Telegram Web
Nikolay Andreyev
مخلصون كمبدأ | ميلتون فرنانديز

إخلاص

"أن تكون مخلصًا
للمعانقة
للنظرة
للمصافحة
للعهد
للآونة المشتركة.
أن يكون نهجنا الإخلاص
لمواجهة اليوم المُعاش.
لنلتقي في المنزل
لننظف الشوارع
لنُغري الفرح
لنُهدهد الحزن
لنَجد أنفسنا في المرآة
لنَستحقّ الخبز
لنُرحّب أو نقول
وداعا للحب
لنَجُلّ الحياة
كهبة ثمينة.
أن نكون مخلصين حتى
مع من لا يستحقّ ذلك (غالبًا)
ببساطة لأننا نستحقّ ذلك
أن نكون مخلصين
ضد الرياح والمدّ والجزر
حطام السفن الوشيك
خداع المساء
مخلصون حتى النهاية
مهما كان مؤلمًا
مخلصون كمبدأ
أخيرًا".

أمطار

"بيني وبينك مطر
مُعلّق
لا فرق إن أمطرت
في أغسطس أو فبراير
فأنا سأجفّف شعركِ
وأنتِ سوف تبلّلين حياتي".

ألّا تُضيع يدي

"ضغينة الأيام
هذا الطقس الذي يسري القشعريرة في القدمين
مجرد التفكير به
عند سيلان الأنف
والمساء يداهم فجأة المنزل.
قبل أن يأتي الصقيع
يا حبيبتي
ليتمنى لنا يومًا سعيدًا
وعلينا أن نطير مثل الخفافيش
ونمشي بيدين ممدودتين إلى الأمام.
عندما ستحلّ الأوقات المظلمة
حيث لن نتعرّف فيها على بعضنا البعض بعد الآن
ألّا يجدوننا عزّل
ألّا يُرغمنا أحد على أن نخفض أذرعنا
ألّا يتفوّقوا
ألّا تُضيع يدي طريقها للوصول 
إليك
أن يظلّ جسدكِ
في قاع السرير
أفضل شارة للعثور على طريق المنزل.
الآن وقد حلّ الظلام،
يا حبيبتي".
حبّ متفجّر بالحياة | إيلا ويلر ويلكوكس

"أحب شفتيك حين تكون مبتلة بالنبيذ
وحمراء برغبة جامحة.
أحب عينيك حين يسكن بريق الحبّ مشتعلًا
بلهبٍ عاطفي.
أحب ذراعيك حين يلمسني اللحم الأبيض الدافئ
بحضن غارق؛
أحب شعرك حين تكون الخيوط متشابكة
على وجهي.

لا أريد القبلة الباردة الهادئة
من حب طاهرٍ غير دموي؛
لا أريد نعيم القديس الأبيض،
ولا قلب حمامة طاهرة.
لكن امنحني الحبّ الذي يعطي
ويضحك بلا قيود ضد لوم العالم كله،
جسدك الشاب والدافئ بين ذراعي
يحرق قلبي المسكين.

لذا قبلني بلطف بفمك الدافئ المبلل،
ما تزال تفوح منه رائحة النبيذ الياقوتي،
وقل بحماسة المولود في الجنوب
أنّ جسدك وروحك لي.
انتشلني بذراعيك الفتية الدافئة،
بينما تتألق النجوم الشاحبة في الأعلى،
وسنحيا شبابنا بعيدًا
بأفراح حبّ متفجّر بالحياة".
من جديد تشرق ابتسامتك | بيلين نونيّث

عودة

"رغبت لو أجد نفسي عميقًا
وأن أضيفني لسطح السماء،
عودة للمضي
للعب مع الأمواج
وأن أعود، أعود
وأعود".

إشراقة

"تصلين من عتمة المصباح.
مدججة بالغرقى والمزيج الباهظ.
تتزاوجين مع الزمن
وكما هو معتاد
لا أثر لي هنا.
تحرقك القبلات
وتتناولين حبوبًا لتنامين.
من جديد تشرق ابتسامتك
وأرى أن ساعة الرحيل قد حانت".

لبلاب

"اللبلاب المتسلق في بيتك
مثل أحد السباحين في لوحة لبيكاسو،
يعانق خضرة السماء.
الريح تدلك وجهك
والقمر التاريخي العتيق
بلا ماض ولا مستقبل،
حاضري هو هذا ولا غير".

