-
ماذا يقال في الجلسة
بين خطبتي الجمعة؟
عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما،
قالَ: كانَ النَّبيُّ ﷺ يَخطُبُ خُطبَتَينِ
يَقعُدُ بينَهُما.
صحيح البخاري ٩٢٨
ماذا يقال في الجلسة
بين خطبتي الجمعة؟
عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما،
قالَ: كانَ النَّبيُّ ﷺ يَخطُبُ خُطبَتَينِ
يَقعُدُ بينَهُما.
صحيح البخاري ٩٢٨
-
خُطبَةُ الجُمُعةِ شَعيرةٌ عظيمةٌ مِن
شَعائرِ الدِّيـنِ، ويُحرَصُ فيها علَى
الإبلاغِ وإسْماعِ الحاضِرينَ؛ ليَتعلَّموا
من الخَطيبِ ما يُقَرِّبُهم إلى اللهِ ﷻ
وما يُرغِّبُهم فيمـا عِندَ اللهِ تعالى مِن
الثوابِ، وما يُحوِّفُهم مِن عِقابِـه
بالمواعِظِ المُؤثِّرةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ ابن عُمر
رَضيَ اللهُ عنهما عن هَديِه ﷺ في
خُطبةِ الجُمُعـةِ، وأنَّها تَتكوَّنُ مِن
خُطبَتَيـنِ قبلَ الصَّلاةِ، يَعِظُ فيهما
النَّـاسَ، ويُعلِّمُهم مِن أُمورِ دِينِهم
ودُنياهم، وكانت صِفَتُهما: أن يَقِفَ لهما
على المِنبرِ، ويَفصِلَ بينَهما بجِلسـةٍ
خَفيفةٍ للاسـتِراحةِ، ويَكونَ مُقبِلًا على
النَّاسِ بوَجْهِه، ومِثلُها خُطبةُ العيدَيـنِ،
إلَّا أنَّها تَكونُ بعْدَ الصَّلاةِ، وكان
النبيُّ ﷺ في أوَّلِ أمرِه يَقِفُ على
جِذعِ نَخلةٍ، ثمَّ تحَوَّلَ منه إلى المِنبرِ.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
هل هناك دعاء معين وارد، أو ذكر معين
يقوله المصلي بين خطبتي الجمعـة؟
وهل ورد أن خطيب الجمعة يدعو بين
الخطبتين أم لا؟
فأجـاب: "ليس هناك ذكر مخصوص أو
دعاء مخصوص، لكن يدعو الإنسان بما
أحب، وذلك لأن هذا الوقت وقت
إجابة، فإن النبي ﷺ ذكر: ( أن في
يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم
وهو قائم يصلى يسأل الله شيئًا
إلا أعطاه إياه ). وفي صحيح مسلم
من حديث أبي موسى: ( أنها ما بين
خروج الإمام - يعني دخوله المسجد -
إلى أن تقضى الصلاة ).
فهذا الوقت وقت إجابة، فينبغي
للإنسان أن يستغل الفرصة بالدعاء بين
الخطبتين بما يشاء من خيري الدنيا
والآخرة. وكذلك يقال بالنسـبة للإمام:
إنه يدعو بين الخطبتين، لكن دعاءً
سريًا بما يريده من أمر الدنيا والآخرة.
وأما رفع اليدين بذلك فلا أعلم به بأسًا؛
لأن الأصل في الدعاء أن مِن آدابه رفع
اليدين، فإذا رفع الإنسان يده فلا حرج،
وإذا دعا بدون رفع يد فلا حرج، وهذا
في الدعـاء الذي بين الخطبتين".
"فتاوى نور على الدرب"
(فتاوى الصلاة/صلاة الجمعـة)
فالراجح - والله أعلم - أنه ليس هنـاك
سنة لازمة عن النبـي ﷺ في هذا
الموضع، وأنَّ مَن أراد أن يشغل تلك
السكتة اللطيفة بدعـاء أو ذكر أو قرءان
فله ذلك، على ألا يشوش به على
الحاضرين.
[ م/ بتصرف/ الإسلام سؤال وجواب ]
-
خُطبَةُ الجُمُعةِ شَعيرةٌ عظيمةٌ مِن
شَعائرِ الدِّيـنِ، ويُحرَصُ فيها علَى
الإبلاغِ وإسْماعِ الحاضِرينَ؛ ليَتعلَّموا
من الخَطيبِ ما يُقَرِّبُهم إلى اللهِ ﷻ
وما يُرغِّبُهم فيمـا عِندَ اللهِ تعالى مِن
الثوابِ، وما يُحوِّفُهم مِن عِقابِـه
بالمواعِظِ المُؤثِّرةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ ابن عُمر
رَضيَ اللهُ عنهما عن هَديِه ﷺ في
خُطبةِ الجُمُعـةِ، وأنَّها تَتكوَّنُ مِن
خُطبَتَيـنِ قبلَ الصَّلاةِ، يَعِظُ فيهما
النَّـاسَ، ويُعلِّمُهم مِن أُمورِ دِينِهم
ودُنياهم، وكانت صِفَتُهما: أن يَقِفَ لهما
على المِنبرِ، ويَفصِلَ بينَهما بجِلسـةٍ
خَفيفةٍ للاسـتِراحةِ، ويَكونَ مُقبِلًا على
النَّاسِ بوَجْهِه، ومِثلُها خُطبةُ العيدَيـنِ،
إلَّا أنَّها تَكونُ بعْدَ الصَّلاةِ، وكان
النبيُّ ﷺ في أوَّلِ أمرِه يَقِفُ على
جِذعِ نَخلةٍ، ثمَّ تحَوَّلَ منه إلى المِنبرِ.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
هل هناك دعاء معين وارد، أو ذكر معين
يقوله المصلي بين خطبتي الجمعـة؟
وهل ورد أن خطيب الجمعة يدعو بين
الخطبتين أم لا؟
فأجـاب: "ليس هناك ذكر مخصوص أو
دعاء مخصوص، لكن يدعو الإنسان بما
أحب، وذلك لأن هذا الوقت وقت
إجابة، فإن النبي ﷺ ذكر: ( أن في
يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم
وهو قائم يصلى يسأل الله شيئًا
إلا أعطاه إياه ). وفي صحيح مسلم
من حديث أبي موسى: ( أنها ما بين
خروج الإمام - يعني دخوله المسجد -
إلى أن تقضى الصلاة ).
فهذا الوقت وقت إجابة، فينبغي
للإنسان أن يستغل الفرصة بالدعاء بين
الخطبتين بما يشاء من خيري الدنيا
والآخرة. وكذلك يقال بالنسـبة للإمام:
إنه يدعو بين الخطبتين، لكن دعاءً
سريًا بما يريده من أمر الدنيا والآخرة.
وأما رفع اليدين بذلك فلا أعلم به بأسًا؛
لأن الأصل في الدعاء أن مِن آدابه رفع
اليدين، فإذا رفع الإنسان يده فلا حرج،
وإذا دعا بدون رفع يد فلا حرج، وهذا
في الدعـاء الذي بين الخطبتين".
