INTJENFP Telegram 16016
[ مصـير ] - الفصل الخامس.

بإسم العزيز نبدأ،
ما بين الرغبة في التأقلم مع المحيط والحفاظ على الذات من التأثر بها، وما بين محاولة فهم سلوكيات مغايرة لتفكيرك وعدم الاضطرار لفهمها.. يكمن التيهان.
لم يولد أحد منا وهو مثالي، ولا يجب أن يموت وهو في مكانه.
عند التفكير في سبب التغيرات والتطورات التي تحدث في حياتك، ستجد حتمًا أن سببها المجتمع الذي تعيش فيه. فأنت لن تكتشف صفاتك السيئة إن لم تمارسها مع أحدهم، ولن تعثر على صفة أفضل إن لم تجدها متأصلة عند شخص آخر. لذا ففكرة الانخراط مع المجتمع ضرورية لأجل تطورك. ليس شرطًا أن تتعلم من إنسان ذو مستوى تطوري أعلى، بل قد يعلمك طفل صغير مفهوم كامل بموقف بسيط.

الفرق ما بين التغيير والتأقلم شديد الأهمية لكنه في بعض الأحيان مترابط، فلا يمكنك مثلا أن تتعامل مع بيئة مليئة بالأشخاص الذي يسعون على احباطك وأنت لا تزال عودًا طريًا.. سيتوجب عليك التحلي بالقوة النفسية، فتفهم أن رأيهم يعبر عن أفكارهم لا غير. وأن من حقك ألا تلتفت لهم حتى. وهذا ما يسمى تأقلمًا بتغييرك.
أما إن نشأت ببيئة علمتك كيف تتعامل مع مثل هذه الأوضاع، حتمًا لن تضطر إلى التغير، ومن الخاطئ أن تتماشى متأثرًا بها.. بل يتوجب عليك أما تجاهلهم أو وضع حد صحي لهم.. وسيؤدي بك ذلك في نهاية المطاف إلى التغاضي عن كلماتهم السامة دون التأثر. وهذا ما يسمى تأقلمًا دون تغيير.
وفي بيئة ثالثة، ستضطر أحيانا إلى التماشي مع محيطك دون أي رد فعل. فلن تجبر مجموعة من المهتمين بالرياضيات على سبيل المثال أن يهتموا بلوحات بيكاسو، ولا من يستمع إلى بيتهوفن سيهتم لاغاني الراب (مثلًا). لكلٍ منا اهتماماته في هذه الحالة ولسنا مجبرين على التغيير ولا حتى ابداء أي رد فعل.

ولأنك مركز كونك كما اتفقنا في الفصل السابق، فأنت الوحيد المسؤول عمّا يحدث معك. أنت من تقرر التغيير من عدمه. ومن سيفصل ما بين الصمت والسكوت ويفهم معنى القوة وأين يتم استخدامها وبأي شكل. أنت الذي يضع للكلمات قيمة ومفهوم ومبدأ وتأثير لعقلك الباطن، لا أحد غيرك.
لذا قبل أن تحكم على نفسك بالتغيير، افهم ما عليك تغييره أولا. ولا تنسَ.. في بعض الأحيان يكمن التغيير في رفض التغيير. مثلًا، حينما تجد نفسك في موقفٍ يتعدى دائرة أمانك.. سترفض التغيير أحيانًا؛ لأنك ستشعر بالخوف منه. وهو أمر طبيعي؛ حيث أن عقلك الباطن يتعامل مع الأمور والمفاهيم الجديدة بأسلوب الرفض عن طريق الخوف ليقوم بحمايتك من ابسط أذى. لكن عقلك الواعي بالاستناد على مفاهيمك وقواعدك في الحياة سيقرر إن كان ذلك الخوف يستحق أن يقف في طريقك أو أن يكون حافزًا للتغيير.
ومن المهم أن تتذكر، عندما تكون مركز كونك ليس شرطًا أن تكون مركز كون شخص آخر أيضا. ولا يجب أن يكون فلان بهذه الأهمية عندك إن لم يكن يستحقها. الأمر مماثل للافكار والمبادئ، من يتبنى فكرة أو مفهوم ليس فرضًا عليك تبنيها أيضا. وعندما تدعم أنت رأي ما ليس واجبًا أن يدعمه غيرك.

محور عالمك الأساسي هو أنت، لذا عليك التركيز على ذاتك والاهتمام بها قبل أن تفكر بالآخرين. وهذا لا يدعو للانانية اطلاقا؛ فأنت إن لم تكن واعيًا بنفسك ومدركًا لأفعالك لن تعرف أبدا كيف تعامل الآخرين.

وسؤالي لهذا الفصل هو: كيف تعاملت مع مخاوفك للتغيير سابقا؟ وماذا كانت النتيجة؟

--*---

الفصل المقبل، قريبًا.



tgoop.com/intjenfp/16016
Create:
Last Update:

[ مصـير ] - الفصل الخامس.

بإسم العزيز نبدأ،
ما بين الرغبة في التأقلم مع المحيط والحفاظ على الذات من التأثر بها، وما بين محاولة فهم سلوكيات مغايرة لتفكيرك وعدم الاضطرار لفهمها.. يكمن التيهان.
لم يولد أحد منا وهو مثالي، ولا يجب أن يموت وهو في مكانه.
عند التفكير في سبب التغيرات والتطورات التي تحدث في حياتك، ستجد حتمًا أن سببها المجتمع الذي تعيش فيه. فأنت لن تكتشف صفاتك السيئة إن لم تمارسها مع أحدهم، ولن تعثر على صفة أفضل إن لم تجدها متأصلة عند شخص آخر. لذا ففكرة الانخراط مع المجتمع ضرورية لأجل تطورك. ليس شرطًا أن تتعلم من إنسان ذو مستوى تطوري أعلى، بل قد يعلمك طفل صغير مفهوم كامل بموقف بسيط.

الفرق ما بين التغيير والتأقلم شديد الأهمية لكنه في بعض الأحيان مترابط، فلا يمكنك مثلا أن تتعامل مع بيئة مليئة بالأشخاص الذي يسعون على احباطك وأنت لا تزال عودًا طريًا.. سيتوجب عليك التحلي بالقوة النفسية، فتفهم أن رأيهم يعبر عن أفكارهم لا غير. وأن من حقك ألا تلتفت لهم حتى. وهذا ما يسمى تأقلمًا بتغييرك.
أما إن نشأت ببيئة علمتك كيف تتعامل مع مثل هذه الأوضاع، حتمًا لن تضطر إلى التغير، ومن الخاطئ أن تتماشى متأثرًا بها.. بل يتوجب عليك أما تجاهلهم أو وضع حد صحي لهم.. وسيؤدي بك ذلك في نهاية المطاف إلى التغاضي عن كلماتهم السامة دون التأثر. وهذا ما يسمى تأقلمًا دون تغيير.
وفي بيئة ثالثة، ستضطر أحيانا إلى التماشي مع محيطك دون أي رد فعل. فلن تجبر مجموعة من المهتمين بالرياضيات على سبيل المثال أن يهتموا بلوحات بيكاسو، ولا من يستمع إلى بيتهوفن سيهتم لاغاني الراب (مثلًا). لكلٍ منا اهتماماته في هذه الحالة ولسنا مجبرين على التغيير ولا حتى ابداء أي رد فعل.

ولأنك مركز كونك كما اتفقنا في الفصل السابق، فأنت الوحيد المسؤول عمّا يحدث معك. أنت من تقرر التغيير من عدمه. ومن سيفصل ما بين الصمت والسكوت ويفهم معنى القوة وأين يتم استخدامها وبأي شكل. أنت الذي يضع للكلمات قيمة ومفهوم ومبدأ وتأثير لعقلك الباطن، لا أحد غيرك.
لذا قبل أن تحكم على نفسك بالتغيير، افهم ما عليك تغييره أولا. ولا تنسَ.. في بعض الأحيان يكمن التغيير في رفض التغيير. مثلًا، حينما تجد نفسك في موقفٍ يتعدى دائرة أمانك.. سترفض التغيير أحيانًا؛ لأنك ستشعر بالخوف منه. وهو أمر طبيعي؛ حيث أن عقلك الباطن يتعامل مع الأمور والمفاهيم الجديدة بأسلوب الرفض عن طريق الخوف ليقوم بحمايتك من ابسط أذى. لكن عقلك الواعي بالاستناد على مفاهيمك وقواعدك في الحياة سيقرر إن كان ذلك الخوف يستحق أن يقف في طريقك أو أن يكون حافزًا للتغيير.
ومن المهم أن تتذكر، عندما تكون مركز كونك ليس شرطًا أن تكون مركز كون شخص آخر أيضا. ولا يجب أن يكون فلان بهذه الأهمية عندك إن لم يكن يستحقها. الأمر مماثل للافكار والمبادئ، من يتبنى فكرة أو مفهوم ليس فرضًا عليك تبنيها أيضا. وعندما تدعم أنت رأي ما ليس واجبًا أن يدعمه غيرك.

محور عالمك الأساسي هو أنت، لذا عليك التركيز على ذاتك والاهتمام بها قبل أن تفكر بالآخرين. وهذا لا يدعو للانانية اطلاقا؛ فأنت إن لم تكن واعيًا بنفسك ومدركًا لأفعالك لن تعرف أبدا كيف تعامل الآخرين.

وسؤالي لهذا الفصل هو: كيف تعاملت مع مخاوفك للتغيير سابقا؟ وماذا كانت النتيجة؟

--*---

الفصل المقبل، قريبًا.

BY M.A.P. / MBTI


Share with your friend now:
tgoop.com/intjenfp/16016

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? ZDNET RECOMMENDS How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Activate up to 20 bots The channel also called on people to turn out for illegal assemblies and listed the things that participants should bring along with them, showing prior planning was in the works for riots. The messages also incited people to hurl toxic gas bombs at police and MTR stations, he added.
from us


Telegram M.A.P. / MBTI
FROM American