Telegram Web
قال الفضيل بن عياض

يا مسكين : أنت مسيء وترى أنك محســن
وأنت جاهل وتـــرى أنك عــالـــم
وتبخــل وتـــرى أنك كريــــم
وأحمــق وترى أنك عاقـــل ، أجلك قصير وأملك طويل
قال الذهبي معلقا

أي والله صدق : وأنت ظالم وترى أنك مظلـــــوم
وآكل للحـــرام وترى أنك متـــــورع
وفاسق وتعتقـــد أنك عـــدل
وطالب للعلم للدنيا وترى أنك تطلبـــه لله
قال شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله :_

(( فمن الناس من يغتاب موافقةً لجلسائه وأصحابه وعشائره ؛ مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون ، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه ، فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة ، وقد يغضبون ويغضب لغضبهم ، فيخوض معهم ..

ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى ، تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير ، ولا أحب الغيبة ولا الكذب ، وإنما أخبركم بأحواله ، ويقول : والله إنه مسكين أو رجل جيد ، ولكن فيه كيت وكيت ،

وربما يقول دعونا منه ، الله يغفر لنا وله ، وإنما قصده استنقاصه وهضم لجانبه ، ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا ..

وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه ، ومنهم من يرفع غيره رياء ، فيرفع نفسه فيقول :
لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان ، لما بلغني عنه كيت وكيت ، ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده ، أو يقول : فلان بليد الذهن قليل الفهم وقصده مدح نفسه وإثبات معرفته وأنه أفضل منه ..

ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين : ( الغيبة و الحسد ) !
وإذا أثنى عن شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح ، أو في قالب حسد و فجور و قدح ، ليسقط ذلك عنه ..

ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ، ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به ..

ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ، ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت ، وكيف فعل كيت وكيت ، فيخرج اسمه في معرض تعجبه ...

ومنهم من يخرج الإغتمام فيقول : مسكين فلان ، غمني ما جرى له وما تم له ، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف ، وقلبه منطوي على التشفي به ، و لو قدر لزاد على ما به ، وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به ، وهذا غيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه ...

ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر ، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول ، وقصده غير ما أظهر !!
الله المستعان ).
[مجموع الفتاوى ٢٨-٢٣٨/٢٣٦]
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "ففي شريعته صلَّى الله عليه وسلَّم من اللين والعفو والصفح ومكارم الأخلاق أعظم مما في الإنجيل، وفيها من الشدَّة والجهاد، وإقامة الحدود على الكفَّار والمنافقين أعظم ممَّا في التوراة، وهذا هو غاية الكمال؛ ولهذا قال بعضهم: بُعث موسى بالجلال، وبُعث عيسى بالجمال، وبُعث محمد بالكمال".
[«الجواب الصحيح» (5/ 86)]
إِلزَمْ صُحبةَ الأخيَارِ يَسلَمْ لَكَ دِينُك...

قال أبو حاتم رحمه الله تعالى- :
" العاقل يلزم صحبة الأخيار، ويفارق صحبة الأشرار؛ لأنَّ مودة الأخيار سريع اتصالها، بطيء انقطاعها، ومودة الأشرار سريع انقطاعها، بطيء اتصالها، وصحبة الأشرار سوء الظن بالأخيار، ومن خادن الأشرار، لم يسلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب؛ لئلا يكون مريبًا، فكما أنَّ صحبة الأخيار تورث الخير، كذلك صحبة الأشرار تورث الشر ".

روضة العقلاء (80)
الإعراض عن الجاهلين من صفات الصالحين وقال العلماء فمن أعرَض عن الجاهلين حمى عِرْضَه، وأراح نفسه، وسلِم من سماع ما يؤذيه؛ قال عز وجل: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]. فبالإعراض عن الجاهلين يحفظ الرجلُ على نفسه عزتَها، والعرب تقول: "إن من ابتغاء الخيرِ اتقاءَ الشرِّ".
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :

البصيـرة معنـاها :
نور يقذفه الله في القلب
يَرى به حقيقة ما أخبَرَت به الرسل كأنه يشاهده رأي عين .

والبصيرة على ثلاث درجات
مـن استكملهـــا فقـــد استكمل
البصيرة :

بصيرة في الأسماء والصفات ،
وبصيرة في الأمر والنهي ،
وبصيرة في الوعد والوعيد .