حضور

"اليوم يتعرى
في عقدة اليد.
والنهر يتموج بأشكال فضية
مشكلًا خيوطًا من المياه،
ومتخمًا بالحبّ والذاكرة.
الشمس المضيئة تسوق أشعتها
لتجزئة المنظر.
الجميع يسبح في الضوء الخاثر
لقواقع الأمواج.
الرب في عليائه يعلن عن حضوره".

إلحاح

"مثل نشيد
يصل الصبا في ساعته المحددة.
يعاين، ينسق ويندفع.
مهما كان إلحاحنا
لا شيء بعيد عما نرغب به،
خفقان راياتنا
واندفاعنا
إعلان عن خيط حياتنا المستمر".
كيف يتكلم الحبّ؟ | إيلا ويلار ويكلوكس

"كيف يتكلم الحبّ؟
في الحمرة الخافتة على الخدِّ الواشي،
وفي الشحوبِ الذي يليها؛
في الجفن المرتعش للعين المُتلافية،
- في الابتسامة التي تدفع الوالد للتنهد -
هكذا يتكلم الحبّ.

كيف يتكلم الحبّ؟
في خفقانِ القلب غير المنتظم،
ووحشة النبضات المحيطة
التي تقف عاجزة وتتألم،
بينما المشاعر الطارئة،
كالمراكب الشراعية الغريبة،
تبث جريانها القلق في الأوردة الدموية؛
دائمًا كالفجر، وبقوة الفجر الخاطفة -
هكذا يتكلم الحبّ.

كيف يتكلم الحبّ؟
في التجنب الذي نسعى إليه،
في الصمت المفاجئ والتحفظ عند الاقتراب-
في العين المتلألأة بدمعةٍ عالقة -
في الفرح الذي يبدو نظير الخوف،
حيث يثب القلب المرتاع في الصدر،
ويعرف ويُسمّي ويحيّي ضيفه الشبيه بالإله -
هكذا يتكلم الحبّ.

كيف يتكلم الحبّ؟
في الخنوع النامي فجأة بروح الكبرياء
- في التواضع المزروع بالقلب المتكبر؛
في البريق الغامض واللطيف الذي يغمر العالم بالجمال،
في التشابه الذي تتعقبه العيون المتولهة
في كل الأشياء النزيهة على وجه عاشق؛
في اللمسة الخجولة للأيدي التي ترتعش وترتجف؛
بنظراتٍ وشفاهٍ لا يمكن أن تتلاشى بعد الآن -
هكذا يتكلم الحبّ.

كيف يتكلم الحبّ؟
في الكلمات الجامحة المُتَمتمة بخوف،
تتضاءل خجلًا في الصمت؛
في النار حيث تتصادم نظرات الخاطفة،
وميضٌ يتسارع عاليًا فعاليًا،
كالبرق الذي يسبق العاصفة العاتية؛
في السكون العميق الحاني
في المد الدافئ المليء بالعاطفة
الذي يكتسح الأوردة الخافقة،
بين شواطئ البهجة والآلام الشديدة؛
في العناق حيث يذوب الجنون في النعيم،
وفي الاختطاف المتشنج للقبلة -
هكذا يتكلم الحبّ".
Channel photo updated
الرجال الحزينون | بيداد بونيت

"الرجال الحزينون يخيفون الطيور الهاربة،
المبتعدة عن طريقهم.
يهطل الغيم
على جباههم الكئيبة
وتتناثر شظايا من الرذاذ المعتم.
الزهور تذبلُ
في حدائق الرجال الحزينين أولئك الذين
تغري منحدراتهم بالموت.
بينما
تولد النساء القابعات داخل المرأة جميعهن
في وقت واحد
عندما ترصدهن العيون الكئيبة للرجال الحزينين.
مرة أخرى
تفتح المرأة ذراعيها
واهبة حليبها الدافئ
للرجل الحزين.
وبحماسة تقبل الطفلة التي تسكنها
يديه الأبويتين المقفرتين والعقيمتين.
عندما تمشي بصمت في المنزل
تضيء أيامه الكالحة وتخيط
كل الجراح في صدره.
وكجناحين
تهب يديها للرجل الحزين
لكنه يصم أذنيه عن موسيقاها.
في تلك اللحظة،
لا توجد امرأة أكثر وحدة،
أكثر حزناً ووحدةً،
من تلك التي تريد أن تحب رجلًا حزينًا".
بلا بوصلة | أوسكار هاهن

