قال الإمام الذهبي رحمه الله :
« سُنَّة الله في كل من ازدرى العلماء بقي حقيرًا ! » .
[ تاريخ الإسلام ١٣/ ٢٥٦ ] .
وقال الإمام الوادعي رحمه الله :
« هؤلاء الذين يطعنون في العلماء ستزول دعوتهم، ويبقى العلماء » .
[ أسئلة أهل المغرب ] .
« سُنَّة الله في كل من ازدرى العلماء بقي حقيرًا ! » .
[ تاريخ الإسلام ١٣/ ٢٥٦ ] .
وقال الإمام الوادعي رحمه الله :
« هؤلاء الذين يطعنون في العلماء ستزول دعوتهم، ويبقى العلماء » .
[ أسئلة أهل المغرب ] .
👍1
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
البصيـرة معنـاها :
نور يقذفه الله في القلب
يَرى به حقيقة ما أخبَرَت به الرسل كأنه يشاهده رأي عين .
والبصيرة على ثلاث درجات
مـن استكملهـــا فقـــد استكمل
البصيرة :
بصيرة في الأسماء والصفات ،
وبصيرة في الأمر والنهي ،
وبصيرة في الوعد والوعيد .
فالبصيرة في الأسماء والصفات :
أن لا يتأثر إيمانك بشُبهة تعارض ما وَصف الله به نفسه ، ووصفه به رسوله ؛
بل تكون الشُبه المعارضة لذلك عندك بمنزلة الشبه والشكوك في وجود الله ، فكلاهما سواء في البلاء عند أهل البصائر .
البصيرة في الأمر والنهي :
وهي تجريده عن المعارضة بتأويل ، أو تقليد ، أو هوى ،
فلا يقوم بقلبه شبهة تعارض العلم بأمر الله ونهيه ، ولا شهوة تمنع من تنفيذه وامتثاله والأخذ به ، ولا تقليد يريحه عن بذل الجهد في تلقي الأحكام من مشكاة النصوص .
البصيرة في الوعد والوعيد :
وهي أن تشهد قيام الله على كل نفس بما كسبت في الخير والشر ، عاجلا وآجلا ، في دار العمل ودار الجزاء ،
وأن ذلك هو موجب إلهيته وربوبيته ، وعدله وحكمته ،
فإن الشك في ذلك شك في إلهيته وربوبيته ؛ بل شك في وجوده .
مدارج السالكين (١٤٥/١)
البصيـرة معنـاها :
نور يقذفه الله في القلب
يَرى به حقيقة ما أخبَرَت به الرسل كأنه يشاهده رأي عين .
والبصيرة على ثلاث درجات
مـن استكملهـــا فقـــد استكمل
البصيرة :
بصيرة في الأسماء والصفات ،
وبصيرة في الأمر والنهي ،
وبصيرة في الوعد والوعيد .
فالبصيرة في الأسماء والصفات :
أن لا يتأثر إيمانك بشُبهة تعارض ما وَصف الله به نفسه ، ووصفه به رسوله ؛
بل تكون الشُبه المعارضة لذلك عندك بمنزلة الشبه والشكوك في وجود الله ، فكلاهما سواء في البلاء عند أهل البصائر .
البصيرة في الأمر والنهي :
وهي تجريده عن المعارضة بتأويل ، أو تقليد ، أو هوى ،
فلا يقوم بقلبه شبهة تعارض العلم بأمر الله ونهيه ، ولا شهوة تمنع من تنفيذه وامتثاله والأخذ به ، ولا تقليد يريحه عن بذل الجهد في تلقي الأحكام من مشكاة النصوص .
البصيرة في الوعد والوعيد :
وهي أن تشهد قيام الله على كل نفس بما كسبت في الخير والشر ، عاجلا وآجلا ، في دار العمل ودار الجزاء ،
وأن ذلك هو موجب إلهيته وربوبيته ، وعدله وحكمته ،
فإن الشك في ذلك شك في إلهيته وربوبيته ؛ بل شك في وجوده .
مدارج السالكين (١٤٥/١)
قال أبو حاتم البستي :-
"العاقل يلزم صحبة الأخيار، ويفارق صحبة الأشرار؛ لأنَّ مَوَدَّة الأخيار سريع اتصالها، بطيء انقطاعها، ومودة الأشرار سريع انقطاعها، بطيء اتصالها، وصحبة الأشرار تورث سوء الظَّن بالأخيار، ومن خَادَن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم
".
روضة العقلاء
"العاقل يلزم صحبة الأخيار، ويفارق صحبة الأشرار؛ لأنَّ مَوَدَّة الأخيار سريع اتصالها، بطيء انقطاعها، ومودة الأشرار سريع انقطاعها، بطيء اتصالها، وصحبة الأشرار تورث سوء الظَّن بالأخيار، ومن خَادَن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم
".
روضة العقلاء
الاتِّعاظ بالقرآن...
«ومَن تدبَّر كلامَه عرف الربَّ عزَّ وجلَّ، وعَرَفَ عظيمَ سلطانه وقدرتِه، وعظيمَ تفضُّله على المؤمنين، وعَرَف ما عليه مِن فرض عبادته، فألزم نَفْسَه الواجبَ، فحَذِر ممَّا حذَّره مولاه الكريم، فرَغِب فيما رغَّبه، ومَن كانت هذه صفتَه عند تلاوته للقرآن وعند استماعه مِن غيره كان القرآنُ له شفاءً فاستغنى بلا مالٍ، وعَزَّ بلا عشيرةٍ، وأَنِسَ ممَّا يستوحش منه غيرُه، وكان همُّه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها: «متى أتَّعظُ بما أتلو؟»، ولم يكن مرادُه: «متى أختم السورةَ؟»، وإنما مراده: «متى أَعْقِلُ عن الله الخطابَ؟ متى أزدجِرُ؟ متى أعتبر؟»، لأنَّ تلاوة القرآن عبادةٌ لا تكون بغفلةٍ، واللهُ الموفِّق لذلك».
[«أخلاق حَمَلة القرآن» الآجرِّي (١٠)]
«ومَن تدبَّر كلامَه عرف الربَّ عزَّ وجلَّ، وعَرَفَ عظيمَ سلطانه وقدرتِه، وعظيمَ تفضُّله على المؤمنين، وعَرَف ما عليه مِن فرض عبادته، فألزم نَفْسَه الواجبَ، فحَذِر ممَّا حذَّره مولاه الكريم، فرَغِب فيما رغَّبه، ومَن كانت هذه صفتَه عند تلاوته للقرآن وعند استماعه مِن غيره كان القرآنُ له شفاءً فاستغنى بلا مالٍ، وعَزَّ بلا عشيرةٍ، وأَنِسَ ممَّا يستوحش منه غيرُه، وكان همُّه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها: «متى أتَّعظُ بما أتلو؟»، ولم يكن مرادُه: «متى أختم السورةَ؟»، وإنما مراده: «متى أَعْقِلُ عن الله الخطابَ؟ متى أزدجِرُ؟ متى أعتبر؟»، لأنَّ تلاوة القرآن عبادةٌ لا تكون بغفلةٍ، واللهُ الموفِّق لذلك».
[«أخلاق حَمَلة القرآن» الآجرِّي (١٠)]
قال الحافظ أبو حاتم محمد بن حِبَّان رحمه الله في "الحث على لُزوم العقل، وصِفة العاقل اللبيب":
«وإن من محبَّة المرء المكارمَ من الأخلاق وكراهته سفسافها: هو نفس العقل».
«والعقل: اسم يقع على: المعرفة بسلوك الصواب والعلمِ باجتناب الخطإ».
«فالواجب على العاقل: أن يكون بما أحيا عقلَه من الحكمة أكْلَفَ منه بما أحيا جسده من القُوت؛ لأن قوت الأجساد المطاعم، وقوت العقل الحِكَم، فكما أن الأجساد تموت عند فَقْدِ الطعام والشراب، كذلك العقول إذا فقدت قُوتها من الحكمة ماتت».
« العقل دواء القلوب، ومَطِيَّةُ المجتهدين، وبَذْرُ حِراثةِ الآخرة، وتاج المؤمن في الدنيا، وعُدَّتُه في وقوع النوائب.
ومن عُدِم العقلَ لم يَزِدْه السلطانُ عزًّا، ولا المال يرفعُه قَدْرًا.
ولا عقل لمن أغفَلَه عن أُخراه ما يجدُ من لذَّة دنياه، فكما أن أشدَّ الزَّمانة [أي المرض] الجهل، كذلك أشدُّ الفاقةِ عدم العقل».
وروى ابن حبان بإسناده عن حبيب الجلَّاب قال: «قيل لابن المبارك: ما خيرُ ما أُعطيَ الرجل؟ قال: غريزةُ عقل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أدبٌ حسن، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أخٌ صالحُ يستشيرُه، قيل: فإن لم يكن؟ قال صمْتٌ طويل، قيل: فإن لم يكن؟ قال موتٌ عاجل».
[روضة العقلاء ونزهة الفضلاء
(ص٣٣-٣٧)]
«وإن من محبَّة المرء المكارمَ من الأخلاق وكراهته سفسافها: هو نفس العقل».
«والعقل: اسم يقع على: المعرفة بسلوك الصواب والعلمِ باجتناب الخطإ».
«فالواجب على العاقل: أن يكون بما أحيا عقلَه من الحكمة أكْلَفَ منه بما أحيا جسده من القُوت؛ لأن قوت الأجساد المطاعم، وقوت العقل الحِكَم، فكما أن الأجساد تموت عند فَقْدِ الطعام والشراب، كذلك العقول إذا فقدت قُوتها من الحكمة ماتت».
« العقل دواء القلوب، ومَطِيَّةُ المجتهدين، وبَذْرُ حِراثةِ الآخرة، وتاج المؤمن في الدنيا، وعُدَّتُه في وقوع النوائب.
ومن عُدِم العقلَ لم يَزِدْه السلطانُ عزًّا، ولا المال يرفعُه قَدْرًا.
ولا عقل لمن أغفَلَه عن أُخراه ما يجدُ من لذَّة دنياه، فكما أن أشدَّ الزَّمانة [أي المرض] الجهل، كذلك أشدُّ الفاقةِ عدم العقل».
وروى ابن حبان بإسناده عن حبيب الجلَّاب قال: «قيل لابن المبارك: ما خيرُ ما أُعطيَ الرجل؟ قال: غريزةُ عقل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أدبٌ حسن، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أخٌ صالحُ يستشيرُه، قيل: فإن لم يكن؟ قال صمْتٌ طويل، قيل: فإن لم يكن؟ قال موتٌ عاجل».
[روضة العقلاء ونزهة الفضلاء
(ص٣٣-٣٧)]
قــال الإمــام الآجــري - رحمــه الله -
أغـرب الغربـاء فـي وقتنـا هـذا ،
*مـن أخذ بالسنن وصبر عليها ، وحذر البدع وصبر عنها ، واتبع آثار من سلف من أئمة المسلمين ، وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله فاشتغل بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه ، وترك الخوض فيما لا يعنيه ، وعمل في إصلاح كسرته ، وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته ، وترك الفضل الذي يطغيه ، ودارى أهل زمانه ولم يداهنهم ، وصبر على ذلك ، فهــذا غريــب مــن يأنـس إليـه مـن العشيـرة والإخـوان قليـل ولا يضــره ذلك .
الغرباء للآجري ص ( ٧٩ )
أغـرب الغربـاء فـي وقتنـا هـذا ،
*مـن أخذ بالسنن وصبر عليها ، وحذر البدع وصبر عنها ، واتبع آثار من سلف من أئمة المسلمين ، وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله فاشتغل بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه ، وترك الخوض فيما لا يعنيه ، وعمل في إصلاح كسرته ، وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته ، وترك الفضل الذي يطغيه ، ودارى أهل زمانه ولم يداهنهم ، وصبر على ذلك ، فهــذا غريــب مــن يأنـس إليـه مـن العشيـرة والإخـوان قليـل ولا يضــره ذلك .
الغرباء للآجري ص ( ٧٩ )
قال شيخ الإسلام رحمه الله:-
وكذلك الشام كانوا فى أول الإسلام في سعادة الدنيا والدين ثم جرت فتن وخرج الملك من أيديهم ثم سلط عليهم المنافقون الملاحدة والنصارى بذنوبهم واستولوا على بيت المقدس وقبر الخليل وفتحوا البناء الذى كان عليه وجعلوه كنيسة ثم صلح دينهم "فأعزهم الله ونصرهم على عدوهم لما أطاعوا الله ورسوله واتبعوا ما أنزل إليهم من ربهم" فطاعة الله ورسوله قطب السعادة وعليها تدور { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } وكان النبي يقول في خطبته ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا).
مجموع الفتاوى(٢٧|٢٣١)
وكذلك الشام كانوا فى أول الإسلام في سعادة الدنيا والدين ثم جرت فتن وخرج الملك من أيديهم ثم سلط عليهم المنافقون الملاحدة والنصارى بذنوبهم واستولوا على بيت المقدس وقبر الخليل وفتحوا البناء الذى كان عليه وجعلوه كنيسة ثم صلح دينهم "فأعزهم الله ونصرهم على عدوهم لما أطاعوا الله ورسوله واتبعوا ما أنزل إليهم من ربهم" فطاعة الله ورسوله قطب السعادة وعليها تدور { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } وكان النبي يقول في خطبته ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا).
مجموع الفتاوى(٢٧|٢٣١)
توقير أهل البدع هدمٌ للإسلام!!
«فإنَّ توقير صاحب البدعة مظنَّةٌ لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم: إحداهما: الْتفاتُ الجُهَّال والعامَّة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس، وأنَّ ما هو عليه خيرٌ ممَّا عليه غيرُه، فيؤدِّي ذلك إلى اتِّباعه على بدعته دون اتِّباع أهل السنَّة على سُنَّتهم. والثانية: أنه إذا وُقِّر مِن أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرِّض له على إنشاء الابتداع في كلِّ شيءٍ وعلى كلِّ حالٍ، فتحيا البِدَعُ وتموت السنن، وهو هدمُ الإسلام بعينه».
[«الاعتصام» للشاطبي (١/ ٢٠٢)
«فإنَّ توقير صاحب البدعة مظنَّةٌ لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم: إحداهما: الْتفاتُ الجُهَّال والعامَّة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس، وأنَّ ما هو عليه خيرٌ ممَّا عليه غيرُه، فيؤدِّي ذلك إلى اتِّباعه على بدعته دون اتِّباع أهل السنَّة على سُنَّتهم. والثانية: أنه إذا وُقِّر مِن أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرِّض له على إنشاء الابتداع في كلِّ شيءٍ وعلى كلِّ حالٍ، فتحيا البِدَعُ وتموت السنن، وهو هدمُ الإسلام بعينه».
[«الاعتصام» للشاطبي (١/ ٢٠٢)
نصيحة نافعة وكلمات جامعة.
«اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجمَّلكم بعزَّة الاتِّباع، وجنَّبكم ذلَّة الابتداع، أنَّ الواجب على كلِّ مسلمٍ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ أن يعتقد عقدًا يتشرَّبه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أنَّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان إنما هو في القرآن والسنَّة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وأنَّ كلَّ ما خرج عن هذه الأصول، ولم يحظ لديها بالقبول ـ قولًا كان أو عملًا أو عقدًا أو احتمالًا ـ فإنه باطلٌ من أصله، مردودٌ على صاحبه، كائنًا من كان في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى، فقد تضافرتْ عليها الأدلَّة من الكتاب والسنَّة، وأقوال أساطين الملَّة من علماء الأمصار، وأئمَّة الأقطار، وشيوخ الزهد الأخيار، وهي لَعَمْرُ الحقِّ لا يقبلها إلَّا أهل الدين والإيمان، ولا يردُّها إلَّا أهل الزيغ والبهتان».
[«آثار الإمام ابن باديس» (٣/ ٢٢٢)]
«اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجمَّلكم بعزَّة الاتِّباع، وجنَّبكم ذلَّة الابتداع، أنَّ الواجب على كلِّ مسلمٍ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ أن يعتقد عقدًا يتشرَّبه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أنَّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان إنما هو في القرآن والسنَّة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وأنَّ كلَّ ما خرج عن هذه الأصول، ولم يحظ لديها بالقبول ـ قولًا كان أو عملًا أو عقدًا أو احتمالًا ـ فإنه باطلٌ من أصله، مردودٌ على صاحبه، كائنًا من كان في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى، فقد تضافرتْ عليها الأدلَّة من الكتاب والسنَّة، وأقوال أساطين الملَّة من علماء الأمصار، وأئمَّة الأقطار، وشيوخ الزهد الأخيار، وهي لَعَمْرُ الحقِّ لا يقبلها إلَّا أهل الدين والإيمان، ولا يردُّها إلَّا أهل الزيغ والبهتان».
[«آثار الإمام ابن باديس» (٣/ ٢٢٢)]
خطر البدع والضلالات!!!
«إنَّ شيوع ضلالات العقائد، وبدع العبادات، والخلاف في الدين هو الذي جرَّ على المسلمين هذا التحلل من الدين، وهذا البعد من أصليه الأصليين، وهو الذي جرَّدهم من مزاياه وأخلاقه حتى وصلوا إلى ما نراه، وتلك الخلال من إقرار البدع والضلالات هي التي مهدت السبيل لدخول الإلحاد على النفوس، وهيأت النفوس لقبول الإلحاد، ومحال أن ينفذ الإلحاد إلى النفوس المؤمنة، فإن الإيمان حصن حصين للنفوس التي تحمله، ولكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهويْنا، وترمي الحصانة بالوهن، وترمي الحقيقة بالوهم، فإذا هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكل مهاجم».
[«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي» (٤/ ٢٠١)]
«إنَّ شيوع ضلالات العقائد، وبدع العبادات، والخلاف في الدين هو الذي جرَّ على المسلمين هذا التحلل من الدين، وهذا البعد من أصليه الأصليين، وهو الذي جرَّدهم من مزاياه وأخلاقه حتى وصلوا إلى ما نراه، وتلك الخلال من إقرار البدع والضلالات هي التي مهدت السبيل لدخول الإلحاد على النفوس، وهيأت النفوس لقبول الإلحاد، ومحال أن ينفذ الإلحاد إلى النفوس المؤمنة، فإن الإيمان حصن حصين للنفوس التي تحمله، ولكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهويْنا، وترمي الحصانة بالوهن، وترمي الحقيقة بالوهم، فإذا هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكل مهاجم».
[«آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي» (٤/ ٢٠١)]
الصبر على الأذى في سبيل الإصلاح
«وإن تعجب فعجب أمر هؤلاء الذين يريدون من علماء الدين أن يذعنوا لأباطيلهم ويطأطئوا رؤوسهم أمام عظمة أهوائهم، وما ضمتها من عفونات ما يلقيه الشيطان عليهم رغم تعاليم الدين الذي يلعن من يكتم من الدين المنزَّل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم شيئا وكأنَّ هؤلاء لم يعلموا أننا لم نكتب ما كتبنا وما كتبه إخواننا من أهل الدين والبصيرة النافذة لقضاء شهوة من الشهوات أو طلب دخل من الدخول أو لنيل حظ من الحظوظ، وأن الله يعلم والمسلمين يعلمون أنه لولا أن الله تعالى أمرنا بأن نبلغ هذا الدين كما أخذناه لا ننقص ولا نزيد ولولا أننا نزحزح أنفسنا عن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى ما رضينا لأنفسنا أن نخاطب هذه الهلثاء التي لا فقه لها ولكننا سوف نثبت حيث أمرنا الله مستميتين في الدفاع عن الدين ولو قطعنا إربا أو رمى بنا في أتون وإن نحن لقينا ما لقينا فحسبنا:
ما أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت»
[العربي التبسي «الشهاب» (٣/ ٢٩٧)]
«وإن تعجب فعجب أمر هؤلاء الذين يريدون من علماء الدين أن يذعنوا لأباطيلهم ويطأطئوا رؤوسهم أمام عظمة أهوائهم، وما ضمتها من عفونات ما يلقيه الشيطان عليهم رغم تعاليم الدين الذي يلعن من يكتم من الدين المنزَّل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم شيئا وكأنَّ هؤلاء لم يعلموا أننا لم نكتب ما كتبنا وما كتبه إخواننا من أهل الدين والبصيرة النافذة لقضاء شهوة من الشهوات أو طلب دخل من الدخول أو لنيل حظ من الحظوظ، وأن الله يعلم والمسلمين يعلمون أنه لولا أن الله تعالى أمرنا بأن نبلغ هذا الدين كما أخذناه لا ننقص ولا نزيد ولولا أننا نزحزح أنفسنا عن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى ما رضينا لأنفسنا أن نخاطب هذه الهلثاء التي لا فقه لها ولكننا سوف نثبت حيث أمرنا الله مستميتين في الدفاع عن الدين ولو قطعنا إربا أو رمى بنا في أتون وإن نحن لقينا ما لقينا فحسبنا:
ما أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت»
[العربي التبسي «الشهاب» (٣/ ٢٩٧)]
توقير أهل البدع هدمٌ للإسلام!!
«فإنَّ توقير صاحب البدعة مظنَّةٌ لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم: إحداهما: الْتفاتُ الجُهَّال والعامَّة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس، وأنَّ ما هو عليه خيرٌ ممَّا عليه غيرُه، فيؤدِّي ذلك إلى اتِّباعه على بدعته دون اتِّباع أهل السنَّة على سُنَّتهم. والثانية: أنه إذا وُقِّر مِن أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرِّض له على إنشاء الابتداع في كلِّ شيءٍ وعلى كلِّ حالٍ، فتحيا البِدَعُ وتموت السنن، وهو هدمُ الإسلام بعينه».
[«الاعتصام» للشاطبي (١/ ٢٠٢)
«فإنَّ توقير صاحب البدعة مظنَّةٌ لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم: إحداهما: الْتفاتُ الجُهَّال والعامَّة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس، وأنَّ ما هو عليه خيرٌ ممَّا عليه غيرُه، فيؤدِّي ذلك إلى اتِّباعه على بدعته دون اتِّباع أهل السنَّة على سُنَّتهم. والثانية: أنه إذا وُقِّر مِن أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرِّض له على إنشاء الابتداع في كلِّ شيءٍ وعلى كلِّ حالٍ، فتحيا البِدَعُ وتموت السنن، وهو هدمُ الإسلام بعينه».
[«الاعتصام» للشاطبي (١/ ٢٠٢)
قال ابن الجوزي رحمه الله – في صيد الخاطر (ص/22) :
(( أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة ، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة !
كالفرح بالمال الحرام ، والتمكُّن من الذنوب ؛ ومن هذه حاله لا يفوز بطاعةٍ .
وإني تدبَّرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين فرأيتهم في عقوباتٍ لايحسُّون بها ، ومعظمها من قِبَل طلبهم للرياسة .
فالعالم منهم يغضب إن رُدَّ عليه خطؤُهُ ، والواعظ متصنِّعٌ بوعظه ! ، والمتزهِّدُ منافقٌ أو مراءٍ .
فأوَّلُ عقوباتهم إعراضهم عن الحق ؛ اشتغالاً بالخلق .
ومن خفيِّ عقوباتهم : سلب حلاوة المناجاة ولذَّة التعبُّد .
إلاَّ رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات = يحفظ الله بهم الأرض ؛ بواطنهم كظواهرهم ؛ بل أجلى ، وسرائرهم كعلانيتهم ؛ بل أحلى ، وهممهم عند الثريَّا ؛ بل أعلى ، إنْ عُرِفُوا تنكَّروا ، وإن رُئيت لهم كرامةٌ أنكروا .
فالناس في غفلاتهم ، وهم في قطع فلواتهم !
تحبُّهم بقاع الأرض ، وتفرحُ بهم أملاك السماء .
نسألُ الله - عزوجل - التوفيق لاتباعهم ، وأن يجعلنا من أتباعهم ))
(( أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة ، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة !
كالفرح بالمال الحرام ، والتمكُّن من الذنوب ؛ ومن هذه حاله لا يفوز بطاعةٍ .
وإني تدبَّرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين فرأيتهم في عقوباتٍ لايحسُّون بها ، ومعظمها من قِبَل طلبهم للرياسة .
فالعالم منهم يغضب إن رُدَّ عليه خطؤُهُ ، والواعظ متصنِّعٌ بوعظه ! ، والمتزهِّدُ منافقٌ أو مراءٍ .
فأوَّلُ عقوباتهم إعراضهم عن الحق ؛ اشتغالاً بالخلق .
ومن خفيِّ عقوباتهم : سلب حلاوة المناجاة ولذَّة التعبُّد .
إلاَّ رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات = يحفظ الله بهم الأرض ؛ بواطنهم كظواهرهم ؛ بل أجلى ، وسرائرهم كعلانيتهم ؛ بل أحلى ، وهممهم عند الثريَّا ؛ بل أعلى ، إنْ عُرِفُوا تنكَّروا ، وإن رُئيت لهم كرامةٌ أنكروا .
فالناس في غفلاتهم ، وهم في قطع فلواتهم !
تحبُّهم بقاع الأرض ، وتفرحُ بهم أملاك السماء .
نسألُ الله - عزوجل - التوفيق لاتباعهم ، وأن يجعلنا من أتباعهم ))
❤1
قَالَ ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ اللَّهُ - :
حياة القلبِ في توحيد اللَّه ومعرفته.
فكذلك القلب إنما يَيْبَس إِذا خلا من تَوحيد اللَّه وحبه ومعرفته وذكره ودعائه، فتصيبه حرارة النَّفسِ، ونَار الشَّهَوات، فتمتنع أغصان الجوارح، من الامتداد إذا مددتها، والانقياد إذا قُدْتها، فلا تصلح بعد هي والشَّجرة إِلَّا للنَّار ﴿فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلوبُهُم مِن ذِكرِ اللَّهِ أُولئِكَ في ضَلالٍ مُبينٍ﴾.
فإذا كان القلب مَمطُوراً بِمطرِ الرَّحْمَة، كانت الأغصان لَيّنَة مُنقَادة رطبة، فإذا مددتها إلى أمر الله انقادت معك، وأقبلت سريعة لينة وادعة، فجَنَيتَ منْهَا من ثمار العبودية ما يَحمله كل غُصن من تلك الأغصان ومادتها من رطوبة القلب وريَّه، فالمادة تعمل عملها في القلب والجوارح.
وإذا يَبُسَ القَلب وتعطلت الأغصان من أعمال البر، لأن مادة القلب وحياته قد انقطعت منه فلم تنتشر في الجوارح، فتحمل كل جارحة ثمرها من العبودية.
ولله في كل جارحة من جوارح العبد عبوديه تَخُصُّه، وطاعة مطلوبة منها، خُلقت لأجلها وهُيِّئت لَها.
أسرار الصَّلاة صـ ٢٨ .
حياة القلبِ في توحيد اللَّه ومعرفته.
فكذلك القلب إنما يَيْبَس إِذا خلا من تَوحيد اللَّه وحبه ومعرفته وذكره ودعائه، فتصيبه حرارة النَّفسِ، ونَار الشَّهَوات، فتمتنع أغصان الجوارح، من الامتداد إذا مددتها، والانقياد إذا قُدْتها، فلا تصلح بعد هي والشَّجرة إِلَّا للنَّار ﴿فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلوبُهُم مِن ذِكرِ اللَّهِ أُولئِكَ في ضَلالٍ مُبينٍ﴾.
فإذا كان القلب مَمطُوراً بِمطرِ الرَّحْمَة، كانت الأغصان لَيّنَة مُنقَادة رطبة، فإذا مددتها إلى أمر الله انقادت معك، وأقبلت سريعة لينة وادعة، فجَنَيتَ منْهَا من ثمار العبودية ما يَحمله كل غُصن من تلك الأغصان ومادتها من رطوبة القلب وريَّه، فالمادة تعمل عملها في القلب والجوارح.
وإذا يَبُسَ القَلب وتعطلت الأغصان من أعمال البر، لأن مادة القلب وحياته قد انقطعت منه فلم تنتشر في الجوارح، فتحمل كل جارحة ثمرها من العبودية.
ولله في كل جارحة من جوارح العبد عبوديه تَخُصُّه، وطاعة مطلوبة منها، خُلقت لأجلها وهُيِّئت لَها.
أسرار الصَّلاة صـ ٢٨ .
❤1👍1
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
البصيـرة معنـاها :
نور يقذفه الله في القلب
يَرى به حقيقة ما أخبَرَت به الرسل كأنه يشاهده رأي عين .
والبصيرة على ثلاث درجات
مـن استكملهـــا فقـــد استكمل
البصيرة :
بصيرة في الأسماء والصفات ،
وبصيرة في الأمر والنهي ،
وبصيرة في الوعد والوعيد .
فالبصيرة في الأسماء والصفات :
أن لا يتأثر إيمانك بشُبهة تعارض ما وَصف الله به نفسه ، ووصفه به رسوله ؛
بل تكون الشُبه المعارضة لذلك عندك بمنزلة الشبه والشكوك في وجود الله ، فكلاهما سواء في البلاء عند أهل البصائر .
البصيرة في الأمر والنهي :
وهي تجريده عن المعارضة بتأويل ، أو تقليد ، أو هوى ،
فلا يقوم بقلبه شبهة تعارض العلم بأمر الله ونهيه ، ولا شهوة تمنع من تنفيذه وامتثاله والأخذ به ، ولا تقليد يريحه عن بذل الجهد في تلقي الأحكام من مشكاة النصوص .
البصيرة في الوعد والوعيد :
وهي أن تشهد قيام الله على كل نفس بما كسبت في الخير والشر ، عاجلا وآجلا ، في دار العمل ودار الجزاء ،
وأن ذلك هو موجب إلهيته وربوبيته ، وعدله وحكمته ،
فإن الشك في ذلك شك في إلهيته وربوبيته ؛ بل شك في وجوده .
مدارج السالكين (١٤٥/١)
البصيـرة معنـاها :
نور يقذفه الله في القلب
يَرى به حقيقة ما أخبَرَت به الرسل كأنه يشاهده رأي عين .
والبصيرة على ثلاث درجات
مـن استكملهـــا فقـــد استكمل
البصيرة :
بصيرة في الأسماء والصفات ،
وبصيرة في الأمر والنهي ،
وبصيرة في الوعد والوعيد .
فالبصيرة في الأسماء والصفات :
أن لا يتأثر إيمانك بشُبهة تعارض ما وَصف الله به نفسه ، ووصفه به رسوله ؛
بل تكون الشُبه المعارضة لذلك عندك بمنزلة الشبه والشكوك في وجود الله ، فكلاهما سواء في البلاء عند أهل البصائر .
البصيرة في الأمر والنهي :
وهي تجريده عن المعارضة بتأويل ، أو تقليد ، أو هوى ،
فلا يقوم بقلبه شبهة تعارض العلم بأمر الله ونهيه ، ولا شهوة تمنع من تنفيذه وامتثاله والأخذ به ، ولا تقليد يريحه عن بذل الجهد في تلقي الأحكام من مشكاة النصوص .
البصيرة في الوعد والوعيد :
وهي أن تشهد قيام الله على كل نفس بما كسبت في الخير والشر ، عاجلا وآجلا ، في دار العمل ودار الجزاء ،
وأن ذلك هو موجب إلهيته وربوبيته ، وعدله وحكمته ،
فإن الشك في ذلك شك في إلهيته وربوبيته ؛ بل شك في وجوده .
مدارج السالكين (١٤٥/١)
👍1
قَالَ ابنُ عساكِر - رَحمهُ الله - ؛
« ما أعَانَ على نَظمِ مُروءاتِ الرِّجالِ كالنِّسَاءِ الصَّوالِح »
| تارِيخُ دِمشق - ٢٢ / ١٥٤
« ما أعَانَ على نَظمِ مُروءاتِ الرِّجالِ كالنِّسَاءِ الصَّوالِح »
| تارِيخُ دِمشق - ٢٢ / ١٥٤
👍1
قال ابن القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ :
ومن أعظم الفقه أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت فتحول بينه وبين الخاتمة بالحسنى.
المصدر : الداء والدواء 390.
ومن أعظم الفقه أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت فتحول بينه وبين الخاتمة بالحسنى.
المصدر : الداء والدواء 390.
👍1
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
ولمَّا كثُرَ اختلافُ النَّاس في مسائل الدِّين ، وكثرَ تفرُّقُهم ، كثُر بسببِ ذلك تباغُضهم وتلاعُنهم ، وكلٌّ منهم يُظهِرُ أنَّه يُبغض لله ، وقد يكونُ في نفس الأمر معذوراً ، وقد لا يكون معذوراً ، بل يكون متَّبِعاً لهواه ، مقصِّراً في البحث عن معرفة ما يُبغِضُ عليه ، فإنَّ كثيراً من البُغض كذلك إنَّما يقعُ لمخالفة متبوع يظنُّ أنَّه لا يقولُ إلاَّ الحقَّ ، وهذا الظَّنُّ خطأٌ قطعاً، وإنْ أُريد أنَّه لا يقول إلاَّ الحقَّ فيما خُولِفَ فيه ، فهذا الظنُّ قد يُخطئ ويُصيبُ ، وقد يكون الحامل على الميلِ مجرَّد الهوى ، أو الإلفُ ، أو العادة ، وكلُّ هذا يقدح في أنْ يكون هذا البغضُ لله ، فالواجبُ على المؤمن أن ينصحَ نفسَه ، ويتحرَّزَ في هذا غاية التحرُّزِ ، وما أشكل منه ، فلا يُدخِلُ نفسَه فيه خشيةَ أن يقعَ فيما نُهِيَ عنه مِنَ البُغض المُحرَّمِ .