‌‏
فالبصيرة في الأسماء والصفات :

أن لا يتأثر إيمانك بشُبهة تعارض ما وَصف الله به نفسه ، ووصفه به رسوله ؛

بل تكون الشُبه المعارضة لذلك عندك بمنزلة الشبه والشكوك في وجود الله ، فكلاهما سواء في البلاء عند أهل البصائر .


البصيرة في الأمر والنهي :

وهي تجريده عن المعارضة بتأويل ، أو تقليد ، أو هوى ،
فلا يقوم بقلبه شبهة تعارض العلم بأمر الله ونهيه ، ولا شهوة تمنع من تنفيذه وامتثاله والأخذ به ، ولا تقليد يريحه عن بذل الجهد في تلقي الأحكام من مشكاة النصوص .


البصيرة في الوعد والوعيد :

وهي أن تشهد قيام الله على كل نفس بما كسبت في الخير والشر ، عاجلا وآجلا ، في دار العمل ودار الجزاء ،

وأن ذلك هو موجب إلهيته وربوبيته ، وعدله وحكمته ،

فإن الشك في ذلك شك في إلهيته وربوبيته ؛ بل شك في وجوده .

مدارج السالكين (١٤٥/١)
قال المزني:
سألتُ الشافعي: مَن #السفَلة؟
قال: من يكون إكرامه لمخالفيه أكثر من إكرامه لأهل مذهبه؛ يريد أن يستكثر بهم.
(مناقب الشافعي للبيهقي ٢/ ١٩٤)
توقير أهل البدع هدمٌ للإسلام!!
«فإنَّ توقير صاحب البدعة مظنَّةٌ لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم: إحداهما: الْتفاتُ الجُهَّال والعامَّة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس، وأنَّ ما هو عليه خيرٌ ممَّا عليه غيرُه، فيؤدِّي ذلك إلى اتِّباعه على بدعته دون اتِّباع أهل السنَّة على سُنَّتهم. والثانية: أنه إذا وُقِّر مِن أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرِّض له على إنشاء الابتداع في كلِّ شيءٍ وعلى كلِّ حالٍ، فتحيا البِدَعُ وتموت السنن، وهو هدمُ الإسلام بعينه».
[«الاعتصام» للشاطبي (١/ ٢٠٢)
إِنَّ دَعْوَةَ الحَقِّ: بِصَفَاءِ الأُخُوَّةِ وَنَبْذِ الحِزْبِيَّةِ.
إِنَّ دَعْوَةَ الحَقِّ: بِالوَلاءِ وَالبَرَاءِ عَلى المَنْهَجِ.
إن تضعيف قول ‎العالم لا يلزم منه الطعن عليه ولا إساءة الأدب في حقّه ولا انتهاك حُرْمته !
[آثار المعلمي اليماني (٤١٩/٢٤)]
«وبلغنا عن بعض السلف قال: «القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إلى الله أرقها وأصفاها » وهذا مثل حسن، فإن القلب إذا كان رقيقا لينا كان قبوله للعلم سهلا يسيرا ورسخ العلم فيه وثبت وأثر، وإن كان قاسيا غليظا كان قبوله للعلم صعبا عسيرا، ولا بد مع ذلك أن يكون زكيا صافيا سليما، حتى يزكو فيه العلم، ويثمر ثمرا طيبا وإلا فلو قبل العلم وكان فيه كدر وخبث أفسد ذلك العلم، وكان كالدغل في الزرع إن لم يمنع الحب من أن ينبت منعه أن يزكو ويطيب، وهذا يبين لأولي الأبصار»

[«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٩/ ٣١٥)]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

"ولا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به فإنه سبحانه أمر بالحق وأمر بالصبر فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر"
الاستقامة |١ /٣٩
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ-:

"ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ:

ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻟﻠﻪ، ﻓﺘﺮﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﻻ‌ ﺗﺮﺟﻮﻫﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺗﺨﺎﻓﻪ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﻻ‌ ﺗﺨﺎﻓﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺗﺤﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺭﺟﺎﺀ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ‌ ﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺗﻬﻢ، ﻭﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻬﻢ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ‌ ﻣﻨﻬﻢ"
ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭى | ٥١/١ |
قال شيخنا علي بن حسن الحلبي رحمه الله :-
((فلا تتحقق هذه الوسطية ُواقعًا عمليًّا في الأمَّة -عمومًا -أو دعاتها خصوصًا- إلا بهذه الموازنة المنضبطة بين التَّصفية علمًا وتعليمًا ,والتربية تزكيةً وتخلّقًا)).

