باب قول الله عز وجل:
﴿وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى﴾
قال السدي: (مآرب أخرى) حوائج أخرى أحمل عليها المزود والسقاء.
وقوله سبحانه في خبر سليمان عليه السلام: ﴿فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين﴾
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
«كان النبي ﷺ إذا خرج لحاجته، تبعته أنا وغلام، ومعنا عكازة، أو عصا، أو عنزة، ومعنا إداوة، فإذا فرغ من حاجته ناولناه الإداوة».
وروى الإمام أحمد في مسنده عن عبدالله بن أنيس رضي الله عنه وساق الحديث إلى قوله:
"فلما قدمت على رسول الله ﷺ فرآني فقال: «أفلح الوجه»
قال: قلت: قتلته يا رسول الله، قال: «صدقت»
قال: ثم قام معي رسول الله ﷺ فدخل بي بيته فأعطاني عصا، فقال: «أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس»
قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟
قال: قلت: أعطانيها رسول الله ﷺ، وأمرني أن أمسكها، قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله ﷺ فتسأله عن ذلك؟
قال: فرجعت إلى رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟
قال: «آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ».
قال: فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فصبت معه في كفنه، ثم دفنا جميعا."
وروى الإمام أبو داود عن الحكم بن حزن الكلفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:
"قام متوكئا على عصا، أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه، كلمات خفيفات طيبات مباركات، ثم قال: «أيها الناس، إنكم لن تطيقوا - أو لن تفعلوا - كل ما أمرتم به، ولكن سددوا، وأبشروا»".
قال الإمام الشافعي رحمه الله: "ويعتمد الذي يخطب على عصا، أو قوس، أو ما أشبههما؛ لأنه بلغنا «أن النبي ﷺ كان يعتمد على عصا» أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال أخبرنا عبد المجيد عن ابن جريج قال: «قلت لعطاء: أكان رسول الله ﷺ يقوم على عصا إذا خطب؟ قال: نعم كان يعتمد عليها اعتمادا»".
وما روي في أخبار درة عمر رضي الله عنه، وقد ذكر بعض المشايخ أنه جمع كتابا في أخبارها عكف عليه سنين.
وما روي في خبر جهجاه وما أصابه لما كسر عصا عثمان رضي الله عنه.
وأفاد الشيخ أبو حمزة مأمون جزاه الله خيرا:
في الثالث عشر من كتاب الزهد
104 - حدثنا عبد الله، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا صفوان، قال: سئل أبو المثنى الأملوكي عن مشي الأنبياء عليهم السلام بالعصي، قال: ذل وتواضع لربهم عز وجل.
وفي التاسع عشر:
321 - حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا هاشم، قال ثنا الفرج، قال ثنا أبو راشد، عن يزيد بن ميسرة، قال: كانت أحبار بني إسرائيل، الصغير منهم والكبير، لا يمشون إلا بالعصي، مخافة أن يختال في مشيته.
وصنف بعض الأدباء كتاب العصا وجمع فيه الغث والسمين من الأخبار والأشعار.
قال بعض المتأخرين:
"وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء، وعادة العرب العرباء، الفصحاء اللسن البلغاء أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام، وفي المحافل والخطب. وأنكرت الشعوبية على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني. والشعوبية تبغض العرب وتفضل العجم."
والله أعلم بالصواب
.
﴿وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى﴾
قال السدي: (مآرب أخرى) حوائج أخرى أحمل عليها المزود والسقاء.
وقوله سبحانه في خبر سليمان عليه السلام: ﴿فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين﴾
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
«كان النبي ﷺ إذا خرج لحاجته، تبعته أنا وغلام، ومعنا عكازة، أو عصا، أو عنزة، ومعنا إداوة، فإذا فرغ من حاجته ناولناه الإداوة».
وروى الإمام أحمد في مسنده عن عبدالله بن أنيس رضي الله عنه وساق الحديث إلى قوله:
"فلما قدمت على رسول الله ﷺ فرآني فقال: «أفلح الوجه»
قال: قلت: قتلته يا رسول الله، قال: «صدقت»
قال: ثم قام معي رسول الله ﷺ فدخل بي بيته فأعطاني عصا، فقال: «أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس»
قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟
قال: قلت: أعطانيها رسول الله ﷺ، وأمرني أن أمسكها، قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله ﷺ فتسأله عن ذلك؟
قال: فرجعت إلى رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟
قال: «آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ».
قال: فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فصبت معه في كفنه، ثم دفنا جميعا."
وروى الإمام أبو داود عن الحكم بن حزن الكلفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:
"قام متوكئا على عصا، أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه، كلمات خفيفات طيبات مباركات، ثم قال: «أيها الناس، إنكم لن تطيقوا - أو لن تفعلوا - كل ما أمرتم به، ولكن سددوا، وأبشروا»".
قال الإمام الشافعي رحمه الله: "ويعتمد الذي يخطب على عصا، أو قوس، أو ما أشبههما؛ لأنه بلغنا «أن النبي ﷺ كان يعتمد على عصا» أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال أخبرنا عبد المجيد عن ابن جريج قال: «قلت لعطاء: أكان رسول الله ﷺ يقوم على عصا إذا خطب؟ قال: نعم كان يعتمد عليها اعتمادا»".
وما روي في أخبار درة عمر رضي الله عنه، وقد ذكر بعض المشايخ أنه جمع كتابا في أخبارها عكف عليه سنين.
وما روي في خبر جهجاه وما أصابه لما كسر عصا عثمان رضي الله عنه.
وأفاد الشيخ أبو حمزة مأمون جزاه الله خيرا:
في الثالث عشر من كتاب الزهد
104 - حدثنا عبد الله، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا صفوان، قال: سئل أبو المثنى الأملوكي عن مشي الأنبياء عليهم السلام بالعصي، قال: ذل وتواضع لربهم عز وجل.
وفي التاسع عشر:
321 - حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا هاشم، قال ثنا الفرج، قال ثنا أبو راشد، عن يزيد بن ميسرة، قال: كانت أحبار بني إسرائيل، الصغير منهم والكبير، لا يمشون إلا بالعصي، مخافة أن يختال في مشيته.
وصنف بعض الأدباء كتاب العصا وجمع فيه الغث والسمين من الأخبار والأشعار.
قال بعض المتأخرين:
"وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء، وعادة العرب العرباء، الفصحاء اللسن البلغاء أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام، وفي المحافل والخطب. وأنكرت الشعوبية على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني. والشعوبية تبغض العرب وتفضل العجم."
والله أعلم بالصواب
.
إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
وبعد:
فإن العقيدة الإسلامية التي هي قوام المجتمع الإسلامي الذي بدونها لا يمكن أن يقوم له بناء، كانت ولا تزال هدفا لأعداء الإسلام والطاعنين عليه.
ذلك أن أعداءه حين عجزوا عن مواجهته علنا. اندسوا في صفوفه فتسموا باسم الإسلام ليتمكنوا من الطعن فيه، فابن سبأ اليهودي الذي أدخل على الإسلام عقائد تشوه جماله، وتحطم بنيانه كان أول أعدائه الذين دخلوا فيه، ثم بدأ يدخل عقائده الفاسدة التي تحطم كيان الأمة الإسلامية.
وتبعه آخرون منهم بشر المريسي وهو ابن يهودي صباغ كما قال أبو نعيم فقد أورد قوله الدارقطني في آخر الكتاب هذا، وكما يجد القارئ ترجمته في الأثر رقم ٦٦.
وقد كان طعن هؤلاء منصبا على صفات الذات الإلهية؛ ليقوضوا العقيدة من أساسها.
ولكن بحمد الله فقد هيأ الله من يرد كيد هؤلاء الماكرين إذ انبرى لهم علماء السنة، فردوا كيدهم، ودحضوا باطلهم بالحجج القاطعة من كتاب الله وسنة رسوله الثابتة عنه، كالإمام أحمد والبخاري وغيرهما، ومن هؤلاء العلماء الإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني الذي نقدم كتابه الصفات الذي ضمنه عددا من الأحاديث الثابتة عن المصطفى ﷺ. وآثارا عن التابعين تبين احتجاجهم بالسنة في إثبات أسماء الله تعالى وصفاته، وموقفهم من المخالفين لها. وكتابه أحاديث النزول الذي اشتمل على ستة وتسعين حديثا وأثرا، معظمها في الصحيحين.
نسأل الله تعالى أن يثيب مؤلفهما، وأن ينفع بهما طلاب العلم، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
- الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي رحمه الله، مقدمة تحقيق كتاب الصفات للإمام الدارقطني
.
وبعد:
فإن العقيدة الإسلامية التي هي قوام المجتمع الإسلامي الذي بدونها لا يمكن أن يقوم له بناء، كانت ولا تزال هدفا لأعداء الإسلام والطاعنين عليه.
ذلك أن أعداءه حين عجزوا عن مواجهته علنا. اندسوا في صفوفه فتسموا باسم الإسلام ليتمكنوا من الطعن فيه، فابن سبأ اليهودي الذي أدخل على الإسلام عقائد تشوه جماله، وتحطم بنيانه كان أول أعدائه الذين دخلوا فيه، ثم بدأ يدخل عقائده الفاسدة التي تحطم كيان الأمة الإسلامية.
وتبعه آخرون منهم بشر المريسي وهو ابن يهودي صباغ كما قال أبو نعيم فقد أورد قوله الدارقطني في آخر الكتاب هذا، وكما يجد القارئ ترجمته في الأثر رقم ٦٦.
وقد كان طعن هؤلاء منصبا على صفات الذات الإلهية؛ ليقوضوا العقيدة من أساسها.
ولكن بحمد الله فقد هيأ الله من يرد كيد هؤلاء الماكرين إذ انبرى لهم علماء السنة، فردوا كيدهم، ودحضوا باطلهم بالحجج القاطعة من كتاب الله وسنة رسوله الثابتة عنه، كالإمام أحمد والبخاري وغيرهما، ومن هؤلاء العلماء الإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني الذي نقدم كتابه الصفات الذي ضمنه عددا من الأحاديث الثابتة عن المصطفى ﷺ. وآثارا عن التابعين تبين احتجاجهم بالسنة في إثبات أسماء الله تعالى وصفاته، وموقفهم من المخالفين لها. وكتابه أحاديث النزول الذي اشتمل على ستة وتسعين حديثا وأثرا، معظمها في الصحيحين.
نسأل الله تعالى أن يثيب مؤلفهما، وأن ينفع بهما طلاب العلم، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
- الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي رحمه الله، مقدمة تحقيق كتاب الصفات للإمام الدارقطني
.
Forwarded from فوائد أبي إسماعيل الروسي
الرد_على_د_سلطان_العميري_في_استقعاده_للتوحيد.pdf
278 KB
📕 الرد على د. سلطان العميري في استقعاده للتوحيد
انشروا بارك الله فيكم
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
الفقير إلى رب البريات
الرد_على_د_سلطان_العميري_في_استقعاده_للتوحيد.pdf
بلغت الخصومات بهؤلاء الحركيين أن ينقضوا أصل التوحيد الذي بعث الله عز وجل به أنبياءه كلهم ليقيموه ودعوا إليه وقتل من قتل وعذب من عذب في سبيله
فيأتي من لا يعرف التوحيد فيحرف كلام أئمة السنة كما رام المويس وابن سحيم وابن جرجيس وابن منصور وأشباههم ويزعم الذب عن العقيدة.
