tgoop.com/hudaqoran/194
Last Update:
🍀 سورة البقرة
من الآية 168 الى الآية 177
🔷جزاء كتمان الحق
[174] هذه هي محرمات الدين في الأكل.. انظر كيف وسَّعها اليهود حتى كادوا أن يحرموا كل شيء، ثم كتموا حكم الله في الأكل بغيا واتباعا لمصالحهم [إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ ] إذ سوف يكتشفون غدا (بعد الموت أو حتى قبله) أن اللقيمات القليلة التي أكلوها تحولت إلى نار ملتهبة، ذلك أن الأعمال السيئة تتجسد بعد الموت.
[ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ] استهانة بهم، وتصغيرا لقدرهم، وهم الذين حرموا على الناس الطيبات تأييدا للسلطات، وطلبا للجاه عندها، والحال أنه لاجاه لهم عند الله أبدا [وَلا يُزَكِّيهِمْ ] بالرغم من أنهم يحسبون أنفسهم من رجال الله، ويزكُّون أنفسهم حتى يجعلوها أقرب الناس إلى الله، في حين أن الله لا يعتبرهم أزكياء، ولا يقبل منهم دعواهم بأنهم عباده الصالحون [وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ] في الدنيا والآخرة.
لماذا هذا العذاب؟
[175] كل تلك العقوبات كانت جزاء أعمالهم لماذا؟
السبب واضح [أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى ] باعوا الهدى في مقابل بعض المكاسب المادية التي سببت ضلالتهم عن الحق، وتورطهم في المهالك [وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ] حيث اشتروها لأنفسهم بعد علم بالدين.
🔷صفات علماء السوء
[176] إن لهؤلاء علامتين:
💠العلامة الأولى: أنهم حرَّفوا الكتاب حتى جعلوه متوافقا مع مصالحهم، ولأن مصالحهم مختلفة، ولأن كل طائفة فسروا الكتاب حسب مصالحهم، فقد اختلفوا في الكتاب ذاته، وتحوَّل الكتاب عندهم إلى أداة تفريق، وكان سبيلا للتوحيد، كان كتاب حق فأصبح عندهم كتاب هوى.
[ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ] وأوجب على الناس أن يقيسوا الأشياء والأشخاص به وأن يحددوا أهواءهم وفق مبادئه، أما هؤلاء العلماء المنحرفون فقد أضلوا الناس عن الكتاب واختلفوا فيه [وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ] إنهم متمردون على الحق إن الله سبحانه وعد هؤلاء الضالين المضلين من أهل الكتاب بأشد العذاب لماذا؟
لأنهم سلبوا من الناس أفضل ما كانوا يملكون، سلبوهم إيمانهم، وهداهم، وعقولهم، ودفعوا بالناس إلى هاوية بعيدة، كل ذلك لقاء بعض المكاسب المادية، وعلى الأمة أن تستيقظ حتى تكتشف هؤلاء السراق، وتقطع أيديهم، وتعود إلى وعيها وهداها.
💠 العلامة الثانية: النظرة القشرية إلى الدين، وتعميق هذه القشرية في النفوس، وتضخيم الأمور القشرية إلى حد تغطية القضايا الجوهرية.
والسبب في ذلك هو خلافاتهم الذاتية من جهة، ومن جهة ثانية تعويض تقاعسهم عن الواجبات الأساسية، والاهتمام البالغ بالقضايا الثانوية أو القشرية، يقول الله: [* لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ] حتى تختلفوا في القبلة مع بعضكم، وتضخموا هذا الخلاف [وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ] وهؤلاء المحرومون هم الذين يجب أن تتوجه إليهم رسالة السماء وحملة الرسالة، لا السلاطين والوجهاء، وحدهم. [وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ ] حيث تقوم الحرب مع العدو ويُفقد الأمن، أو ينتشر الفقر والأزمات الاقتصادية [وَالضَّرَّاءِ ] حيث تصاب الأمة أو الأفراد بضرر الأمراض أو الكوارث الطبيعية وما أشبه [وَحِينَ الْبَأْسِ ] حين الحرب واستحرار القتل [أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ] مع الله ومع الناس، واستوفوا حقيقة الإيمان [وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ ] .
يتبعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚تفسير منْ هُدَىْ القُرْآنُ _سُورَةُ الْبَقَرَة.
🖊 *عَلَمْ اْلَهُدَىٰ اْلْولِيْ الْفَقِيهْ المْرجَعَ المُجَدِد السَّيّدْ اْلْقَاِئِدْ مُحَمّدْ تَقِي المُدْرِسْي دَاْمْ عِزّهُ.*
◇━━━━━○━━━━◇
📡قناتنا على التلجرام.
https://www.tgoop.com/hudaqoran
📱للتواصل مع قناتنا على البوت
@huda313_bot
BY من هدى القرآن الكريم

Share with your friend now:
tgoop.com/hudaqoran/194