tgoop.com/hallavaat_eleman1/4613
Last Update:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
ومما يجب أن يُعلم : أنه لا يسوغ في العقل ، ولا الدِّين : طلب رضا المخلوقين ، لوجهين : أحدهما : أن هذا غير ممكن ، كما قال الشافعي رضي الله عنه : " رضا الناس : غاية لا تُدرك ، فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه ، ودع ما سواه ، ولا تعانه " .
والثاني : أنا مأمورون بأن نتحرى رضا الله ورسوله ، كما قال تعالى : (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) ، وعلينا أن نخاف الله ، فلا نخاف أحداً إلا الله ، كما قال تعالى : (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ، وقال : (فَلَا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) ، وقال : (فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) ، (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) ، فعلينا أن نخاف الله ، ونتقيه ، في الناس ، فلا نظلمهم بقلوبنا ، ولا جوارحنا ، ونؤدي إليهم حقوقهم بقلوبنا وجوارحنا ، ولا نخافهم في الله فنترك ما أمر الله به ورسوله خيفة منهم ، ومن لزم هذه الطريقة كانت العاقبة له كما ، كتبت عائشة إلى معاوية : (أما بعد : فإنه من التمس رضا الناس بسخط الله : سخِط الله عليه ، وأسخط عليه الناس ، وعاد حامده من الناس ذامّاً ، ومَن التمس رضا الله بسخط الناس : رضي الله عنه ، وأرضى عنه الناس) ، فالمؤمن لا تكون فكرته وقصده إلا رضا ربه ، واجتناب سخطه ، والعاقبة له ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
" مجموع الفتاوى " ( 3 / 232 ، 233 )
T.me/hallavaat_eleman1
BY التوحيد دعوة الرُسُل
Share with your friend now:
tgoop.com/hallavaat_eleman1/4613