كانَ وحيدًا،
معَ ضجيجهِ العَميق .

في رأسهِ غربةٌ ثقيلَة ..

يتبَع..

كانت أيامي معكِ يا ناتاليا أشبهُ بوهمٍ جميل ، حلمٍ عابرٍ سرقني من قسوة الواقع فخبأت بقاياكِ في أشيائي الصغيرة ، علّني أستحضر الدفءَ كلما لفحني بردُ الغياب.. احتجزت عطركِ في قارورةٍ مغلقة كلما عصفت بي الذكرى فتحتها ، خبأت لمساتكِ في شالٍ ناعمٍ يُلامس وجهي كلما هاجمني الفراغ ، أودعت صوتكِ في أغنيةٍ حزينة ، وفي صورةٍ شاحبةٍ أكلها الزمن. والآن.. لا أخشى الرحيل ، امضِ إن شئتِ فأنتِ هنا، حيث لا سلطان للنسيان ، لن أعدكِ بشيء سوى أن تظلي جزءًا لا ينفصل عني مهما حاولتِ الفرار.. ذات مرة قرأت : "مقابل لذةٍ واحدة ، هنالك ألفُ ألمٍ كامن! " كنتِ يا ناتاليا لذتي الوحيدة ، وها أنا الآن غارقٌ في الألف!.

- آرونِسكي " عِز " .

. .

أنَا.؟
أنا مُجرّد فزّاعَة،
يَا حضرةَ العُصفور .!

{ إِنَّ اللّهَ وملَائِكتَهُ يصَلّون عَلى النّبي يَا أيّها الذِينَ آمنُوا صَلّوا عَليهِ وَسلِّمُوا تَسلِيمًا }

لا شيءَ لِي ممّا حمَلتُ،
كَأنّني
ساعِي برِيد.!

في الظلام الذي يبتلع أفكاري ، أجد نفسي أكثر قربًا من السكون ، مستلقيًا كجثة حيّة تتنفسُ ببطء ، منسجمًا مع الفراغ الذي يحيطني.. السماءُ فوقي ليست سوى مرآة تعكس ظلام روحي ذلك الظلام الذي يلتهم كل شعاع أمل.. أخوضُ في هذا البحر من العدم كأنني أبحث عن إجابة لن تأتي ، عن نور لن يشرق ، كل فكرة هي شظيّة من حقيقةٍ مفقودة ، كل واحدةٍ منها جرح نازف في روح منهكَة .

أنا هنا.. وحيدٌ ، في محادثة صامتة مع ذاتي مع ذلك الصوت الخافت الذي يهمسُ من الأعماق "أنت وحدك في هذا الكون البارِد الذي لا يعرفك"، وأنا أعرف أنه على حَق ، ولكن ما الفائدة من المعرفة إن كانت لا تجلبُ سوى الألم؟ ما الفائدَة من التفكير إن كان كل فكر يجرُّ معهُ سيلًا من الأسئلَة التي لا إجابةَ لها؟!

وهكذا أستلقي ، وأخوض في السماء في ذلك الظلام الذي يشبهني أكثر من أي شيء آخر ، مُحاورًا السماء كما يحاورُ سجينٌ نافذتهُ الوحيدَة.. لأنني، ببساطة ، لست سوى ظلٍّ يبحث عن نورٍ لن يجده أبدًا .

- آرونسكي عِز .

ولَا شجرٌ،
يَلوذُ بهِ
حمَامِي.

وطارَت الطّيور،
ومَرّ العُمرُ
ولَن تأتِي.!

يبدُو أنّ الطّاوِلة التِي ستجمَعني
بذلِكَ الطّيف الذِي في مُخيلَتي،
لا تزَالُ في جذعِ الشّجرَة .

طيفٌ لا يَعرفُ مِن آدابِ الزيارَة شيء .

Peace,
Is the only battle
worth waging .