الحسين بن أحمد السراجي

خطبة الجمعة / شعبان وسؤال النفس .. إنتهى زمن الطاغوت والإستكبار !!
التأريخ / 2 شعبان 1446هـ الموافق 31 يناير 2025م .

الحمدلله رب العالمين ، الحمدلله القادر على كل شيء وكل شيء عنده بمقدار ، المحيط بكل شيء ؛ فلا هروب ولا فرار .
أحمده سبحانه وتعالى الرحيم الودود .
وأشكره عز وجل مالك الوجود .
الحمدلله كم تصفو الحياةُ بها
الحمدلله كم تعلو بها الهِممُ
الحمدُلله ردّدها على ثقةٍ
بمن له الجود والإنعامُ والكرَم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القدوس السميع العليم .
الحمدلله كم بالفضلِ أكرمني
وفوق كُلّ الذي أرجوه أعطاني

وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة فينا وبشفاعته يغاث العباد أشجع الناس قاطبة إذا دعا داعي الجهاد وأكرم الناس طرًّا إذا عزَّ مال أو قل زاد .
ماذا أقولُ بهذه الأبياتِ
وبأيِّ حرفٍ أصطفي كلماتي
وأنا أُزكِّي القولَ في ذِكرِ الذي
قد دلَّنا للخيرِ والجنَّاتِ
فسلامُ ربي كالنسيمِ معطَّرًا
وعلى النبيِّ محمدٍ صلواتي
اللهم فصل وسلم وبارك وترحم وتحنن عليه وعلى آله الهداة وأصحابه الأباة .
أما بعد
عباد الله : أيها المؤمنون :
ها هو شعبان تقدمة الشهر المبارك رمضان وقد وصلنا شعبان الكريم نتوقف لنتساءل :
ما الفرق بين شعبان العام الماضي وشعبان هذا العام ؟!
كل واحد مطالب بوضع هذا السؤال في مواجهة نفسه ليرى الفرق ويدرك الحقيقة .
الفرق بين شعبان العام الماضي وشعبان الحالي هو عام مرَّ من أعمارنا !!
عام كامل ستجده حتمًا ولا بد مسطرًا في صحيفتك يوم القيامة .
عام هجري كامل أي : ما يزيد على الثلاثمائة وخمسين يوماً بكل ساعاتها ، بكل دقائقها وثوانيها !!

يا الله .. ما أشد غفلتنا عما يراد بنا !!
يا ترى ماذا صعد في هذا العام من أعمالنا ؟!
كيف هي مكانتنا عند الله من خلال هذه الأيام ؟!
ترى من المقرب السعيد ، ومن المبعد التعيس ؟!
من ذا الذي تقرب إلى الله في هذا العام بالتقوى والإيمان ومواجهة الإستكبار والطغيان فأحسنها وأتقنها ، وأتبعها بما أمكنه من الإحسان والبذل والتضحية والعطاء ؟!

من غض فيها بصره ؟!
من صان سمعه ؟!
من حفظ يده ورجله ؟!
من دافع عن عرضه ؟!
من نافح عدوه ؟!
من تحرر من هواه ؟!
من والى أولياء الله وعادى أعداءه ؟!
من كان له موقف مما يصنعه الكيان الصهيوني والغرب في فلسطين ؟!
من كان له نصرة وإسناد لإخوانه المظلومين في غزة ؟!

