": يعني لا معبود بحق إلا
الله. "وحده لا شـريك له" أي: إنه
لا مشارك له في ألوهيته وربوبيته
وأسمائه وصفاته.
"له الملك" أي: له الملك المُطلَق العـام
الشامل الواسع، ملك السموات والأرض
وما بينهما. "وله الحمـد" أي:
هو المُتصف بالكمال المطلـق، المحمود
بالكمال محبةً وتعظيمًا على كل حال،
في السراء، وفي الضراء.
"وهو على كل شيء قديـر": فقُدرته
كاملة وتامَّـة من كل وجهٍ، لا يُعجزه
شيءٌ، ولا يمتنع عليه أمرٌ من الأمـور.
"لا حول ولا قوة إلا بالله" أي: لا تَحَوُّل
من حالٍ إلى حال، ومن معصية الله إلى
طاعته، ولا قوة إلا بالله فهو المعين
وعليه التُّكلان.
"لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه": تأكيد
على معنى الألوهية ونفي الشرك، وأنه
لا يستحق العبادة سواه.
"له النعمة وله الفضل": فهو الذي يخلق
النِّعَم ويملكها، ويتفضَّل بها على من
يشاء من عباده.
"وله الثناء الحسن": على ذاته وصفاته
وأفعاله ونعمه، وعلى كل حال.
"لا إله إلا الله، مخلصين له الديـن":
أي موحِّدين لا رياء ولا سمعة في طاعة
الله. "ولو كره الكافرون"، أي: ثابتيـن
على توحيد الله وعبادته ولو كره
الكافـرون.
فهذه صيغة، وأما الصيغة الثانية فقد
وردت في روايـة البخاري ومسلم
عن المُغِيرَةِ بنِ شُعبـةَ رضي الله عنه
يَقولُ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ ﷺ، يَقولُ إِذا
قَضى الصَّلاةَ: «لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ
لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهوَ
عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ لا مانِعَ لِما
أَعطَيتَ، ولا مُعطيَ لِما مَنَعـتَ، ولا يَنفَعُ
ذا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ».
ولا يخفى على أحد قيمة شهادة
التوحيـد، وقد روى البخاري عَن
أَبي هُرَيـرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ:
"قيلَ يا رَسـولَ اللَّهِ مَن أَسعَدُ النَّاسِ
بِشَفاعَتِكَ يَومَ القيامةِ؟
قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَقَد ظَنَنتُ يا
أَبا هُرَيرةَ أَن لا يَسأَلُني عَن هَذا الحَديثِ
أَحَدٌ أَوَّلُ مِنكَ لِما رَأَيتُ مِن حِرصِكَ
عَلى الحَديثِ أَسعَدُ النَّـاسِ بِشَفاعَتي
يَومَ القيامـةِ، مَن قالَ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
خالِصًا مِن قَلبِهِ، أَو نَفسِهِ».
فلنَقُل بعد كل صلاة أيًّا من هاتيـن
الصيغتين، أو كلاهما معًا، ولنجعل
أنفسنا أهلًا لشفاعة رسول الله ﷺ
يوم القيامة.
-
-
⸡ شيء من أنواع السحر ⸠
عن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، قالَ:
إنَّ مُحَمَّدًاﷺ قالَ: أَلا أُنَبِّئُكُمْ ما العَضهُ؟
هي النَّميمةُ القالةُ بَينَ النَّاسِ.
صحيح مسلم ٢٦٠٦
⸡ شيء من أنواع السحر ⸠
عن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، قالَ:
إنَّ مُحَمَّدًاﷺ قالَ: أَلا أُنَبِّئُكُمْ ما العَضهُ؟
هي النَّميمةُ القالةُ بَينَ النَّاسِ.
صحيح مسلم ٢٦٠٦
-
حَثَّ الشَّـرعُ على مَكارمِ الأخلاقِ ونَهى
عن مَساوئِها، والمسلمُ الحقُّ يُحاوِلُ أن
يَتَّصِفَ بمَعالي الأخلاقِ ويَعلوَ بنَفسِـه
فيها درَجـاتٍ، ويَبتعِدَ قَدرَ استطاعتِه
عن الأخلاقِ الذَّميمةِ والسَّيِّئةِ؛ لِيَكونَ
بذلكَ داعيًا إلى اللهِ بأقوالِه وأفعالِه
وسُلوكِه.
