tgoop.com/haqaiq_new_age/1216
Last Update:
سألتني إحدى الأخوات:
سمعت أن المشاعر والأفكار السلبيه تظل محفوظة عندنا وتتخزن في العضلات ، فلو تعرضنا لموقف مشابه لموقف سلبي سابق فإن تلك المشاعر السلبية المصاحبة تظهر، فنغضب بشدة وبدون سبب، وحتى الأمراض الجسدية، سمعت أن كل مرض له سبب من ترسبات نفسية نتيجة لمواقف مررنا بها سابقا، لذلك لابد من تقبل المواقف التي مرت بنا، ومسامحة الذات والآخرين ليحصل التشافي الذاتي من الأمراض، فهل هذا صحيح؟
قلت: هذا مجرد زعم لا أساس له من الصحة بتاتًا، فالمشاعر السلبية تجاه خبرات غير مرغوبة عشناها في طفولتنا أو مواقف مررنا فيها هي شيء طبيعي، وينبغي أن نعيشها ونتعامل معها بالطريقة الطبيعية، فالمؤلِم بلا شك يؤلم، والمحزن يحزن، ولا يوجد هناك من عاش حياة بلا مكدرات أو منغصات إلا ما ندر ، أما التعامل مع الأحداث المؤلمة كي لاتؤثر سلبيا على السلوكيات فيكون كما تعلمناه من ديننا..
ننظر إليها على أنها أحداث وقعت بقدر الله تعالى، ولا يوجد هناك ارتباط بينها وبين مايحصل لنا من أحداث بعدها..
وبالنسبة للدعوة لمسامحة الذات والتصالح مع الأخطاء فإن ذلك لا يتوافق مع ما تدعونا إليه شريعتنا الإسلامية..
فلوم الذات على الخطأ لا يعني جلدها ، بل فيه إصلاح وتربية لها، فيكون المرء مع نفسه كالمربي مع ابنه، يشد عليه ويحاسبه، وربما يحرمه أحيانا من رغباته بهدف إصلاحه وتربيته حبًا وعناية به..
فأخطاؤنا التي ارتكبناها لا يجب أن نتصالح معها، بل لابد من الندم عليها والذي يعتبر أحد شروط التوبة الثلاث، مع لزوم الاستغفار منها.
وهذه حقيقةً ما تهدف إليه حركة New age الباطنية في الدعوة الحثيثة إلى التصالح مع الذات، كي نتعايش مع الخير والشر، فروادهم الكبار يصرحون أنه لا يوجد خطوط حمراء، وأن الصواب والخطأ والحق والباطل مسائل نسبية قد تبرمجنا عليها ولا وجود لها في الواقع..
وهم يريدون أن يصل الإنسان إلى العيش حرًا طليقًا من جميع القيود والسماح برحيل كل المعتقدات حول الصح والخطأ،والفضيلة والرذيلة، فيصبح الإنسان عبدًا لذاته وملذاته، لايلوم نفسه ولايحاسبها، في حين أن الله تعالى قد أقسم بالنفس اللوامة..
وهذا هو ديننا الذي يوصينا بمحاسبة النفس ومراقبتها، كي نسمو ونرتقي.. وكي نعيش الحياة الطيبة المطمئنة في الدنيا، فنفوز بالخلود في الجنة في الآخرة، لقوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾..
أما تلك الدعوات الباطنية فتدعو إلى عدم لوم الذات بتاتا،بل الرضا الكامل عنها وتنادي بالعيش في كذبة وخطورة (هنا والآن)، و (العيش في اللحظة)، و(السلام الداخلي)، و (التصالح مع الذات)، و(السماح بالرحيل)التي يرددها البعض دون دراية لمغزاها الباطني..
أما التعامل مع أخطاء الآخرين في حقنا فالأمر يرجع إلى نوع ودرجة الخطأ، فنلتمس لهم الأعذار قدر الإمكان..
فإن كان الخطأ فادحًا ولا عذر لهم فلنا الخيار بمسامحتهم أم لا، ولكن لنتذكر أنه من عفا وأصلح فأجره على الله، ونتيقن أنها فتره مرت وانقضت ولا علاقة لها بمجريات وأحداث الحاضر ..
ومسامحة الآخرين ممن أخطأوا في حقنا ليكن عن رغبة في ماعندالله من الثواب والأجر لمن يسامح ويعفو، ولا علاقة لذلك في ما يحصل من أمراض أو تشافي، فليس هناك تبعات لعدم المسامحة إلا في عقيدة الكارما الهندوسية ..
ولكن قد يكون لبعض الخبرات السابقة انعكاس نفسي سلبي يؤثر على نفسية أو سلوكيات أوعلاقات الإنسان مع الآخرين، حينها لابد من استحضار قول الله تعالى:
"أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"،
وربما احتاج هذا الإنسان إلى علاج سلوكي أو نفسي على حسب الحالة ..
وذلك بمعزل عن ممارسات باطنية زائفة ألحقت زورًا بالعلاج النفسي كشفاء الطفل الداخلي أو التأمل أوالتنفس التحولي أوالحرية النفسية أو الأكسس بارز أو العلاج بالبرانا أو الريكي السحرية، أو تنظيف الشاكرات الوهمية!
فهذا كله هراء ولعب على العقول وعبث بالعقائد..
فاللهم احفظنا من تلك الفتن وثبتنا على الحق وأعنّا على أنفسنا..
BY حقائق New Age
Share with your friend now:
tgoop.com/haqaiq_new_age/1216