﴿وَلِلَّهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها﴾

ومن تمام كونها "حُسنى" أنه لا يُدعى إلا بها، ولذلك قال: ﴿فَادعوهُ بِها﴾ وهذا شامل لدعاء العبادة، ودعاء المسألة، فيُدعى في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب، فيقول الدّاعي مثلًا اللهم اغفر لي وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم، وتُب عليّ يا توّاب، وارزقني يا رزّاق، والطف بي يا لطيف ونحو ذلك.

- تفسير السعدي || القارئ: محمد خليل القارئ.

﴿أَفَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلى أَعقابِكُم﴾

وفي هذه الآية الكريمة إرشاد من الله تعالى لعباده أن يكونوا بحالةٍ لا يُزَعزعهم عن إيمانهم أو عن بعض لوازمه، فقدُ رئيسٍ ولو عَظُم.

- تفسير السعدي || القارئ: عبدالرشيد صوفي.

﴿وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم﴾

نهى الله جلّ وعلَا المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن التنازع، مبيِّنًا أنه سبب الفشل، وذهاب القوة.

📚 أضواء البيان || القارئ: عبدالباسط عبدالصمد.

﴿فَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَجِئنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهيدًا﴾

أي: كيف تكون تلك الأحوال، وكيف يكون ذلك الحكم العظيم، الذي جمع أن من حكم به كاملُ العلم، كاملُ العدل، كامل الحكمة، بشهادة أزكى الخلق وهم الرسل على أممهم مع إقرار المحكوم عليه؟ فهذا -والله- الحكم الذي هو أعم الأحكام وأعدلها وأعظمها.

- تفسير السعدي || القارئ: عبدالله البعيجان.

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾

"كان الصحابة رضي الله عنهم يستحبّون إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة. قال ابن مسعود: يا زيد بن وهب لا تدع إذا كان يوم الجمعة أن تصلي على النبي ألف مرة".

ابن القيم || القارئ: عبدالباري الثبيتي.

﴿لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم﴾

أي: يعِزُّ عليه الشيء الذي يَعنَتُ أُمّته ويشُقُّ عليها.

- تفسير ابن كثير || القارئ: محمد خليل القارئ.

عن عبد الله بن مسعود قال: قالَ لي النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اقْرَأْ عَلَيَّ"، قُلتُ: يا رسول الله، آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قال: "نعم"، فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حتى أتيت إلى هذه الآية ﴿فَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَجِئنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهيدًا﴾ قال: "حسبُك الآن"، فالتفتُّ إليه فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.

رواه البخاري (٥٠٥٠) || القارئ: أحمد بن طالب.

﴿يُريدونَ أَن يُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَيَأبَى اللَّهُ إِلّا أَن يُتِمَّ نورَهُ وَلَو كَرِهَ الكافِرونَ﴾

وإضافَةُ النُّورِ إلى اسْمِ الجَلالَةِ إشارَةٌ إلى أنَّ مُحاوَلَةَ إطْفائِهِ عَبَثٌ وأنَّ أصْحابَ تِلْكَ المُحاوَلَةِ لا يَبْلُغُونَ مُرادَهم.

- التحرير والتنوير || القارئ: عبدالرشيد صوفي.

﴿أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ﴾

لم يقل: أُجيب مسألته، قال: أُجيب دعوته، وإجابة الدعوة لا يلزم منها تحقيق المسألة؛ إذ قد لا يجيب الله تعالى مسألته، ولكن يجيبه إمّا بأن يصرف عنه من السوء ما هو أعظم، وإما بأن يدّخرها له، فإذا لم يُجِب ما سأله بعينه وادّخره له أو صرف عنه من السوء ما هو أعظم.

ابن عثيمين || القارئ: د. ياسر الدوسري.

﴿مَن كانَ يُريدُ حَرثَ الآخِرَةِ نَزِد لَهُ في حَرثِهِ وَمَن كانَ يُريدُ حَرثَ الدُّنيا نُؤتِهِ مِنها وَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصيبٍ﴾

ومن الفوائد: أنَّ مَن أراد حَرْث الدنيا فإنَّه لا يُعطَى كلَّ ما أراد؛ لقوله: ﴿نُؤْتِهِ مِنْهَا﴾، ومَن أراد حَرْث الآخرة يُعطَى كلَّ مراده وزيادة.

ابن عثيمين || القارئ: خالد المهنا.

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾

فعُلِم من هذا أنه لا سبيل إلى الفلاح بدون الصبر والمُصابرة والمُرابطة المذكورات، فلن يُفلِح من أفلح إلا بها، ولم يفُت أحدًا الفلاح إلا بالإخلال بها أو ببعضها.

- تفسير السعدي || القارئ: ياسر الدوسري.

﴿تَتَجافى جُنُوبُهم عَنِ المَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهم خَوْفًا وطَمَعًا﴾


"وتأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس؟
وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقوموا إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة".

ابن القيم، حادي الأرواح صـ ٥٩٣ || القارئ: محمد خليل القارئ.

﴿لِلَّذينَ أَحسَنوا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ وَلَنِعمَ دارُ المُتَّقينَ﴾

"ومَعْنى: ﴿ولَدارُ الآخِرَةِ﴾ أنَّها خَيْرٌ لَهم مِنَ الدُّنْيا، فَإذا كانَتْ لَهم في الدُّنْيا حَسَنَةٌ، فَلَهم في الآخِرَةِ أحْسَنُ، فَكَما كانَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا عَذابُ الدُّنْيا، وعَذابُ جَهَنَّمَ، كانَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا خَيْرُ الدُّنْيا وخَيْرُ الآخِرَةِ"

- التحرير والتنوير || القارئ محمود خليل القارئ -رحمه الله تعالى-.

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾

من حق النبي صلى الله عليه وسلم أن تُكثِر من الصلاة والسلام عليه، وهو ليس بحاجةٍ إلى صلاتك وسلامك، لكنّك أنت بحاجةٍ إلى أجر هذه الصلاة والسلام؛ لأنك إذا صلّيت على الرسول صلى الله عليه وسلم مرةً واحدةً؛ صلى الله عليك بها عشرًا.

ابن عثيمين || القارئ: فيصل غزاوي.

﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ﴾

فتبارك الله رب العالمين، هذه السماء العظيمة الواسعة الأرجاء التي ورد أنَّ سُمْكَها خمس مئة عام، يطوي الله عز وجل هذه السماوات كما يطوي السجل للكتب، أو كما يُطوَى السجل الكتب ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾

- ابن عثيمين || القارئ: أحمد بن طالب.

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلّى عليّ واحدة، صلّى الله عليه بها عشرًا".

صحيح مسلم || القارئ: عبدالعزيز التركي.

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾

وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود: وهو أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.

- تفسير السعدي || القارئ: محمد صديق المنشاوي.

﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ﴾

وهذا لأن الرسول هو الذي يدعو إلى ما يحبه الله، وليس شيء يحبه الله إلا والرسول يدعو إليه، وليس شيء يدعو إليه الرسول إلا والله يحبه؛ فصار محبوب الرب ومدعو الرسول متلازمين.

ابن تيمية || القارئ: ناصر القطامي.

﴿يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا﴾

وفي الآية دليل على أن الاستغفار يوجب نزول الأمطار، ولذلك خرج عمر بن الخطاب إلى الاستسقاء، فلم يزد على أن استغفر، ثم انصرف، فقيل له: ما رأيناك استسقيت! فقال: والله لقد استسقيت أبلغ الاستسقاء، ثم نزل المطر.

- تفسير ابن جزي|| القارئ: د. أحمد السويلم.

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾

الصلاة على النبي ﷺ سبب لإجابة الدعاء، وغُفران الذنوب، ولكفاية الله العبد ما أهمّه، ولِقُرب العبد منه ﷺ يوم القيامة.

ابن القيم || القارئ: ناصر العصفور.