وما يؤول حال هؤلاء إلى خير.
وأعجب من ذلك، من يزعم أن كلام أئمة السنة في أبي حنيفة أو غيره على اختلاف بلدانهم وأزمانهم بما يمنع تواطؤهم على ذمه كان لقلة العلم وحسد الأقران، ثم لا يعقل أن يكون حال خمسة من المعاصرين مع قلة العلم وفشو الجهل وفتنة الأتباع "شرا" من حال السلف!
عياذا بك اللهم من خصومة الفجار المهلكة.
جوامع في الرد على العميري عامله الله بعدله وأراح المسلمين من شره
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5553]
.
فيأتي من لا يعرف التوحيد فيحرف كلام أئمة السنة كما رام المويس وابن سحيم وابن جرجيس وابن منصور وأشباههم ويزعم الذب عن العقيدة.
وما يؤول حال هؤلاء إلى خير.
وأعجب من ذلك، من يزعم أن كلام أئمة السنة في أبي حنيفة أو غيره على اختلاف بلدانهم وأزمانهم بما يمنع تواطؤهم على ذمه كان لقلة العلم وحسد الأقران، ثم لا يعقل أن يكون حال خمسة من المعاصرين مع قلة العلم وفشو الجهل وفتنة الأتباع "شرا" من حال السلف!
عياذا بك اللهم من خصومة الفجار المهلكة.
جوامع في الرد على العميري عامله الله بعدله وأراح المسلمين من شره
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5553]
.
Forwarded from الفقير إلى رب البريات
[ جوامع في مسألة المولد - سلسلة متجددة ]
حول الاحتفال بالمولد النبوي ~ مواد للشيخ أبي جعفر الخليفي
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4787]
إحالات مفيدة ~ كتب ورسائل لمجموعة من أهل العلم في حكم المولد
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4805]
موقف الإمام أحمد من المولد
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4806]
تأصيل نافع في مسألة البدع لشيخ الإسلام ابن تيمية
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5206]
الإمام الشافعي والسنة التركية
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5440]
موقف الصحابة والأئمة من الاجتماعات المحدثة الراتبة
[https://www.tgoop.com/alkulife/12614]
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5487]
الأطراف الرمادية في بدعة المولد!
[https://www.tgoop.com/Abu_Aisha1/629]
الصوفية بين غلو المدائح وإنكار الفضائل الثابتة ~ المقام المحمود
[https://www.tgoop.com/alkulife/5715]
جامع الردود على بردة البوصيري
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/3588]
معركة لن تنتهي!
[https://www.tgoop.com/Abu_Aisha1/2193]
.
حول الاحتفال بالمولد النبوي ~ مواد للشيخ أبي جعفر الخليفي
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4787]
إحالات مفيدة ~ كتب ورسائل لمجموعة من أهل العلم في حكم المولد
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4805]
موقف الإمام أحمد من المولد
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4806]
تأصيل نافع في مسألة البدع لشيخ الإسلام ابن تيمية
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5206]
الإمام الشافعي والسنة التركية
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5440]
موقف الصحابة والأئمة من الاجتماعات المحدثة الراتبة
[https://www.tgoop.com/alkulife/12614]
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5487]
الأطراف الرمادية في بدعة المولد!
[https://www.tgoop.com/Abu_Aisha1/629]
الصوفية بين غلو المدائح وإنكار الفضائل الثابتة ~ المقام المحمود
[https://www.tgoop.com/alkulife/5715]
جامع الردود على بردة البوصيري
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/3588]
معركة لن تنتهي!
[https://www.tgoop.com/Abu_Aisha1/2193]
.
[صفحات من تاريخ منسي]
وحينما قلت هذا القول ، لم أكن أظن أني سأضطر لهجرة موطني بعد ثمانية أعوام ، أي بعد عام من نشوب ثورة عام ( ۱۹۳٦ ) . تلك الثورة الكبرى التي استمرت سنة أشهر ورافقها الإضراب الفلسطيني العظيم الذي بهر العالم ، ثم وقفه نتيجة لتدخل ملوك العرب وقيامهم بالوساطة لدى بريطانيا لإقناعها بإنصاف العرب الفلسطينيين .
وفيما يلي الرسالة البرقية التي أرسلها إلي ملوك العرب وهي بتوقيع المغفور لهم الملك عبد العزيز آل سعود ، والملك غازي ملك العراق ، والإمام يحيى حميد الدين ملك اليمن والأمير عبد الله الحسين أمير شرق الأردن ( ولم يكن شرق الأردن قد أصبح مملكة حينئذ ) ، وهي مؤرخة في ۲۲ رجب سنة ١٣٥٥ هـ الموافق ١٩٣٦/١٠/٨ :
"حضرة رئيس اللجنة العربية العليا إلى أبنائنا عرب فلسطين .. لقد تألمناً كثيراً للحالة السائدة في فلسطين فنحن بالاتفاق مع إخواننا ملوك العرب والأمير عبد الله ، ندعوكم للإخلاد للسكينة حقنا للدماء معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم» .
وعلى أثر ورود هذه الرسائل البرقية اجتمعت اللجنة العربية العليا لفلسطين وبحثت الحالة بحثا دقيقا وقررت وقف الإضراب العام ودعوة عرب فلسطين إلى السكينة وإنهاء الثورة ابتداء من الساعة الثامنة صباح الاثنين الواقع في ٢٢ رجب سنة ١٣٥٥ هـ الموافق ١٣ تشرين الأول ( أكتوبر ) ١٩٣٦ م ، ووجهت بذلك نداء عاما للشعب الفلسطيني .
وكان مما دهش له المراقبون الأجانب أن الاضراب الذي استمر ستة أشهر كاملة شمل خلالها فلسطين بأسرها ، مدنها وقراها قد انتهى ، وكذلك أوقف إطلاق النيران في الدقيقة المحددة في منشور اللجنة العربية العليا ، فدل ذلك على دقة النظام ومدى الطاعة والانسجام بين أهل فلسطين في تلك الأيام .
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني، ص٢٦ - ٢٧
----
في أواخر عام ۱۹۳۸ بلغت الثورة أوجها الأعلى وسيطر المجاهدون الفلسطينيون على معظم أنحاء فلسطين حتى كادت المقاومة البريطانية المسلحة تنحصر في داخل مدن فلسطين الكبرى وأجليت معظم الأسر البريطانية إلى خارج فلسطين .
وبلغت جرأة المجاهدين ان دخل بعضهم سراي الحكومة في مدينة جنين واقتحموا غرفة الحاكم البريطاني ( موفت ) وأردوه قتيلا وانصرفوا غير آبهين برجال الجند والبوليس والحرس الذين كانوا منتشرين داخل السراي وخارجها . وشملت حركة الجهاد أهل القرى والمدن على السواء ، رجالاً ونساء شيباً وشباناً .
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني، ص٣٧
----
ومما يسترعي النظر قول الجنرال ويفل: (إنه لا يمكن إرسال قوات بريطانية من فلسطين إلى العراق). ولكن الجنرال جلوب استطاع مع الأسف الشديد أن يقود بعض القوات العربية لمقاتلة الجيش العربي العراقي ، كقوة الحدود ، وقوة البادية وغيرها ، وأن يؤثر تأثيراً سيئاً جداً في سير المعركة.
ومن الحق والانصاف ألا نختم هذه القصة الأليمة دون أن نذكر أن بعض وحدات الجيش الأردني رفضت الانقياد إلى رغبة الإنكليز ، وحينما وصلت الحدود العراقية تمردت وحولت رشاشاتها عليهم ، وهددت بإطلاق النار إن لم يسمح لها بالعودة ، وقد اعترف الإنكليز أنفسهم بهذا الحادث وسجله المؤلف الإنكليزي الن . ا . م . في الصفحة ٦٩ من كتابه المسمى الانسحاب إلى النصر.
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني ص٦٧
------
وكان أهل العراق ، كغيرهم من العرب يتجهون إلى ألمانيا بأبصارهم وافئدتهم ، ويعقدون عليها آمالا كبارا ، وينتظرون منها النجدة والفرج ، حتى بلغت الحماسة لها في بعض البلاد العربية أن كان أهلها يهتفون في أهازيجهم بمثل هذه الكلمات: (الله حي الله حي ، الحاج محمد هتلر جاي) .
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني، ص٧٣
------
جاء في مذكرات مستر تشرشل في موضوع تأليف الفيلق اليهودي ، إذ يقول : ( لقد نصحني ويفل بعدم تشكيل ذلك الفيلق اليهودي خوفاً من إثارة شعور العرب ، ولكني تحديت ويفل وكتبت إلى الدكتور وايزمن بالسماح بتشكيل الفيلق ولم ينبح كلب عربي واحد ... ) .
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني، ص١٢٢
------
كان كثير من ضباط القوات البوسنوية وجنودها يتحسسون بالقضية الفلسطينية ويتمنون لو يتاح لهم الجهاد في فلسطين، ومثلهم أيضاً كان التركستانيون الذين أسرهم الجيش الالماني خلال الحرب العالمية الثانية، يتحرقون للجهاد في البلاد المقدسة الفلسطينية، ولو تمكن هؤلاء جميعا من الوصول إلى معركة فلسطين لرأينا منهم الألوف في الميدان ولجاهدوا خير جهاد.
ورغم المصاعب والعقبات التي حالت دون قدوم جمعهم الكبير، فقد تمكن بعضهم من تذليل الصعاب والوصول إلى فلسطين والاشتراك في معركتها، وقد أبلوا البلاء الحسن في الحرب وأبدوا بسالة رائعة وأراقوا دماءهم الزكية على ثرى فلسطين خلال المعارك العديدة التي خاضوها، وخاصة معارك يافا والقسطل والمالكية وترشيحا وسعسع والكابرة والشجرة وغيرها.
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني، ص ١٤٤
.
وحينما قلت هذا القول ، لم أكن أظن أني سأضطر لهجرة موطني بعد ثمانية أعوام ، أي بعد عام من نشوب ثورة عام ( ۱۹۳٦ ) . تلك الثورة الكبرى التي استمرت سنة أشهر ورافقها الإضراب الفلسطيني العظيم الذي بهر العالم ، ثم وقفه نتيجة لتدخل ملوك العرب وقيامهم بالوساطة لدى بريطانيا لإقناعها بإنصاف العرب الفلسطينيين .