وهاهنا أمرٌ خفيٌّ ينبغي التَّفطُّن له ، وهو أنَّ كثيراً من أئمَّةِ الدِّينِ قد يقولُ قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه ، مأجوراً على اجتهاده فيه ، موضوعاً عنه خطؤه فيهِ ، ولا يكونُ المنتصِرُ لمقالته تلك بمنْزلته في هذه الدَّرجة ؛ لأنَّه قد لا ينتصِرُ لهذا القولِ إلاَّ لكونِ متبوعه قد قاله ، بحيث أنَّه لو قاله غيرُه من أئمَّة الدِّينِ ، لما قبِلَهُ ولا انتصر له ، ولا والى من وافقه ، ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنَّه إنَّما انتصر للحقِّ بمنْزلة متبوعه ، وليس كذلك ، فإنَّ متبوعه إنَّما كان قصدُه الانتصارَ للحقِّ ، وإنْ أخطأ في اجتهاده ، وأمَّا هذا التَّابعُ ، فقد شابَ انتصارَه لما يظنُّه الحقَّ إرادة علوِّ متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنْ لا يُنسَبَ إلى الخطأ ، وهذه دسيسةٌ تَقْدَحُ في قصد الانتصار للحقِّ ، فافهم هذا ، فإنَّه فَهْمٌ عظيم ، والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراطٍ مستقيم .اهـ
"جامع العلوم والحكم" (ص: 330)
ولمَّا كثُرَ اختلافُ النَّاس في مسائل الدِّين ، وكثرَ تفرُّقُهم ، كثُر بسببِ ذلك تباغُضهم وتلاعُنهم ، وكلٌّ منهم يُظهِرُ أنَّه يُبغض لله ، وقد يكونُ في نفس الأمر معذوراً ، وقد لا يكون معذوراً ، بل يكون متَّبِعاً لهواه ، مقصِّراً في البحث عن معرفة ما يُبغِضُ عليه ، فإنَّ كثيراً من البُغض كذلك إنَّما يقعُ لمخالفة متبوع يظنُّ أنَّه لا يقولُ إلاَّ الحقَّ ، وهذا الظَّنُّ خطأٌ قطعاً، وإنْ أُريد أنَّه لا يقول إلاَّ الحقَّ فيما خُولِفَ فيه ، فهذا الظنُّ قد يُخطئ ويُصيبُ ، وقد يكون الحامل على الميلِ مجرَّد الهوى ، أو الإلفُ ، أو العادة ، وكلُّ هذا يقدح في أنْ يكون هذا البغضُ لله ، فالواجبُ على المؤمن أن ينصحَ نفسَه ، ويتحرَّزَ في هذا غاية التحرُّزِ ، وما أشكل منه ، فلا يُدخِلُ نفسَه فيه خشيةَ أن يقعَ فيما نُهِيَ عنه مِنَ البُغض المُحرَّمِ .
وهاهنا أمرٌ خفيٌّ ينبغي التَّفطُّن له ، وهو أنَّ كثيراً من أئمَّةِ الدِّينِ قد يقولُ قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه ، مأجوراً على اجتهاده فيه ، موضوعاً عنه خطؤه فيهِ ، ولا يكونُ المنتصِرُ لمقالته تلك بمنْزلته في هذه الدَّرجة ؛ لأنَّه قد لا ينتصِرُ لهذا القولِ إلاَّ لكونِ متبوعه قد قاله ، بحيث أنَّه لو قاله غيرُه من أئمَّة الدِّينِ ، لما قبِلَهُ ولا انتصر له ، ولا والى من وافقه ، ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنَّه إنَّما انتصر للحقِّ بمنْزلة متبوعه ، وليس كذلك ، فإنَّ متبوعه إنَّما كان قصدُه الانتصارَ للحقِّ ، وإنْ أخطأ في اجتهاده ، وأمَّا هذا التَّابعُ ، فقد شابَ انتصارَه لما يظنُّه الحقَّ إرادة علوِّ متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنْ لا يُنسَبَ إلى الخطأ ، وهذه دسيسةٌ تَقْدَحُ في قصد الانتصار للحقِّ ، فافهم هذا ، فإنَّه فَهْمٌ عظيم ، والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراطٍ مستقيم .اهـ
"جامع العلوم والحكم" (ص: 330)
👍1
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"فلا رأي أعظم ذما من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين ولم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين، لا في دينهم، ولا في دنياهم، بل نقص الخير عما كان وزاد الشر على ما كان".
منهاج السنة (١١٢/٦)
"فلا رأي أعظم ذما من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين ولم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين، لا في دينهم، ولا في دنياهم، بل نقص الخير عما كان وزاد الشر على ما كان".
منهاج السنة (١١٢/٦)
👍1
الفَرْقُ بَيْنَ العُجْبِ والرِّيَاءِ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية --: « كثيرًا ما يقْرِن الناس بين الرِّياء والعُجب، فالرِّياء من باب الإشراك بالخلق، والعُجب من باب الإشراك بالنفس، وهذا حال المستكبر، فالمُرائي لا يُحقق قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُد)، والمُعجَب لايُحقق قوله: (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)،فمن حقَّق قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُد) خرج عن الرياء ومن حقَّق قوله: (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) خرج عن الإعجاب. »
[مجموع الفتاوى]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية --: « كثيرًا ما يقْرِن الناس بين الرِّياء والعُجب، فالرِّياء من باب الإشراك بالخلق، والعُجب من باب الإشراك بالنفس، وهذا حال المستكبر، فالمُرائي لا يُحقق قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُد)، والمُعجَب لايُحقق قوله: (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)،فمن حقَّق قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُد) خرج عن الرياء ومن حقَّق قوله: (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) خرج عن الإعجاب. »
[مجموع الفتاوى]
❤1