tgoop.com/hudaqoran/183
Last Update:
🍀 سورة البقرة
من الآية 151 الى الآية 157
🔷وبشر الصابرين ج(2)
إن الأمة التي لا تستطيع أن تتغلب على سلبياتها الخُلقية، لا تستطيع أن تنتفع بالشرائع والنظم، وإن تفوُّق الأمة في الإرادة، والتزامها الواعي شرط أساسي لتطبيق أي نظام أو قانون.
إنّ بداية الإصلاح في المجتمع الإنساني تبدأ من حيث مركز القرار، وهو النفس، التي لابد أن يكون صاحبها متصلاً بها لكي يكون الإصلاح؛ فإذا ما صلحت نوايا الناس ونفوسهم ظهرت بوادر الإصلاح. ولذلك كان التركيز القرآني على هذه النقطة أكثر من التركيز على أنواع الإصلاح الأخرى التي تتفرّع من مركز قرار الإصلاح في ذات الإنسان وضميره، كالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الإصلاح التربوي. ذلك لأن الحديث القرآني عن تلك الأنواع من الإصلاح لم يكن بمستوى الحديث عن إصلاح النفس الإنسانية، وتزكيتها، وتنمية مواهب الخير وبواعث الصلاح فيها.
وفي المرحلة الثالثة تحتاج الأمة إلى نوعين من الأنظمة. نوع ثابت يسميه القرآن بكتاب، ونوع يتطور وفق الزمان يسميه بالحكمة حسب ما يبدو لي.
هذه هي الشروط الثابتة لبناء أية أمة، وقد استوفت الرسالة الإلهية كل هذه الشروط وزيادة، حيث فتحت أمام الأمة آفاقا جديدة من العلم، [وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ] وعلينا أن نتذكر هذه الرسالة باستمرار، ونتذكر حاجتنا إليها وفائدتها لنا.
[152] ولذلك علينا أن نشكر الله على نعمة الرسالة حتى ينفعنا الله بها، ونشكر الله عليها ليزيدنا نورا فيها، ولا نكفر بهذه النعمة التي مَنَّ الله بها علينا، فالنعمة التي تُكفَر تزول.
والشكر نفسيّة إيجابية مبادرة تتمتّع بصفة الاستباق إلى الخيرات، والمسارعة نحو العمل الصالح.
أقول: لولا الظلام الذي يهيمن على الوجود في الليل، ما أحسّ أحد بأهمية النور وبسنا ضياء النهار. فمشكلة ابن آدم أنّ النعم التي تواترت عليه قد أذهلته عن حقيقته وعن وجودها هي أيضاً، علماً أن حقيقة الإنسان حقيقة عدمية، من منطلق أنّ كل نعمة من نعم الله عليه المحيطة به لا تمت له بصلة، بل هي فضل من الله تبارك وتعالى يؤتيها من يشاء ويسلبها ممن يشاء وكيف يشاء ومتى يشاء فالشكر عنوان الوعي، والشكر لله إذا ما قسمناه وحللناه نجده مبنياً على أساس معرفة الإنسان لنفسه معرفة حقيقية. فمن يدرك منّا أنّه لم يكن ثم كان، سيتّضح لديه أكثر بأن الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليه بنعمة الوجود. وفي المقابل الشيطان من طبيعته أن يوسوس ويثير ويشعل نار الحقد والعصبية والأنانية في قلب من لم يتوصل إلى معرفة حقيقته العدمية تجاه من يتمتع ببعض النعم، وإن كان مطمئناً ومتأكداً من عدم ديمومتها. ولذلك فهو يعيش واقع الجهل المركّب، حيث يورط نفسه في العذاب النفسي دون شعوره بذلك، أو أنّه يشعر به ولكنه لا يتصور تأثيراته عليه. في حين أنّ الإنسان المطمئن السوي العالم بحكمة ربّه في تقدير أرزاق الخلائق، الحكيم في نظرته الى الوجود، تراه متطلعاً إلى ما عند الله لا إلى ما يتمتع به الآخرون، لأنه حينما يشكر إنما بنى شكره هذا على تذكر نعم الله عليه [فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ] أي لا تكفروا بي وبنعمتي.
يتبعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚تفسير منْ هُدَىْ القُرْآنُ _سُورَةُ الْبَقَرَة.
🖊 *عَلَمْ اْلَهُدَىٰ اْلْولِيْ الْفَقِيهْ المْرجَعَ المُجَدِد السَّيّدْ اْلْقَاِئِدْ مُحَمّدْ تَقِي المُدْرِسْي دَاْمْ عِزّهُ.*
◇━━━━━○━━━━◇
📡قناتنا على التلجرام.
https://www.tgoop.com/hudaqoran
📱للتواصل مع قناتنا على البوت
@huda313_bot
قناتنا على الوتس اب
https://whatsapp.com/channel/0029VaYcXm75Ejxq6uWDdr1T
📡قناة بصائر النور الرسالية
واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaECmv67DAWugCtk8k16
🔹تليجرام:
https://www.tgoop.com/basayiralnoor
BY من هدى القرآن الكريم

Share with your friend now:
tgoop.com/hudaqoran/183