"فتاوى نور على الدرب"
(فتاوى الصلاة/صلاة الجمعـة)
فالراجح - والله أعلم - أنه ليس هنـاك
سنة لازمة عن النبـي ﷺ في هذا
الموضع، وأنَّ مَن أراد أن يشغل تلك
السكتة اللطيفة بدعـاء أو ذكر أو قرءان
فله ذلك، على ألا يشوش به على
الحاضرين.
[ م/ بتصرف/ الإسلام سؤال وجواب ]
-
-
▾الملائكة تعين المؤمنين في جهادهم▾
عن أنَـسٍ رضي الله عنه، قالَ:
كَأَنِّي أنظُرُ إلى الغُبارِ ساطِعًا في زُقاقِ
بَني غَنمٍ، مَوكِبَ جِبريلَ صَلَواتُ اللهِ
عَلَيهِ حينَ سارَ رَسولُ اللهِ ﷺ إلى
بَني قُرَيظةَ.
صحيح البخاري ٤١١٨
▾الملائكة تعين المؤمنين في جهادهم▾
عن أنَـسٍ رضي الله عنه، قالَ:
كَأَنِّي أنظُرُ إلى الغُبارِ ساطِعًا في زُقاقِ
بَني غَنمٍ، مَوكِبَ جِبريلَ صَلَواتُ اللهِ
عَلَيهِ حينَ سارَ رَسولُ اللهِ ﷺ إلى
بَني قُرَيظةَ.
صحيح البخاري ٤١١٨
-
أيَّدَ اللهُ المؤمِنيـنَ معَ رَسولِ اللهِ ﷺ
بجُندٍ مِن المَلائكةِ؛ مُقاتِليـنَ معَهم،
ومُدافِعيـنَ عنهم، وهذا وَعدُ
اللهِ عزَّ وجلَّ للمؤمِنينَ الصَّادِقينَ في
كلِّ زَمانٍ ومَكانٍ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أنَسُ بنُ مالكٍ
رَضيَ اللهُ عنه: «كأنِّي أنظُرُ إلى الغُبـارِ
ساطِعًا»، أي: مُرتَفِعًا «في زُقاقِ بَني
غَنمٍ»، أي: سِكَّتِهم وطَريقِهم، وبَنو غَنمٍ:
قَبيلةٌ مِن الأنصارِ، وهذا الغبارُ أثَرِ
مَوكِبِ جِبريلَ عليه السَّلامُ -وهو الملَكُ
الموَكَّلُ بالوَحيِ- ومَن معَه منَ المَلائكةِ.
والمَوكِبُ نَوعٌ مِن السَّيـرِ، ويُقالُ للقَومِ
الرُّكوبِ على الإبِلِ للزِّينـةِ: مَوكِبٌ،
وكذلك جَماعةُ الفُرسانِ؛ وذلك حين
أمَرَ رَسولُ اللَّه ﷺ أصحابَه بالسَّيرِ إلى
بَني قُرَيظةَ، وهم قَبيلةٌ مِن اليَهـودِ
الَّذين سَكَنوا المَدينـةَ، وعقَدَ معَهم
رَسولُ اللهِ ﷺ عُهودًا عندَما قدِمَ
المَدينةَ مُهاجِرًا..
وذلك الزُّقـاقُ كان مَهجورًا مِن سَيرِ
النَّاسِ فيه، فرُؤيةُ الغُبارِ السَّاطِعِ منه
تدُلُّ على أنَّهُ مِن أثَرِ جُندِ المَلائكـةِ،
وأشارَ أنَـسٌ رَضيَ اللهُ عنه بهذا إلى أنَّه
يَستَحضِرُ القِصَّةَ حتَّى كأنَّه يَنظُرُ إليها
مُشخَّصةً له بعدَ تلك المُدَّةِ الطَّويلـةِ،
وهو دَليلٌ على قوَّةِ حِفظِه، وتَذكُّرِه
لتلك الغَزوةِ.
وسَببُ ذلك ما وقَعَ مِن بَني قُرَيظـةَ مِن
نَقضِ عَهدِه، ومُمالأتِهم لقُرَيشٍ وغَطَفانَ
عندَما تَحَزَّبوا لقِتالِ المُسلِمينَ في العامِ
الخامِسِ منَ الهِجرةِ في غَزوةِ الأحزابِ
وقد خان يَهودُ بَني قُرَيظةَ عَهدَهم معَ
رَسولِ اللهِ ﷺ في هذا الوَقتِ العَصيبِ
فأوحى اللهُ إلى نَبيِّـه ﷺ بعدَ هَزيمةِ
الأحزابِ أن يَسيرَ إلى يَهودِ بَني قُرَيظةَ
ليُعاقِبَهم على خِيانَتِهم، وسارَتِ
المَلائكـةُ يَقدُمُهم جِبريلُ عليه السَّلامُ
إلى هناك.
لله جنود لا يراها الناس، والله عزيز ذو
انتقـام، لا يغلبه غالب، ولا يمتنع عليه
طاغية ولا جيش كفار، فإذا أراد اللهﷻ
نصرة المؤمنين الذين صدقوا معه،
وثبتوا على دينه، ووحدوه، وأخلصوا
له، وانقطعت أسباب الأرض بهـم
فاتجهوا إلى أسباب السماء فإن الله
لا يخذل لا يخذل من انتصر به ﷻ.
-
أيَّدَ اللهُ المؤمِنيـنَ معَ رَسولِ اللهِ ﷺ
بجُندٍ مِن المَلائكةِ؛ مُقاتِليـنَ معَهم،
ومُدافِعيـنَ عنهم، وهذا وَعدُ
اللهِ عزَّ وجلَّ للمؤمِنينَ الصَّادِقينَ في
كلِّ زَمانٍ ومَكانٍ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أنَسُ بنُ مالكٍ
رَضيَ اللهُ عنه: «كأنِّي أنظُرُ إلى الغُبـارِ
ساطِعًا»، أي: مُرتَفِعًا «في زُقاقِ بَني
غَنمٍ»، أي: سِكَّتِهم وطَريقِهم، وبَنو غَنمٍ:
قَبيلةٌ مِن الأنصارِ، وهذا الغبارُ أثَرِ
مَوكِبِ جِبريلَ عليه السَّلامُ -وهو الملَكُ
الموَكَّلُ بالوَحيِ- ومَن معَه منَ المَلائكةِ.
والمَوكِبُ نَوعٌ مِن السَّيـرِ، ويُقالُ للقَومِ
الرُّكوبِ على الإبِلِ للزِّينـةِ: مَوكِبٌ،
وكذلك جَماعةُ الفُرسانِ؛ وذلك حين
أمَرَ رَسولُ اللَّه ﷺ أصحابَه بالسَّيرِ إلى
بَني قُرَيظةَ، وهم قَبيلةٌ مِن اليَهـودِ
الَّذين سَكَنوا المَدينـةَ، وعقَدَ معَهم
رَسولُ اللهِ ﷺ عُهودًا عندَما قدِمَ
المَدينةَ مُهاجِرًا..
وذلك الزُّقـاقُ كان مَهجورًا مِن سَيرِ
النَّاسِ فيه، فرُؤيةُ الغُبارِ السَّاطِعِ منه
تدُلُّ على أنَّهُ مِن أثَرِ جُندِ المَلائكـةِ،
وأشارَ أنَـسٌ رَضيَ اللهُ عنه بهذا إلى أنَّه
يَستَحضِرُ القِصَّةَ حتَّى كأنَّه يَنظُرُ إليها
مُشخَّصةً له بعدَ تلك المُدَّةِ الطَّويلـةِ،
وهو دَليلٌ على قوَّةِ حِفظِه، وتَذكُّرِه
لتلك الغَزوةِ.
