‏"و نهى النفس عن الهوى"
‏لأنّ للنفس جنوح للسوء لحوح، تنهاها فتتأدّب فتستقيم لك، تتركها، فتطغى عليك و تتركك تسعى و لا تصل، بلا هدى، فتكسرك و تشقيك.

‏"إن يعلمِ اللهُ في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً ممّا أُخذ منكم"

‏هذه الآية دعوة للإصلاح المستمر لنواياك، و للاطمئنان لأجل سلامتها و صدقها مهما تقاذفتك الأقدار.

‏"أليسَ اللهُ بكافٍ عبده"
‏أن تقذف يقينك في وجه هذا الخوف و هذا الألم و هذا الارتباك، فتطيب لك الحياة على بصيرة من الفعل و استقامة في الشعور، فتتجاوز بها حزنك المؤقّت و اكتئابك العابر و رغباتك المتعجّلة الطائشة؛ نكتفي بك و نتلمّس طريقنا إليك.

‏• أكثر الناس تذبذباً الذين يبحثون عن أمان أنفسهم قبل مبادئهم (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها).

وقال لي مرة -ابن تيمية- :
‏ما يصنع أعدائي بي ؟
‏أنا جنتي وبستاني في صدري أين رحت ؛ فهي معي لا تفارقني ،
‏إنّ حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة .
‏.
‏وقال لي مرة :
‏المحبوس : من حُبِسَ قلبه عن ذكر الله تعالى ،
‏والمأسور : من أسَرَهُ هواه .
‏~
‏الوابل الصيب لابن القيم [109]

يسجل القرآن مشاعر الأنبياء، فهي جزء من بشريتهم وجانب يعكس بعضا من تحدياتهم التي يعيشونها لأجل رسالتهم، لتكون لورثتهم من المصلحين بعدهم سلوة :﴿فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين﴾.

‏(وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)
‏أي: إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث
‏لاتحتسب، وفيه تشجيع وتحريض على إقامة الصلاة، ودفع لمايتوهمه البعض من أن المداومة على إقامة الصلاة قد تشغل الإنسان عن السعى فى طلب المعاش .

‏إذا شعرت بضيقٍ وأنت تقرأُ القرآن، فحالُك مثل حال من يتألم عند وضع المُطهر على جُرحِه؛ فهو يتألمُ كي يُشفى، وأنت تشعر بالضيق لكي تتطهر، فاصبر ولا تيأس، واستمر فى القراءة إلى أن يتم تنظيف قلبك من الذنب؛ لتصل لذة الخشوع والتدبر بعمق، ففى تلاوة القرآن جلاءٌ لصدأ للقلوب.

‏ومن لطائف أسرار اقتران الفرج باشتداد الكرب = أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وُجد الإياس من كشفه من جهة المخلوق، ووقع التعلق بالخالق وحده.
‏ومن انقطع عن التعلق بالخلائق وتعلق بالخالق، استجاب الله له وكشف عنه، فإن التوكل هو قطع الاستشراف باليأس من المخلوقين.

‏- ابن رجب الحنبلي

‏معلوم بالاعتبار والاستقراء؛ ما علَّقَ العبدُ رجاءَه وتوكله بغير الله إلا خابَ من تلك الجهة. (ابن تيمية).

‏"سائر العبادات تنقضي ويُفرَغ منها، وذكر الله باق لا يفرغ منه".
‏ابن رجب

‏زادك الله ذِكرًا

‏تخيب الآمال لأننا نغفل أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، والسجن وإن تزخرف فهو موطن البلاء وامتحان الصبر!

‏أ. بدر الثوعي.

لماذا تخيب الآمال؟ - بدر الثوعي .

‏ليس منا أحد إلا ويقتله الندم على قرارات خاطئة، ويذيبه الخجل من حماقات مرتكبة، فتلك من لوازم ضعف الإنسان وعجزه وقلة حيلته، والعاقل من يجعل من تلك الحسرات مشاعل تضيء له مظلمات الخطوب وتصرفه عن تكرار العيوب، لا نارًا تذيب قلبه وتسحق ما تبقى من أمله، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.

‏قال عيسى بن مريم عليه السلام للحواريين:

‏لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ، فإنما الناس مبتلىً ومعافى ، فارحموا أهل البلاء ، واحمدوا الله على العافية .

‏رواه أحمد ومالك في الموطأ