tgoop.com/hssnhssnn/75362
Last Update:
*دعاء الندبة🪻:*
الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسليماً، اللهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أوليائِكَ الَّذينَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِكَ وَدِينِكَ إذ اختَرتَ لَهُم جَزِيلَ ما عِندَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلا اضمِحلالَ، بَعدَ أن شَرَطتَ عَلَيهِمُ الزُّهدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخرُفِها وَزِبرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلتَهُم وَقَرَّبتَهُم وَقَدَّمتَ لَهُمُ الذِّكرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ وَأهبَطتَ عَلَيهِم مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمتَهُم بِوَحيِكَ وَرَفَدتَهُم بِعِلمِكَ وَجَعَلتَهُمُ الذَّرِيعَةَ إلَيكَ وَالوَسِيلَةَ إلى رِضوانِكَ فَبَعضٌ أسكَنتَهُ جَنَّتَكَ إلى أن أخرَجتَهُ مِنها، وَبَعضٌ حَمَلتَهُ في فُلكِكَ وَنَجَّيتَهُ وَمَن آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحمَتِكَ، وَبَعضٌ اتَّخَذتَهُ لِنَفسِكَ خَلِيلاً وَسألَكَ لِسانَ صِدقٍ في الآخِرينَ فَأجَبتَهُ وَجَعَلتَ ذلِكَ عَليا، وَبَعضٌ كَلَّمتَهُ مِن شَجَرَةٍ تَكلِيماً وَجَعَلتَ لَهُ مِن أخِيهِ رِدءاً وَوَزِيراً، وَبَعضٌ أولَدتَهُ مِنَ غَيرِ أبٍ وَآتَيتَهُ البَيِّناتِ وَأيَّدتَهُ بِرُوحِ القُدُسِ، وَكُلٌّ شَرَعتَ لَهُ شَرِيعَةً وَنَهَجتَ لَهُ مِنهاجاً وَتَخَيَّرتَ لَهُ أوصياءَ مُستَحفِظاً بَعدَ مُستَحفِظٍ مِن مُدَّةٍ إلى مُدَّةٍ إقامَةً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الحَقُّ عَن مَقَرِّهِ وَيَغلِبَ الباطِلُ عَلى أهلِهِ وَلا يَقُولَ أحَدٌ لَولا أرسَلتَ إلَينا رَسُولاً مُنذِراً وَأقَمتَ لَنا عَلَماً هادياً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أن نَذِلَّ وَنَخزى، إلى أن انتَهَيتَ بِالأمرِ إلى حَبِيبِكَ وَنَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَكانَ كَما انتَجَبتَهُ سَيِّدَ مَن خَلَقتَهُ وصَفوَةَ مَنِ اصطَفَيتَهُ وَأفضَلَ مَنِ اجتَبَيتَهُ وَأكرَمَ مَنِ اعتَمَدتَهُ. قَدَّمتَهُ عَلى أنبيائِكَ وَبَعَثتَهُ إلى الثَّقَلَينِ مِن عِبادِكَ وَأوطأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ وَسَخَّرتَ لَهُ البُراقَ وَعرَجتَ بِرُوحِهِ إلى سَمائِكَ وَأودَعتَهُ عِلمَ ماكانَ وَمايَكُونُ إلى انقَضاءِ خَلقِكَ، ثُمَّ نَصَرتَهُ بِالرُّعبِ وَحَفَفتَهُ بِجَبرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَالمُسَوِّمِينَ مِن مَلائِكَتِكَ وَوَعَدتَهُ أن تُظهِرَ دِينَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ، وَذلِكَ بَعدَ أن بَوَّأتَهُ مُبَوَّءَ صِدقٍ مِن أهلِهِ وَجَعَلتَ لَهُ وَلَهُم أوَّلَ بَيتٍ وَُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إبراهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلتَ: إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً.
ثُمَّ جَعَلتَ أجرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُم في كِتابِكَ فَقُلتَ: قُل لا أسألُكُم عَلَيهِ أجراً إلاّ المَوَدَّةَ في القُربى، وَقُلتَ: ماسألتُكُم مِن أجرٍ فَهُو لَكُم، وَقُلتَ: ماأسألُكُم عَلَيهِ مِن أجرٍ إلاّ مَن شاءَ أن يَتَّخِذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً، فَكانُوا هُمُ السَّبِيلَ إلَيكَ وَالمَسلَكَ إلى رِضوانِكَ.
فَلَمّا انقَضَت أيامُهُ أقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِما وَآلِهِما هادياً إذ كانَ هُوَ المُنذِرَ وَلِكُلِّ قَومٍ هادٍ، فَقالَ وَالمَلاءُ أمامَهُ: مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيُّ مَولاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَن وَالاهُ وَعادِ مَن عاداهُ وَانصُر مَن نَصَرَهُ وَاخذُل مَن خَذَلَهُ، وَقالَ: مَن كُنتُ أنا نَبِيَّهُ فَعَلِيُّ أمِيرُهُ، وَقَالَ: أنَا وَعَلِيٌّ مِن شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَسائِرُ النَّاسِ مِن شَجَرٍ شَتّى.
وَأحَلَّهُ مَحلَّ هارُونَ مِن مُوسى فَقالَ لَهُ: أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارُونَ مِن مُوسى إلاّ أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدِي، وَزَوَّجَهُ ابنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، وَأحَلَّ لَهُ مِن مَسجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الأبوابَ إلاّ بابَهُ ثُمَّ أودَعَهُ عِلمَهُ وَحِكمَتَهُ فَقالَ: أنَا مَدِينَةُ العِلمِ وَعَلِيُّ بابُها فَمَن أرادَ المَدِينَةَ وَالحِكمَةَ فَليأتِها مِن بابِها. ثُمَّ قالَ: أنتَ أخي وَوَصِيّي وَوَارِثِي، لَحمُكَ مِن لَحمي وَدَمُكَ مِن دَمي وَسِلمُكَ سِلمي وَحَربُكَ حَربِي، وَالإيمانُ مُخالِطٌ لَحمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحمي وَدَمِي، وَأنتَ غَداً عَلى الحَوضِ خَلِيفَتي وَأنتَ تَقضي دَيني وَتُنجِزُ عِداتِي، وَشِيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِن نُورٍ مُبيَضَّةً وَُجُوهُهُم حَولي في الجَنَّةِ وَهُم جِيرانِي، وَلَولا أنتَ يا عَلِيُّ لَم يُعرَفِ المُؤمِنُونَ بَعدِي.
BY يا صاحب الزمان أدركني ❤️
Share with your friend now:
tgoop.com/hssnhssnn/75362