وفيما يلي الرسالة البرقية التي أرسلها إلي ملوك العرب وهي بتوقيع المغفور لهم الملك عبد العزيز آل سعود ، والملك غازي ملك العراق ، والإمام يحيى حميد الدين ملك اليمن والأمير عبد الله الحسين أمير شرق الأردن ( ولم يكن شرق الأردن قد أصبح مملكة حينئذ ) ، وهي مؤرخة في ۲۲ رجب سنة ١٣٥٥ هـ الموافق ١٩٣٦/١٠/٨ :
"حضرة رئيس اللجنة العربية العليا إلى أبنائنا عرب فلسطين .. لقد تألمناً كثيراً للحالة السائدة في فلسطين فنحن بالاتفاق مع إخواننا ملوك العرب والأمير عبد الله ، ندعوكم للإخلاد للسكينة حقنا للدماء معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم» .
وعلى أثر ورود هذه الرسائل البرقية اجتمعت اللجنة العربية العليا لفلسطين وبحثت الحالة بحثا دقيقا وقررت وقف الإضراب العام ودعوة عرب فلسطين إلى السكينة وإنهاء الثورة ابتداء من الساعة الثامنة صباح الاثنين الواقع في ٢٢ رجب سنة ١٣٥٥ هـ الموافق ١٣ تشرين الأول ( أكتوبر ) ١٩٣٦ م ، ووجهت بذلك نداء عاما للشعب الفلسطيني .
وكان مما دهش له المراقبون الأجانب أن الاضراب الذي استمر ستة أشهر كاملة شمل خلالها فلسطين بأسرها ، مدنها وقراها قد انتهى ، وكذلك أوقف إطلاق النيران في الدقيقة المحددة في منشور اللجنة العربية العليا ، فدل ذلك على دقة النظام ومدى الطاعة والانسجام بين أهل فلسطين في تلك الأيام .
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني، ص٢٦ - ٢٧
----
في أواخر عام ۱۹۳۸ بلغت الثورة أوجها الأعلى وسيطر المجاهدون الفلسطينيون على معظم أنحاء فلسطين حتى كادت المقاومة البريطانية المسلحة تنحصر في داخل مدن فلسطين الكبرى وأجليت معظم الأسر البريطانية إلى خارج فلسطين .
وبلغت جرأة المجاهدين ان دخل بعضهم سراي الحكومة في مدينة جنين واقتحموا غرفة الحاكم البريطاني ( موفت ) وأردوه قتيلا وانصرفوا غير آبهين برجال الجند والبوليس والحرس الذين كانوا منتشرين داخل السراي وخارجها . وشملت حركة الجهاد أهل القرى والمدن على السواء ، رجالاً ونساء شيباً وشباناً .
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني، ص٣٧
----
ومما يسترعي النظر قول الجنرال ويفل: (إنه لا يمكن إرسال قوات بريطانية من فلسطين إلى العراق). ولكن الجنرال جلوب استطاع مع الأسف الشديد أن يقود بعض القوات العربية لمقاتلة الجيش العربي العراقي ، كقوة الحدود ، وقوة البادية وغيرها ، وأن يؤثر تأثيراً سيئاً جداً في سير المعركة.
ومن الحق والانصاف ألا نختم هذه القصة الأليمة دون أن نذكر أن بعض وحدات الجيش الأردني رفضت الانقياد إلى رغبة الإنكليز ، وحينما وصلت الحدود العراقية تمردت وحولت رشاشاتها عليهم ، وهددت بإطلاق النار إن لم يسمح لها بالعودة ، وقد اعترف الإنكليز أنفسهم بهذا الحادث وسجله المؤلف الإنكليزي الن . ا . م . في الصفحة ٦٩ من كتابه المسمى الانسحاب إلى النصر.
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني ص٦٧
------
وكان أهل العراق ، كغيرهم من العرب يتجهون إلى ألمانيا بأبصارهم وافئدتهم ، ويعقدون عليها آمالا كبارا ، وينتظرون منها النجدة والفرج ، حتى بلغت الحماسة لها في بعض البلاد العربية أن كان أهلها يهتفون في أهازيجهم بمثل هذه الكلمات: (الله حي الله حي ، الحاج محمد هتلر جاي) .
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني، ص٧٣
------
جاء في مذكرات مستر تشرشل في موضوع تأليف الفيلق اليهودي ، إذ يقول : ( لقد نصحني ويفل بعدم تشكيل ذلك الفيلق اليهودي خوفاً من إثارة شعور العرب ، ولكني تحديت ويفل وكتبت إلى الدكتور وايزمن بالسماح بتشكيل الفيلق ولم ينبح كلب عربي واحد ... ) .
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني، ص١٢٢
------
كان كثير من ضباط القوات البوسنوية وجنودها يتحسسون بالقضية الفلسطينية ويتمنون لو يتاح لهم الجهاد في فلسطين، ومثلهم أيضاً كان التركستانيون الذين أسرهم الجيش الالماني خلال الحرب العالمية الثانية، يتحرقون للجهاد في البلاد المقدسة الفلسطينية، ولو تمكن هؤلاء جميعا من الوصول إلى معركة فلسطين لرأينا منهم الألوف في الميدان ولجاهدوا خير جهاد.
ورغم المصاعب والعقبات التي حالت دون قدوم جمعهم الكبير، فقد تمكن بعضهم من تذليل الصعاب والوصول إلى فلسطين والاشتراك في معركتها، وقد أبلوا البلاء الحسن في الحرب وأبدوا بسالة رائعة وأراقوا دماءهم الزكية على ثرى فلسطين خلال المعارك العديدة التي خاضوها، وخاصة معارك يافا والقسطل والمالكية وترشيحا وسعسع والكابرة والشجرة وغيرها.
- مذكرات مفتي القدس أمين الحسيني، ص ١٤٤
.
النقض الرباني على منهج (النخب) الحركي...
قال الله جل ثناؤه في محكم التنزيل: "عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10)"
وسبب النزول مشهور يعرفه العامة والخاصة:
روى الإمام مالك عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه قال: أنزلت: عبس وتولى في ابن أم مكتوم، جاء إلى رسول الله ﷺ، فجعل يقول: يا محمد استدنيني، وعند النبي ﷺ رجل من عظماء المشركين، فجعل النبي ﷺ يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول: يا أبا فلان، هل ترى بما أقول بأسا؟ فيقول: لا والدماء ما أرى بما تقول بأسا، فأنزل الله عز وجل: ﴿عبس وتولى﴾ .
وفي هذا الخبر فوائد لا تحصى:
أعظمها: ما فيه من دلائل النبوة، بحرص النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ الوحي ابتداء، ولما نزلت هذه الآيات، وهو الصادق المصدوق أمين من في السماء جل جلاله.
وثانيها: التنبيه إلى عظم قدر الإسلام وأهله، وأنه يعلو ولا يعلى عليه، ويأتي بيانه.
وثالثها: أن الله عز وجل خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بما في الآيات، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على دعوة سادة القوم الذين يرجى بإسلامهم كف الأذى عن المسلمين، وقيامهم بالنصرة والمعونة.
ورابعها: تفسير قوله عز وجل في موضعين (الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه)
وخامسها: تفسير قوله عز وجل في خبر نوح عليه السلام: (وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ إِنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ)
وسادسها: تفسير الخبر وهو في صحيح مسلم:
أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها! قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم! فأتى النبي ﷺ فأخبره، فقال: يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك. فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه، أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي.
وسابعها: تفسير قول الرضيع في الخبر: "اللهُمَّ، لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَ هَذَا الْفَارِسِ".
وثامنها: التذكير بأن أصل البلاء: الإعراض والاستكبار، وأن حق المقبل على الهدى ومنزلته عظيمة عند الله عز وجل وعند عباده الصالحين.
وزاد بعض الإخوة: تأمل يرحمك الله أمر الشارع في النهي عن العبوس في وجه المدعو حيث ربط النهي بكونه يزكى، وهذا يظهر من قرائن تظهر على المرء، ومن ثم انظر لحال كثير من طلاب العلم إن اصيبوا ولو بأقل الضرر شدوا الحرب على الطرف الآخر.
وغيره مما لا ينحصر.
فتدبر يرحمك الله ما في هذا الخبر من العبر والفوائد، وقارنه ببدعة الحركيين إذ لم يكتفوا بتحريف الشريعة وقلب أولويتها بالتفسير السياسي الباطل، حتى أولعوا ببناء مجتمع إسلامي جديد، حيث الولاء والبراء للحزبي ولأخ التنظيم والجماعة دونا عن سائر المسلمين، وليس من تراه من التخبط والعشوائية في الشهور بل السنوات بل العقود الأخيرة إلا راجع للتأرجح بين الحزبية الضيقة والمراجعات التي تقود للانفتاح المفرط!
وليس هذا كقول السلف رحمهم الله في العزلة والمداراة؛ فإن ذلك عندهم لم يساو تأسيس تنظيمات سرية وجماعات قائمة على الأشخاص، ولم يساو ذلك عندهم المداهنة في ترك الأمر والنهي والتسليم للرؤوس!
فيا لله كم ضاع من شباب المسلمين الذين أهدرت هذه الجماعات دعوتهم وإصلاحهم لأنهم ليسوا من الطليعة الكفؤة ولا من النخبة المرجوة التي تسعى الجماعات الحركية بكل أساميها وفروعها إلى استقطابها؟!
نعوذ بالله من الضلالة
.
قال الله جل ثناؤه في محكم التنزيل: "عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10)"
وسبب النزول مشهور يعرفه العامة والخاصة:
روى الإمام مالك عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه قال: أنزلت: عبس وتولى في ابن أم مكتوم، جاء إلى رسول الله ﷺ، فجعل يقول: يا محمد استدنيني، وعند النبي ﷺ رجل من عظماء المشركين، فجعل النبي ﷺ يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول: يا أبا فلان، هل ترى بما أقول بأسا؟ فيقول: لا والدماء ما أرى بما تقول بأسا، فأنزل الله عز وجل: ﴿عبس وتولى﴾ .
وفي هذا الخبر فوائد لا تحصى:
أعظمها: ما فيه من دلائل النبوة، بحرص النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ الوحي ابتداء، ولما نزلت هذه الآيات، وهو الصادق المصدوق أمين من في السماء جل جلاله.
وثانيها: التنبيه إلى عظم قدر الإسلام وأهله، وأنه يعلو ولا يعلى عليه، ويأتي بيانه.
وثالثها: أن الله عز وجل خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بما في الآيات، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على دعوة سادة القوم الذين يرجى بإسلامهم كف الأذى عن المسلمين، وقيامهم بالنصرة والمعونة.
ورابعها: تفسير قوله عز وجل في موضعين (الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه)
وخامسها: تفسير قوله عز وجل في خبر نوح عليه السلام: (وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ إِنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ)
وسادسها: تفسير الخبر وهو في صحيح مسلم:
أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها! قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم! فأتى النبي ﷺ فأخبره، فقال: يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك. فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه، أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي.
وسابعها: تفسير قول الرضيع في الخبر: "اللهُمَّ، لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَ هَذَا الْفَارِسِ".
وثامنها: التذكير بأن أصل البلاء: الإعراض والاستكبار، وأن حق المقبل على الهدى ومنزلته عظيمة عند الله عز وجل وعند عباده الصالحين.