وسَببُ ذلك ما وقَعَ مِن بَني قُرَيظـةَ مِن
نَقضِ عَهدِه، ومُمالأتِهم لقُرَيشٍ وغَطَفانَ
عندَما تَحَزَّبوا لقِتالِ المُسلِمينَ في العامِ
الخامِسِ منَ الهِجرةِ في غَزوةِ الأحزابِ
وقد خان يَهودُ بَني قُرَيظةَ عَهدَهم معَ
رَسولِ اللهِ ﷺ في هذا الوَقتِ العَصيبِ
فأوحى اللهُ إلى نَبيِّـه ﷺ بعدَ هَزيمةِ
الأحزابِ أن يَسيرَ إلى يَهودِ بَني قُرَيظةَ
ليُعاقِبَهم على خِيانَتِهم، وسارَتِ
المَلائكـةُ يَقدُمُهم جِبريلُ عليه السَّلامُ
إلى هناك.
لله جنود لا يراها الناس، والله عزيز ذو
انتقـام، لا يغلبه غالب، ولا يمتنع عليه
طاغية ولا جيش كفار، فإذا أراد اللهﷻ
نصرة المؤمنين الذين صدقوا معه،
وثبتوا على دينه، ووحدوه، وأخلصوا
له، وانقطعت أسباب الأرض بهـم
فاتجهوا إلى أسباب السماء فإن الله
لا يخذل لا يخذل من انتصر به ﷻ.
-
-
❲ حكم من نسي كم صلى من الركعات ❳
عن ابنِ مَسعـودٍ رضي الله عنه، قالَ:
صَلَّى النبـيُّ ﷺ - قالَ إبرَاهيمُ: لا أدري
زادَ أو نَقَصَ - فَلَمَّا سَلَّمَ قيلَ لَهُ:
يا رَسولَ اللَّهِ، أحَدَثَ في الصَّلَاةِ شيءٌ؟
قالَ: وما ذاكَ، قالـوا: صَلَّيتَ كَذا وكَذا،
فَثَنَى رِجلَيهِ، واستَقبَلَ القِبلـةَ، وسَجَدَ
سَجدَتَينِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَلَمَّا أقبَلَ عَلَينا
بوَجهِهِ، قـالَ: إنَّهُ لَو حَدَثَ في الصَّلاةِ
شَيءٌ لَنَبَّأْتُكُم بِهِ، ولَكِن إنَّما أنا بَشَرٌ
مِثلُكُم، أنسَى كَما تَنسَـونَ، فَإِذا نَسيتُ
فَذَكِّروني، وإذا شَكَّ أحَدُكُم في صَلاتِهِ،
فَليَتَحَرَّ الصَّوابَ فَليُتِمَّ عَلَيهِ، ثُمَّ لِيُسَلِّم،
ثُمَّ يَسجُدُ سَجدَتَينِ.
صحيح البخاري ٤٠١
❲ حكم من نسي كم صلى من الركعات ❳
عن ابنِ مَسعـودٍ رضي الله عنه، قالَ:
صَلَّى النبـيُّ ﷺ - قالَ إبرَاهيمُ: لا أدري
زادَ أو نَقَصَ - فَلَمَّا سَلَّمَ قيلَ لَهُ:
يا رَسولَ اللَّهِ، أحَدَثَ في الصَّلَاةِ شيءٌ؟
قالَ: وما ذاكَ، قالـوا: صَلَّيتَ كَذا وكَذا،
فَثَنَى رِجلَيهِ، واستَقبَلَ القِبلـةَ، وسَجَدَ
سَجدَتَينِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَلَمَّا أقبَلَ عَلَينا
بوَجهِهِ، قـالَ: إنَّهُ لَو حَدَثَ في الصَّلاةِ
شَيءٌ لَنَبَّأْتُكُم بِهِ، ولَكِن إنَّما أنا بَشَرٌ
مِثلُكُم، أنسَى كَما تَنسَـونَ، فَإِذا نَسيتُ
فَذَكِّروني، وإذا شَكَّ أحَدُكُم في صَلاتِهِ،
فَليَتَحَرَّ الصَّوابَ فَليُتِمَّ عَلَيهِ، ثُمَّ لِيُسَلِّم،
ثُمَّ يَسجُدُ سَجدَتَينِ.
صحيح البخاري ٤٠١
-
الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، وعلى العبدِ أن يَلزَمَ
فيها الخُشوعَ والتدبُّـرَ، وتركَ الانشِغالِ
بأحوالِ الدُّنيـا، ولكنَّه قد يَسهو فيها،
فيَنقُصُ أو يَزيدُ في بعضِ أفعالِهـا،
وهذا السَّهـوُ يحتاجُ إلى ما يَجبُرُه، وقد
شُرِع سجودُ السَّهوِ لمِثلِ ذلك.
وفي هذا الحديـثِ يَحكي عبدُ اللهِ
بنُ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه ما حَدَثَ
للنبـيِّ ﷺ مِن سَهوٍ في الصَّلاةِ، فيُخبِرُ
أنَّ النبيَّ ﷺ صلَّى يومًا، قال إبراهيمُ
النَّخَعيُّ -راوي الحديثِ-: «لا أدري زادَ
أو نَقَص»، ويُبيِّن أنَّه زاد ما في
الصَّحيحينِ: «صلَّى النبيُّ ﷺ الظُّهرَ
خَمسًا»، فلمَّا سَلَّم مِن صَلاتِـه سَأله
بعضُ مَن صلَّى معه:
أَحَدَثَ في الصَّلاةِ شَيءٌ؟ والمقصودُ
السُّؤالُ عن حُدوثِ شَيءٍ مِن الوَحيِ
يوجِبُ تغييرَ حُكمِ الصَّلاةِ بالزِّيادةِ على
ما كانت معهودةً.
فقال لهم النبـيُّ ﷺ: «وما ذاك؟»، وهو
سؤالُ مَن لم يَشعُر بما وَقَع منه،
ولا يقينَ عِندَه ولا غَلَبةَ ظَنٍّ، وهو
خِلافُ ما عندَهم؛ حيثُ قالـوا: «صَلَّيتَ
كذا وكذا»؛ فإنَّه إخبارُ مَن يتحَقَّقُ
ما وقَع. وقولُهم: «كذا وكذا» كنايةٌ عمَّا
وقَع زائدًا على المعهودِ.
قال ابنُ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: فثَنى
النبيُّ ﷺ رِجلَيه، فجَلَس كهَيئةِ القُعودِ
للتشهُّدِ، ثمَّ سجَد سَجدتَينِ للسَّهوِ، ثمَّ
قال لهم: إنَّه لو حَدَثَ في الصَّلاة شيءٌ
لأَخبَرتُكم به، وقال: إنَّما أنا بَشَرٌ مثِلُكم،
أنسَى كما تَنسَونَ؛ فإذا نَسيتُ
فذَكِّروني.
