tgoop.com/hanibal_divine_love/993
Last Update:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، و بعد :
كلمة شهر شعبان / 1446 بعنوان :
( عَالَمِيَّةُ الْإِسْلَامِ : إِشْرَاقُ النُّورِ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ )
مَعَ حُلُولِ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُبَارَكِ ، تَتَجَدَّدُ فِي قُلُوبِنَا مَعَانِي الرَّحْمَةِ الْإِلٰهِيَّةِ وَالتَّأَمُّلُ فِي الرِّسَالَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْإِسْلَامُ ، رِسَالَةٌ عَالَمِيَّةٌ تُخَاطِبُ الْإِنْسَانِيَّةَ جَمِيعاً ، وَتَفْتَحُ أَمَامَهَا أَبْوَابَ الْهُدَى وَالنُّورِ . لَمْ يَكُنِ الْإِسْلَامُ دَعْوَةً مَحَلِّيَّةً ، وَلَا مُوَجَّهاً لِقَوْمٍ أَوْ أُمَّةٍ دُونَ غَيْرِهَا ، بَلْ هُوَ خِطَابٌ رَبَّانِيٌّ شَامِلٌ يَتَجَاوَزُ الْحُدُودَ وَالْجُغْرَافِيَا ، وَيَتَّسِعُ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .
- الْإِسْلَامُ : دَعْوَةٌ تَتَخَطَّى الْحُدُودَ .
عِنْدَمَا نَقْرَأُ قَوْلَ اللّٰهِ تَعَالَى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً {28} سورة سَبَأَ ، نُدْرِكُ أَنَّ رِسَالَةَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ﷺ لَمْ تَكُنْ مَحْصُورَةً فِي الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ ، بَلْ جَاءَتْ لِتَشْمَلَ الْبَشَرِيَّةَ بِأَسْرِهَا ، حَيْثُ يَحْمِلُ الْإِسْلَامُ قِيَمَ الْعَدْلِ ، وَالرَّحْمَةِ ، وَالْإِنْسَانِيَّةِ ، وَالتَّسَامُحِ ، وَهِيَ قِيَمٌ تَتَوَافَقُ مَعَ الْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ الَّتِي فَطَرَ اللّٰهُ تعالى النَّاسَ عَلَيْهَا .
- عَالَمِيَّةُ الْإِسْلَامِ فِي دَعْوَتِهِ إِلَى الْوَحْدَةِ :
لَمْ تَكُنْ رِسَالَةُ الْإِسْلَامِ تَفْرِيقاً بَيْنَ الْأُمَمِ ، بَلْ جَاءَتْ لِتَوْحِيدِ الْبَشَرِيَّةِ تَحْتَ مِظَلَّةِ الْإِيمَانِ بِاللّٰهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ اخْتِلَافِ الْأَعْرَاقِ وَالْأَلْوَانِ وَاللُّغَاتِ . يَقُولُ اللّٰهُ تَعَالَى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {10} سورة الْحُجُرَاتِ ، وَهَذِهِ الْأُخُوَّةُ الْإِيمَانِيَّةُ تَمْتَدُّ إِلَى الْإِنْسَانِيَّةِ كُلِّهَا ، إِذْ يَدْعُو الْإِسْلَامُ إِلَى الْعَيْشِ الْمُشْتَرَكِ ، وَالتَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَلَيْسَ عَلَى الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ .
- شَهْرُ شَعْبَانَ وَعَالَمِيَّتُهُ فِي تَهْيِئَةِ الْأُمَّةِ لِلرَّحْمَةِ الْإِلٰهِيَّةِ :
يَأْتِي شَهْرُ شَعْبَانَ لِيَكُونَ مَحَطَّةً رُوحَانِيَّةً تَتَجَلَّى فِيهَا عَظَمَةُ الْإِسْلَامِ وَعَالَمِيَّتُهُ ، فَفِي هَذَا الشَّهْرِ تَتَهَيَّأُ الْقُلُوبُ لِاسْتِقْبَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، حَيْثُ تَصْفُو النُّفُوسُ وَتَسْتَعِدُّ لِرِحْلَةِ الْقُرْبِ مِنَ اللّٰهِ تعالى . وَمِنْ أَعْظَمِ مَظَاهِرِ عَالَمِيَّةِ الْإِسْلَامِ فِي هَذَا الشَّهْرِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، الَّتِي أَشَارَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى فَضْلِهَا بِقَوْلِهِ : " إِنَّ اللّٰهَ يَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ " ( ابْنُ مَاجَهْ ) .
إِنَّ هَذِهِ الرَّحْمَةَ الْوَاسِعَةَ لَا تَقْتَصِرُ عَلَى قَوْمٍ دُونَ آخَرَ ، بَلْ تَشْمَلُ كُلَّ مَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ عز وجل وَسَعَى فِي دَرْبِ الْمَحَبَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ ، فِي رِسَالَةٍ رَبَّانِيَّةٍ تُؤَكِّدُ شُمُولِيَّةَ الْإِسْلَامِ لِكُلِّ الْقُلُوبِ التَّائِبَةِ وَالرَّاغِبَةِ فِي الْهُدَى .
- نَشْرُ الْإِسْلَامِ بِرُوحِ التَّسَامُحِ لَا بِالْإِكْرَاهِ :
مِنَ الْقِيَمِ الْجَوْهَرِيَّةِ الَّتِي تَعْكِسُ عَالَمِيَّةَ الْإِسْلَامِ مَبْدَأُ : { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ {256} سورة الْبَقَرَةِ ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَكُنْ يَوْماً دِيناً يُفْرَضُ بِالْقُوَّةِ ، بَلْ انْتَشَرَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، وَبِتَأْثِيرِهِ الْعَمِيقِ فِي الْقُلُوبِ وَالْعُقُولِ .
- خَاتِمَةٌ : عَالَمِيَّةُ الْإِسْلَامِ مَسْؤُولِيَّةُ كُلِّ مُسْلِمٍ :
إِنَّ شَهْرَ شَعْبَانَ يُذَكِّرُنَا بِعَالَمِيَّةِ الْإِسْلَامِ وَدَوْرِهِ فِي إِصْلَاحِ الْقُلُوبِ وَالْمُجْتَمَعَاتِ ، وَهَذِهِ الْمَسْؤُولِيَّةُ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ كُلِّ فَرْدٍ مِنَّا ، أَنْ يَكُونَ سَفِيراً لِهَذَا الدِّينِ فِي أَخْلَاقِهِ وَسُلُوكِهِ ، لِيَبْقَى الْإِسْلَامُ مُشْعِلاً نُورَانِيّاً يُضِيءُ دَرْبَ الْإِنْسَانِيَّةِ ، فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ .
والله يقول الحق وهو يهدي السبيلَ ، والحمدُ لله ربِّ العالمين .
خادم العلم الشريف
العارف بالله تعالى الشيخ د. هانيبال يوسف حرب
====○●○♥️○●○ ====
https://www.tgoop.com/hanibal_divine_love
#كلمة_الشهر
.
BY مدرسة الحب الإلهي المجددية
Share with your friend now:
tgoop.com/hanibal_divine_love/993