Telegram Web
الإعراض عن العلم ومجالسه ( ؟!) ..

قال العلامة السعدي - رحمه الله - :" فيا أيها المعرضون عن طلب العلم ! ما هو عُذركم عند الله ، وأنتم في العافية تتمتعون !؟ وماذا يمنعكم منه وأنتم في أرزاق ربكم ترتعون !؟

أترضون لأنفسكم أن تكونوا كالبهائم السائمة !؟ أتختارون الهوى على الهدى والقلوب منكم ساهية هائمة !؟ أتسلكون طرق الجهل وهي الطرق الواهية ، وتَدَعُون سُبُل الهدى وهي السُّبُل الواضحة النافعة !؟

أترضى إذا قيل لك : مَن رَبُّكَ وما دينك ومَن نبيك لم تحر الجواب !؟ وإذا قيل : كيف تصلي وتتعبد أجبت بغير الصواب !؟ وكيف تبيع وتشتري وتعامل وأنت لم تعرف الحلال من الحرام !؟

أمَا والله إنها حالةٌ لا يرضاها إلا أشباه الأنعام .

فكونوا - رحمكم الله - متعلمين ، فإن لم تفعلوا فاحضروا مجالس العلم مستمعين ومستفيدين ، واسألوا أهل العلم مسترشدين متبصرين ، فإن لم تفعلوا وأعرضتم عن العلم بالكلية فقد هلكتم وكنتم من الخاسرين .

أما علمتم : أنَّ الاشتغال بالعلم مِن أَجَّلِ العبادات ، وأفضل الطاعات والقربات ، ومُوجِبٌ لِرِضَى رَب الأرض والسماوات . ومجلس علم تَجلِسُهُ خيرٌ لك مِن الدنيا وما فيها ، وفائدة تستفيدها وتنتفع بها لا شيء يزنها ويساويها !؟

فاتقوا الله عباد الله ، واشتغلوا بما خلقتم له من معرفة الله وعبادته .

وسَلُوا ربكم أن يُمدكم بتوفيقه ولطفه وإعانته .
( أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ )

" الفواكه الشهية في الخطب المنبرية ص : 135 - 136 .
لزوم مجانبة الجهل والظلم
«ومعلومٌ أنَّا إذا تكلَّمْنا فيمن دون الصحابةِ مثل الملوكِ المختلفين على الملكِ، والعلماءِ والمشايخِ المختلفين في العلمِ والدينِ؛ وجب أن يكونَ الكلامُ بعلمٍ وعدلٍ، لا بجهل وظلم؛ فإنَّ العدلَ واجبٌ لكلِّ أحدٍ على كلِّ أحدٍ في كلِّ حالٍ، والظلمَ محرَّمٌ مطلقًا لا يُباح قطُّ بحالٍ، قال اللهُ تعالى: âوَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[المائدة:٨]، وهذه الآيةُ نزلتْ بسببِ بُغْضِهم للكفَّارِ، وهو بغضٌ مأمورٌ به، فإذا كان البغضُ الذي أمر اللهُ به قد نُهي صاحبُه أن يظلمَ من أبغضه؛ فكيف في بغضِ مسلمٍ بتأويلٍ وشبهةٍ أو بهوى نفسٍ؟!! فهو أحقُّ ألَّا يُظْلَم، بل يُعدلُ عليه... »
[المائدة:٨] [«منهاج السنَّة» (٥/ ١٢٦ ـ ١٢٧)]
قال ابن القيم -رحمه الله-:

"ولا يزال العبدُ يعاني الطاعة، ويألفها ويحبها ويؤثرها
حتى يرسل الله سبحانه وتعالى برحمته عليه الملائكة
تؤزُّه إليها أزًّا
وتحرّضه عليها
وتزعجه من فراشه ومجلسه إليها
ولا يزال يألف المعاصي، ويحبها، ويؤثِرها حتى يرسل الله عليه الشياطين
فتؤزه إليها أزًا
فالأول قوّى جند الطاعة بالمدد، فصاروا من أكبر أعوانه
وهذا قوّى جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانًا عليه".

"الجواب الكافي" ص:(56)
عن الحسنِ البصْرِي -رحِمَه اُلله تعالى- قال:
"السُّنَّةُ -وَالّذي لا إلهَ إِلاَّ هُو- بيْن الغَالِي والجَافيِ
فاصْبِروا عليها رَحِمَكُمُ اللهُ، فإنَّ أهلَ السُّنَّة كانوا أقلَّ النَّاسِ فيما مَضَى،
وَهمْ أّقَلُّ الناَّس ِفِيماَ بَقِيَ: الَّذينَ لمْ يَذهبُوا معَ أَهْلِ الإِتْرافِ في إتِراَفِهمْ،
ولاَ مع أهلِ البِدَعِ في بِدَعِهمْ،
صَبَرُوا علىَ سُنَّتِهِمْ حتَّى لَقَوْا ربَّهِمْ فَكَذَلِكَ إن شاءَ اللهُ فَكُونُوا..

إغاثة اللهفان، لابن القيم: 1/70
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:

"طالب الله والدار الآخرة لا يستقيم له سيره وطلبه إلا بحبسين:
حبس قلبه في طلبه ومطلوبه وحبسه عن الالتفات إلى غيره وحبس لسانه عما لا يفيد.
وحبسه على ذكر الله وما يزيد في إيمانه ومعرفته وحبس جوارحه عن المعاصي. والشهوات وحبسها على الواجبات والمندوبات.
فلا يفارق الحبس حتى يلقى ربه فيخلصه من السجن إلى أوسع فضاء وأطيبه ومتى لم يصبر على هذين الحبسين وفر منهما إلى فضاء الشهوات أعقبه ذلك الحبس الفظيع عند خروجه من الدنيا فكل خارج من الدنيا إما متخلص من الحبس وإما ذاهب إلى الحبس وبالله التوفيق"

الفوائد | صـ ٥٤
قال ابن القيم رحمه الله :" ترى صاحب اتباع الأمر والسنة قد كُسي من الرَوَح والنور ومايتبعهما من الحلاوة والمهابة والجلالة والقبول ماقد حُرِمه غيره كما قال الحسن: " إن المؤمن من رُزق حلاوةً ومهابة "

اجتماع الجيوش الاسلامية لغزو أهل الزندقة ص/10
قال الشيخ الألباني –رحمه الله-:

روى البيهقي بسندٍ صحيح عن سعيد بن المسيب أنَّه رأىٰ رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين، يكثر فيها الركوع والسجود؛ فنهاه؛ فقال: "يا أبا محمد! أيعذبني الله على الصلاة؟! قال: لا، ولكن يُعذِّبُك علىٰ خِلافِ السُّنـَّة".
وهٰذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب -رحمه الله تعالى-، وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرًا من البدع باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذٰلك عليهم ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذٰلك.
المصدر: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (2/ 236).
قال شيخنا العلامة علي الحلبي رحمه الله:-
(( إِنَّ دَعْوَةَ الحَقِّ لَيْسَتْ بِمُجَرَّدِ الإِنْشَائِيَّاتِ، وَلا بِمُجَرَّدِ العَوَاطِفِ والحَماساتِ.
إِنَّ دَعْوَةَ الحَقِّ: بِالعِلْمِ المُوَرِّثِ لِلْعَمَلِ.
إِنَّ دَعْوَةَ الحَقِّ: بِصَفَاءِ الأُخُوَّةِ وَنَبْذِ الحِزْبِيَّةِ.
إِنَّ دَعْوَةَ الحَقِّ: بِالوَلاءِ وَالبَرَاءِ عَلى المَنْهَجِ.
إِنَّ دَعْوَةَ الحَقِّ: بِمَعْرِفَةِ أَقْدَارِ النُّفُوسِ وَأَقْدَارِ أَهْلِ العِلْمِ.
إِنَّ مَعْرِفَةَ أَهْلِ الحَقِّ: بِالإِنْصَافِ وَالعَدْلِ، وَالبُعْدِ عَنِ الظُّلْمِ.
إِنَّ دَعْوَةَ الحَقِّ: بِشُمُولِيَّةِ الإِسْلامِ؛ لأَنَّها الإِسْلامُ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلى خَيْرِ الأَنَامِ مُحمَّدٍ-عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-)).