وفي هذا الحديثِ يَروي عبدُ اللهِ
بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ ﷺ
قالَ لأَصحابِه: «أَلا أُنبِّئَكم ما العَضهُ؟»
وقد رُويت هذه اللَّفظةُ على وجهين:
(العَضْه) كالوَجه، و(العِضَةُ) كالعِدةِ، ثُمَّ
أَجاب ﷺ عَن سُؤالِه، وقال: «هي
النَّميمةُ، القالةُ بَيـنَ النَّاس»، والمعنى:
نقلُ كَلامِ الغيرِ بقَصدِ الإضرارِ وإيقاعِ
الخِلافِ والوَقيعةِ بين النَّاسِ.
وهو مِن الكبائـرِ؛ لأنَّه كشفُ ما يُكرَهُ
كَشفُه، سـواءٌ كَرِهَه المنقولُ عنه، أو
المنقولُ إليه، أو ثالثٌ، وسواءٌ كان بقَولٍ
أو كِتابةٍ، أو رمزٍ، أو إيماءٍ، وسـواءٌ كان
عَيبـًا، أو نقصًا على المنقولِ عنه، أو لا،
بل حَقيقةُ النَّميمةِ إفشاءُ السِّرِّ، وهتكُ
السِّترِ عمَّا يُكرَهُ كَشفُه.
النمام يعمل عمل الساحر:
النمام صاحب القالة فعله كعمل الساحر
بل هو أشـد فتكًا، وقد سُمِّي العضة
سحرًا، قـال الأصمعيُّ: العَضة السِّحرُ،
بِلُغةِ قُرَيشٍ، وَهُم يَقولونَ للسَّاحِرِ عَاضِةٌ
[ تاج العروس ٤٣٣/٣٦ ]
وقالوا: إنما سميت النميمة سحرًا، وإن
لم يقم في عمل النمام حقيقة ما يقوم
به الساحر؛ لأن ما يؤدي إليه عمـل
النمام من إفسـاد وإيقاع للفرقة، ونشر
للعداوات مشابه لعمل الساحر بل أشد.
قال يحيى بن أبي كثير اليمامي
رحمه الله: "يُفسِد النمام في ساعة ما لا
يفسد الساحر في شهـر"؛ فكم من طلاق
بسبب نميمة! وكم وكم من ويلات
وشرور! فالنمام يعمل عمل الساحر، لكن
بلا شياطيـن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تَنَحَّ عَنِ النَّمِيمَـةِ وَاجتَنِبهَــا
فَإِنَّ النَّـمَّ يُحبِـطُ كُلَّ أَجـــرِ
يُثِيرُ أَخُو النَّمِيمَـةِ كُلَّ شَــرٍّ
وَيَكشِـفُ لِلخَلَائِقِ كُلَّ سِــرِّ
وَيَقتُلُ نَفسَـهُ وَسِوَاهُ ظُلمـًا
وَلَيسَ النَّـمُّ مِن أَفعَالِ حُـرِّ
-
حَثَّ الشَّـرعُ على مَكارمِ الأخلاقِ ونَهى
عن مَساوئِها، والمسلمُ الحقُّ يُحاوِلُ أن
يَتَّصِفَ بمَعالي الأخلاقِ ويَعلوَ بنَفسِـه
فيها درَجـاتٍ، ويَبتعِدَ قَدرَ استطاعتِه
عن الأخلاقِ الذَّميمةِ والسَّيِّئةِ؛ لِيَكونَ
بذلكَ داعيًا إلى اللهِ بأقوالِه وأفعالِه
وسُلوكِه.
وفي هذا الحديثِ يَروي عبدُ اللهِ
بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ ﷺ
قالَ لأَصحابِه: «أَلا أُنبِّئَكم ما العَضهُ؟»
وقد رُويت هذه اللَّفظةُ على وجهين:
(العَضْه) كالوَجه، و(العِضَةُ) كالعِدةِ، ثُمَّ
أَجاب ﷺ عَن سُؤالِه، وقال: «هي
النَّميمةُ، القالةُ بَيـنَ النَّاس»، والمعنى:
نقلُ كَلامِ الغيرِ بقَصدِ الإضرارِ وإيقاعِ
الخِلافِ والوَقيعةِ بين النَّاسِ.
وهو مِن الكبائـرِ؛ لأنَّه كشفُ ما يُكرَهُ
كَشفُه، سـواءٌ كَرِهَه المنقولُ عنه، أو
المنقولُ إليه، أو ثالثٌ، وسواءٌ كان بقَولٍ
أو كِتابةٍ، أو رمزٍ، أو إيماءٍ، وسـواءٌ كان
عَيبـًا، أو نقصًا على المنقولِ عنه، أو لا،
بل حَقيقةُ النَّميمةِ إفشاءُ السِّرِّ، وهتكُ
السِّترِ عمَّا يُكرَهُ كَشفُه.