[التصفية والتربية وأثرهما في استئناف الحياة الإسلامية، (ص 123)]
قال شيخنا علي الحلبي رحمه الله:-

((الدّاعية ُ دقيقٌ في كلّ شيءٍ ,وبِخاصّة فيما يسمعهُ من الناسِ ,أو يقرؤه ُمن الكتبِ .فالواجب ُ أن يحرص َجدًا على التثبّت من كل ما يصلُ أذنَه أو عينَه قبل إشاعتِه بين الخلائقِ ,ونشرِه ...
إذا كَان الذِي بلغـَه خبرُسوءٍ عن رجلٍ,أو كلمةُ شرٍ عن أحدٍ!
فحينئذٍ يَجبُ عليه ِالتثبتُ ,والحِرصُ على الدقةِ وتوخي الحقيقة ِ ,لا المُسارعة ُإلى النّقلِ ,والاندفاعُ إلى الأخبارِ !))

[الأربعون حديثا في الدعوة والدعاة (دقة الداعية وحرصه)
(ص:63)]
قال شيخنا علي الحلبي رحمه الله:_
(( مَهْمَا غَالَطَ المُغالِطُ! وَمَهْما مَاحَكَ المُماحِكُ!! وَمَهْما اشْتَدَّ لَدَدُ المُخالِفِ!!! وَمَهْمَا انْتَشَى هَذَا -أَوْ ذَاكَ- بِنَشْوَةِ تَصْفِيقِ الأَتْبَاعِ!! وَتَأْيِيدِ الرَّعاعِ!!!
﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾
﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
﴿وَلِئِنْ صَبَرْتُمْ لَـهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ )).

[منهج السَّلف الصَّالح، 49-50]
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ-:

"ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ:

ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻟﻠﻪ، ﻓﺘﺮﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﻻ‌ ﺗﺮﺟﻮﻫﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺗﺨﺎﻓﻪ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﻻ‌ ﺗﺨﺎﻓﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺗﺤﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺭﺟﺎﺀ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ‌ ﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺗﻬﻢ، ﻭﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻬﻢ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ‌ ﻣﻨﻬﻢ"
ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭى | ٥١/١ |
«والقاصد لوجه الله لا يخاف أن يُنقد عليه خَلَلٌ في كلامه، ولا يَهاب أن يُدَلَّ على بطلان قوله، بل يحب الحق من حيث أتاه، ويقبل الهدى ممَّن أهداه، بل المخاشنة بالحق والنصيحة أحبُّ إليه مِن المُداهنة على الأقوال القبيحة، وصديقك مَن أَصْدَقَكَ لا من صدَّقَك، وفي نوابغ الكلم وبدائع الحِكم: (عليك بمَن يُنذر الإبسال والإبلاس وإيَّاك ومَن يقول: لا باس ولا تاس)».

[«العواصم والقواصم» لابن الوزير (١/ ٢٢٤)]
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:

"طالب الله والدار الآخرة لا يستقيم له سيره وطلبه إلا بحبسين:
حبس قلبه في طلبه ومطلوبه وحبسه عن الالتفات إلى غيره وحبس لسانه عما لا يفيد. 
وحبسه على ذكر الله وما يزيد في إيمانه ومعرفته وحبس جوارحه عن المعاصي.  والشهوات وحبسها على الواجبات والمندوبات.  
فلا يفارق الحبس حتى يلقى ربه فيخلصه من السجن إلى أوسع فضاء وأطيبه ومتى لم يصبر على هذين الحبسين وفر منهما إلى فضاء الشهوات أعقبه ذلك الحبس الفظيع عند خروجه من الدنيا فكل خارج من الدنيا إما متخلص من الحبس وإما ذاهب إلى الحبس وبالله التوفيق"

الفوائد | صـ ٥٤
2025/08/25 21:41:18
Back to Top
HTML Embed Code: