tgoop.com/hudaqoran/209
Last Update:
🍀سورة البقرة
من الآية 190 الى الآية 195
🔷الهدف الحضاري للقتال
[193] والقتال في حالة اشتعاله ذو هدف حضاري هو القضاء على الفساد بكل ألوانه (التفرقة، حكم الجبابرة، الأنداد الباطلة، أسباب الظلم) وإقامة حكم الله في الأرض، لا حكم طائفة على طائفة، أو أشخاص على أشخاص حكم الله الذي يطبق على القادة كما يطبق على الناس.
[ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ] الدين بمعنى الالتزام بالسيادة، أي حتى يلتزم الناس جميعا بحكم الله في الأرض.
مرة أخرى يذكر القرآن بأن الهدف من القتال، ليس القتال ذاته، بل هو وسيلة مرحلية فقط، فهو لدرأ الفتنة التي تحول بين الناس والدعوة [فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ] الذين يعتدون على الناس، فيسترد النظام الإسلامي حقوق الناس منهم بالقوة.
🔷متى تحفظ الحرمات؟
[194] ويبقى سؤال: لماذا سمح الله للمسلمين بالقتال عند المسجد الحرام، أو في الشهر الحرام، حيث كان العرب يعتبرون القتال حراما فيهما؟ أفليس الإسلام دين سلام؟
ويجيب الله على هذا السؤال بالقول: [الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ] إن حرمة الشهر الحرام كانت تعطي فترة من الهدوء للعرب، لعلهم يحلون اختلافاتهم سلميًّا، ولكن بعضهم كان يستغل هذا الهدوء، لشن حروب عدوانية ضد المسلمين، فأمر الله الأمة بالرد عليهم. إذ إن الحرمات قصاص، فما دام الفرد يحترم حقوق الآخرين، تحترم حقوقه. أما إذا اعتدى عليها، فإن الواجب استرداد الحقوق منه بالقوة وهذه الآية تفتح آفاقا واسعة في التشريع الجنائي.
وبالطبع حتى هنا لا يجوز الاعتداء عليه أكثر من اعتدائه، ويؤكد القرآن هذا الواجب وفي الوقت ذاته يحدد أهم قضية أرادها من الحديث عن القتال هنا ويقول: [وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ] الأمة الإسلامية والفرد المسلم يجب أن يكونوا ملتزمين بحدود الله ولا يتجاوزونها، وهذه من أهم مسؤوليات الأمة.
🔷الإنفاق ضرورة قتالية
[195] وبمناسبة الحديث عن القتال، تحدث القرآن عن الإنفاق، باعتباره ضرورة قتالية، ذلك أن الإعداد للقتال قد يكون أصعب من القتال ذاته لذلك شدد القرآن على الإنفاق، وربطه بمصير الأمة وقال: [وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ] لان عدم الإنفاق سوف يوقع الأمة في أخطار عظيمة، [وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ] على كل فرد ألاَّ يقتصر على حدود الواجب في الإنفاق، بل ينفق أكثر من ذلك حسب طاقته، وذلك هو الإحسان الذي يحبه الله ويحب من يصنعه.
إن امتنا اليوم بحاجة ماسة للاستعداد لخوض معاركها المصيرية على أكثر من جبهة، ولن يتم الاستعداد من دون العطاء، العطاء بكل ألوانه، بالجهد، بالجاه، بالمال، ولكن قلة الوعي المستقبلي والأنانية الذاتية وانعدام الثقة بالمجتمع ومؤسساته، كل تلك أدت إلى كف الأمة عن الإنفاق، وجعلها تخسر المعركة بعد الأخرى.
إن عودتنا إلى تعاليم الدين في الإنفاق، هي الضمانة الأكيدة لاسترداد عزنا المفقود، وحفظ ما تبقى من مصالحنا وكرامتنا.
يتبعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚تفسير منْ هُدَىْ القُرْآنُ _سُورَةُ الْبَقَرَة.
🖊 *عَلَمْ اْلَهُدَىٰ اْلْولِيْ الْفَقِيهْ المْرجَعَ المُجَدِد السَّيّدْ اْلْقَاِئِدْ مُحَمّدْ تَقِي المُدْرِسْي دَاْمْ عِزّهُ.*
◇━━━━━○━━━━◇
📡قناتنا على التلجرام.
https://www.tgoop.com/hudaqoran
📱للتواصل مع قناتنا على البوت
@huda313_bot
قناتنا على الوتس اب
https://whatsapp.com/channel/0029VaYcXm75Ejxq6uWDdr1T
📡قناة بصائر النور الرسالية
واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaECmv67DAWugCtk8k16
🔹تليجرام:
https://www.tgoop.com/basayiralnoor
BY من هدى القرآن الكريم

Share with your friend now:
tgoop.com/hudaqoran/209