النمام يعمل عمل الساحر:
النمام صاحب القالة فعله كعمل الساحر
بل هو أشـد فتكًا، وقد سُمِّي العضة
سحرًا، قـال الأصمعيُّ: العَضة السِّحرُ،
بِلُغةِ قُرَيشٍ، وَهُم يَقولونَ للسَّاحِرِ عَاضِةٌ
[ تاج العروس ٤٣٣/٣٦ ]
وقالوا: إنما سميت النميمة سحرًا، وإن
لم يقم في عمل النمام حقيقة ما يقوم
به الساحر؛ لأن ما يؤدي إليه عمـل
النمام من إفسـاد وإيقاع للفرقة، ونشر
للعداوات مشابه لعمل الساحر بل أشد.
قال يحيى بن أبي كثير اليمامي
رحمه الله: "يُفسِد النمام في ساعة ما لا
يفسد الساحر في شهـر"؛ فكم من طلاق
بسبب نميمة! وكم وكم من ويلات
وشرور! فالنمام يعمل عمل الساحر، لكن
بلا شياطيـن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تَنَحَّ عَنِ النَّمِيمَـةِ وَاجتَنِبهَــا
فَإِنَّ النَّـمَّ يُحبِـطُ كُلَّ أَجـــرِ
يُثِيرُ أَخُو النَّمِيمَـةِ كُلَّ شَــرٍّ
وَيَكشِـفُ لِلخَلَائِقِ كُلَّ سِــرِّ
وَيَقتُلُ نَفسَـهُ وَسِوَاهُ ظُلمـًا
وَلَيسَ النَّـمُّ مِن أَفعَالِ حُـرِّ
-
-
الصبر على بلايا الدنيا
⇪ يـورث الجنـة ⇪
عن عَطاءِ بنِ أَبي رَباحٍ، قالَ:
قالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: ألا أُريكَ امرَأَةً مِن
أهلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلى، قالَ: هَذِهِ المَرأَةُ
السَّوداءُ؛ أتَتِ النَّبيَّ ﷺ فَقالَت: إنِّي
أُصرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فَـادعُ اللَّهَ لي،
قالَ: إن شِئتِ صَبَرتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإن
شِئتِ دَعَوتُ اللَّهَ أن يُعافيَكِ، فَقالَت:
أصبِرُ، فَقالَت: إنِّي أتَكَشَّفُ،
فَادعُ اللَّهَ لي ألَّا أتَكَشَّفَ، فَدَعـا لَها.
-« مُتَّفَقٌ عَلَيهِ »-
الصبر على بلايا الدنيا
⇪ يـورث الجنـة ⇪
عن عَطاءِ بنِ أَبي رَباحٍ، قالَ:
قالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: ألا أُريكَ امرَأَةً مِن
أهلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلى، قالَ: هَذِهِ المَرأَةُ
السَّوداءُ؛ أتَتِ النَّبيَّ ﷺ فَقالَت: إنِّي
أُصرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فَـادعُ اللَّهَ لي،
قالَ: إن شِئتِ صَبَرتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإن
شِئتِ دَعَوتُ اللَّهَ أن يُعافيَكِ، فَقالَت:
أصبِرُ، فَقالَت: إنِّي أتَكَشَّفُ،
فَادعُ اللَّهَ لي ألَّا أتَكَشَّفَ، فَدَعـا لَها.
-« مُتَّفَقٌ عَلَيهِ »-
-
الصَّبرُ ضياءٌ يُضيءُ للإنسانِ الظُّلماتِ،
ويُهوِّن عليه الشَّدائدَ والكُرباتِ، ويَهديه
سَبيلَ الحَقِّ، ويُيسِّرُ له الطَّريقَ إلى
الجنَّةَ، ومِن ثمَّ فهو مِن أهمِّ الأخلاقِ
الَّتي يَنبغي للمُسلِمِ أنْ يتَّصِفَ بها.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ
عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ امرأةً سَوداءَ
-قيل اسمُها: سعيرةُ الأَسديَّةُ، وقيل
شقيرة- كانت مُصابةً بِداءِ الصَّرَعِ
-وهو مَرَضٌ في الجِهـازِ العَصَبيِّ
تَصحَبُه غَيبوبـةٌ في العَضَلاتِ- فأتتِ
النَّبـيَّ ﷺ تَشْكو مَرضَها وحالَها، وأنَّها
عندَ إصابتِها بنَوْبةِ الصَّرعِ تَتكشَّفُ،
فيَظهَرُ جَسدُهـا، وطلَبَت منه ﷺ أن
يَدعوَ لها بالشّفاءِ مِن مَرَضِها هذا.
