tgoop.com/heammm8/565409
Last Update:
مقابل السماء
✍🏼 زايد الشامي.
رنين هاتفي المزعج دائمًا يخرجني من حالة السكون الذي أنعم بها، أتحسسه بيدي لأصل إليه مغمضًا عينيّ، أقفله لأعود إلى ما كنت عليه، لا أريد أن يزعجني أحد.
يرن مرة أخرى، أطلقت تنهيدة عميقة أحدث نفسي " ألن أرتاح أبدًا" أمسك الهاتف وأرد.. إنه عمي
-أين أنت؟
سألني مباشرة بصوت يلهث كأنَّ على ظهرهِ حمولةُ جملٍ في صحراءَ قاحلة.
-في غرفتي، لِمَ صوتك هكذا؟
-تعال بسرعة إلى أرضنا، أخبر البقية.
فزعت من فراشي، نهضت على عجلة، ذهبت إلى عمي، أخبرته بالأمر، تساءل ما الذي قد حدث.
أجبته:
-لا أعلم، لكن صوته يوحي بأن هناك شيئًا قد حدث بأرضنا التي تقع في الوادي الخصب، عند منبع الماء العذب.
أخذت يده خارجًا من المنزل متجهين بسرعة كبيرة، الظلام يحيط بالمكان، أسرعنا الخطى، فجأة، توقف عمي
-ما هذا؟
ناظرًا إلى الأرض
تجمع غير مسبوق وازدحامٌ شديدٌ حول المكان، الأضواء هناك تشع بصورة كبيرة، شعرت بشيء غريب يخنقني، وخزات في صدري، تسارعت دقات قلبي، سارعت الخطى، ركضت بسرعة نحو المكان، كلما تقدمت أكثر، رأيت أشياء تبث الخوف في جسدي، رجالٌ مسلحون، حاولت أن أهرب من ما قد رسمته مخيلتي، صوت عمي وهو يلهث بالاتصال ينخر في رأسي، كلماته الأخيرة التي كانت تقول هناكَ من غدرَ بنا، أسرع.
ماذا حدث؟
توجهت فورًا إليها والرجال المسلحين محيطين بالمكان، أريد الدخول، منعني أحدهم، قلت له بنبرة حادة:
-ماذا يحدث؟
جاء صوت رجل من بعيد يقول هذا أخوه، مشيرًا إلى عمي الذي كان بجانبي مفزوعَا.
حينها علمت أن هناك شيء قد حصل في الداخل!
سمحوا لعمي فقط بالدخول، انتظرت خروجه وقلبي على شفا جرف، خرج أخيرًا من بينهم ولكنه متكئٌ على أحد الرجال المسلحين، انهارت قواه ولم يعد يستطيع المشي، نظرت إلى قسمات وجهه وقد تغيرت، لم يسبق لي أن أراه بهذا الشكل، ذهبت مسرعًا لآخذ بيده وأجعله يتكئ على كتفي، إنه يتصبب عرقًا: -ماذا جرى؟
سألته مباشرةً.
-ما الذي حصل في الداخل؟!
لم يستطع الإجابة كأنَّ هنالك شيء يحولُ بين صوته وسكون شفتيه، حشرجه بدون كلمات، تمتم بكلمات لم يفهمها أحد، صرخ رجل من جانبهم:
-اذهبوا وابحثوا عن القاتل، ما فائدة جلوسكم هنا؟!
التفتُ إلى عمي بسرعة: - هل فدى الأرض؟!
لا أعلم ما الذي شعرت به، جثوت على ركبتي، بدء الرجال في أخذ الجثة إلى السيارة، حاولت النهوض، تمردت رجلي عليّ، لم تعد تحملانني، وددت لو أمشي حبوًا، صوت عمي في الاتصال ما زالَ ينخر في رأسي:
-لقد غُدِرَ بنا!
نهضت واتجهت نحو السيارة، رأيت الدماء عليه، حاولت الهرب من النظر، تحاشيت ألّا تقع عيني عليه، مرة أخرى يعلن أحد أعضاء جسدي التمرد عليّ، عيني توسعت كثيرًا، نظرت بتمعن، الرصاص في كل مكان بجسده، لا عِلم لي كيف تقدمت نحو الجثة متجاهلًا كل أولئك المسلحين المحيطين بالسيارة، منعني أحدهم من التقدم ولكني أجتزته بصعوبة.
كشفت وجهه المغطى، كان ملطخًا بالدماء، لا أرى سوى مكان الرصاصتين التي أخترقتا جمجمته.
لوهلة تذكرت تلك الكلمات التي كان يعلمني إياها منذ نعومة أظافري.
-الأرض لا تُتُرك يا ابن أخي، الأرض التي ورثناها من أجدادنا نحميها بكل ما نملك، مت وأنت تدافع عن أرضك، ولا تمت وأنت تنظر إليها وهي تغتصب، فقد مات مغلوباً جارنا عندما أغتصبت أرضه أمام عينه ولم يكن شجاعًا ليقاتل من أجلها، يا ابن أخي أيّ يوم من الموت تفر، يوم لا يقدر أو يوم قدر، لا ترهب من يوم لا يقدر، ليس هناك أحد يستطيع أن يقتلك بيوم لم يقدر الله لك الموت أما يوم قدر فلا ينجو منه الحذر، حتى لو كنت في بروج مشيدة.
حولت شرودي وضيقت عيني، تفحصت الوجه بشكل دقيق، هذا ليس هو، ليس عمي، إنه صديقه، أعرف هذا الجرح جيدًا على وجه صديقه المقرب.
تساءلت حينها" أين هو عمي إذن"
صرخ أحدهم من مكان أخر:
-ما زال على قيد الحياة، دقات قلبه ضعيفه جدًا يجب أن نسعفه على الفور . . .
https://www.tgoop.com/storyverynice
BY قصص واقعية📚 مؤثرة😢
Share with your friend now:
tgoop.com/heammm8/565409