وزاد بعض الإخوة: تأمل يرحمك الله أمر الشارع في النهي عن العبوس في وجه المدعو حيث ربط النهي بكونه يزكى، وهذا يظهر من قرائن تظهر على المرء، ومن ثم انظر لحال كثير من طلاب العلم إن اصيبوا ولو بأقل الضرر شدوا الحرب على الطرف الآخر.
وغيره مما لا ينحصر.
فتدبر يرحمك الله ما في هذا الخبر من العبر والفوائد، وقارنه ببدعة الحركيين إذ لم يكتفوا بتحريف الشريعة وقلب أولويتها بالتفسير السياسي الباطل، حتى أولعوا ببناء مجتمع إسلامي جديد، حيث الولاء والبراء للحزبي ولأخ التنظيم والجماعة دونا عن سائر المسلمين، وليس من تراه من التخبط والعشوائية في الشهور بل السنوات بل العقود الأخيرة إلا راجع للتأرجح بين الحزبية الضيقة والمراجعات التي تقود للانفتاح المفرط!
وليس هذا كقول السلف رحمهم الله في العزلة والمداراة؛ فإن ذلك عندهم لم يساو تأسيس تنظيمات سرية وجماعات قائمة على الأشخاص، ولم يساو ذلك عندهم المداهنة في ترك الأمر والنهي والتسليم للرؤوس!
فيا لله كم ضاع من شباب المسلمين الذين أهدرت هذه الجماعات دعوتهم وإصلاحهم لأنهم ليسوا من الطليعة الكفؤة ولا من النخبة المرجوة التي تسعى الجماعات الحركية بكل أساميها وفروعها إلى استقطابها؟!
نعوذ بالله من الضلالة
.
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه:
"باب: ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق.
وهو فعل الرب تبارك وتعالى وأمره، فالرب بصفاته وفعله وأمره، وهو الخالق المكون، غير مخلوق. وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه، فهو مفعول مخلوق مكون.
حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر: أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، عن ابن عباس قال: بت في بيت ميمونة ليلة، والنبي ﷺ عندها، لأنظر كيف صلاة رسول الله ﷺ بالليل، فتحدث رسول الله ﷺ مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر، أو بعضه، قعد فنظر إلى السماء، فقرأ: ﴿إن في خلق السماوات والأرض - إلى قوله - لأولي الألباب﴾. ثم قام فتوضأ واستن، ثم صلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال بالصلاة، فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى للناس الصبح."
وقال رحمه الله في كتاب خلق أفعال العباد والرد على الجهمية:
"فالفعل إنما هو إحداث الشيء، والمفعول هو الحدث لقوله: ﴿خلق السموات والأرض﴾ فالسموات والأرض مفعوله، وكل شيء سوى الله بقضائه فهو مفعول، فتخليق السموات فعله لأنه لا يمكن أن تقوم سماء بنفسها من غير فعل الفاعل وإنما تنسب السماء إليه لحال فعله، ففعله من ربوبيته، حيث يقول: ﴿كن فيكون﴾، ولكن من صفته وهو الموصوف به كذلك قال: رب السموات ورب الأشياء» وقال النبي ﷺ: «رب كل شيء ومليكه»".
وفي الحيدة: "الفعل صفة لله عز وجل يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع"
قال ابن المحب في كتاب الصفات:
"باب أن الفعل غير المفعول، والخلق غير المخلوق.
يقال: خلق يخلق خلقا، والإنسان مفعول المصدر المخلوق ليس هو المصدر، وإن كان قد يطلق لفظ المصدر على المفعول لقوله: ﴿هذا خلق الله﴾ أي: مخلوق الله
وحكى أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في شرح السنة إجماع السلف على أن الفعل غير المفعول."
قال ابن القيم في شرح مسألة القدر في شفاء العليل:
"وسر المسألة: أن العبد فاعل منفعل باعتبارين، بل هو منفعل فاعليته، فربه تعالى هو الذي جعله فاعلا بقدرته ومشيئته، وأقدره على الفعل، وأحدث له المشيئة التي يفعل بها."
وقال في موطن آخر في شرح مسألة أفعال الله عز وجل:
"كل ما أراده من أفعاله فهو محبوب مرضيّ له، ففرق بين إرادة أفعاله وإرادة مفعولاته، فإن أفعاله خير كلها وعدل ومصلحة وحكمة، لا شر فيها بوجه من الوجوه، وأما مفعولاته فهي مَوْرد الانقسام."
.
"باب: ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق.
وهو فعل الرب تبارك وتعالى وأمره، فالرب بصفاته وفعله وأمره، وهو الخالق المكون، غير مخلوق. وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه، فهو مفعول مخلوق مكون.
حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر: أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، عن ابن عباس قال: بت في بيت ميمونة ليلة، والنبي ﷺ عندها، لأنظر كيف صلاة رسول الله ﷺ بالليل، فتحدث رسول الله ﷺ مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر، أو بعضه، قعد فنظر إلى السماء، فقرأ: ﴿إن في خلق السماوات والأرض - إلى قوله - لأولي الألباب﴾. ثم قام فتوضأ واستن، ثم صلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال بالصلاة، فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى للناس الصبح."
وقال رحمه الله في كتاب خلق أفعال العباد والرد على الجهمية:
"فالفعل إنما هو إحداث الشيء، والمفعول هو الحدث لقوله: ﴿خلق السموات والأرض﴾ فالسموات والأرض مفعوله، وكل شيء سوى الله بقضائه فهو مفعول، فتخليق السموات فعله لأنه لا يمكن أن تقوم سماء بنفسها من غير فعل الفاعل وإنما تنسب السماء إليه لحال فعله، ففعله من ربوبيته، حيث يقول: ﴿كن فيكون﴾، ولكن من صفته وهو الموصوف به كذلك قال: رب السموات ورب الأشياء» وقال النبي ﷺ: «رب كل شيء ومليكه»".
وفي الحيدة: "الفعل صفة لله عز وجل يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع"
قال ابن المحب في كتاب الصفات:
"باب أن الفعل غير المفعول، والخلق غير المخلوق.
يقال: خلق يخلق خلقا، والإنسان مفعول المصدر المخلوق ليس هو المصدر، وإن كان قد يطلق لفظ المصدر على المفعول لقوله: ﴿هذا خلق الله﴾ أي: مخلوق الله
وحكى أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في شرح السنة إجماع السلف على أن الفعل غير المفعول."
قال ابن القيم في شرح مسألة القدر في شفاء العليل:
"وسر المسألة: أن العبد فاعل منفعل باعتبارين، بل هو منفعل فاعليته، فربه تعالى هو الذي جعله فاعلا بقدرته ومشيئته، وأقدره على الفعل، وأحدث له المشيئة التي يفعل بها."
وقال في موطن آخر في شرح مسألة أفعال الله عز وجل:
"كل ما أراده من أفعاله فهو محبوب مرضيّ له، ففرق بين إرادة أفعاله وإرادة مفعولاته، فإن أفعاله خير كلها وعدل ومصلحة وحكمة، لا شر فيها بوجه من الوجوه، وأما مفعولاته فهي مَوْرد الانقسام."
.
غضبة ابن قدامة على فساد أقيسة أهل الرأي ومقابلتهم للنص بالقياس....
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني:
"فمتى أعتق ثلاثة أعبد متساوين فى القيمة، هم جميع ماله، دفعة واحدة، أو دبرهم، أو وصى بعتقهم، أو دبر بعضهم ووصى بعتق باقيهم، ولم يجز الورثة أكثر من الثلث، قرع بينهم بسهم حرية وسهمى رق، فمن خرج له سهم الحرية، عتق ورق صاحباه. وبهذا قال عمر بن عبد العزيز، وأبان بن عثمان، ومالك، والشافعى، وإسحاق، وداود، وابن جرير."
إلى أن قال: "وأنكر أصحاب أبى حنيفة القرعة، وقالوا: هى من القمار وحكم الجاهلية. ولعلهم يردون الخبر الوارد فى هذه المسألة؛ لمخالفته قياس الأصول. وذكر الحديث لحماد، فقال: هذا قول الشيخ -يعنى إبليس- فقال له محمد بن ذكوان: وضع القلم عن ثلاثة؛ أحدهم المجنون حتى يفيق -يعنى إنك مجنون- فقال له حماد: ما دعاك إلى هذا؟ فقال له محمد: وأنت، ما دعاك إلى هذا؟
قال ابن قدامة رحمه الله معلقا: "وهذا قليل فى جواب حماد، وكان حريا أن يستتاب عن هذا، فإن تاب وإلا ضربت عنقه."
إلى أن قال: "وقولهم: إن الخبر يخالف قياس الأصول. نمنع ذلك، بل هو موافق له؛ لما ذكرناه. وقياسهم فاسد؛ لأنه إذا كان ملكه ثلثهم وحده، لم يمكن جمع نصيبه، والوصية لا ضرر فى تفريقها، بخلاف مسألتنا.
وإن سلمنا مخالفته قياس الأصول، فقول رسول الله ﷺ واجب الاتباع، سواء وافق القياس أو خالفه؛ لأنه قول المعصوم، الذى جعل الله تعالى قوله حجة على الخلق أجمعين، وأمرنا باتباعه وطاعته، وحذر العقاب فى مخالفة أمره، وجعل الفوز فى طاعته، والضلال فى معصيته، وتطرق الخطأ إلى القائس فى قياسه، أغلب من تطرق الغلط إلى أصحاب رسول الله ﷺ والأئمة بعدهم فى روايتهم.
على أنهم قد خالفوا قياس الأصول بأحاديث ضعيفة، فأوجبوا الوضوء بالنبيذ فى السفر دون الحضر، ونقضوا الوضوء بالقهقهة فى الصلاة دون خارجها؛ وقولهم فى مسألتنا فى مخالفة القياس والأصول، أشد وأعظم، والضرر فى مذهبهم أعظم؛ وذلك لأن الإجماع منعقد على أن صاحب الثلث فى الوصية وما فى معناها، لا يحصل له شىء حتى يحصل للورثة مثلاه، وفى مسألتنا يعتقون الثلث، ويستسعون العبيد فى الثلثين، فلا يحصل للورثة شىء فى الحال أصلا، ويحيلونهم على السعاية، وربما لا يحصل منها شىء أصلا، وربما لا يحصل منها فى الشهر إلا درهم أو درهمان، فيكون هذا فى حكم من لم يحصل له شىء، وفيه ضرر على العبيد لأنهم يجبرونهم على الكسب والسعاية، عن غير اختيار منهم، وربما كان المجبر على ذلك جارية، فيحملها ذلك على البغاء، أو عبدا، فيسرق أو يقطع الطريق، وفيه ضرر على الميت، حيث أفضوا بوصيته إلى الظلم والإضرار، وتحقيق ما يوجب له العقاب من ربه، والدعاء عليه من عبيده وورثته. وقد روى عن النبى ﷺ، فى الحديث الذى ذكرناه فى حق الذى فعل هذا، قال: «لو شهدته لم يدفن فى مقابر المسلمين»
قال ابن عبد البر: فى قول الكوفيين ضروب من الخطأ والاضطراب، مع مخالفة السنة الثابتة. وأشار إلى ما ذكرناه.".