ولعلَّ مِن حِكَمِ اللهِ تعالى في تَقديرِ
سَهوِه ﷺ: تَعليمَ أُمَّتِه كيف تَصنَعُ إذا
سـهَا الإمامُ في الصَّلاةِ. ثمَّ قال ﷺ
للنَّاسِ: «وإذا شَكَّ أحدُكم» فنَسيَ في
صَلاتِـه فلم يَدرِ أزادَ فيها أم نقَصَ،
«فليَتَحَرَّ الصَّوابَ»، فيَجتهِدَ في معرفةِ
الحَقِّ والصَّوابِ؛ فإذا غلَب على ظنِّه
شَيءٌ أو لقَرينـةٍ معه ورآهُ أقرَبَ إلى
الصَّوابِ، فليُتِمَّ بِناءً عليه، ثمَّ يسجُدُ
للسَّهوِ سَجدتَينِ.
والمقصودُ مِن الحديثِ: أنَّ مَن سَها في
صَلاتِه وزادَ فيها وسَلَّمَ وهو ناسٍ،
ثمَّ ذَكَر بعدَ سَلامِه، فإنَّه يَستقبِلُ القِبلةَ
ويَسجُدُ للسَّهوِ؛ فإنَّ سُجودَ السَّهوِ مِن
تمامِ الصَّلاةِ، ولـو كان بعدَ السَّلامِ، فهو
جُزءٌ مِن الصَّلاةِ، ويُشـترَطُ له استِقبالُ
القِبلةِ كالصَّلاةِ.
= يكون سجود السهو في موضعين
قبل السلام، وبعد السلام في موضعين،
قبل السلام إذا كان عن نقص أو شـك
لم يترجح أحد الأمريـن، وبعد السلام
إذا كان عن زيادة أو شك ترجح فيه
أحد الأمرين.
أمَّا الشـك الذي يطرأ بعد انتهاء الصلاة
فلا عبرة به، وهو بـاب للوسوسة، فلا
تأثير له البتة؛ اللهم إلّا إذا صار يقينًا،
يعني واحد تيقن أن صلاتـه سليمة
وسلّم، بعد السـلام جاء ناس ونبهوه
إلى أن في صلاته نقص.
-
الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، وعلى العبدِ أن يَلزَمَ
فيها الخُشوعَ والتدبُّـرَ، وتركَ الانشِغالِ
بأحوالِ الدُّنيـا، ولكنَّه قد يَسهو فيها،
فيَنقُصُ أو يَزيدُ في بعضِ أفعالِهـا،
وهذا السَّهـوُ يحتاجُ إلى ما يَجبُرُه، وقد
شُرِع سجودُ السَّهوِ لمِثلِ ذلك.
وفي هذا الحديـثِ يَحكي عبدُ اللهِ
بنُ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه ما حَدَثَ
للنبـيِّ ﷺ مِن سَهوٍ في الصَّلاةِ، فيُخبِرُ
أنَّ النبيَّ ﷺ صلَّى يومًا، قال إبراهيمُ
النَّخَعيُّ -راوي الحديثِ-: «لا أدري زادَ
أو نَقَص»، ويُبيِّن أنَّه زاد ما في
الصَّحيحينِ: «صلَّى النبيُّ ﷺ الظُّهرَ
خَمسًا»، فلمَّا سَلَّم مِن صَلاتِـه سَأله
بعضُ مَن صلَّى معه:
أَحَدَثَ في الصَّلاةِ شَيءٌ؟ والمقصودُ
السُّؤالُ عن حُدوثِ شَيءٍ مِن الوَحيِ
يوجِبُ تغييرَ حُكمِ الصَّلاةِ بالزِّيادةِ على
ما كانت معهودةً.
فقال لهم النبـيُّ ﷺ: «وما ذاك؟»، وهو
سؤالُ مَن لم يَشعُر بما وَقَع منه،
ولا يقينَ عِندَه ولا غَلَبةَ ظَنٍّ، وهو
خِلافُ ما عندَهم؛ حيثُ قالـوا: «صَلَّيتَ
كذا وكذا»؛ فإنَّه إخبارُ مَن يتحَقَّقُ
ما وقَع. وقولُهم: «كذا وكذا» كنايةٌ عمَّا
وقَع زائدًا على المعهودِ.
قال ابنُ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: فثَنى
النبيُّ ﷺ رِجلَيه، فجَلَس كهَيئةِ القُعودِ
للتشهُّدِ، ثمَّ سجَد سَجدتَينِ للسَّهوِ، ثمَّ
قال لهم: إنَّه لو حَدَثَ في الصَّلاة شيءٌ
لأَخبَرتُكم به، وقال: إنَّما أنا بَشَرٌ مثِلُكم،
أنسَى كما تَنسَونَ؛ فإذا نَسيتُ
فذَكِّروني.
ولعلَّ مِن حِكَمِ اللهِ تعالى في تَقديرِ
سَهوِه ﷺ: تَعليمَ أُمَّتِه كيف تَصنَعُ إذا
سـهَا الإمامُ في الصَّلاةِ. ثمَّ قال ﷺ
للنَّاسِ: «وإذا شَكَّ أحدُكم» فنَسيَ في
صَلاتِـه فلم يَدرِ أزادَ فيها أم نقَصَ،
«فليَتَحَرَّ الصَّوابَ»، فيَجتهِدَ في معرفةِ
الحَقِّ والصَّوابِ؛ فإذا غلَب على ظنِّه
شَيءٌ أو لقَرينـةٍ معه ورآهُ أقرَبَ إلى
الصَّوابِ، فليُتِمَّ بِناءً عليه، ثمَّ يسجُدُ
للسَّهوِ سَجدتَينِ.
والمقصودُ مِن الحديثِ: أنَّ مَن سَها في
صَلاتِه وزادَ فيها وسَلَّمَ وهو ناسٍ،
ثمَّ ذَكَر بعدَ سَلامِه، فإنَّه يَستقبِلُ القِبلةَ
ويَسجُدُ للسَّهوِ؛ فإنَّ سُجودَ السَّهوِ مِن
تمامِ الصَّلاةِ، ولـو كان بعدَ السَّلامِ، فهو
جُزءٌ مِن الصَّلاةِ، ويُشـترَطُ له استِقبالُ
القِبلةِ كالصَّلاةِ.
= يكون سجود السهو في موضعين
قبل السلام، وبعد السلام في موضعين،
قبل السلام إذا كان عن نقص أو شـك
لم يترجح أحد الأمريـن، وبعد السلام
إذا كان عن زيادة أو شك ترجح فيه
أحد الأمرين.
أمَّا الشـك الذي يطرأ بعد انتهاء الصلاة
فلا عبرة به، وهو بـاب للوسوسة، فلا
تأثير له البتة؛ اللهم إلّا إذا صار يقينًا،
يعني واحد تيقن أن صلاتـه سليمة
وسلّم، بعد السـلام جاء ناس ونبهوه
إلى أن في صلاته نقص.
-
-
مضاعفة أجور أهل الاستقامة
والصلاح والتقوى
عَن أَبي هُرَيرةَ، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: " إِذا أَحسَنَ أَحَدُكُم
إِسـلامَهُ: فَكُلُّ حَسَنةٍ يَعمَلُها تُكتَبُ لَهُ
بِعَشرِ أَمثالِها إِلى سَبعِ مِئَةِ ضِعفٍ، وَكُلُّ
سَـيِّئةٍ يَعمَلُها تُكتَبُ لَهُ بِمِثلِها ".