في عام كامل ما بين شعبان وشعبان عباد استوجبوا الجنة وآخرون استوجبوا النار !!
أناس طُويت صحائفهم وختمت بالإحسان فهم يتقلبون في درجات الجنان ، وآخرون طويت صحائفهم وختمت بالعصيان فهم يكبكبون في دركات النيران .
كل هذا ما بين شعبان وشعبان !!
طاعات الخلوات ومقارعة البغاة تعطرت بها نسمات الهواء وهي ترفع إلى فاطر الأرض والسماء .
دمعات الأسحار زادت الوجوه نورًا وإشراقـًا والقلوب لذة ومحبة ﴿ الصّابِرينَ وَالصّادِقينَ وَالقانِتينَ وَالمُنفِقينَ وَالمُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ ﴾ آل عمران 17 .
صدقات الإسرار تقبلت من لدن الكريم الرحيم الغفار ﴿ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴾البقرة 274 .
عطش الهواجر وظمأها استحال ريًا لدى الكريم المنان .
جلسات الذكر ختمت بالثناء في الملأ الأعلى لأصحابها ﴿ الَّذينَ يَذكُرونَ اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِهِم وَيَتَفَكَّرونَ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ رَبَّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ ﴾ آل عمران 191 .
قلوب تعلقت بكلام ربها وعكفت على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار متدبرة واعية بصيرة ومن هداه مستنيرة ﴿ إِنَّ الَّذينَ يَتلونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبورَ . لِيُوَفِّيَهُم أُجورَهُم وَيَزيدَهُم مِن فَضلِهِ إِنَّهُ غَفورٌ شَكورٌ ﴾ فاطر 29 - 30 .
هؤلاء المؤمنين الذين عرفوا الله وانتهلوا من هدى الله وشرعته ﴿ كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلَو آمَنَ أَهلُ الكِتابِ لَكانَ خَيرًا لَهُم مِنهُمُ المُؤمِنونَ وَأَكثَرُهُمُ الفاسِقونَ ﴾ آل عمران 110 .

أيها الموحدون :
شعبان الشهر الثامن في التقويم الإسلامي ، والذي يطلق عليه السنة الهجرية عُرف بهذا الاسم في عهد كلاب بن مُرّة الجد الخامس للرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وكانت تسمية هذا الشهر كباقي الشهور العربية يعود لعصرِ ما قبل الإسلام ، ويسمى بشعبان لتشعب القبائل العربية وافتراقها للحرب بعد هجوعها فى شهر رجب .

www.tgoop.com/husseinalseragi/2996

600 viewsJan 31 at 11:40

خطبة الجمعة / شعبان وسؤال النفس .. إنتهى زمن الطاغوت والإستكبار !!
التأريخ / 2 شعبان 1446هـ الموافق 31 يناير 2025م .

الحمدلله رب العالمين ، الحمدلله القادر على كل شيء وكل شيء عنده بمقدار ، المحيط بكل شيء ؛ فلا هروب ولا فرار .
أحمده سبحانه وتعالى الرحيم الودود .
وأشكره عز وجل مالك الوجود .
الحمدلله كم تصفو الحياةُ بها
الحمدلله كم تعلو بها الهِممُ
الحمدُلله ردّدها على ثقةٍ
بمن له الجود والإنعامُ والكرَم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القدوس السميع العليم .
الحمدلله كم بالفضلِ أكرمني
وفوق كُلّ الذي أرجوه أعطاني

وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة فينا وبشفاعته يغاث العباد أشجع الناس قاطبة إذا دعا داعي الجهاد وأكرم الناس طرًّا إذا عزَّ مال أو قل زاد .
ماذا أقولُ بهذه الأبياتِ
وبأيِّ حرفٍ أصطفي كلماتي
وأنا أُزكِّي القولَ في ذِكرِ الذي
قد دلَّنا للخيرِ والجنَّاتِ
فسلامُ ربي كالنسيمِ معطَّرًا
وعلى النبيِّ محمدٍ صلواتي
اللهم فصل وسلم وبارك وترحم وتحنن عليه وعلى آله الهداة وأصحابه الأباة .
أما بعد
عباد الله : أيها المؤمنون :
ها هو شعبان تقدمة الشهر المبارك رمضان وقد وصلنا شعبان الكريم نتوقف لنتساءل :
ما الفرق بين شعبان العام الماضي وشعبان هذا العام ؟!
كل واحد مطالب بوضع هذا السؤال في مواجهة نفسه ليرى الفرق ويدرك الحقيقة .
الفرق بين شعبان العام الماضي وشعبان الحالي هو عام مرَّ من أعمارنا !!
عام كامل ستجده حتمًا ولا بد مسطرًا في صحيفتك يوم القيامة .
عام هجري كامل أي : ما يزيد على الثلاثمائة وخمسين يوماً بكل ساعاتها ، بكل دقائقها وثوانيها !!