ثم قال ابن قدامة رحمه الله في ذكر أدلة القرعة: "وأما إنكارهم للقرعة، فقد جاءت فى الكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: ﴿وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم﴾. وقال تعالى: ﴿فساهم فكان من المدحضين﴾. وأما السنة، فقال أحمد: فى القرعة خمس سنن؛ أقرع بين نسائه وأقرع فى ستة مملوكين. وقال لرجلين: «استهما» وقال: «مثل القائم على حدود الله والمداهن فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة». وقال: «لو يعلم الناس ما فى النداء والصف الأول، لاستهموا عليه». وفى حديث الزبير، أن صفية جاءت بثوبين؛ ليكفن فيهما حمزة، رضى الله عنه، فوجدنا إلى جنبه قتيلا، فقلنا: لحمزة ثوب، وللأنصارى ثوب. فوجدنا أحد الثوبين أوسع من الآخر، فأقرعنا عليهما، ثم كفنا كل واحد فى الثوب الذى صار له. وتشاح الناس يوم القادسية فى الأذان، فأقرع بينهم سعد.
وأجمع العلماء على استعمالها فى القسمة، ولا أعلم بينهم خلافا فى أن الرجل يقرع بين نسائه إذا أراد السفر بإحداهن، وإذا أراد البداية بالقسمة بينهن، وبين الأولياء إذا تساووا وتشاحوا فى من يتولى التزويج ، أو من يتولى استيفاء القصاص، وأشباه هذا."
انظر للاستزادة:
١. بحث المعلمي رحمه الله في مسألة القرعة من كتاب التنكيل
٢. مقال الشيخ أبي حمزة جزاه الله خيرا في إبطال إنكار أهل الرأي للقرعة
[https://www.tgoop.com/abu0hamza/1556]
٣. ردود ابن القيم رحمه الله على أهل الرأي في كتابه إعلام الموقعين وما جمع من المسائل في ذلك.
والعجب كل العجب ممن يرمي بهذا عرض الحائط، ويزعم أن اتباع مذهب أهل الرأي كاتباع مذاهب أهل الحديث!
وقد سئل الإمام أحمد ونقله أبو بكر عبدالعزيز في زاد المسافر: أمرني أبي برأي أبي حنيفة ، له علي طاعة ؟
قال : لا
ثم إذا كان حريا بحماد أن يستتاب لقوله، فما هو الرأي فيمن يقول: هذا سجع، وهذا رجز، وهذا حديث خرافة، وحك هذا بذنب خنزير وأشباه ذلك مما ثبته أبو زرعة الرازي والمعلمي وغيرهم من أهل البصر والمعرفة؟!
.
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني:
"فمتى أعتق ثلاثة أعبد متساوين فى القيمة، هم جميع ماله، دفعة واحدة، أو دبرهم، أو وصى بعتقهم، أو دبر بعضهم ووصى بعتق باقيهم، ولم يجز الورثة أكثر من الثلث، قرع بينهم بسهم حرية وسهمى رق، فمن خرج له سهم الحرية، عتق ورق صاحباه. وبهذا قال عمر بن عبد العزيز، وأبان بن عثمان، ومالك، والشافعى، وإسحاق، وداود، وابن جرير."
إلى أن قال: "وأنكر أصحاب أبى حنيفة القرعة، وقالوا: هى من القمار وحكم الجاهلية. ولعلهم يردون الخبر الوارد فى هذه المسألة؛ لمخالفته قياس الأصول. وذكر الحديث لحماد، فقال: هذا قول الشيخ -يعنى إبليس- فقال له محمد بن ذكوان: وضع القلم عن ثلاثة؛ أحدهم المجنون حتى يفيق -يعنى إنك مجنون- فقال له حماد: ما دعاك إلى هذا؟ فقال له محمد: وأنت، ما دعاك إلى هذا؟
قال ابن قدامة رحمه الله معلقا: "وهذا قليل فى جواب حماد، وكان حريا أن يستتاب عن هذا، فإن تاب وإلا ضربت عنقه."
إلى أن قال: "وقولهم: إن الخبر يخالف قياس الأصول. نمنع ذلك، بل هو موافق له؛ لما ذكرناه. وقياسهم فاسد؛ لأنه إذا كان ملكه ثلثهم وحده، لم يمكن جمع نصيبه، والوصية لا ضرر فى تفريقها، بخلاف مسألتنا.
وإن سلمنا مخالفته قياس الأصول، فقول رسول الله ﷺ واجب الاتباع، سواء وافق القياس أو خالفه؛ لأنه قول المعصوم، الذى جعل الله تعالى قوله حجة على الخلق أجمعين، وأمرنا باتباعه وطاعته، وحذر العقاب فى مخالفة أمره، وجعل الفوز فى طاعته، والضلال فى معصيته، وتطرق الخطأ إلى القائس فى قياسه، أغلب من تطرق الغلط إلى أصحاب رسول الله ﷺ والأئمة بعدهم فى روايتهم.
على أنهم قد خالفوا قياس الأصول بأحاديث ضعيفة، فأوجبوا الوضوء بالنبيذ فى السفر دون الحضر، ونقضوا الوضوء بالقهقهة فى الصلاة دون خارجها؛ وقولهم فى مسألتنا فى مخالفة القياس والأصول، أشد وأعظم، والضرر فى مذهبهم أعظم؛ وذلك لأن الإجماع منعقد على أن صاحب الثلث فى الوصية وما فى معناها، لا يحصل له شىء حتى يحصل للورثة مثلاه، وفى مسألتنا يعتقون الثلث، ويستسعون العبيد فى الثلثين، فلا يحصل للورثة شىء فى الحال أصلا، ويحيلونهم على السعاية، وربما لا يحصل منها شىء أصلا، وربما لا يحصل منها فى الشهر إلا درهم أو درهمان، فيكون هذا فى حكم من لم يحصل له شىء، وفيه ضرر على العبيد لأنهم يجبرونهم على الكسب والسعاية، عن غير اختيار منهم، وربما كان المجبر على ذلك جارية، فيحملها ذلك على البغاء، أو عبدا، فيسرق أو يقطع الطريق، وفيه ضرر على الميت، حيث أفضوا بوصيته إلى الظلم والإضرار، وتحقيق ما يوجب له العقاب من ربه، والدعاء عليه من عبيده وورثته. وقد روى عن النبى ﷺ، فى الحديث الذى ذكرناه فى حق الذى فعل هذا، قال: «لو شهدته لم يدفن فى مقابر المسلمين»
قال ابن عبد البر: فى قول الكوفيين ضروب من الخطأ والاضطراب، مع مخالفة السنة الثابتة. وأشار إلى ما ذكرناه.".
ثم قال ابن قدامة رحمه الله في ذكر أدلة القرعة: "وأما إنكارهم للقرعة، فقد جاءت فى الكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: ﴿وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم﴾. وقال تعالى: ﴿فساهم فكان من المدحضين﴾. وأما السنة، فقال أحمد: فى القرعة خمس سنن؛ أقرع بين نسائه وأقرع فى ستة مملوكين. وقال لرجلين: «استهما» وقال: «مثل القائم على حدود الله والمداهن فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة». وقال: «لو يعلم الناس ما فى النداء والصف الأول، لاستهموا عليه». وفى حديث الزبير، أن صفية جاءت بثوبين؛ ليكفن فيهما حمزة، رضى الله عنه، فوجدنا إلى جنبه قتيلا، فقلنا: لحمزة ثوب، وللأنصارى ثوب. فوجدنا أحد الثوبين أوسع من الآخر، فأقرعنا عليهما، ثم كفنا كل واحد فى الثوب الذى صار له. وتشاح الناس يوم القادسية فى الأذان، فأقرع بينهم سعد.
وأجمع العلماء على استعمالها فى القسمة، ولا أعلم بينهم خلافا فى أن الرجل يقرع بين نسائه إذا أراد السفر بإحداهن، وإذا أراد البداية بالقسمة بينهن، وبين الأولياء إذا تساووا وتشاحوا فى من يتولى التزويج ، أو من يتولى استيفاء القصاص، وأشباه هذا."
انظر للاستزادة:
١. بحث المعلمي رحمه الله في مسألة القرعة من كتاب التنكيل
٢. مقال الشيخ أبي حمزة جزاه الله خيرا في إبطال إنكار أهل الرأي للقرعة
[https://www.tgoop.com/abu0hamza/1556]
٣. ردود ابن القيم رحمه الله على أهل الرأي في كتابه إعلام الموقعين وما جمع من المسائل في ذلك.
والعجب كل العجب ممن يرمي بهذا عرض الحائط، ويزعم أن اتباع مذهب أهل الرأي كاتباع مذاهب أهل الحديث!
وقد سئل الإمام أحمد ونقله أبو بكر عبدالعزيز في زاد المسافر: أمرني أبي برأي أبي حنيفة ، له علي طاعة ؟
قال : لا
ثم إذا كان حريا بحماد أن يستتاب لقوله، فما هو الرأي فيمن يقول: هذا سجع، وهذا رجز، وهذا حديث خرافة، وحك هذا بذنب خنزير وأشباه ذلك مما ثبته أبو زرعة الرازي والمعلمي وغيرهم من أهل البصر والمعرفة؟!
.
تجبر الرأسمالية ينتهي لنتائج كارثية
قتل قبل أمس براين ثومسون Brian Thompson الرئيس التنفيذي لشركة Unitedhealthcare UHC أكبر شركات التأمين الصحي العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية على يد "مجهول" لم يتم القبض عليه للآن.
والعجيب: أن ردة فعل عموم الناس: الاحتفاء بالقاتل والتبرير له، حتى أن الشركة اضطرت لحذف منشور التعزية على الفيسبوك بعد أن ملأ الناس التعليقات بالسخرية والضحك والتبرير للقاتل، بل وصل الحال ببعضهم إلى اعتباره بطلا قوميا أدى مهمة وطنية!
تعد شركة UHC أكبر الشركات الأمريكية العاملة في مجال التأمين الصحي، حيث تقدر أرباحها ب ٦ مليارات دولار سنويا، وهي ضمن مجموعة unitedhealth group التي تقدر قيمتها ب ٥٠٠ مليار دولار.
وأبرز ما يلفت الانتباه في تعليقات الأطباء والمنتفعين: أن هذه الشركة UHC لها أكبر نسبة من رفض الدعاوى المقدمة لها بما يصل ل ٣٢%، أي أن واحدا من كل ثلاثة طلبات يرفض، وإليك أمثلة على ذلك:
١. رفض إجراء عمليات جراحية بدعوى عدم تجربة البدائل (غير المجدية طبيا)
٢. رفض تغطية كثير من الحالات المرضية المكلفة ماديا وادعاء كونها "سابقة للخطة العلاجية"
٣. رفض تزويد مرضى السرطان بالأدوية مانعة الغثيان بدعوى عدم الضرورة!
هذا غير الاتهامات التي طالت الشركة بالاحتيال على الحكومة الفدرالية، والتقصير في أجور الأطباء، واعتماد نظام ذكاء اصطناعي تقديري تصل أخطاؤه لنسب كارثية.