ـ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـ
مضاعفة أجور أهل الاستقامة
والصلاح والتقوى
عَن أَبي هُرَيرةَ، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: " إِذا أَحسَنَ أَحَدُكُم
إِسـلامَهُ: فَكُلُّ حَسَنةٍ يَعمَلُها تُكتَبُ لَهُ
بِعَشرِ أَمثالِها إِلى سَبعِ مِئَةِ ضِعفٍ، وَكُلُّ
سَـيِّئةٍ يَعمَلُها تُكتَبُ لَهُ بِمِثلِها ".
ـ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـ
-
قولُهُ ﷺ: "إذا أَحسَنَ أحدُكم إسلامَهُ"،
ﺣﺴﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻌﻨﺎﻩ: ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ؛ ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻼﻣﻪ
ﺣﺴﻦ، ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﺳـﻼم، ﻓﺈﺫﺍ
ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺒـﺪ ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻭﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻳﻤﺤﻮ ﻋﻨﻪ
ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ كفرًا وشركًا ﻳﻤﺤﻮﻫﺎ
ﺑﻬﺬﺍ الإﺳﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ إسلامًا حسنًا؛ ﺟﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ: ((ﺍﻹﺳﻼم ﻳﻬﺪﻡ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ،
ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺗﻬﺪﻡ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺑـﺔ ﺗﻬﺪﻡ
ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ)) ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ الإﺳﻼﻡ ﻳﺠﺐ
ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ يكفَّر ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻗﺪ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
"فكُلُّ حسنةٍ يعمَلُها تُكتَبُ بِعَشرِ أمثالِها،
إلى سَبعِ مِئَةِ ضِعفٍ"؛ فإنَّ الهِمَّـةَ إذا
انتَقَلَت عَنِ العزمِ إلى الفِعلِ ظَهَرَ نورُها،
وإذا كانتِ النِّيَّةُ خالصةً، والإيمانُ
راسخًا، كان تَضعيفُ الأَجرِ، فكان أَجرُ
الحسنةِ الواحدةِ ما بَيـنَ العَشرةِ إلى
السَّبعِ مِئَةٍ.
وهذا التَّحديدُ "سبع مئة ضِعف" لا يَدُلُّ
على أنَّه لا يُضاعَفُ أَكثَرَ مِن ذلِك؛ بل
يُضَاعِفُ اللهُ أكثرَ منه، قال تعالى:
{وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ٢٦١]،
"وَكُلُّ سيِّئةٍ تُكتَبُ بمثلِها، حتَّى يَلقى
اللـهَ"، أي: وكُلُّ سيِّئةٍ تُكتَبُ سيِّئةً
واحدةً، حتَّى يَلقَى ربَّـهُ عزَّ وجلَّ.
هذﺍ ﻣﻦ ﻓﻀـﻞ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻌﻞ
ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻓﻴﺰﻳﺪﻫﺎ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﺇﺫﺍ
ﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻣﻪ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴـﻴﺌﺔ ﻓﺘﺄﺑﻰ
ﺣﻜﻤﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺜﻴﺒـﻪ
ولا ﻳﻌﺎﻗﺒﻪ ﺇلا ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻳﺜﻴﺒـﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴـﻴﺌﺔ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ عنها
ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻭﻳﻤﺤﻮﻫﺎ ولا ﻳﻬـﻠﻚ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﺇلا ﻫﺎﻟﻚ.
-
قولُهُ ﷺ: "إذا أَحسَنَ أحدُكم إسلامَهُ"،
ﺣﺴﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻌﻨﺎﻩ: ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ؛ ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻼﻣﻪ
ﺣﺴﻦ، ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﺳـﻼم، ﻓﺈﺫﺍ
ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺒـﺪ ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻭﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻳﻤﺤﻮ ﻋﻨﻪ
ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ كفرًا وشركًا ﻳﻤﺤﻮﻫﺎ
ﺑﻬﺬﺍ الإﺳﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ إسلامًا حسنًا؛ ﺟﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ: ((ﺍﻹﺳﻼم ﻳﻬﺪﻡ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ،
ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺗﻬﺪﻡ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺑـﺔ ﺗﻬﺪﻡ
ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ)) ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ الإﺳﻼﻡ ﻳﺠﺐ
ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ يكفَّر ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻗﺪ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
"فكُلُّ حسنةٍ يعمَلُها تُكتَبُ بِعَشرِ أمثالِها،
إلى سَبعِ مِئَةِ ضِعفٍ"؛ فإنَّ الهِمَّـةَ إذا
انتَقَلَت عَنِ العزمِ إلى الفِعلِ ظَهَرَ نورُها،
وإذا كانتِ النِّيَّةُ خالصةً، والإيمانُ
راسخًا، كان تَضعيفُ الأَجرِ، فكان أَجرُ
الحسنةِ الواحدةِ ما بَيـنَ العَشرةِ إلى
السَّبعِ مِئَةٍ.
وهذا التَّحديدُ "سبع مئة ضِعف" لا يَدُلُّ
على أنَّه لا يُضاعَفُ أَكثَرَ مِن ذلِك؛ بل
يُضَاعِفُ اللهُ أكثرَ منه، قال تعالى:
{وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ٢٦١]،
"وَكُلُّ سيِّئةٍ تُكتَبُ بمثلِها، حتَّى يَلقى
اللـهَ"، أي: وكُلُّ سيِّئةٍ تُكتَبُ سيِّئةً
واحدةً، حتَّى يَلقَى ربَّـهُ عزَّ وجلَّ.
هذﺍ ﻣﻦ ﻓﻀـﻞ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻌﻞ
ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻓﻴﺰﻳﺪﻫﺎ ﻟﻌﺒﺪﻩ ﺇﺫﺍ
ﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻣﻪ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴـﻴﺌﺔ ﻓﺘﺄﺑﻰ
ﺣﻜﻤﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺜﻴﺒـﻪ
ولا ﻳﻌﺎﻗﺒﻪ ﺇلا ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻳﺜﻴﺒـﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴـﻴﺌﺔ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ عنها
ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻭﻳﻤﺤﻮﻫﺎ ولا ﻳﻬـﻠﻚ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﺇلا ﻫﺎﻟﻚ.
-
-
⁝ قُرب المريض مِن الله عزَّ وجلَّ ⁝
عن أَبي هُرَيـرةَ، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ
يَقولُ يَومَ القيامـةِ: يا ابنَ آدَمَ مَرِضتُ
فَلَم تَعُدني، قالَ: يا رَبِّ كَيفَ أَعودُكَ
وأَنتَ رَبُّ العالَمينَ؟! قالَ: أَما عَلِمتَ أَنَّ
عَبدي فُلانًا مَرِضَ فَلَم تَعُـدهُ، أَما عَلِمتَ
أَنَّكَ لَو عُدتَـهُ لَوَجَدتَني عِندَهُ؟
يا ابنَ آدَمَ استَطعَمتُكَ فَلَم تُطعِمني،
قالَ: يـا رَبِّ وكَيفَ أُطعِمُكَ وأَنتَ
رَبُّ العالَمينَ؟!