فخيَّرَها النَّبـيُّ ﷺ بين أن تَصبِرَ
ويكونَ جَزاؤها الجنَّـةَ، وبين أن يَدعوَ
لها فيَذهَبَ عنها المرضُ، فاختارتِ
الصَّبرَ على المرضِ رَجاءَ الجنَّة، ولكنَّها
طلَبت منه ﷺ أن يَدعوَ لها ألَّا تَتكشَّفَ؛
حِفاظًا على جَسدِها وعَورتِها من
الظُّهورِ أمامَ النَّاس وهي لا تدري، فدَعا
لها النَّبيُّ ﷺ ألَّا تَتكشَّفَ أثناءَ صَرَعِها.
قال ابن هبيرة رحمه الله:
"في هذا الحديث ما يدل على من
ابتلي بمثل ما ابتليت به هذه المرأة،
فصبر كما صبرت، كان له مثل ما
وعدها رسول الله ﷺ؛ لأنه علل دخول
الجنة بصبرها، فاختارت الصبر.
فاقتضى مفهومُ الخطاب أن كل من
كانت حالُه مثل حالها، وصبر، مختارًا
للصبر على العافية: رجي له من فضل
الله عز وجل ما رجي لها".
[ الإفصاح ٣/٤٦ ]
"فــاصبر.. على ما قدره الله عليك
من البلاء فإنك لا تدري أي مصائبك
ستكون بابك إلى الجنة"
-
الصَّبرُ ضياءٌ يُضيءُ للإنسانِ الظُّلماتِ،
ويُهوِّن عليه الشَّدائدَ والكُرباتِ، ويَهديه
سَبيلَ الحَقِّ، ويُيسِّرُ له الطَّريقَ إلى
الجنَّةَ، ومِن ثمَّ فهو مِن أهمِّ الأخلاقِ
الَّتي يَنبغي للمُسلِمِ أنْ يتَّصِفَ بها.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ
عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ امرأةً سَوداءَ
-قيل اسمُها: سعيرةُ الأَسديَّةُ، وقيل
شقيرة- كانت مُصابةً بِداءِ الصَّرَعِ
-وهو مَرَضٌ في الجِهـازِ العَصَبيِّ
تَصحَبُه غَيبوبـةٌ في العَضَلاتِ- فأتتِ
النَّبـيَّ ﷺ تَشْكو مَرضَها وحالَها، وأنَّها
عندَ إصابتِها بنَوْبةِ الصَّرعِ تَتكشَّفُ،
فيَظهَرُ جَسدُهـا، وطلَبَت منه ﷺ أن
يَدعوَ لها بالشّفاءِ مِن مَرَضِها هذا.
فخيَّرَها النَّبـيُّ ﷺ بين أن تَصبِرَ
ويكونَ جَزاؤها الجنَّـةَ، وبين أن يَدعوَ
لها فيَذهَبَ عنها المرضُ، فاختارتِ
الصَّبرَ على المرضِ رَجاءَ الجنَّة، ولكنَّها
طلَبت منه ﷺ أن يَدعوَ لها ألَّا تَتكشَّفَ؛
حِفاظًا على جَسدِها وعَورتِها من
الظُّهورِ أمامَ النَّاس وهي لا تدري، فدَعا
لها النَّبيُّ ﷺ ألَّا تَتكشَّفَ أثناءَ صَرَعِها.
قال ابن هبيرة رحمه الله:
"في هذا الحديث ما يدل على من
ابتلي بمثل ما ابتليت به هذه المرأة،
فصبر كما صبرت، كان له مثل ما
وعدها رسول الله ﷺ؛ لأنه علل دخول
الجنة بصبرها، فاختارت الصبر.
فاقتضى مفهومُ الخطاب أن كل من
كانت حالُه مثل حالها، وصبر، مختارًا
للصبر على العافية: رجي له من فضل
الله عز وجل ما رجي لها".
[ الإفصاح ٣/٤٦ ]
"فــاصبر.. على ما قدره الله عليك
من البلاء فإنك لا تدري أي مصائبك
ستكون بابك إلى الجنة"
-