ويكفيك أن تطلع على هذه السلسلة والتعليقات لتعلم الجحيم الذي يعيشه هؤلاء في "أم الديموقراطيات والحريات" حيث يعجز العامة عن تغطية تكاليف علاجاتهم حتى مع خطط التأمين باهظة الثمن!
https://x.com/813JAFERD/status/1864768818746122525?t=Qt4Y3nNjpkmQkzt0tgAYIQ&s=19
ومن الظريف: أن إحدى شركات التأمين الكبرى كانت في وقت سابق قد أعلنت عن تقنين تغطية كلفة التخدير في العمليات الجراحية بمدد محدودة، ثم ألغت القرار فورا بعد مقتل المذكور أعلاه.
بل وصلت السخرية بعائلة المقتول إلى التعريض بذكر كون المعالجات النفسية لهم من آثار الصدمة "غير ضرورية طبيا .... ويمكن تعويضها بوسائل أخرى" مستعملين ذات عبارات الشركة في رفضها دعاوي المنتفعين.
وقد وجد إلى جانب المقتول كتابات: "delay, deny, defend" "أخر، ارفض، دافع" وهو عنوان كتاب مشهور يناقش سياسات شركات التأمين وطرق التعامل معها.
أقول: إذا كان البيان عن عوار القوانين الوضعية يتصل بكل ما خالفت به شريعة رب العالمين، فلا ريب أن هذا النظام التأميني الربحي من أفسد ما عرفه الناس، وتعلم أن الكفر يتصل بالطمع والجشع وإن ادعى أربابه التمسك "بالقيم الإنسانية".
وينبغي أن يبسط القول في هذا، والله المستعان
.
قتل قبل أمس براين ثومسون Brian Thompson الرئيس التنفيذي لشركة Unitedhealthcare UHC أكبر شركات التأمين الصحي العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية على يد "مجهول" لم يتم القبض عليه للآن.
والعجيب: أن ردة فعل عموم الناس: الاحتفاء بالقاتل والتبرير له، حتى أن الشركة اضطرت لحذف منشور التعزية على الفيسبوك بعد أن ملأ الناس التعليقات بالسخرية والضحك والتبرير للقاتل، بل وصل الحال ببعضهم إلى اعتباره بطلا قوميا أدى مهمة وطنية!
تعد شركة UHC أكبر الشركات الأمريكية العاملة في مجال التأمين الصحي، حيث تقدر أرباحها ب ٦ مليارات دولار سنويا، وهي ضمن مجموعة unitedhealth group التي تقدر قيمتها ب ٥٠٠ مليار دولار.
وأبرز ما يلفت الانتباه في تعليقات الأطباء والمنتفعين: أن هذه الشركة UHC لها أكبر نسبة من رفض الدعاوى المقدمة لها بما يصل ل ٣٢%، أي أن واحدا من كل ثلاثة طلبات يرفض، وإليك أمثلة على ذلك:
١. رفض إجراء عمليات جراحية بدعوى عدم تجربة البدائل (غير المجدية طبيا)
٢. رفض تغطية كثير من الحالات المرضية المكلفة ماديا وادعاء كونها "سابقة للخطة العلاجية"
٣. رفض تزويد مرضى السرطان بالأدوية مانعة الغثيان بدعوى عدم الضرورة!
هذا غير الاتهامات التي طالت الشركة بالاحتيال على الحكومة الفدرالية، والتقصير في أجور الأطباء، واعتماد نظام ذكاء اصطناعي تقديري تصل أخطاؤه لنسب كارثية.
ويكفيك أن تطلع على هذه السلسلة والتعليقات لتعلم الجحيم الذي يعيشه هؤلاء في "أم الديموقراطيات والحريات" حيث يعجز العامة عن تغطية تكاليف علاجاتهم حتى مع خطط التأمين باهظة الثمن!
https://x.com/813JAFERD/status/1864768818746122525?t=Qt4Y3nNjpkmQkzt0tgAYIQ&s=19
ومن الظريف: أن إحدى شركات التأمين الكبرى كانت في وقت سابق قد أعلنت عن تقنين تغطية كلفة التخدير في العمليات الجراحية بمدد محدودة، ثم ألغت القرار فورا بعد مقتل المذكور أعلاه.
بل وصلت السخرية بعائلة المقتول إلى التعريض بذكر كون المعالجات النفسية لهم من آثار الصدمة "غير ضرورية طبيا .... ويمكن تعويضها بوسائل أخرى" مستعملين ذات عبارات الشركة في رفضها دعاوي المنتفعين.
وقد وجد إلى جانب المقتول كتابات: "delay, deny, defend" "أخر، ارفض، دافع" وهو عنوان كتاب مشهور يناقش سياسات شركات التأمين وطرق التعامل معها.
أقول: إذا كان البيان عن عوار القوانين الوضعية يتصل بكل ما خالفت به شريعة رب العالمين، فلا ريب أن هذا النظام التأميني الربحي من أفسد ما عرفه الناس، وتعلم أن الكفر يتصل بالطمع والجشع وإن ادعى أربابه التمسك "بالقيم الإنسانية".
وينبغي أن يبسط القول في هذا، والله المستعان
.
باب قول الله عز وجل:
﴿وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون﴾
وقال سبحانه: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾
وقال سبحانه: ﴿فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون﴾
وقال جل ثناؤه مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا﴾
قال ابن عباس رضي الله عنه: بالقرآن
وقال عز وجل: ﴿وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين﴾
وقال سبحانه حاكيا خبر الجن: ﴿قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا﴾
قال عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه: حدثنا رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق.
وفي صحيح مسلم بإسناده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «نهينا أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية، العاقل، فيسأله ونحن نسمع،
فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد، أتانا رسولك، فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك؟ قال: صدق، قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله، قال: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله، قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال، آلله أرسلك؟ قال: نعم،
قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم،
قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا؟ قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا؟ قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم،
قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا؟ قال: صدق، قال: ثم ولى، قال: والذي بعثك بالحق، لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن، فقال النبي ﷺ: لئن صدق ليدخلن الجنة .»
قال ابن هبيرة في الإفصاح: "في هذا الحديث من الفقه أن هذا السائل وهو ضمام لما ثبت عنده الحق بطريق سكن إليها قلبه، وحصل له الإيمان رضي رسول الله ﷺ بذلك منه إيمانا، وشهد له بدخول الجنة إن صدق، وهذا الاشتراط للصدق إنما هو في الأعمال التي ذكر له يؤديها على أنه قد كلم رسول الله ﷺ بكلام عالم بخالق الخلق، عارف بقدر فخامة اليمين به عز وجل عند من يؤمن به."
قال الإمام أحمد بن حنبل: "ولو تدبر إنسان القرآن كان فيه ما يرد على كل مبتدع بدعته."
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كثير من النظَّار يظنون أنّ الاستدلال بالكتاب والسنة، والاستدلال بسائر كلام الأنبياء إنما هو بمجرَّد خبرهم، قالوا: فلا بدّ أن نثبت بالأدلة العقلية قبل ذلك أنهم صادقون، وهذا كلام صحيح، لكنهم غلطوا من وجهين:
أحدهما: ظنهم أنّ الرسل لم تبيِّن للناس من الأدلة العقلية ما يعرفون به إثبات الصانع، وصِدْق رسله. وهذا غلطٌ عظيم، فإنّ الرسول إذا دعا قومًا إلى الله، فلا تتم دعوته إلا بأن يُبين ما يُعرف به صدقُه، ولا يُعرف صدقه إلا بأن يعرف الصانع، وتقوم الآيات على صدق رسله، فكيف يتوهّم أن الرسل إنما قادوا الناس بمجرّد أخبارٍ لا دليل على صدقها! وهل يَظنُّ هذا بالرسل إلا من هو مُفْرِطٌ في الجهل، بل الرسل بينوا للناس ما يُعرِّف صدقَهم، والقرآن مملوء من البراهين والآيات الدالة على صدق الرسل، بل وعلى إثبات الصانع، وقدرته وعلمه ووحدانيته وسائر المقدّمات التي يُظنّ أنّ العلم بصدق الرسول موقوفٌ عليها.
الوجه الثاني: أن هؤلاء سلكوا في إثبات الصانع وتصديق الرسول طرقًا مُبتدعَة ليست هي الطرق التي جاءت بها الأنبياء، فكانت تلك الطرق مبتدعَة في الدين ليست هي طرق المرسلين التي علموها للناس ودعوهم بها.".
وقد جمعت مقالا في هذا الباب قديما فراجعه:
https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4662
أقول: ترى كثيرا من الناس يعرض عن الدعوة بالقرآن والسنة ويستشكل ذلك ويرى أنه لا يوفي بالمطلوب والحجة
كما قال تلميذ الجويني الكيا الهراسي الأشعري لعنه الله: "وفي القرآن حجاج وإن لم يكن فيه الغلبة والفلج..." إلى آخر كلامه القبيح،
وتجد قلبه مولعا بذكر حكمة اليهود والنصارى وعباد الأوثان والاستدلال على التوحيد بما عند الأمم البائدة الضالة من بقايا نور الحق المشوب ببواطيل التحريف والخرافات، وتجده يحفل بالنقل عن زنادقة الشرق والغرب ولا يكاد يذكر الكتاب والسنة والآثار في كلامه إلا ما ندر،
ولا يكاد يعتني بكلام المنتسبين لعلوم الشريعة إلا على جهة الرد والتكلف والاستخفاف جهالة وبطرا وبدعاوى الموضوعية العلمية.
ألا خابوا وخسروا وضل سعيهم!
يراجع:
حكم ابن أبي زيد في مناظرة أهل البدع وأهل الذمة "بغض النظر" عن أدلة الوحي!
https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4561
.
﴿وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون﴾
وقال سبحانه: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾
وقال سبحانه: ﴿فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون﴾
وقال جل ثناؤه مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا﴾
قال ابن عباس رضي الله عنه: بالقرآن
وقال عز وجل: ﴿وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين﴾
وقال سبحانه حاكيا خبر الجن: ﴿قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا﴾
قال عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه: حدثنا رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق.
وفي صحيح مسلم بإسناده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «نهينا أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية، العاقل، فيسأله ونحن نسمع،
فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد، أتانا رسولك، فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك؟ قال: صدق، قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله، قال: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله، قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال، آلله أرسلك؟ قال: نعم،
قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم،
قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا؟ قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا؟ قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم،
قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا؟ قال: صدق، قال: ثم ولى، قال: والذي بعثك بالحق، لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن، فقال النبي ﷺ: لئن صدق ليدخلن الجنة .»
قال ابن هبيرة في الإفصاح: "في هذا الحديث من الفقه أن هذا السائل وهو ضمام لما ثبت عنده الحق بطريق سكن إليها قلبه، وحصل له الإيمان رضي رسول الله ﷺ بذلك منه إيمانا، وشهد له بدخول الجنة إن صدق، وهذا الاشتراط للصدق إنما هو في الأعمال التي ذكر له يؤديها على أنه قد كلم رسول الله ﷺ بكلام عالم بخالق الخلق، عارف بقدر فخامة اليمين به عز وجل عند من يؤمن به."
قال الإمام أحمد بن حنبل: "ولو تدبر إنسان القرآن كان فيه ما يرد على كل مبتدع بدعته."
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كثير من النظَّار يظنون أنّ الاستدلال بالكتاب والسنة، والاستدلال بسائر كلام الأنبياء إنما هو بمجرَّد خبرهم، قالوا: فلا بدّ أن نثبت بالأدلة العقلية قبل ذلك أنهم صادقون، وهذا كلام صحيح، لكنهم غلطوا من وجهين:
أحدهما: ظنهم أنّ الرسل لم تبيِّن للناس من الأدلة العقلية ما يعرفون به إثبات الصانع، وصِدْق رسله. وهذا غلطٌ عظيم، فإنّ الرسول إذا دعا قومًا إلى الله، فلا تتم دعوته إلا بأن يُبين ما يُعرف به صدقُه، ولا يُعرف صدقه إلا بأن يعرف الصانع، وتقوم الآيات على صدق رسله، فكيف يتوهّم أن الرسل إنما قادوا الناس بمجرّد أخبارٍ لا دليل على صدقها! وهل يَظنُّ هذا بالرسل إلا من هو مُفْرِطٌ في الجهل، بل الرسل بينوا للناس ما يُعرِّف صدقَهم، والقرآن مملوء من البراهين والآيات الدالة على صدق الرسل، بل وعلى إثبات الصانع، وقدرته وعلمه ووحدانيته وسائر المقدّمات التي يُظنّ أنّ العلم بصدق الرسول موقوفٌ عليها.
الوجه الثاني: أن هؤلاء سلكوا في إثبات الصانع وتصديق الرسول طرقًا مُبتدعَة ليست هي الطرق التي جاءت بها الأنبياء، فكانت تلك الطرق مبتدعَة في الدين ليست هي طرق المرسلين التي علموها للناس ودعوهم بها.".
وقد جمعت مقالا في هذا الباب قديما فراجعه:
https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4662
أقول: ترى كثيرا من الناس يعرض عن الدعوة بالقرآن والسنة ويستشكل ذلك ويرى أنه لا يوفي بالمطلوب والحجة
كما قال تلميذ الجويني الكيا الهراسي الأشعري لعنه الله: "وفي القرآن حجاج وإن لم يكن فيه الغلبة والفلج..." إلى آخر كلامه القبيح،
وتجد قلبه مولعا بذكر حكمة اليهود والنصارى وعباد الأوثان والاستدلال على التوحيد بما عند الأمم البائدة الضالة من بقايا نور الحق المشوب ببواطيل التحريف والخرافات، وتجده يحفل بالنقل عن زنادقة الشرق والغرب ولا يكاد يذكر الكتاب والسنة والآثار في كلامه إلا ما ندر،
ولا يكاد يعتني بكلام المنتسبين لعلوم الشريعة إلا على جهة الرد والتكلف والاستخفاف جهالة وبطرا وبدعاوى الموضوعية العلمية.
ألا خابوا وخسروا وضل سعيهم!
يراجع:
حكم ابن أبي زيد في مناظرة أهل البدع وأهل الذمة "بغض النظر" عن أدلة الوحي!
https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4561
.
Forwarded from أبو محمد - أنس الهاشميّ
تطوّع بعض إخواننا من أهل السنة في الشام لجمع التبرعات من أجل شراء كتب أهل السنة وسلف الأمة وإعطائها للمحتاجين من طلاب العلم والمشايخ، وما زالت المبالغ التي وصلتهم لا تفي بالمطلوب، فنرجو ممن يقدر على المساعدة ألا يقصر في ذلك، وسيوثق الإخوة عملهم وينشروا نماذج منه في القريب العاجل لما يبدأ توزيع الكتب لباقي المحافظات.
روى البخاري ومسلم، عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :
" إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ". وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ.
حساب الباي بال لجميع الدول :
ksemaidi@gmail.com
للمساهمة من داخل مصر عبر فودافون كاش:
+201091874893
متاح تحويل بنكي داخل السعودية ومن داخل ألمانيا وتحويل دولي، مَن أراد البيانات فليتواصل على البوت :
@asslmmm_bot
شاركوا معنا ولو بالنشر، جزاكم الله خيرا.
- وهذا توثيق أول عملية شحن نقوم بها والحمدلله.
روى البخاري ومسلم، عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :
" إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ". وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ.
حساب الباي بال لجميع الدول :
ksemaidi@gmail.com
للمساهمة من داخل مصر عبر فودافون كاش:
+201091874893
متاح تحويل بنكي داخل السعودية ومن داخل ألمانيا وتحويل دولي، مَن أراد البيانات فليتواصل على البوت :
@asslmmm_bot
شاركوا معنا ولو بالنشر، جزاكم الله خيرا.
- وهذا توثيق أول عملية شحن نقوم بها والحمدلله.
قال ابن أبي شيبة: من كان يستحب أن يُسْأل ويقول: سلوني
قلت: وقد وفقني الله عز وجل فجمعت طرفا مما يعتمد في هذا المقام، وتركت ما لا يعتمد من الأخبار، ولعله فاتني شيء كثير من الصحيح وأستغفر الله من ذلك.
١. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «سلوني. لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم»
٢. قال الطبري: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنه يعني عيسى -عليه السلام-، كان يقول: سلوني، فإن قلبي ليِّن، وإني صغير في نفسي مما أعطاه الله من التواضع.
٣. قال ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين. عن ابن عيينة. عن عبيد الله بن أبي يزيد. عن ابن أبي مليكة. قال: سمعت ابن عباس يقول: سلوني عن سورة البقرة وعن سورة النساء فإني قرأت القرآن وأنا صغير.
٤. قال الدوري: حَدثنَا يحيى بن معين قَالَ حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن يحيى بن سعيد عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: مَا كَانَ فِي أَصْحَاب النَّبِي ﷺ أحد يَقُول سلوني غير علي بن أَبي طَالب.
٥. قال الخطابي: حديث أبي الدرداء أنه قال: سلوني فوالذي نفسي بيده لئن فقدتموني لتفقدن زملا عظيما من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
من حديث أبي كريب عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء.
٦. قال البخاري: حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، حدثنا مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله (هو ابن مسعود رضي الله عنه): «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله: إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله، إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل، لركبت إليه».
٧. قال ابن أبي شيبة: حدثنا ابن عيينة عن عمرو قال: قال لنا عروة: ائتوني فتلقوا مني.
٨. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا عمر بن سعد عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان قال: سألت ابن مسعود عن أشياء ما أحد يسألني عنها.
٩. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد عن عكرمة قال: ما لكم لا تسألونا أفلستم.
١٠. قال يعقوب بن سفيان: حدثنا زيد وابن حساب قالا: حدثنا ابن ثور عن معمر عن أيوب وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة عن سعيد بن جبير قال: سلوني يا معشر الشباب فإني قد أوشكت أن أذهب من بين أظهركم.
١١. قال علي بن الجعد: حدثنا أبو بكر بن زنجويه، نا عبد الرزاق قال: سمعت سفيان يقول: «سلوني عن القرآن، فإني به عالم، وسلوني عن المناسك، فإني بها عالم».
١٢. قال البيهقي: حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني، أنا أبو بكر الإسماعيلي، ثنا عبد الله بن وهب يعني الدينوري، ثنا عبيد الله بن محمد بن هارون الفريابي، قال: سمعت الشافعي محمد بن إدريس بمكة، يقول: «سلوني ما شئتم أجبكم من كتاب الله عز وجل، ومن سنة رسول الله ﷺ» فذكر الخبر وفيه قضاء عمر رضي الله عنه بقتل المحرم الزنبور.
فصل:
روى اللالكائي بسنده: قال ابن أبي الزناد: وكان هشام يقول: إنهم قد كانوا أهل ورع وخشية من الله وبعد من التكليف والجرأة على الله، ثم يقول هشام: لكنها لو جاءت، لوجدت نوكى حمقى وتكلفا بغير علم.
قال الخطيب البغدادي: وكانت الصحابة رضوان الله عليهم، لا تكاد تفتي إلا فيما نزل ثقة منهم بأن الله تعالى يوفق عند نزول الحادثة للجواب عنها، وكان كل واحد منهم يود أن صاحبه كفاه الفتوى.
قال ابن القيم:
"قلت: الجرأة على الفتيا تكون من قلة العلم ومن غزارته وسعته. فإذا قل علمه أفتى عن كل ما يسأل عنه بغير علم، وإذا اتسع علمه اتسعت فتياه. ولهذا كان ابن عباس من أوسع الصحابة فتيا، وقد تقدم أن فتاواه جمعت عشرين سفرا. وكان سعيد بن المسيب أيضا واسع الفتيا، وكانوا يسمونه «الجريء» كما ذكر ابن وهب عن محمد بن سليمان المرادي عن أبي إسحاق قال: كنت أرى الرجل في ذلك الزمان وإنه ليدخل يسأل عن الشيء، فيدفعه الناس عن مجلس إلى مجلس، حتى يدفع إلى مجلس سعيد بن المسيب، كراهية للفتيا، قال: وكانوا يدعون سعيد بن المسيب «الجريء»."
والله أعلم.
.
قلت: وقد وفقني الله عز وجل فجمعت طرفا مما يعتمد في هذا المقام، وتركت ما لا يعتمد من الأخبار، ولعله فاتني شيء كثير من الصحيح وأستغفر الله من ذلك.
١. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «سلوني. لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم»
٢. قال الطبري: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنه يعني عيسى -عليه السلام-، كان يقول: سلوني، فإن قلبي ليِّن، وإني صغير في نفسي مما أعطاه الله من التواضع.
٣. قال ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين. عن ابن عيينة. عن عبيد الله بن أبي يزيد. عن ابن أبي مليكة. قال: سمعت ابن عباس يقول: سلوني عن سورة البقرة وعن سورة النساء فإني قرأت القرآن وأنا صغير.
٤. قال الدوري: حَدثنَا يحيى بن معين قَالَ حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن يحيى بن سعيد عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: مَا كَانَ فِي أَصْحَاب النَّبِي ﷺ أحد يَقُول سلوني غير علي بن أَبي طَالب.
٥. قال الخطابي: حديث أبي الدرداء أنه قال: سلوني فوالذي نفسي بيده لئن فقدتموني لتفقدن زملا عظيما من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
من حديث أبي كريب عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء.
٦. قال البخاري: حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، حدثنا مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله (هو ابن مسعود رضي الله عنه): «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله: إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله، إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل، لركبت إليه».
٧. قال ابن أبي شيبة: حدثنا ابن عيينة عن عمرو قال: قال لنا عروة: ائتوني فتلقوا مني.
٨. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا عمر بن سعد عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان قال: سألت ابن مسعود عن أشياء ما أحد يسألني عنها.
٩. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد عن عكرمة قال: ما لكم لا تسألونا أفلستم.
١٠. قال يعقوب بن سفيان: حدثنا زيد وابن حساب قالا: حدثنا ابن ثور عن معمر عن أيوب وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة عن سعيد بن جبير قال: سلوني يا معشر الشباب فإني قد أوشكت أن أذهب من بين أظهركم.
١١. قال علي بن الجعد: حدثنا أبو بكر بن زنجويه، نا عبد الرزاق قال: سمعت سفيان يقول: «سلوني عن القرآن، فإني به عالم، وسلوني عن المناسك، فإني بها عالم».
١٢. قال البيهقي: حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني، أنا أبو بكر الإسماعيلي، ثنا عبد الله بن وهب يعني الدينوري، ثنا عبيد الله بن محمد بن هارون الفريابي، قال: سمعت الشافعي محمد بن إدريس بمكة، يقول: «سلوني ما شئتم أجبكم من كتاب الله عز وجل، ومن سنة رسول الله ﷺ» فذكر الخبر وفيه قضاء عمر رضي الله عنه بقتل المحرم الزنبور.
فصل:
روى اللالكائي بسنده: قال ابن أبي الزناد: وكان هشام يقول: إنهم قد كانوا أهل ورع وخشية من الله وبعد من التكليف والجرأة على الله، ثم يقول هشام: لكنها لو جاءت، لوجدت نوكى حمقى وتكلفا بغير علم.
قال الخطيب البغدادي: وكانت الصحابة رضوان الله عليهم، لا تكاد تفتي إلا فيما نزل ثقة منهم بأن الله تعالى يوفق عند نزول الحادثة للجواب عنها، وكان كل واحد منهم يود أن صاحبه كفاه الفتوى.
قال ابن القيم:
"قلت: الجرأة على الفتيا تكون من قلة العلم ومن غزارته وسعته. فإذا قل علمه أفتى عن كل ما يسأل عنه بغير علم، وإذا اتسع علمه اتسعت فتياه. ولهذا كان ابن عباس من أوسع الصحابة فتيا، وقد تقدم أن فتاواه جمعت عشرين سفرا. وكان سعيد بن المسيب أيضا واسع الفتيا، وكانوا يسمونه «الجريء» كما ذكر ابن وهب عن محمد بن سليمان المرادي عن أبي إسحاق قال: كنت أرى الرجل في ذلك الزمان وإنه ليدخل يسأل عن الشيء، فيدفعه الناس عن مجلس إلى مجلس، حتى يدفع إلى مجلس سعيد بن المسيب، كراهية للفتيا، قال: وكانوا يدعون سعيد بن المسيب «الجريء»."
والله أعلم.
.
باب قول الله عز وجل: "وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"فإن قيل: فيهم [أي الرافضة] من يقول: إنه [أي الله عز وجل] يخص بعضهم ممن علم منه أنه إذا خصه بمزيد لطف من عنده اهتدى بذلك، وإلا فلا.
قيل: فهذا هو حقيقة قول أهل السنة المثبتين للقدر، فإنهم يقولون: كل من خصه الله بهدايته إياه صار مهتديا، ومن لم يخصه بذلك لم يصر مهتديا، فالتخصيص، والاهتداء متلازمان عند أهل السنة." انتهى كلامه رحمه الله
انظر في شرح مسألة القدر:
١. نقل عزيز في سر القدر من شرح الطحاوية وتفسير كلمة الإمام البربهاري
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5409]
٢. كشف ما وقع من الغلط في تفسير الظلم الذي نزه الله عز وجل نفسه عنه وهو الحكم العدل سبحانه
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5656]
٣. الفرق بين الأحكام الكونية القدرية والأحكام الشرعية
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5559]
٤. مقال آخر فيه نقل عزيز عن الأحكام الكونية والشرعية - قوام السنة الأصبهاني
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/2368]
٥. بين الجنيد والهروي والجيلاني في الأقدار والأحكام
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5264]
٦. أحكام القدرية والجهمية عند الشافعية والحنابلة
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4237]
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4260]
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5328]
٧. فوائد في الدعاء وارتباطه بالمقدور
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4577]
٨. شرح مسألة القوة المودعة وتأثير إرادة العبد في الفعل
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/2034]
٩. الرد على المشعوذين وبيان مسائل الطيرة والفأل - مفتاح دار السعادة - ابن القيم
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5557]
١٠. بيان تخليط الأشعرية وقبح كلامهم في رد مقالات أهل السنة - القرافي
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5389]
١١. نقل في بيان أنواع الاستطاعة لابن أبي العز وما يتعلق به الحساب
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5291]
١٢. الإنكار على القدرية والجبرية جميعا
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5447]
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"فإن قيل: فيهم [أي الرافضة] من يقول: إنه [أي الله عز وجل] يخص بعضهم ممن علم منه أنه إذا خصه بمزيد لطف من عنده اهتدى بذلك، وإلا فلا.
قيل: فهذا هو حقيقة قول أهل السنة المثبتين للقدر، فإنهم يقولون: كل من خصه الله بهدايته إياه صار مهتديا، ومن لم يخصه بذلك لم يصر مهتديا، فالتخصيص، والاهتداء متلازمان عند أهل السنة." انتهى كلامه رحمه الله
انظر في شرح مسألة القدر:
١. نقل عزيز في سر القدر من شرح الطحاوية وتفسير كلمة الإمام البربهاري
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5409]
٢. كشف ما وقع من الغلط في تفسير الظلم الذي نزه الله عز وجل نفسه عنه وهو الحكم العدل سبحانه
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5656]
٣. الفرق بين الأحكام الكونية القدرية والأحكام الشرعية
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5559]
٤. مقال آخر فيه نقل عزيز عن الأحكام الكونية والشرعية - قوام السنة الأصبهاني
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/2368]
٥. بين الجنيد والهروي والجيلاني في الأقدار والأحكام
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5264]
٦. أحكام القدرية والجهمية عند الشافعية والحنابلة
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4237]
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4260]
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5328]
٧. فوائد في الدعاء وارتباطه بالمقدور
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/4577]
٨. شرح مسألة القوة المودعة وتأثير إرادة العبد في الفعل
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/2034]
٩. الرد على المشعوذين وبيان مسائل الطيرة والفأل - مفتاح دار السعادة - ابن القيم
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5557]
١٠. بيان تخليط الأشعرية وقبح كلامهم في رد مقالات أهل السنة - القرافي
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5389]
١١. نقل في بيان أنواع الاستطاعة لابن أبي العز وما يتعلق به الحساب
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5291]
١٢. الإنكار على القدرية والجبرية جميعا
[https://www.tgoop.com/ibntaymiyyah728/5447]
.
Forwarded from المواد الصوتية / عبد الله الخليفي
فوائد من دروس كتاب الجامع في العقائد.
https://www.tgoop.com/algam3k
https://www.tgoop.com/algam3k
الحمد لله الذي يقدر على عباده ما يشاء ليبلوهم أيهم أحسن عملا
الحمد لله الذي أقر أعين الثكالى واليتامى والمهجرين ولطف بهم
الحمد لله الذي يبدل الغم سكينة والخوف أمنا
الحمد لله الذي لا يضيع أجر المحسنين
نسأل الله عز وجل لهذه الأمة أمر رشد ليس فيه ذل مخز ولا حماقة مهلكة
.
الحمد لله الذي أقر أعين الثكالى واليتامى والمهجرين ولطف بهم
الحمد لله الذي يبدل الغم سكينة والخوف أمنا
الحمد لله الذي لا يضيع أجر المحسنين
نسأل الله عز وجل لهذه الأمة أمر رشد ليس فيه ذل مخز ولا حماقة مهلكة
.
[كل من قال: يتكلم الله بمشيئته وقدرته سبحانه وتعالى فقوله مناف لقول السالمية والكلابية]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"ولهذا كان عامة العقلاء على أن الأزلي لا يكون مرادا مقدورا، ولا أعلم نزاعا بين النظار أن ما كان من صفات الرب أزليا لازما لذاته لا يتأخر منه شيء لا يجوز أن يكون مرادا مقدورا، وأن ما كان مرادا مقدورا لا يكون إلا حادثا شيئا بعد شيء، وإن كان نوعه لم يزل موجودا، أو كان نوعه كله حادثا بعد أن لم يكن.
ولهذا كان الذين اعتقدوا أن القرآن قديم لازم لذات الله متفقين على أنه لم يتكلم بمشيئته، وقدرته، وإنما يكون بمشيئته، وقدرته خلق إدراك في العبد لذلك المعنى القديم، والذين قالوا: كلامه قديم، وأرادوا أنه قديم العين متفقون على أنه لم يتكلم بمشيئته وقدرته، سواء قالوا: هو معنى واحد قائم بالذات، أو قالوا: هو حروف، أو حروف وأصوات قديمة أزلية الأعيان.
بخلاف أئمة السلف الذين قالوا: إنه يتكلم بمشيئته، وقدرته، وإنه لم يزل متكلما إذا شاء، وكيف شاء، فإن هؤلاء يقولون: الكلام قديم النوع، وإن كلمات الله لا نهاية لها، بل لم يزل متكلما بمشيئته، وقدرته، ولم يزل يتكلم كيف شاء إذا شاء ونحو ذلك من العبارات، والذين قالوا: إنه يتكلم بمشيئته وقدرته، وكلامه حادث بالغير قائم بذاته، أو مخلوق منفصل عنه يمتنع عندهم أن يكون قديما."
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"ولهذا كان عامة العقلاء على أن الأزلي لا يكون مرادا مقدورا، ولا أعلم نزاعا بين النظار أن ما كان من صفات الرب أزليا لازما لذاته لا يتأخر منه شيء لا يجوز أن يكون مرادا مقدورا، وأن ما كان مرادا مقدورا لا يكون إلا حادثا شيئا بعد شيء، وإن كان نوعه لم يزل موجودا، أو كان نوعه كله حادثا بعد أن لم يكن.
ولهذا كان الذين اعتقدوا أن القرآن قديم لازم لذات الله متفقين على أنه لم يتكلم بمشيئته، وقدرته، وإنما يكون بمشيئته، وقدرته خلق إدراك في العبد لذلك المعنى القديم، والذين قالوا: كلامه قديم، وأرادوا أنه قديم العين متفقون على أنه لم يتكلم بمشيئته وقدرته، سواء قالوا: هو معنى واحد قائم بالذات، أو قالوا: هو حروف، أو حروف وأصوات قديمة أزلية الأعيان.
بخلاف أئمة السلف الذين قالوا: إنه يتكلم بمشيئته، وقدرته، وإنه لم يزل متكلما إذا شاء، وكيف شاء، فإن هؤلاء يقولون: الكلام قديم النوع، وإن كلمات الله لا نهاية لها، بل لم يزل متكلما بمشيئته، وقدرته، ولم يزل يتكلم كيف شاء إذا شاء ونحو ذلك من العبارات، والذين قالوا: إنه يتكلم بمشيئته وقدرته، وكلامه حادث بالغير قائم بذاته، أو مخلوق منفصل عنه يمتنع عندهم أن يكون قديما."
.