[محاضرة: شمولية الدعوة السلفية]
لئيم الطلبة
قال العلاَّمة الصَّنعاني -رحمه الله-:
« *لئيمُ الطلبة وخبيث الحُضَّار عند العالم متتبع العثرات وكاشف العورات ودافن الحسنات وما أكثر هذا النوع - لا كثرهم الله - فإنهم الذين أفسدوا معالم العلم وملأوا المواقف على العلماء أحاديث كاذبة* ..
*وبئس الجزاء أن يجازي التلميذ شيوخه بإشاعة هفواتهم وزلاتهم فإنه لا بد لكل جواد من كبوة ولكل صارم من نبوة..ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها .. كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه، فخير الناس من أشاع الخير عن العلماء وأذاعه ودافع عنهم إن سمع قادحاً فيهم »اهـ*

[التنوير شرح الجامِع الصغير(٥٨٢/٩)]
👍1
قــال الإمــام الآجــري - رحمــه الله -

أغـرب الغربـاء فـي وقتنـا هـذا !!؟
*مـن أخذ بالسنن وصبر عليها ، وحذر البدع وصبر عنها ، واتبع آثار من سلف من أئمة المسلمين ، وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله فاشتغل بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه ، وترك الخوض فيما لا يعنيه ، وعمل في إصلاح كسرته ، وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته ، وترك الفضل الذي يطغيه ، ودارى أهل زمانه ولم يداهنهم ، وصبر على ذلك ، فهــذا غريــب مــن يأنـس إليـه مـن العشيـرة والإخـوان قليـل ولا يضــره ذلك .

الغرباء للآجري ص ( ٧٩ )
‏قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله :

كان عبدالله التيمي يقول :

« أكثروا من سؤال الله العافية ؛ فإن المبتلى و إن اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذى لا يأمن من البلاء ، و ما المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس ، و ما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم ».

عدة الصابرين (٢٣٢)
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله :

مَن سلك غير طريق سلفه أفضت به إلى تلفه ، ومَن مال عن السّنّة فقد انحرف عن طريق الجنّة، فاتّقوا الله تعالى ، وخافوا على أنفسكم ، فإنّ الأمر صعب ، وما بعد الجنّة إلا النّار ، وما بعد الحقّ إلا الضّلال ، ولا بعد السّنّة إلا البدعة .

[ تحريم النّظر في كتب الكلام : ( ص٧١ ) ]
قال الخليل بن أحمد:
أيامي أربعة:
يوم أخرج فألقى فيه من هو أعلم مني فأتعلم منه فذاك يوم فائدتي وغنيمتي
ويوم أخرج فألقى فيه من أنا أعلم منه فأعلمه فذاك يوم أجري
ويوم أخرج فألقى فيه من هو مثلي فأذاكره فذاك يوم درسي
ويوم أخرج فيه فألقى من هو دوني وهو يرى أنه فوقي فلا أٌكلِّمهُ وأجعله يوم راحتي

جامع بيان العلم[1/535]
في سنن أبي داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة الخشني قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال : بل ائتمروا بالمعروف ، وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ودع عنك العوام ، فإن من ورائكم أيام الصبر ؛ الصبر فيهن مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله ، قلت : يا رسول الله أجر خمسين منهم ؟ قال : أجر خمسين منكم .

علّق الإمام ابن القيّم رحمه الله على هذا الحديث قائلاً:-

وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس ، والتمسك بالسنة بين ظلمات أهوائهم وآرائهم .

فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه ، وفقها في سنة رسوله ، وفهما في كتابه ، وأراه ما الناس فيه من الأهواء والبدع والضلالات وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط فليوطن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه ، وطعنهم عليه ، وإزرائهم به وتنفير الناس عنه وتحذيرهم منه ، كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعه وإمامه صلى الله عليه وسلم ، فأما إن دعاهم إلى ذلك ، وقدح فيما هم عليه : فهنالك تقوم قيامتهم ويبغون له الغوائل وينصبون له الحبائل ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورجله .

فهو غريب في دينه لفساد أديانهم ، غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع ، غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم ، غريب في صلاته لسوء صلاتهم ، غريب في طريقه لضلال وفساد طرقهم ، غريب في نسبته لمخالفة نسبهم ، غريب في معاشرته لهم ؛ لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم .

وبالجملة : فهو غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامة مساعدا ولا معينا فهو عالم بين جهال ، صاحب سنة بين أهل بدع ، داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع ، آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف .إنتهى

باب الغربة من كتاب مدارج السالكين .
👍1
العلاّمةُ ابنُ القَيّم كأنّهُ يتَكلّمُ عن زَمَانِنا !!!