قالَ: أَما عَلِمتَ أَنَّهُ استَطعَمَكَ عَبدي
فُلانٌ، فَلَم تُطعِمـهُ؟ أَما عَلِمتَ أَنَّكَ لَو
أَطعَمتَهُ لَوَجَدتَ ذَلِكَ عِندي، يـا ابنَ آدَمَ
استَسقَيتُكَ، فَلَم تَسقِني، قالَ: يا رَبِّ
كَيفَ أَسـقيكَ وأَنتَ رَبُّ العالَمينَ؟!
قالَ: استَسقاكَ عَبدي فُلانٌ فَلَم تَسقِهِ،
أَما إِنَّكَ لَو سَقَيتَهُ وَجَدتَ ذَلِكَ عِندي ".
صحيح مسلم ٢٥٦٩
⁝ قُرب المريض مِن الله عزَّ وجلَّ ⁝
عن أَبي هُرَيـرةَ، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ
يَقولُ يَومَ القيامـةِ: يا ابنَ آدَمَ مَرِضتُ
فَلَم تَعُدني، قالَ: يا رَبِّ كَيفَ أَعودُكَ
وأَنتَ رَبُّ العالَمينَ؟! قالَ: أَما عَلِمتَ أَنَّ
عَبدي فُلانًا مَرِضَ فَلَم تَعُـدهُ، أَما عَلِمتَ
أَنَّكَ لَو عُدتَـهُ لَوَجَدتَني عِندَهُ؟
يا ابنَ آدَمَ استَطعَمتُكَ فَلَم تُطعِمني،
قالَ: يـا رَبِّ وكَيفَ أُطعِمُكَ وأَنتَ
رَبُّ العالَمينَ؟!
قالَ: أَما عَلِمتَ أَنَّهُ استَطعَمَكَ عَبدي
فُلانٌ، فَلَم تُطعِمـهُ؟ أَما عَلِمتَ أَنَّكَ لَو
أَطعَمتَهُ لَوَجَدتَ ذَلِكَ عِندي، يـا ابنَ آدَمَ
استَسقَيتُكَ، فَلَم تَسقِني، قالَ: يا رَبِّ
كَيفَ أَسـقيكَ وأَنتَ رَبُّ العالَمينَ؟!
قالَ: استَسقاكَ عَبدي فُلانٌ فَلَم تَسقِهِ،
أَما إِنَّكَ لَو سَقَيتَهُ وَجَدتَ ذَلِكَ عِندي ".
صحيح مسلم ٢٥٦٩
-
عِيادةُ المريضِ حقٌّ مِن حُقوقِ المُسلمِ
على أخيه المُسلمِ، والَّتي حثَّ عليها
النَّبيُّ ﷺ ووعَدَ عليها بحُسنِ الجَزاءِ
مِن اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبـيُّ ﷺ أنَّ
اللهَ تعالَى يقولُ يومَ القيامةِ:
«يا ابنَ آدمَ» وظاهرُه أنَّ النِّداءَ يَختَصُّ
بالمسلِمين؛ لِما سيَترتَّبُ على هذا النِّداءِ
مِن أجرٍ، «مَرِضتُ فلـم تَعُدني»، أرادَ به
مَرِضَ عبدُه، وعدمُ زيـارةِ الصَّحيحِ
للمريضِ مِن عِبادِه، وإنَّما أضافَ المرَضَ
إلى نَفسِه؛ تَشريفًا لِذلكَ العبدِ، فقال
العبدُ ردًّا على ربِّه سُبحانه ومُستفهِمًا
ومُتعجِّبًا: «يـا ربِّ، كيفَ أعُودُكَ وأنتَ
ربُّ العالَمِينَ؟!»
فالمرضُ إنَّما يكونُ للمخلوقِ العاجزِ،
وأنتَ القاهرُ القويُّ المالكُ؛ فكيفُ
أعودُك؟! وكيف أزورُكَ؟
فقال له اللهُ سُبحانـه: «أمَا علمتَ أنَّ
عَبدي فلانًا» وظاهرُه أنَّه يُرادُ به كلُّ
مُسلمٍ أصابَه المرضُ، «مَرِضَ فلم تَعُده،
أمَا علِمتَ أنَّكَ لو عُدتَـه لَوجدتَني
عِندَه»، أي: وجَدتَ ثَوابي وكَرامتي في
عِيادتِه..
فاللهُ سُبحانَه وتَعالَى يَستحيـلُ عليه
المَرضُ؛ لأنَّ المرضَ صِفةُ نقصٍ،
واللهُ سـُبحانَه وتَعالَى مُنَزَّهٌ عَن كلِّ
نقصٍ، وهذا مِن التَّلطُّفِ في الخِطابِ
والعِتابِ، ومُقتضاهُ التَّعريفُ بعَظيمِ
ثَوابِ تلك الأشياءِ.
ثُمَّ يقولُ ربُّ العِزَّةِ: «يا ابنَ آدمَ،
استطعمتُكَ»، أي: طلبتُ منكَ الطَّعامَ
«فَلم تُطعِمني، قال: يـا ربِّ، كيفَ
أُطعمُكَ وأنتَ ربُّ العالَمِيـنَ؟!» أي:
والحالُ أنَّكَ تُطعِمُ الخلـقَ ولا تُطعَمُ،
وأنتَ غَنيٌّ قويٌّ على الإطلاقِ، وإنَّمـا
العاجزُ هو الَّذي يَحتاجُ إلى الطَّعامِ،
فقال سُبحانه: «أمَا علِمتَ أنَّه
استطعَمَكَ عبدي فلانٌ» أي: طَلَب منك
الطَّعامَ، «فلَم تُطعمه، أمَا علِمتَ أنَّكَ لو
أطعمتَه لَوجدتَ ذلكَ عِندي»، أي: ثَوابَ
إطعامِه وفضلَ الأجرِ على ذلك.
ثُمَّ يقولُ ربُّ العِزَّةِ: «يا ابنَ آدمَ،
استسقيتُكَ»، أي: طلبتُ منكَ المـاءَ
«فَلم تَسقِني، قال: يا ربِّ، كيفَ أَسقيكَ
وأنتَ ربُّ العالَمِيـنَ؟!» أي: مُربِّيهم غيرُ
مُحتاجٍ إلى شَيءٍ مِنَ الأشـياءِ، فضلًا
عَنِ الطَّعامِ والماءِ، قال: «استَسقاكَ
عبدي فلانٌ» فطلَبَ مِن الماءِ والشَّرابِ
«فلم تَسقِهِ، أمَا علِمتَ أنَّكَ لو سَقيتَه
وجَدتَ» أجرَ «ذلك عندي؟» فإنَّ اللهَ
لا يُضيعُ أجرَ الْمُحسنينَ.
قال الشيخ ابن عثيميـن رحمه الله:
" قـال: ( أَما عَلِمتَ أَنَّكَ لَو عُدتَه
لَوَجَدتَني عِندَهُ )، ولم يقل: "لوجدت
ذلك عندي" كما قال في الطعام
والشراب، بل قال: ( لَوَجَدتَني عِندَهُ )،
وهذا يدل على قرب المريض من
الله عز وجل، ولهذا قال العلماء:
إن المريض حري بإجابة الدعـاء إذا دعا
لشخص، أو دعا على شخص.
وفي هذا دليل على استحباب عيادة
المريض، وأن الله سبحانه وتعالى عند
المريض وعند من عاده؛ لقولـه:
( لَوَجَدتَني عِندَهُ ).
[ شرح رياض الصالحين ٤٦٧/٤ ]
وقد يكون من أوجه معيّة الله تعالى
للمريض حضور ملائكته، فعَن أُمِّ سَلَمةَ،
قالَت: قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: "إِذا حَضَرتُمُ
المَريضَ، أَوِ المَيِّتَ، فَقولوا خَيرًا، فَإِنَّ
المَلائِكةَ يُؤَمِّنونَ عَلى مَا تَقولونَ".
- رواه مسلم -
-
عِيادةُ المريضِ حقٌّ مِن حُقوقِ المُسلمِ
على أخيه المُسلمِ، والَّتي حثَّ عليها
النَّبيُّ ﷺ ووعَدَ عليها بحُسنِ الجَزاءِ
مِن اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبـيُّ ﷺ أنَّ
اللهَ تعالَى يقولُ يومَ القيامةِ:
«يا ابنَ آدمَ» وظاهرُه أنَّ النِّداءَ يَختَصُّ
بالمسلِمين؛ لِما سيَترتَّبُ على هذا النِّداءِ
مِن أجرٍ، «مَرِضتُ فلـم تَعُدني»، أرادَ به
مَرِضَ عبدُه، وعدمُ زيـارةِ الصَّحيحِ
للمريضِ مِن عِبادِه، وإنَّما أضافَ المرَضَ
إلى نَفسِه؛ تَشريفًا لِذلكَ العبدِ، فقال
العبدُ ردًّا على ربِّه سُبحانه ومُستفهِمًا
ومُتعجِّبًا: «يـا ربِّ، كيفَ أعُودُكَ وأنتَ
ربُّ العالَمِينَ؟!»
فالمرضُ إنَّما يكونُ للمخلوقِ العاجزِ،
وأنتَ القاهرُ القويُّ المالكُ؛ فكيفُ
أعودُك؟! وكيف أزورُكَ؟
فقال له اللهُ سُبحانـه: «أمَا علمتَ أنَّ
عَبدي فلانًا» وظاهرُه أنَّه يُرادُ به كلُّ
مُسلمٍ أصابَه المرضُ، «مَرِضَ فلم تَعُده،
أمَا علِمتَ أنَّكَ لو عُدتَـه لَوجدتَني
عِندَه»، أي: وجَدتَ ثَوابي وكَرامتي في
عِيادتِه..
فاللهُ سُبحانَه وتَعالَى يَستحيـلُ عليه
المَرضُ؛ لأنَّ المرضَ صِفةُ نقصٍ،
واللهُ سـُبحانَه وتَعالَى مُنَزَّهٌ عَن كلِّ
نقصٍ، وهذا مِن التَّلطُّفِ في الخِطابِ
والعِتابِ، ومُقتضاهُ التَّعريفُ بعَظيمِ
ثَوابِ تلك الأشياءِ.
ثُمَّ يقولُ ربُّ العِزَّةِ: «يا ابنَ آدمَ،
استطعمتُكَ»، أي: طلبتُ منكَ الطَّعامَ
«فَلم تُطعِمني، قال: يـا ربِّ، كيفَ
أُطعمُكَ وأنتَ ربُّ العالَمِيـنَ؟!» أي:
والحالُ أنَّكَ تُطعِمُ الخلـقَ ولا تُطعَمُ،
وأنتَ غَنيٌّ قويٌّ على الإطلاقِ، وإنَّمـا
العاجزُ هو الَّذي يَحتاجُ إلى الطَّعامِ،
فقال سُبحانه: «أمَا علِمتَ أنَّه
استطعَمَكَ عبدي فلانٌ» أي: طَلَب منك
الطَّعامَ، «فلَم تُطعمه، أمَا علِمتَ أنَّكَ لو
أطعمتَه لَوجدتَ ذلكَ عِندي»، أي: ثَوابَ
إطعامِه وفضلَ الأجرِ على ذلك.
ثُمَّ يقولُ ربُّ العِزَّةِ: «يا ابنَ آدمَ،
استسقيتُكَ»، أي: طلبتُ منكَ المـاءَ
«فَلم تَسقِني، قال: يا ربِّ، كيفَ أَسقيكَ
وأنتَ ربُّ العالَمِيـنَ؟!» أي: مُربِّيهم غيرُ
مُحتاجٍ إلى شَيءٍ مِنَ الأشـياءِ، فضلًا
عَنِ الطَّعامِ والماءِ، قال: «استَسقاكَ
عبدي فلانٌ» فطلَبَ مِن الماءِ والشَّرابِ
«فلم تَسقِهِ، أمَا علِمتَ أنَّكَ لو سَقيتَه
وجَدتَ» أجرَ «ذلك عندي؟» فإنَّ اللهَ
لا يُضيعُ أجرَ الْمُحسنينَ.
قال الشيخ ابن عثيميـن رحمه الله:
" قـال: ( أَما عَلِمتَ أَنَّكَ لَو عُدتَه
لَوَجَدتَني عِندَهُ )، ولم يقل: "لوجدت
ذلك عندي" كما قال في الطعام
والشراب، بل قال: ( لَوَجَدتَني عِندَهُ )،
وهذا يدل على قرب المريض من
الله عز وجل، ولهذا قال العلماء:
إن المريض حري بإجابة الدعـاء إذا دعا
لشخص، أو دعا على شخص.
وفي هذا دليل على استحباب عيادة
المريض، وأن الله سبحانه وتعالى عند
المريض وعند من عاده؛ لقولـه:
( لَوَجَدتَني عِندَهُ ).
[ شرح رياض الصالحين ٤٦٧/٤ ]
وقد يكون من أوجه معيّة الله تعالى
للمريض حضور ملائكته، فعَن أُمِّ سَلَمةَ،
قالَت: قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: "إِذا حَضَرتُمُ
المَريضَ، أَوِ المَيِّتَ، فَقولوا خَيرًا، فَإِنَّ
المَلائِكةَ يُؤَمِّنونَ عَلى مَا تَقولونَ".
- رواه مسلم -
-
-
↰ حكم الركعتين ↱
بين أذان المغرب وإقامتها
عن عَبدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه،
عنِ النَّبيِّ ﷺ، قالَ: صَلُّوا قَبلَ صَلاةِ
المَغرِبِ، قالَ في الثَّالِثةِ: لِمَن شاءَ؛
كَراهيةَ أن يَتَّخِذَها النَّاسُ سُنَّةً.
صحيح البخاري ١١٨٣
↰ حكم الركعتين ↱
بين أذان المغرب وإقامتها
عن عَبدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه،
عنِ النَّبيِّ ﷺ، قالَ: صَلُّوا قَبلَ صَلاةِ
المَغرِبِ، قالَ في الثَّالِثةِ: لِمَن شاءَ؛
كَراهيةَ أن يَتَّخِذَها النَّاسُ سُنَّةً.