يا الله .. ما أشد غفلتنا عما يراد بنا !!
يا ترى ماذا صعد في هذا العام من أعمالنا ؟!
كيف هي مكانتنا عند الله من خلال هذه الأيام ؟!
ترى من المقرب السعيد ، ومن المبعد التعيس ؟!
من ذا الذي تقرب إلى الله في هذا العام بالتقوى والإيمان ومواجهة الإستكبار والطغيان فأحسنها وأتقنها ، وأتبعها بما أمكنه من الإحسان والبذل والتضحية والعطاء ؟!

من غض فيها بصره ؟!
من صان سمعه ؟!
من حفظ يده ورجله ؟!
من دافع عن عرضه ؟!
من نافح عدوه ؟!
من تحرر من هواه ؟!
من والى أولياء الله وعادى أعداءه ؟!
من كان له موقف مما يصنعه الكيان الصهيوني والغرب في فلسطين ؟!
من كان له نصرة وإسناد لإخوانه المظلومين في غزة ؟!

في عام كامل ما بين شعبان وشعبان عباد استوجبوا الجنة وآخرون استوجبوا النار !!
أناس طُويت صحائفهم وختمت بالإحسان فهم يتقلبون في درجات الجنان ، وآخرون طويت صحائفهم وختمت بالعصيان فهم يكبكبون في دركات النيران .
كل هذا ما بين شعبان وشعبان !!
طاعات الخلوات ومقارعة البغاة تعطرت بها نسمات الهواء وهي ترفع إلى فاطر الأرض والسماء .
دمعات الأسحار زادت الوجوه نورًا وإشراقـًا والقلوب لذة ومحبة ﴿ الصّابِرينَ وَالصّادِقينَ وَالقانِتينَ وَالمُنفِقينَ وَالمُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ ﴾ آل عمران 17 .
صدقات الإسرار تقبلت من لدن الكريم الرحيم الغفار ﴿ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴾البقرة 274 .
عطش الهواجر وظمأها استحال ريًا لدى الكريم المنان .
جلسات الذكر ختمت بالثناء في الملأ الأعلى لأصحابها ﴿ الَّذينَ يَذكُرونَ اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِهِم وَيَتَفَكَّرونَ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ رَبَّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ ﴾ آل عمران 191 .
قلوب تعلقت بكلام ربها وعكفت على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار متدبرة واعية بصيرة ومن هداه مستنيرة ﴿ إِنَّ الَّذينَ يَتلونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبورَ . لِيُوَفِّيَهُم أُجورَهُم وَيَزيدَهُم مِن فَضلِهِ إِنَّهُ غَفورٌ شَكورٌ ﴾ فاطر 29 - 30 .
هؤلاء المؤمنين الذين عرفوا الله وانتهلوا من هدى الله وشرعته ﴿ كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلَو آمَنَ أَهلُ الكِتابِ لَكانَ خَيرًا لَهُم مِنهُمُ المُؤمِنونَ وَأَكثَرُهُمُ الفاسِقونَ ﴾ آل عمران 110 .

أيها الموحدون :
شعبان الشهر الثامن في التقويم الإسلامي ، والذي يطلق عليه السنة الهجرية عُرف بهذا الاسم في عهد كلاب بن مُرّة الجد الخامس للرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وكانت تسمية هذا الشهر كباقي الشهور العربية يعود لعصرِ ما قبل الإسلام ، ويسمى بشعبان لتشعب القبائل العربية وافتراقها للحرب بعد هجوعها فى شهر رجب .

BY الحسين بن أحمد السراجي