(( لَمّا أعرَضَ النّاسُ عن (( تحكيم الكتابِ والسّنّة )) والْمُحاكَمة إليهما واعتَقَدُوا عدمَ الاكْتِفَاء بهمَا وعدَلُوا إلَى الآرَاء والقِياسِ والاستِحسَانِ وأقْوالِ الشّيُوخِ ، عرَضَ لهم من ذلكَ فَسَادٌ فِي فِطَرِهِم وظُلْمَةٌ في قُلُوبهم وكَدَرٌ فِي أفهامهم ومَحْقٌ في عُقُولهم . وعَمَتْهُم هذه الأمورُ وغَلَبَت عَلَيْهِم ، حتّى رُبّيَ فيها الصّغيرُ وهرَمَ عليها الكبيرُ ، فَلَم يَرَوْهَا مُنْكَراً . فَجَاءَتْهُم دَولَةٌ أخرَى قَامتْ فيها البِدَعُ مقَامَ السُّننِ والنّفْسُ مقَامَ العقْلِ ، والهوى مقامَ الرّشْدِ ، والضّلالُ مقَامَ الْهُدَى ، وَالْمُنكَرُ مقَامَ المعرُوفِ ، والجهلُ مقامَ العِلم ، والرّياءُ مقَامَ الإخلاصِ ، والباطِلُ مقَامَ الحقّ ، والكَذِبُ مقَامَ الصّدقِ ، والمداهَنَةُ مقَامَ النّصِيحة ، والظّلمُ مقَامَ العدْل ، فَصَارَت الدّولَةُ والغَلَبَةُ لهَذِه الأمورِ ، وأهلُها هُمُ الْمُشَارُ إليهم ، وكانت قَبْلَ ذلِكَ لأضْدادِها ، وكانَ أهلُهَا همُ المُشارُ إليهم .
فإذا رأيتَ دولةَ هذِه الأمور قد أقبَلَتْ ورايَاتها قد نُصِبتْ وجُيُوشُها قد رَكِبَتْ ، (( فَبَطنُ الأرضِ واللهِ خيرٌ منْ ظَهْرِها ، وقُلَلُ الجِبالِ خيرٌ من السّهُولِ ، ومُخالَطَةُ الوَحْشِ أسلمُ من مخالطَة النّاسِ )) .
اقشَعَرّت الأرضُ وأظلَمتِ السّماءُ وظَهَرَ الفَسَادُ في البرّ والبحرِ منْ ظُلْمِ الْفَجَرَةِ ، وذَهبتِ البركات وقلّت الخيرات وهَزَلَتِ الوجُوهُ وتكدّرت الحياةُ من فِسْقِ الظّلَمة ، وبكى ضوءُ النّهار وظُلمةُ اللّيلِ من الأعمالِ الخبيثَة والأفعالِ الفَظِيعَةِ ، وشَكَا الكِرامُ الكَاتِبُونَ والمعقّبات إلى ربّهم من كثْرَةِ الفَواحِشِ وغَلَبة المنكرات والقبائِح . وهذا والله مُنذِرٌ بسيْلِ عذابٍ قد انعقَدَ غَمَامُه ، ومُؤْذِنٌ بِلَيْلِ بلاءٍ قد ادلهمّ ظَلامُه ، فاعزِلُوا عن طريقِ هذا السّبيلِ بتوبة نصُوح ما دامت التّوبَةُ مُمكِنةً وبابُها مفتوح ، وكأنّكم بالباب وقد أُغلِقَ وبالرّهنِ وقد غَلِقَ وبالجنَاح وقد علقَ { وَسَيَعْلَمُ الّذينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنقَلَبٍ يَنْقَلِبُون } .
اشْتَرِ نَفْسَكَ اليومَ ، فإنّ السُّوقَ قائِمةٌ والثّمنَ موجودٌ والبضَائِعَ رخِيصَةٌ ، وسَيأتِي على تلك السّوق والبضَائِع يومٌ لاَ تصلُ فيه إلَى قليل ولا كَثِير { وذَلكَ يومُ التّغَابُن } { يومَ يعضُّ الظالمُ علَى يَدَيْه } .
إذا أنتَ لم ترحَلْ بزَادٍ من التّقَـى...وأبصَرتَ يومَ الحَشْرِ من قدْ تزوّدَا
نَدِمتَ على أن لا تَكُونَ كَمِـثْلِه... وأنّك لَمْ تُرْصِـدْ كمَا كَانَ أرصَدَا