صحيح البخاري ١١٨٣
-
فُرِضَت الصَّلاةُ وحُدِّدَت أوقاتُهـا
ورَكَعاتُها، ثمَّ كانت النافلةُ لمَن أراد
الفضلَ والزِّيادةَ قدرَ اسـتِطاعتِه، وإذا
كان النبيُّ ﷺ يَجتهِدُ في النَّوافلِ، فإنَّه
لم يَفرِض ذلك على الأُمَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يَأمُرُ النبـيُّ ﷺ
بالتَّنفُّلِ قبلَ المغربِ، فقال: «صَلُّوا قبلَ
صَلاةِ المغربِ»، قال ذلك ثَلاثَ مرَّاتٍ
على سَبيلِ التَّرغيبِ والحثِّ عليها،
ثمَّ زاد في الثَّالثةِ: «لِمَن شاءَ»،
فجعَلَها على التَّخييرِ؛ حتَّى لا يَتَّخِذَها
النَّاسُ سُنَّةً.
يعني: طَريقةً لازمةً يُواظِبون عليها،
ويُنكِرون تَركَهـا؛ لأنَّهم كانوا إذا أُمِروا
بأمرٍ التزَموه حتَّى يَظُنَّ الظانُّ أنَّـه
واجبٌ عليهم، ولذلك قال ﷺ: «لِمَن
شاء»، وهي ليست مِن السُّنَنِ الرَّواتبِ.
وفي الصَّحيحَيـنِ مِن حَديثِ عَبدِ اللهِ
بنِ مُغفَّلٍ المُزَنيِّ رَضيَ اللهُ عنه،
قال ﷺ: «بينَ كلِّ أذانينِ صَلاةٌ»، قالها
ثلاثًا، قال في الثالثةِ: «لمَن شاءَ».
»» والحديث يدلُّ على عدم استحباب
المداومة عليها، لكنها مستحبـة الأصل؛
فإن رسول الله ﷺ لا يأمرهم
إلا بما يحب، لكنها دون الرواتب
الاثنتَي عشرة.
قال الشيخ ابن عثيميـن رحمه الله:
" .. صلاة ركعتين قبل صلاة المغرب أي
بين الأذان والإقامة سنة، لكنها ليست
راتبة، فلا ينبغي المحافظة عليها دائمًا"
[ فتاوى ابن عثمين ١٤/٢٧٢ ]
عن مَرثـدِ بنِ عبدِ اللهِ اليَزنيِّ، قال:
أتيتُ عُقبـةَ بنَ عامِرٍ الجُهَنيَّ، فقلتُ:
ألَا أُعجِبُكَ مِن أبي تَميمٍ؟ يَركَعُ رَكعتَينِ
قبلَ صَلاةِ المَغربِ! فقالَ عُقبـةُ: (إنَّا كنَّا
نَفعلُه على عهدِ رسـولِ اللهِ ﷺ)، قُلتُ:
فما يَمنَعُكَ الآنَ؟ قالَ: الشُّغـلُ.
ـ صحيح البخاري ١١٨٤ ـ
قال ابن حجر:
"مجموع الأدلَّة يُرشد إلى استحباب
تخفيفهما كما في ركعتي الفجر".
[ فتح الباري ١٠٩/٢ ]
-
فُرِضَت الصَّلاةُ وحُدِّدَت أوقاتُهـا
ورَكَعاتُها، ثمَّ كانت النافلةُ لمَن أراد
الفضلَ والزِّيادةَ قدرَ اسـتِطاعتِه، وإذا
كان النبيُّ ﷺ يَجتهِدُ في النَّوافلِ، فإنَّه
لم يَفرِض ذلك على الأُمَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يَأمُرُ النبـيُّ ﷺ
بالتَّنفُّلِ قبلَ المغربِ، فقال: «صَلُّوا قبلَ
صَلاةِ المغربِ»، قال ذلك ثَلاثَ مرَّاتٍ
على سَبيلِ التَّرغيبِ والحثِّ عليها،
ثمَّ زاد في الثَّالثةِ: «لِمَن شاءَ»،
فجعَلَها على التَّخييرِ؛ حتَّى لا يَتَّخِذَها
النَّاسُ سُنَّةً.
يعني: طَريقةً لازمةً يُواظِبون عليها،
ويُنكِرون تَركَهـا؛ لأنَّهم كانوا إذا أُمِروا
بأمرٍ التزَموه حتَّى يَظُنَّ الظانُّ أنَّـه
واجبٌ عليهم، ولذلك قال ﷺ: «لِمَن
شاء»، وهي ليست مِن السُّنَنِ الرَّواتبِ.
وفي الصَّحيحَيـنِ مِن حَديثِ عَبدِ اللهِ
بنِ مُغفَّلٍ المُزَنيِّ رَضيَ اللهُ عنه،
قال ﷺ: «بينَ كلِّ أذانينِ صَلاةٌ»، قالها
ثلاثًا، قال في الثالثةِ: «لمَن شاءَ».
»» والحديث يدلُّ على عدم استحباب
المداومة عليها، لكنها مستحبـة الأصل؛
فإن رسول الله ﷺ لا يأمرهم
إلا بما يحب، لكنها دون الرواتب
الاثنتَي عشرة.
قال الشيخ ابن عثيميـن رحمه الله:
" .. صلاة ركعتين قبل صلاة المغرب أي
بين الأذان والإقامة سنة، لكنها ليست
راتبة، فلا ينبغي المحافظة عليها دائمًا"
[ فتاوى ابن عثمين ١٤/٢٧٢ ]
عن مَرثـدِ بنِ عبدِ اللهِ اليَزنيِّ، قال:
أتيتُ عُقبـةَ بنَ عامِرٍ الجُهَنيَّ، فقلتُ:
ألَا أُعجِبُكَ مِن أبي تَميمٍ؟ يَركَعُ رَكعتَينِ
قبلَ صَلاةِ المَغربِ! فقالَ عُقبـةُ: (إنَّا كنَّا
نَفعلُه على عهدِ رسـولِ اللهِ ﷺ)، قُلتُ:
فما يَمنَعُكَ الآنَ؟ قالَ: الشُّغـلُ.
ـ صحيح البخاري ١١٨٤ ـ
قال ابن حجر:
"مجموع الأدلَّة يُرشد إلى استحباب
تخفيفهما كما في ركعتي الفجر".
[ فتح الباري ١٠٩/٢ ]
-
-
❮ استحباب التعجيل بكتابة الوصيَّـة ❯
عَن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أَنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ، قالَ: " ما حَقُّ امرِئٍ
مُسلِمٍ لَهُ شَيءٌ يوصي فيهِ، يَبيتُ
لَيلَتَيـنِ، إِلَّا ووَصيَّتُهُ مَكتوبةٌ عِندَهُ ".
زاد مسلم: قالَ ابنُ عُمَرَ: " ما مَرَّت عَلَيَّ
لَيلةٌ مُنذُ سَمِعتُ رَسولَ اللهِ ﷺ قالَ
ذَلكَ إِلَّا وَعِندي وَصيَّتِي ".
ــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ــ
❮ استحباب التعجيل بكتابة الوصيَّـة ❯
عَن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أَنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ، قالَ: " ما حَقُّ امرِئٍ
مُسلِمٍ لَهُ شَيءٌ يوصي فيهِ، يَبيتُ
لَيلَتَيـنِ، إِلَّا ووَصيَّتُهُ مَكتوبةٌ عِندَهُ ".
زاد مسلم: قالَ ابنُ عُمَرَ: " ما مَرَّت عَلَيَّ
لَيلةٌ مُنذُ سَمِعتُ رَسولَ اللهِ ﷺ قالَ
ذَلكَ إِلَّا وَعِندي وَصيَّتِي ".
ــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ــ