tgoop.com/imene_mehdid/1828
Last Update:
ما خالطَ شغَاف القلب شيئًا يزيد من إيمانه؛ كمثل ما يُخالطه من قراءة القرآن، فإنّ الإيمان يُباشر من كان قلبه منكسرًا عند ربّه، والقُرآن يُرقّق القلب ويُذهب قسوته، فإذا رقّ القلب حلّت عليه حلاوة الإيمان، وهذه الحلاوة لا تستقر في سويداء القلب؛ حتى ينعكف بكلّيته ما بين افتقار ومعرفة تامّة، وأحوال مُهيَّئة للتلقِّي، من أحوال المُناجاة، والخَلوة، وقيام الليل، والتعَرُّض للقُرآن، وكلّما كانَ العبد مُعرضًا عن هذه الأحوال؛ فقد بذلك حلاوة الإيمان بقدر إعراضه، فإنَّ هذهِ الحَلاوة لها طعمٌ يحسُّ بلذّته كلَّ من تعاهد قلبه، قال سبحانه في أوائل نزول الوحي: ﴿وَثيَابكَ فَطهِّر﴾، يقول ابن عبّاس عن هذا المعنى، أي: من الإثم، وقال قتادة: وثيابك فطهّر أي: نفسك، وقال: طهّرها من المعاصي..
ولعلّ الحكمة من أنّ هذه الآية نزلت في مطلع الوحي: أنّ التطهير يُراد به التهيئة للتلقّي، وحتى يكون المحلّ مهيّأ لحقائق القرآن، فإذا تمّ نفعه من الوحي، وعرف عظمة المتكلّم بهذا الوحي؛ ازداد إيمانًا، فالقُرآن نزل ثقيلًا، ويحتمل عدم قُدرة العبد على أخذه، فكان التطهير المعنوي يستوجب إزاحة كلّ دنَس قلبي من أمراض القلوب، ونصيب العبد من هذه الحلاوة؛ بقدر نصيبه من الطهارة.
BY إِيمَــان 🌿🌼
Share with your friend now:
tgoop.com/imene_mehdid/1828