[الفوائد ص 63 . 64 ]
مفتاح عودة مجد الإسلام

«تطبيق العلم النافع والقيام بالعمل الصالح وهو أمر جليل لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليه إلا بإعمال منهج التصفية والتربية وهما واجبان مهمان عظيمان وأردت بالأول منهما أمورا: الأول: تصفية العقيدة الإسلامية مما هو غريب عنها كالشرك وجحد الصفات الإلهية وتأويلها ورد الأحاديث الصحيحة لتعلقها بالعقيدة ونحوها.
«تطبيق العلم النافع والقيام بالعمل الصالح وهو أمر جليل لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليه إلا بإعمال منهج التصفية والتربية وهما واجبان مهمان عظيمان وأردت بالأول منهما أمورا:
الأول: تصفية العقيدة الإسلامية مما هو غريب عنها كالشرك وجحد الصفات الإلهية وتأويلها ورد الأحاديث الصحيحة لتعلقها بالعقيدة ونحوها.
الثاني: تصفية الفقه الإسلامي من الاجتهادات الخاطئة المخالفة للكتاب والسنة وتحرير العقول من آصار التقليد وظلمات التعصب.
الثالث: تصفية كتب التفسير والفقه والرقائق وغيرها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات والمنكرات. وأما الواجب الآخر: فأريد به تربية الجيل الناشئ على هذا الإسلام المصفى من كل ما ذكرنا تربية إسلامية صحيحة منذ نعومة أظفاره دون أي تأثر بالتربية الغربية الكافرة. ومما لا ريب فيه أن تحقيق هذين الواجبين يتطلب جهودا جبارة مخلصة بين المسلمين كافة: جماعات وأفرادا من الذين يهمهم حقا إقامة المجتمع الإسلامي المنشود كل في مجاله واختصاصه »

[الألباني «فقه الواقع» (19)]
👍1
«لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبَّته المدحَ والثناء والطمع فيما عند الناس إلَّا كما يجتمع الماء والنار، والضبُّ والحوت، فإذا حدَّثتك نفسك بطلب الإخلاص فأَقْبِلْ على الطمع أوَّلًا فاذبحه بسكِّين اليأس، وأَقْبِلْ على المدح والثناء فازهد فيهما زُهْدَ عُشَّاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبحُ الطمع، والزهد في الثناء والمدح سَهُلَ عليك الإخلاص».

[«الفوائد» لابن القيِّم (١٩٥ ـ ١٩٧)]
قال ابن القيم رحمه الله

من هداية الحمار -الذي هو أبلد الحيوانات - أن الرجل يسير به ويأتي به الى منزله من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل فإذا خلى جاء اليه ، ويفرق بين الصوت الذي يستوقف به والصوت الذي يحث به على السيرفمن لم يعرف الطريق الى منزله - وهو الجنـــة - فهو أبلد من الحمار.
قال ابن القيم رحمه الله :-

صِحَّةُ الْفَهْمِ وَحُسْنُ الْقَصْدِ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى عَبْدِهِ، بَلْ مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ عَطَاءً بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ وَلَا أَجَلُّ مِنْهُمَا، بَلْ هُمَا سَاقَا الْإِسْلَامِ، وَقِيَامُهُ عَلَيْهِمَا، وَبِهِمَا يَأْمَنُ الْعَبْدُ طَرِيقَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ الَّذِينَ فَسَدَ قَصْدُهُمْ وَطَرِيقُ الضَّالِّينَ الَّذِينَ فَسَدَتْ فُهُومُهُمْ، وَيَصِيرُ مِنْ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِمْ الَّذِينَ حَسُنَتْ أَفْهَامُهُمْ وَقُصُودُهُمْ، وَهُمْ أَهْلُ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ الَّذِينَ أُمِرْنَا أَنْ نَسْأَلَ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَنَا صِرَاطَهُمْ فِي كُلِّ صَلَاةٍ، وَصِحَّةُ الْفَهْمِ نُورٌ يَقْذِفُهُ اللَّهُ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ، يُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالْفَاسِدِ، وَالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْهُدَى وَالضَّلَالِ، وَالْغَيِّ وَالرَّشَادِ، وَيَمُدُّهُ حُسْنَ الْقَصْدِ، وَتَحَرِّي الْحَقَّ، وَتَقْوَى الرَّبِّ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَتَقْطَعُ مَادَّتُهُ اتِّبَاعَ الْهَوَى، وَإِيثَارَ الدُّنْيَا، وَطَلَبَ مَحْمَدَةِ الْخَلْقِ، وَتَرْكَ التَّقْوَى

إعلامُ المُوَقّعين(113-1)
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله:
" إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه "

صيد الخاطر ص 55_56
2025/08/24 20:59:13
Back to Top
HTML Embed Code: