قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – : لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَحْمِلَ كَلَامَ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ إلَّا عَلَى مَا عُرِفَ أَنَّهُ أَرَادَهُ ، لَا عَلَى مَا يَحْتَمِلُهُ ذَلِكَ اللَّفْظُ فِي كَلَامِ كُلِّ أَحَدٍ ؛ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَتَأَوَّلُ النُّصُوصَ الْمُخَالِفَةَ لِقَوْلِهِ ، يَسْلُكُ مَسْلَكَ مَنْ يَجْعَلُ ( التَّأْوِيلَ ) كَأَنَّهُ ذَكَرَ مَا يَحْتَمِلُهُ اللَّفْظُ ، وَقَصْدُهُ بِهِ دَفْعُ ذَلِكَ الْمُحْتَجِّ عَلَيْهِ بِذَلِكَ النَّصِّ وَهَذَا خَطَأٌ .... ( مجموع الفتاوى : 7 / 36 )
*الصداقة الحقيقية*
قال ابن الأثير -رحمه الله-:
*" الصديقُ؛ مَنْ ماشى أخاه على عرَجه، إنْ رأى سيئة وطِئها بالقدم، وإنْ رأى حسنة رفعها على علَم ".*
[المثل السائر ( ١/ ١٢٥ )]
قال ابن الأثير -رحمه الله-:
*" الصديقُ؛ مَنْ ماشى أخاه على عرَجه، إنْ رأى سيئة وطِئها بالقدم، وإنْ رأى حسنة رفعها على علَم ".*
[المثل السائر ( ١/ ١٢٥ )]
👍2
ذكر ﺍﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ رحمه الله أن ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻟﻠﻴﺜﻲ ( ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻣﺎﻟﻚ) قال:
*ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺣﺪثني ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺣﻴﻦ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻟﻤﺎ ﺃلهمني ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻰ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻴﻪ*
ﻗﺎﻝ لي : ﺍﺳﻤﻚ؟
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻛﺮﻣﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻴﻰ .
ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺣﺪﺙ ﺃﺻﺤﺎبي ﺳﻨﺎً .
*ﻓﻘﺎﻝ لي : ﻳﺎ ﻳﺤﻴﻰ، ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺠﺪ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ،*
ﻭﺳﺄﺣﺪﺛﻚ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻳﺮﻏﺒﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﺰﻫﺪﻙ ﻓﻰ ﻏﻴﺮﻩ .
*ﻗﺎﻝ : ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻏﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﺤﺪﺍﺛﺔ ﺳﻨﻚ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺣﺘﻰ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻧﺎ، ﻻ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻻ ﻋﺎﻟﻢ،*
*ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺰﺩﺣﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﺸﻪ .*
*ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻣﺴﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺘﻢ .*
*ﻓﻘﺪّﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ربيعة ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻩ .*
*ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻓﺄﻟﺤﺪﻩ ﻓﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ، ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻭﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﻭﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ،* *ﻭﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻢ، ﻭﺑﻨﻰ ﺍﻟﻠِّﺒﻦ ﻋﻠﻰ ﻟﺤﺪﻩ* *ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻨﺎﻭﻟﻮﻩ ﺍﻟﻠﺒﻦ !*
*ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺩﻓﻨﻪ ﺭﺁﻩ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻓﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻏﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﺎﺽ، ﻣﺘﻌﻤﻢ ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ، ﻭﺗﺤﺘﻪ ﻓﺮﺱ ﺃﺷﻬﺐ ﻧﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ*
*ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻗﺎﺻﺪﺍً ﻭﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﺑﻠّﻐﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ .*
*ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﻠّﻐﻚ ﺇﻟﻴﻪ؟*
*ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻋﻄﺎﻧﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﺑﺎﺏ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ، فلم ﺗﺒﻠﻎ ﺑﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ،*
*ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺯﻳﺪﻭﺍ ﻭﺭﺛﺔ ﺃﻧﺒﻴﺎئي، ﻓﻘﺪ ﺿﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ نفسي ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ سنتي، ﺃﻭ ﺳﻨﺔ أﻧﺒﻴﺎئي، ﺃﻭ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﺬﻟﻚ؛ ﺃﻥ ﺃﺟﻤﻌﻬﻢ ﻓﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .*
*ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻰ ﺭﺑي ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨي ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﺇﻻ ﺩﺭﺟﺘﺎﻥ، ﺩﺭﺟﺔ ﻫﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﻭﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ، ﻭﺩﺭﺟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ* *أﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺒﻌﻮﻫﻢ، ﻭﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ أﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻃﻠﺒﺘﻪ، ﻓﺴّﻴﺮني ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻮﺳﻄﺘﻬﻢ*
*ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ لي : ﻣﺮﺣﺒﺎ، ﻣﺮﺣﺒﺎ، ﺳﻮﻯ ﻣﺎ لي ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ .*
*ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ؟*
*ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﻋﺪني ﺃﻥ ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻓﻰ ﺯﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻫﺬﻩ جنتي ﻗﺪ ﺃﺑﺤﺘﻬﺎ ﻟﻜﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺭﺿﻮﺍني ﻗﺪ ﺭﺿﻴﺖ ﻋﻨﻜﻢ، فلا ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻨﻮﺍ ﻭﺗﺸﻔﻌﻮﺍ، ﻓﺄﻋﻄﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ، ﻭﺃﺷﻔّﻌﻜﻢ ﻓﻴﻤﻦ ﺍﺳﺘﺸﻔﻌﺘﻢ ﻟﻪ،*
*ﻟﻴﺮﻯ ﻋﺒﺎﺩي ﻛﺮﺍﻣﺘﻜﻢ علي، ﻭﻣﻨﺰﻟﺘﻜﻢ ﻋﻨﺪي.*
*ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺪﺙ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺧﺒﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.*
*ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺑﺪﺅﻭﺍ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻰ ﻃﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺛﻢ ﻛﻔﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺑﺎﻟﺤﺰﻡ،*
*ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻠﺪﻧﺎ،*
*ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺟﺪ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ."*
ﺷﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ: (١ /١٣٥)
*ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺣﺪثني ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺣﻴﻦ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻟﻤﺎ ﺃلهمني ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻰ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻴﻪ*
ﻗﺎﻝ لي : ﺍﺳﻤﻚ؟
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻛﺮﻣﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻴﻰ .
ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺣﺪﺙ ﺃﺻﺤﺎبي ﺳﻨﺎً .
*ﻓﻘﺎﻝ لي : ﻳﺎ ﻳﺤﻴﻰ، ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺠﺪ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ،*
ﻭﺳﺄﺣﺪﺛﻚ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻳﺮﻏﺒﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﺰﻫﺪﻙ ﻓﻰ ﻏﻴﺮﻩ .
*ﻗﺎﻝ : ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻏﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﺤﺪﺍﺛﺔ ﺳﻨﻚ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺣﺘﻰ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻧﺎ، ﻻ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻻ ﻋﺎﻟﻢ،*
*ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺰﺩﺣﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﺸﻪ .*
*ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻣﺴﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺘﻢ .*
*ﻓﻘﺪّﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ربيعة ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻩ .*
*ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻓﺄﻟﺤﺪﻩ ﻓﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ، ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻭﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﻭﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ،* *ﻭﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻢ، ﻭﺑﻨﻰ ﺍﻟﻠِّﺒﻦ ﻋﻠﻰ ﻟﺤﺪﻩ* *ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻨﺎﻭﻟﻮﻩ ﺍﻟﻠﺒﻦ !*
*ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺩﻓﻨﻪ ﺭﺁﻩ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻓﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻏﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﺎﺽ، ﻣﺘﻌﻤﻢ ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ، ﻭﺗﺤﺘﻪ ﻓﺮﺱ ﺃﺷﻬﺐ ﻧﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ*
*ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻗﺎﺻﺪﺍً ﻭﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﺑﻠّﻐﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ .*
*ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﻠّﻐﻚ ﺇﻟﻴﻪ؟*
*ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻋﻄﺎﻧﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﺑﺎﺏ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ، فلم ﺗﺒﻠﻎ ﺑﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ،*
*ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺯﻳﺪﻭﺍ ﻭﺭﺛﺔ ﺃﻧﺒﻴﺎئي، ﻓﻘﺪ ﺿﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ نفسي ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ سنتي، ﺃﻭ ﺳﻨﺔ أﻧﺒﻴﺎئي، ﺃﻭ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﺬﻟﻚ؛ ﺃﻥ ﺃﺟﻤﻌﻬﻢ ﻓﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .*
*ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻰ ﺭﺑي ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨي ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﺇﻻ ﺩﺭﺟﺘﺎﻥ، ﺩﺭﺟﺔ ﻫﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﻭﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ، ﻭﺩﺭﺟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ* *أﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺒﻌﻮﻫﻢ، ﻭﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ أﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻃﻠﺒﺘﻪ، ﻓﺴّﻴﺮني ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻮﺳﻄﺘﻬﻢ*
*ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ لي : ﻣﺮﺣﺒﺎ، ﻣﺮﺣﺒﺎ، ﺳﻮﻯ ﻣﺎ لي ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ .*
*ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ؟*
*ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﻋﺪني ﺃﻥ ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻓﻰ ﺯﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻫﺬﻩ جنتي ﻗﺪ ﺃﺑﺤﺘﻬﺎ ﻟﻜﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺭﺿﻮﺍني ﻗﺪ ﺭﺿﻴﺖ ﻋﻨﻜﻢ، فلا ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻨﻮﺍ ﻭﺗﺸﻔﻌﻮﺍ، ﻓﺄﻋﻄﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ، ﻭﺃﺷﻔّﻌﻜﻢ ﻓﻴﻤﻦ ﺍﺳﺘﺸﻔﻌﺘﻢ ﻟﻪ،*
*ﻟﻴﺮﻯ ﻋﺒﺎﺩي ﻛﺮﺍﻣﺘﻜﻢ علي، ﻭﻣﻨﺰﻟﺘﻜﻢ ﻋﻨﺪي.*
*ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺪﺙ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺧﺒﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.*
*ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺑﺪﺅﻭﺍ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻰ ﻃﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺛﻢ ﻛﻔﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺑﺎﻟﺤﺰﻡ،*
*ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻠﺪﻧﺎ،*
*ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺟﺪ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ."*
ﺷﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ: (١ /١٣٥)
❤1
قال شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله :_
(( فمن الناس من يغتاب موافقةً لجلسائه وأصحابه وعشائره ؛ مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون ، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه ، فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة ، وقد يغضبون ويغضب لغضبهم ، فيخوض معهم ..
ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى ، تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير ، ولا أحب الغيبة ولا الكذب ، وإنما أخبركم بأحواله ، ويقول : والله إنه مسكين أو رجل جيد ، ولكن فيه كيت وكيت ،
وربما يقول دعونا منه ، الله يغفر لنا وله ، وإنما قصده استنقاصه وهضم لجانبه ، ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا ..
وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه ، ومنهم من يرفع غيره رياء ، فيرفع نفسه فيقول :
لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان ، لما بلغني عنه كيت وكيت ، ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده ، أو يقول : فلان بليد الذهن قليل الفهم وقصده مدح نفسه وإثبات معرفته وأنه أفضل منه ..
ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين : ( الغيبة و الحسد ) !
وإذا أثنى عن شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح ، أو في قالب حسد و فجور و قدح ، ليسقط ذلك عنه ..
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ، ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به ..
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ، ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت ، وكيف فعل كيت وكيت ، فيخرج اسمه في معرض تعجبه ...
ومنهم من يخرج الإغتمام فيقول : مسكين فلان ، غمني ما جرى له وما تم له ، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف ، وقلبه منطوي على التشفي به ، و لو قدر لزاد على ما به ، وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به ، وهذا غيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه ...
ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر ، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول ، وقصده غير ما أظهر !!
الله المستعان ).
[مجموع الفتاوى ٢٨-٢٣٨/٢٣٦]
(( فمن الناس من يغتاب موافقةً لجلسائه وأصحابه وعشائره ؛ مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون ، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه ، فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة ، وقد يغضبون ويغضب لغضبهم ، فيخوض معهم ..
ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى ، تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير ، ولا أحب الغيبة ولا الكذب ، وإنما أخبركم بأحواله ، ويقول : والله إنه مسكين أو رجل جيد ، ولكن فيه كيت وكيت ،
وربما يقول دعونا منه ، الله يغفر لنا وله ، وإنما قصده استنقاصه وهضم لجانبه ، ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا ..
وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه ، ومنهم من يرفع غيره رياء ، فيرفع نفسه فيقول :
لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان ، لما بلغني عنه كيت وكيت ، ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده ، أو يقول : فلان بليد الذهن قليل الفهم وقصده مدح نفسه وإثبات معرفته وأنه أفضل منه ..
ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين : ( الغيبة و الحسد ) !
وإذا أثنى عن شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح ، أو في قالب حسد و فجور و قدح ، ليسقط ذلك عنه ..
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ، ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به ..
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ، ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت ، وكيف فعل كيت وكيت ، فيخرج اسمه في معرض تعجبه ...
ومنهم من يخرج الإغتمام فيقول : مسكين فلان ، غمني ما جرى له وما تم له ، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف ، وقلبه منطوي على التشفي به ، و لو قدر لزاد على ما به ، وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به ، وهذا غيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه ...
ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر ، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول ، وقصده غير ما أظهر !!
الله المستعان ).
[مجموع الفتاوى ٢٨-٢٣٨/٢٣٦]
👍1🔥1
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
وقد أقام الله سبحانه لكل عالم ورئيس وفاضل من يُظْهِرُ مماثلتَه ، ويَرَى الجُهَّالُ - وهم الأكثرون - مُسَاجَلَتَه ومُشَاكَلَتَه ، وإنه يجري معه في الميدان ، وأنهما في المسابقة كفرسي رهان ، ولا سيما إذا طَوَّل الأردان ، وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كَذَنَبِ الأَتَان ، وهَدَرَ باللسان ، وخلا له الميدان الطويل من الفرسان .
فلو لَبِسَ الحمار ثياب خَزٍّ *** لَقَالَ الناس يَالَكَ من حِمَار
وهذا الضرب إنما يُسْتَفْتَوْنَ بالشَّكْلِ لا بالفضل ، وبالمناصب لا بالأهلية ، قد غَرَّهُمْ عُكُوْفُ مَنْ لا عِلْمَ عنده عليهم ، ومُسَارَعَةُ الأَجْهَلِ منهم إليهم ، تَعُجُّ منهم الحقوق إلى الله تعالى عَجِيْجَا ، وتَضِجُّ منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا ، فمن أَقْدَمَ بالجرأة على ما ليس له مِنْ فُتْيا أوقضاء أوتدريس استحق اسم الذم ، ولم يَحِلَّ قبولُ فُتْيَاه ولا قضائه ، هذا حكم دين الإسلام وإنْ رَغِمَتْ أنوف من أناس فقل : يارب لا تُرْغِم سواها .
( إعلام الموقعين ) ج 4/208
وقد أقام الله سبحانه لكل عالم ورئيس وفاضل من يُظْهِرُ مماثلتَه ، ويَرَى الجُهَّالُ - وهم الأكثرون - مُسَاجَلَتَه ومُشَاكَلَتَه ، وإنه يجري معه في الميدان ، وأنهما في المسابقة كفرسي رهان ، ولا سيما إذا طَوَّل الأردان ، وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كَذَنَبِ الأَتَان ، وهَدَرَ باللسان ، وخلا له الميدان الطويل من الفرسان .
فلو لَبِسَ الحمار ثياب خَزٍّ *** لَقَالَ الناس يَالَكَ من حِمَار
وهذا الضرب إنما يُسْتَفْتَوْنَ بالشَّكْلِ لا بالفضل ، وبالمناصب لا بالأهلية ، قد غَرَّهُمْ عُكُوْفُ مَنْ لا عِلْمَ عنده عليهم ، ومُسَارَعَةُ الأَجْهَلِ منهم إليهم ، تَعُجُّ منهم الحقوق إلى الله تعالى عَجِيْجَا ، وتَضِجُّ منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا ، فمن أَقْدَمَ بالجرأة على ما ليس له مِنْ فُتْيا أوقضاء أوتدريس استحق اسم الذم ، ولم يَحِلَّ قبولُ فُتْيَاه ولا قضائه ، هذا حكم دين الإسلام وإنْ رَغِمَتْ أنوف من أناس فقل : يارب لا تُرْغِم سواها .
( إعلام الموقعين ) ج 4/208
حكم النظر لوجه المرأة لحاجة ..!!
قبل يومين كنت أراجع في كتب الحنابلة مسألة (حكم النظر لوجه المرأة للحاجة كدراسة، أو معاملة بيع وشراء، ونحوها مما يشق معه صرف البصر عن المتحدث) ..!
وبين زحمة الأقوال والتعليلات لا أدري مالذي قادني إلى مراجعة الفروع لابن مفلح ..!
وابن مفلح هذا (لمن لايعرفه) أحد دواهي الفقه الاسلامي ..!
وكان محل تعظيم من شيوخه وأقرانه ومن بعدهم ...
وقد كان ابن تيمية – وهو أحد شيوخه - يقول عنه (أنت لست ابن مفلح، بل أنت المفلح) ..!
وكان ابن القيم –وهو أحد أقرانه- يقول عنه (ماتحت قبة الفلك أعلم بمذهب أحمد من ابن مفلح) ...
وكان ابن القيم يراجع ابن مفلح لمعرفة اختيارات ابن تيمية حيث كان أضبط الناس لها.
وكان ابن حجر يقول عنه (أورد ابن مفلح في كتابه الفروع ما أبهر العلماء) ..!
وكل من عانى تحرير اختيارات ابن تيمية علم أن الناس فيها عالة على ابن مفلح، حتى أمثال ابن القيم والبعلي والمرداوي فضلاً عمن بعدهم..!
المهم أن ابن مفلح هذا .. حين انتهى من عرض الاتجاهات وحصيلة الروايات عن أحمد، عقب –على غير عادته- بجملة أخلاقية واحدة استحوذت على كل أحاسيسي ...
لله أبوه كيف استطاع أن يلخص كل هذه الفكرة الأخلاقية في جملة واحدة ..!
والله إنني منذ يومين أكتشف نفسي بين فينة وأخرى أهمس بعبارته طرباً بعبقريتها ..!
وأتمنى أن أجد أي شخص بجانبي لأعيد له شرح مشاعري تجاه هذه العبارة !
صحيح أن اللذائذ والأهواء عموماً، ولذة النظر المحرم خصوصاً، لاتحتاج إلى (معلومات) بقدر ماتحتاج إلى (شظية إيمانية) تسترد لك مراقبة الله ..!
لكن الوعي أحياناً بحقيقة وتفاهة اللذائذ المادية ذاتها .. وإدراك شئ من زيف ظاهرها الخلاب .. يمنحك قوة مضاعفة في مواجهة الفتنة ..!
وهذا هو سر الشئ المدهش في عبارة ابن مفلح ..!
فبدلاً من أن يقدم موعظة خالصة .. عمد إلى تفتيت وهج الفتنة ذاتها.. حيث يقول ابن مفلح في عبارته المركزة:
*(وليحذر العاقل إطلاق البصر، فإن العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه).!!*
لا إله إلا الله .. والله العظيم لقد صدق .. كم من وجه خلاب للمارة .. لايراه من حل له إلا دون ذلك !
ولذلك اصرف بصرك وتأكد أن الموضوع أقل بكثير مما تتصور ..!
لكنها هالة البعيد والوهج الزائف لغير المقدور عليه ....
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
من أجمل المنقول ..
✍تعليق:
قول الإمام ابن مفلح هذا (وليحذر العاقل إطلاق البصر، فإن العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه) هو من أشرف الكلام وازهى المعاني لكل ذي لب رشيد.
قبل يومين كنت أراجع في كتب الحنابلة مسألة (حكم النظر لوجه المرأة للحاجة كدراسة، أو معاملة بيع وشراء، ونحوها مما يشق معه صرف البصر عن المتحدث) ..!
وبين زحمة الأقوال والتعليلات لا أدري مالذي قادني إلى مراجعة الفروع لابن مفلح ..!
وابن مفلح هذا (لمن لايعرفه) أحد دواهي الفقه الاسلامي ..!
وكان محل تعظيم من شيوخه وأقرانه ومن بعدهم ...
وقد كان ابن تيمية – وهو أحد شيوخه - يقول عنه (أنت لست ابن مفلح، بل أنت المفلح) ..!
وكان ابن القيم –وهو أحد أقرانه- يقول عنه (ماتحت قبة الفلك أعلم بمذهب أحمد من ابن مفلح) ...
وكان ابن القيم يراجع ابن مفلح لمعرفة اختيارات ابن تيمية حيث كان أضبط الناس لها.
وكان ابن حجر يقول عنه (أورد ابن مفلح في كتابه الفروع ما أبهر العلماء) ..!
وكل من عانى تحرير اختيارات ابن تيمية علم أن الناس فيها عالة على ابن مفلح، حتى أمثال ابن القيم والبعلي والمرداوي فضلاً عمن بعدهم..!
المهم أن ابن مفلح هذا .. حين انتهى من عرض الاتجاهات وحصيلة الروايات عن أحمد، عقب –على غير عادته- بجملة أخلاقية واحدة استحوذت على كل أحاسيسي ...
لله أبوه كيف استطاع أن يلخص كل هذه الفكرة الأخلاقية في جملة واحدة ..!
والله إنني منذ يومين أكتشف نفسي بين فينة وأخرى أهمس بعبارته طرباً بعبقريتها ..!
وأتمنى أن أجد أي شخص بجانبي لأعيد له شرح مشاعري تجاه هذه العبارة !
صحيح أن اللذائذ والأهواء عموماً، ولذة النظر المحرم خصوصاً، لاتحتاج إلى (معلومات) بقدر ماتحتاج إلى (شظية إيمانية) تسترد لك مراقبة الله ..!
لكن الوعي أحياناً بحقيقة وتفاهة اللذائذ المادية ذاتها .. وإدراك شئ من زيف ظاهرها الخلاب .. يمنحك قوة مضاعفة في مواجهة الفتنة ..!
وهذا هو سر الشئ المدهش في عبارة ابن مفلح ..!
فبدلاً من أن يقدم موعظة خالصة .. عمد إلى تفتيت وهج الفتنة ذاتها.. حيث يقول ابن مفلح في عبارته المركزة:
*(وليحذر العاقل إطلاق البصر، فإن العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه).!!*
لا إله إلا الله .. والله العظيم لقد صدق .. كم من وجه خلاب للمارة .. لايراه من حل له إلا دون ذلك !
ولذلك اصرف بصرك وتأكد أن الموضوع أقل بكثير مما تتصور ..!
لكنها هالة البعيد والوهج الزائف لغير المقدور عليه ....
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
من أجمل المنقول ..
✍تعليق:
قول الإمام ابن مفلح هذا (وليحذر العاقل إطلاق البصر، فإن العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه) هو من أشرف الكلام وازهى المعاني لكل ذي لب رشيد.
قال محمد بن حسين الآجري
- رحمه الله تعالى :
أغرب الغرباء في وقتنا هذا من أخذ بالسنن وصبر عليها , وحذر البدع وصبر عنها , واتبع آثار من سلف من أئمة المسلمين ,
وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله , فاشتغل بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه , وترك الخوض فيما لا يعنيه ، وعمل في إصلاح كسرته ,
وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته وترك الفضل الذي يطغيه , ودارى أهل زمانه ولم يداهنهم , وصبر على ذلك , فهذا غريب وقل من يأنس إليه من العشيرة والإخوان , ولا يضره ذلك .
- فإن قيل : أفرق لنا بين المداراة والمداهنة ، قلنا له :المداراة التي يثاب عليها العاقل , ويكون محمودا بها عند الله عز وجل :
هو الذي يداري جميع الناس الذين لا بد له منهم , ومن معاشرتهم ، لا يبالي ما نقص من دنياه , وما انتهك به من عرضه بعد أن سلم له دينه , فهذا رجل كريم غريب في زمانه.
أما المداهنة : فهو الذي لا يبالي ما نقص من دينه إذا سلمت له دنياه , قد هان عليه ذهاب دينه وانتهاك عرضه , بعد أن تسلم له دنياه , فهذا فعل مغرور ,
فإذا عارضه العاقل فقال : هذا لا يجوز لك فعله ، قال : نداري ، فيكسو المداهنة المحرمة أسم المداراة , وهذا غلط كبير من قائله ..
|[ كتاب الغرباء - الآجري ]|
- رحمه الله تعالى :
أغرب الغرباء في وقتنا هذا من أخذ بالسنن وصبر عليها , وحذر البدع وصبر عنها , واتبع آثار من سلف من أئمة المسلمين ,
وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله , فاشتغل بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه , وترك الخوض فيما لا يعنيه ، وعمل في إصلاح كسرته ,
وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته وترك الفضل الذي يطغيه , ودارى أهل زمانه ولم يداهنهم , وصبر على ذلك , فهذا غريب وقل من يأنس إليه من العشيرة والإخوان , ولا يضره ذلك .
- فإن قيل : أفرق لنا بين المداراة والمداهنة ، قلنا له :المداراة التي يثاب عليها العاقل , ويكون محمودا بها عند الله عز وجل :
هو الذي يداري جميع الناس الذين لا بد له منهم , ومن معاشرتهم ، لا يبالي ما نقص من دنياه , وما انتهك به من عرضه بعد أن سلم له دينه , فهذا رجل كريم غريب في زمانه.
أما المداهنة : فهو الذي لا يبالي ما نقص من دينه إذا سلمت له دنياه , قد هان عليه ذهاب دينه وانتهاك عرضه , بعد أن تسلم له دنياه , فهذا فعل مغرور ,
فإذا عارضه العاقل فقال : هذا لا يجوز لك فعله ، قال : نداري ، فيكسو المداهنة المحرمة أسم المداراة , وهذا غلط كبير من قائله ..
|[ كتاب الغرباء - الآجري ]|
👍1
قال الشيخ عبد السلام بن برجس - رحمه الله تعالــﮯ :
" ... وقد بلينا في هذا الزمن بشرذمة قليلة ولله الحمد يقرؤون كتاباً أو كتابين ، ويحفظون مسألة أو مسألتين ، ثم بعد يوم أو يومين من أعمارهم في الطلب يصبحون مجتهدين ، وليتهم يقتصرون على هذا الخيال الكاسد ، بل يستصغرون غيرهم من العلماء ، بل طلبة العلم والدعاة ، ويرون لأنفسهم مكانا عالياً لا يصل إليه أحد ، يظهر ذلك على ملابسهم ، ومشيهم ، وكلامهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ما أعظم ضررهم وأقلّ نفعهم ، وأمتن جهلهم! نسأل الله تعالى أن يهديهم سواء السبيل ... " اﻫـ .
• (عوائق الطلب) (ص - ٤٠) .
" ... وقد بلينا في هذا الزمن بشرذمة قليلة ولله الحمد يقرؤون كتاباً أو كتابين ، ويحفظون مسألة أو مسألتين ، ثم بعد يوم أو يومين من أعمارهم في الطلب يصبحون مجتهدين ، وليتهم يقتصرون على هذا الخيال الكاسد ، بل يستصغرون غيرهم من العلماء ، بل طلبة العلم والدعاة ، ويرون لأنفسهم مكانا عالياً لا يصل إليه أحد ، يظهر ذلك على ملابسهم ، ومشيهم ، وكلامهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ما أعظم ضررهم وأقلّ نفعهم ، وأمتن جهلهم! نسأل الله تعالى أن يهديهم سواء السبيل ... " اﻫـ .
• (عوائق الطلب) (ص - ٤٠) .
👍2
قال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله :_
{ ولا شك أن هاذا التفرق يؤلم كل مسلم ويجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق ، ويتعاونوا على البر والتقوى ،
ولكن الله سبحانه قدر ذلك على الأمة لحكم عظيمة وغايات محمودة يحمد عليها سبحانه ، ولا يعلم تفاصيلها سواه ، ومن ذلك التمييز بين أوليائه وأعدائه ، والتمييز بين المجتهدين في طلب الحق والمعرضين عنه المتبعين لأهوائهم إلى حكم أخرى..}.
[ مجموع فتاوى ابن باز (59/3) ]
{ ولا شك أن هاذا التفرق يؤلم كل مسلم ويجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق ، ويتعاونوا على البر والتقوى ،
ولكن الله سبحانه قدر ذلك على الأمة لحكم عظيمة وغايات محمودة يحمد عليها سبحانه ، ولا يعلم تفاصيلها سواه ، ومن ذلك التمييز بين أوليائه وأعدائه ، والتمييز بين المجتهدين في طلب الحق والمعرضين عنه المتبعين لأهوائهم إلى حكم أخرى..}.
[ مجموع فتاوى ابن باز (59/3) ]
👍1
قال كُمَيْلُ بنُ زيادٍ: أخذ عليُّ بنُ أبي طالبٍ بيدي، فأخرجني إلى ناحيةِ الجبّانِ، فلمّا أصحرنا، جلس، ثمّ تنفّس، ثمّ قال:
يا كُمَيْلُ بنَ زيادٍ، القلوبُ أوعيةٌ، فخيرُها أوعاها للخيرِ، احفظْ م أقول لك: النّاسُ ثلاثةٌ: فعالِمٌ ربّانيٌّ، ومتعلِّمٌ على سبيلِ نجاةٍ، وهمَجٌ رعاعٌ أتباعُ كلِّ ناعقٍ، يميلون مع كلِّ ريحٍ، لم يستضيئوا بنورِ العلمِ، ولم يلجئوا إلى ركنٍ وثيقٍ.
العلمُ خيرٌ مِنَ المالِ، العلمُ يحرسك وأنت تحرس المالَ.
العلمُ يزكو على العملِ، والمالُ تنقصه النّفقةُ، ومحبّةُ العلمِ دينٌ يدانُ بها.
العلمُ يُكْسِبُ العالِمَ الطّاعةَ في حياتِه، وجميلَ الأحدوثةِ بعد موتِه، وصنيعةُ المالِ تزول بزوالِه.
مات خُزّانُ الأموالِ وهم أحياءٌ، والعلماءُ باقون ما بقي الدّهرُ، أعيانُهم مفقودةٌ، وأمثالُهم في القلوبِ موجودةٌ.
إنّ هاهنا - وأشار بيدِه إلى صدرِه - علمًا لو أصبتُ له حملةً! بلى، أصبتُه لقِنًا غيرَ مأمونٍ عليه يستعمل آلةَ الدّينِ للدّنيا، يستظهر بحُجَجِ اللهِ على كتابِه، وبنِعَمِه على عبادِه، أو منقادًا لأهلِ الحقِّ لا بصيرةَ له في إحيائِه، يقتدح الشّكُّ في قلبِه بأوّلِ عارضٍ مِن شبهةٍ، لا ذا ولا ذاك، أو منهومًا باللّذاتِ، سَلِسَ القيادِ للشّهواتِ، أو مُغْرًى بجمعِ الأموالِ والادّخارِ، وليس مِن دعاةِ الدّينِ، أقربُ شبهً بهما الأنعامُ السّائمةُ، كذلك يموت العلمُ بموتِ حامليه.
اللّهم بلى، لا تخلو الأرضُ مِن قائمٍ للهِ بحُجّةٍ، لئلاّ تبطل حُجَجُ اللهِ وبيِّناتُه، أولئك هم الأقلّون عددًا، الأعظمون عند اللهِ قدرًا، بهم يدفع اللهُ عن حُجَجِه حتى يؤدّوها إلى نظرائِهم، ويزرعوها في قلوب أشباهِهم، هجم بهم العلمُ على حقيقةِ الأمرِ، فاستلانوا ما استوعر منه المتفرِّقون، وأنِسُوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدّنيا بأبدانٍ أرواحُها معلَّقةٌ بالمنظرِ الأعلى ، أولئك خلفاءُ اللهِ في بلادِه، ودعاتُه في دينِه. هاه هاه ! شوقًا إلى رؤيتِهم، وأستغفر اللهَ لي ولك... إذا شئتَ فقُمْ.
[أخرجها أبو نعيم في «الحلية» (1/79)، والخطيب في «الفقيه والمتفقّه» (1/49)]
يا كُمَيْلُ بنَ زيادٍ، القلوبُ أوعيةٌ، فخيرُها أوعاها للخيرِ، احفظْ م أقول لك: النّاسُ ثلاثةٌ: فعالِمٌ ربّانيٌّ، ومتعلِّمٌ على سبيلِ نجاةٍ، وهمَجٌ رعاعٌ أتباعُ كلِّ ناعقٍ، يميلون مع كلِّ ريحٍ، لم يستضيئوا بنورِ العلمِ، ولم يلجئوا إلى ركنٍ وثيقٍ.
العلمُ خيرٌ مِنَ المالِ، العلمُ يحرسك وأنت تحرس المالَ.
العلمُ يزكو على العملِ، والمالُ تنقصه النّفقةُ، ومحبّةُ العلمِ دينٌ يدانُ بها.
العلمُ يُكْسِبُ العالِمَ الطّاعةَ في حياتِه، وجميلَ الأحدوثةِ بعد موتِه، وصنيعةُ المالِ تزول بزوالِه.
مات خُزّانُ الأموالِ وهم أحياءٌ، والعلماءُ باقون ما بقي الدّهرُ، أعيانُهم مفقودةٌ، وأمثالُهم في القلوبِ موجودةٌ.
إنّ هاهنا - وأشار بيدِه إلى صدرِه - علمًا لو أصبتُ له حملةً! بلى، أصبتُه لقِنًا غيرَ مأمونٍ عليه يستعمل آلةَ الدّينِ للدّنيا، يستظهر بحُجَجِ اللهِ على كتابِه، وبنِعَمِه على عبادِه، أو منقادًا لأهلِ الحقِّ لا بصيرةَ له في إحيائِه، يقتدح الشّكُّ في قلبِه بأوّلِ عارضٍ مِن شبهةٍ، لا ذا ولا ذاك، أو منهومًا باللّذاتِ، سَلِسَ القيادِ للشّهواتِ، أو مُغْرًى بجمعِ الأموالِ والادّخارِ، وليس مِن دعاةِ الدّينِ، أقربُ شبهً بهما الأنعامُ السّائمةُ، كذلك يموت العلمُ بموتِ حامليه.
اللّهم بلى، لا تخلو الأرضُ مِن قائمٍ للهِ بحُجّةٍ، لئلاّ تبطل حُجَجُ اللهِ وبيِّناتُه، أولئك هم الأقلّون عددًا، الأعظمون عند اللهِ قدرًا، بهم يدفع اللهُ عن حُجَجِه حتى يؤدّوها إلى نظرائِهم، ويزرعوها في قلوب أشباهِهم، هجم بهم العلمُ على حقيقةِ الأمرِ، فاستلانوا ما استوعر منه المتفرِّقون، وأنِسُوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدّنيا بأبدانٍ أرواحُها معلَّقةٌ بالمنظرِ الأعلى ، أولئك خلفاءُ اللهِ في بلادِه، ودعاتُه في دينِه. هاه هاه ! شوقًا إلى رؤيتِهم، وأستغفر اللهَ لي ولك... إذا شئتَ فقُمْ.
[أخرجها أبو نعيم في «الحلية» (1/79)، والخطيب في «الفقيه والمتفقّه» (1/49)]
إن الروافض شرّ من وطئ الحصى!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/ 421)
.... ويرون أن كفرهم أغلظ من كفر اليهود والنصارى . لأن أولئك عندهم كفار أصليون وهؤلاء مرتدون وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي . ولهذا السبب يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين فيعاونون التتار على الجمهور . وهم كانوا من أعظم الأسباب في خروج جنكيزخان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق ؛ وفي أخذ حلب ونهب الصالحية وغير ذلك بخبثهم ومكرهم ؛ لما دخل فيه من توزر منهم للمسلمين وغير من توزر منهم . وبهذا السبب نهبوا عسكر المسلمين لما مر عليهم وقت انصرافه إلى مصر في النوبة الأولى . وبهذا السبب يقطعون الطرقات على المسلمين . وبهذا السبب ظهر فيهم من معاونة التتار والإفرنج على المسلمين والكآبة الشديدة بانتصار الإسلام ما ظهر وكذلك لما فتح المسلمون الساحل - عكة وغيرها - ظهر فيهم من الانتصار للنصارى وتقديمهم على المسلمين ما قد سمعه الناس منهم . وكل هذا الذي وصفت بعض أمورهم وإلا فالأمر أعظم من ذلك . وقد اتفق أهل العلم بالأحوال ؛ أن أعظم السيوف التي سلت على أهل القبلة ممن ينتسب إليها وأعظم الفساد الذي جرى على المسلمين ممن ينتسب إلى أهل القبلة : إنما هو من الطوائف المنتسبة إليهم .
فهم أشد ضررا على الدين وأهله وأبعد عن شرائع الإسلام من الخوارج الحرورية ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة . فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذبا ولا أكثر تصديقا للكذب وتكذيبا للصدق منهم وسيما النفاق فيهم أظهر منه في سائر الناس ؛ وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم { آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان } وفي رواية : { أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر } . وكل من جربهم يعرف اشتمالهم على هذه الخصال ؛ ولهذا يستعملون التقية التي هي سيما المنافقين واليهود ويستعملونها مع المسلمين { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } ويحلفون ما قالوا وقد قالوا ويحلفون بالله ليرضوا المؤمنين والله ورسوله أحق أن يرضوه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/ 421)
.... ويرون أن كفرهم أغلظ من كفر اليهود والنصارى . لأن أولئك عندهم كفار أصليون وهؤلاء مرتدون وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي . ولهذا السبب يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين فيعاونون التتار على الجمهور . وهم كانوا من أعظم الأسباب في خروج جنكيزخان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق ؛ وفي أخذ حلب ونهب الصالحية وغير ذلك بخبثهم ومكرهم ؛ لما دخل فيه من توزر منهم للمسلمين وغير من توزر منهم . وبهذا السبب نهبوا عسكر المسلمين لما مر عليهم وقت انصرافه إلى مصر في النوبة الأولى . وبهذا السبب يقطعون الطرقات على المسلمين . وبهذا السبب ظهر فيهم من معاونة التتار والإفرنج على المسلمين والكآبة الشديدة بانتصار الإسلام ما ظهر وكذلك لما فتح المسلمون الساحل - عكة وغيرها - ظهر فيهم من الانتصار للنصارى وتقديمهم على المسلمين ما قد سمعه الناس منهم . وكل هذا الذي وصفت بعض أمورهم وإلا فالأمر أعظم من ذلك . وقد اتفق أهل العلم بالأحوال ؛ أن أعظم السيوف التي سلت على أهل القبلة ممن ينتسب إليها وأعظم الفساد الذي جرى على المسلمين ممن ينتسب إلى أهل القبلة : إنما هو من الطوائف المنتسبة إليهم .
فهم أشد ضررا على الدين وأهله وأبعد عن شرائع الإسلام من الخوارج الحرورية ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة . فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذبا ولا أكثر تصديقا للكذب وتكذيبا للصدق منهم وسيما النفاق فيهم أظهر منه في سائر الناس ؛ وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم { آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان } وفي رواية : { أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر } . وكل من جربهم يعرف اشتمالهم على هذه الخصال ؛ ولهذا يستعملون التقية التي هي سيما المنافقين واليهود ويستعملونها مع المسلمين { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } ويحلفون ما قالوا وقد قالوا ويحلفون بالله ليرضوا المؤمنين والله ورسوله أحق أن يرضوه .
*[هذا هو شأن الشيخين]*
عن الأجلح قال: سمعنا أنه:
ما سبَّ أبا بكر وعمر أحدٌ .
إلا مات قتلًا أو فقراً .
(شرح أصول السنة للالكائي:٢٣٩٩).
رضي الله عن الصحابة اجمعين🤲
عن الأجلح قال: سمعنا أنه:
ما سبَّ أبا بكر وعمر أحدٌ .
إلا مات قتلًا أو فقراً .
(شرح أصول السنة للالكائي:٢٣٩٩).
رضي الله عن الصحابة اجمعين🤲
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – :
(فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ؛ ومع من كان ؛ ولو كان مع من يبغضه ويعاديه ورد الباطل مع من كان ، ولو كان مع من يحبه ويواليه ، فهو ممن هدي لما اختلف فيه من الحق).
”الصواعق المرسلة” (2/516)
(فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ؛ ومع من كان ؛ ولو كان مع من يبغضه ويعاديه ورد الباطل مع من كان ، ولو كان مع من يحبه ويواليه ، فهو ممن هدي لما اختلف فيه من الحق).
”الصواعق المرسلة” (2/516)
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
"أرفع الناس قدرًا من لا يرى قدره وأكثرهم فضلاً من لا يرى فضله" .
[ سير أعلام النبلاء (٩٩/١٠) ].
"أرفع الناس قدرًا من لا يرى قدره وأكثرهم فضلاً من لا يرى فضله" .
[ سير أعلام النبلاء (٩٩/١٠) ].
قال الشاطبيُّ رحمه الله:
مَنْ طلبَ خلاصَ نَفْسِه تثبَّتَ حتَّى يتضح له الطريقُ ومن تساهَلَ رَمَتْه أيدي الهوى في معاطبَ لا مخلصَ له منها إلا ما شاء الله.
الإعتصام ١٢٥/٢
مَنْ طلبَ خلاصَ نَفْسِه تثبَّتَ حتَّى يتضح له الطريقُ ومن تساهَلَ رَمَتْه أيدي الهوى في معاطبَ لا مخلصَ له منها إلا ما شاء الله.
الإعتصام ١٢٥/٢
👍1
قال ابن القيِّم _رحمه الله_:
ووقوع الاختلاف بين الناس أمرٌ ضروري لا بدَّ منه لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقُوى إدراكهم، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه، وإلَّا فإذا كان الاختلاف على وجهٍ لا يؤدِّي إلى التباين والتحزُّب، وكلٌّ من المختلفين قصدُه طاعة الله ورسوله لم يَضُرَّ ذلك الاختلاف فإنه أمرٌ لا بدَّ منه في النشأة الإنسانية .
"الصواعق المرسلة" (ج 2 / ص 519)
ووقوع الاختلاف بين الناس أمرٌ ضروري لا بدَّ منه لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقُوى إدراكهم، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه، وإلَّا فإذا كان الاختلاف على وجهٍ لا يؤدِّي إلى التباين والتحزُّب، وكلٌّ من المختلفين قصدُه طاعة الله ورسوله لم يَضُرَّ ذلك الاختلاف فإنه أمرٌ لا بدَّ منه في النشأة الإنسانية .
"الصواعق المرسلة" (ج 2 / ص 519)
👍1
💥درة تيميّة في حرمة الاستعانة بالرافضة والنصيريّة💥
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ﻭﺃﻣﺎ اﺳﺘﺨﺪاﻡ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء ﻓﻲ ﺛﻐﻮﺭ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﺣﺼﻮﻧﻬﻢ ﺃﻭ ﺟﻨﺪﻫﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﻫﻮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ اﻟﺬﺋﺎﺏ ﻟﺮﻋﻲ اﻟﻐﻨﻢ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻏﺶ اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻟﻮﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﺃﺣﺮﺹ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻭاﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻫﻢ ﺷﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﻣﺮ اﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﻌﺴﻜﺮ؛ ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺨﺎﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻏﺮﺽ: ﺇﻣﺎ ﻣﻊ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﻭﺇﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﺪﻭ.
ﻭﻫﺆﻻء ﻣﻊ اﻟﻤﻠﺔ ﻭﻧﺒﻴﻬﺎ ﻭﺩﻳﻨﻬﺎ ﻭﻣﻠﻮﻛﻬﺎ؛ ﻭﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﺧﺎﺻﺘﻬﺎ ﻭﻫﻢ ﺃﺣﺮﺹ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻟﺤﺼﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻭ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﺇﻓﺴﺎﺩ اﻟﺠﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﻲ اﻷﻣﺮ! ﻭﺇﺧﺮاﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ.
ﻭاﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﺓ اﻷﻣﻮﺭ ﻗﻄﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭاﻭﻳﻦ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ ﻓﻼ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺛﻐﺮ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺛﻐﺮ؛ ﻓﺈﻥ ﺿﺮﺭﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺜﻐﺮ ﺃﺷﺪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺑﺪﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎﻝ اﻟﻤﺄﻣﻮﻧﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ اﻹﺳﻼﻡ ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﺢ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻷﺋﻤﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ؛ ﺑﻞ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻭﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻣﻦ ﻳﻐﺸﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳﻐﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﻠﻬﻢ؟!
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﻮاﺟﺐ ﻣﻊ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺒﺪاﻝ ﺑﻬﻢ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ". انتهى من مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٥٥)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ﻭﺃﻣﺎ اﺳﺘﺨﺪاﻡ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء ﻓﻲ ﺛﻐﻮﺭ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﺣﺼﻮﻧﻬﻢ ﺃﻭ ﺟﻨﺪﻫﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﻫﻮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ اﻟﺬﺋﺎﺏ ﻟﺮﻋﻲ اﻟﻐﻨﻢ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻏﺶ اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻟﻮﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﺃﺣﺮﺹ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻭاﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻫﻢ ﺷﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎﻣﺮ اﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﻌﺴﻜﺮ؛ ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺨﺎﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻏﺮﺽ: ﺇﻣﺎ ﻣﻊ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﻭﺇﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﺪﻭ.
ﻭﻫﺆﻻء ﻣﻊ اﻟﻤﻠﺔ ﻭﻧﺒﻴﻬﺎ ﻭﺩﻳﻨﻬﺎ ﻭﻣﻠﻮﻛﻬﺎ؛ ﻭﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﺧﺎﺻﺘﻬﺎ ﻭﻫﻢ ﺃﺣﺮﺹ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻟﺤﺼﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻭ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﺇﻓﺴﺎﺩ اﻟﺠﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﻲ اﻷﻣﺮ! ﻭﺇﺧﺮاﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ.
ﻭاﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﺓ اﻷﻣﻮﺭ ﻗﻄﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭاﻭﻳﻦ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ ﻓﻼ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺛﻐﺮ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺛﻐﺮ؛ ﻓﺈﻥ ﺿﺮﺭﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺜﻐﺮ ﺃﺷﺪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺑﺪﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎﻝ اﻟﻤﺄﻣﻮﻧﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ اﻹﺳﻼﻡ ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﺢ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻷﺋﻤﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ؛ ﺑﻞ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻭﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻣﻦ ﻳﻐﺸﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳﻐﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﻠﻬﻢ؟!
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﻮاﺟﺐ ﻣﻊ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺒﺪاﻝ ﺑﻬﻢ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ". انتهى من مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٥٥)
❤1
قال مالك بن دينار رحمه الله :
" إذا رأيت قساوة في قلبك ووهنًا في بدنك وحرمانا في رزقك فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك "
( فيض القدير ٣٦٩ / ١ )
" إذا رأيت قساوة في قلبك ووهنًا في بدنك وحرمانا في رزقك فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك "
( فيض القدير ٣٦٩ / ١ )
👍1🔥1
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) ( 250):
" واما كون اليهو د كانوا ينتصرون على العرب فهذا لا يعرف، بل المعروف خلافه، والله تعالى قد اخبر بما يدل على ذلك).
" واما كون اليهو د كانوا ينتصرون على العرب فهذا لا يعرف، بل المعروف خلافه، والله تعالى قد اخبر بما يدل على ذلك).