"ستمرُّ هذه الأيامُ كما مرَّت
كل الأيام الصعبة من الحياة
ستهدأ الرياح التي تعصف بك.
سيقف الدم في جرحك.
الروح الهائمة ستعود إلى عشِّها
ما خسرناه أمس سنعثر عليه.
ستستقبل الشمسَ بلا بُقعٍ
وستشرق من جديد في جانبك.
وستقول أمام البحر:
كيف استطعتُ
غارقًا وتائهًا بلا بوصلة
أن أصل إلى البرِّ وأشرعتي منكسرة؟
ويقول لك صوتٌ: ألا تعرف؟
إنَّ الريح نفسها التي هدَّمت سفنك
هي التي تجعل النوارس تطير".
بعيدًا؛ أُقبّلك أكثر | بيدرو ساليناس

"البارحة قَبّلتُ شفتيك.
قبلتُ شفتيك. كثيفةً،
محمرّة. كانت قبلة قصيرة،
استمرت لفترة أطول من صاعقة البرق،
أكثر من كونها معجزة.
بعد منحِها لك،
لم أعد أرغب فيها على الإطلاق،
لم أعد أرغب فيها كما كانت من قبل.
هكذا بدأَت، وانتهَت بها.

اليوم أُقبّلُ قبلة.
أنا وحدي مع شفتيّ.
لم أضعهما في فمك، لا، ليس بعد الآن..
- إلى أين هربتِ مني؟ -.
أضعهما في القبلة التي أعطيتكِ إياها البارحة،
في الأفواهِ اللاتي قبّلن بعضها.
وهذه القبلة تدوم أطول
من الصمت، من النور.
لأنها لم تعد لحما
أو فَمًا أقبّله، ذلك الذي يفرّ مني، يهرب.
لا،
بعيدًا، أقُبِّلكِ أكثر".
الطيور؛ أمواج من الأجنحة | بيدرو ساليناس

"الطائر؟ الطيور؟
هل هناك طائر واحد في العالم
يُحلّق بألف جناح،
ويغني، دائمًا لوحده، تغاريد لا نهائية؟
هل الأرض والسماء مرايا؟
هل الهواء مرآة الهواء،
وهل يُضاعف الطائر الفريد العظيم
عزلته بآلاف المظاهر؟
(ولهذا نسميها بالطيور؟*)
أو ربما لا يوجد طائر أبدًا؟
وهل هي،
جمعٌ هائلٌ قاتل، مثل البحر،
قطيعٌ لا يحصى، أمواج من الأجنحة،
حيث تسعى العين وتريد الروح
أن تميز حقيقة الطائر المنفرد،
من جوهره اللامتناهي، من الجمال الأوحد؟".

____________________
pajaro*
كلمة إسبانية تعني طير مشتقة من اللاتينية passer وتعني المرور أو الزوال، وقد يعني الشاعر هنا بأن أصل تسمية الطير يحيل بالضرورة إلى حالة العبور أو التغير عوضا عن الثبات.
ترنِيمَةٌ للمَسَاء | هوراس سميث

"بطيئًا يفنى الضوءُ النهارِيّ،
وبطيئًا ينزلُ الشفقُ الكئيب،
يا ربُّ، قبل أن تهبطَ ظلالُ الليلِ المظلمة،
نوِّر عالمَنا بنعمائكَ وبركتِك.

أرسِلِ الأملَ للساهرِ حتّى الفجر،
الهدوء لمن يشقى في العواصف،
السلوانَ لصدورٍ مفجوعَةٍ بالقلقِ،
والرقادَ والسلامَ للمتعبين.

القوّةَ للمنهكينَ والمستضعفينَ،
الرحمةَ للخطّائينَ، والأتقياء.
العزاءَ للمعذّبينَ الأشقياء،
والحياةَ الأبديّة للمحتضرينَ.

يا مخلِّصَنَا الحبيبَ، اِحفَظنَا، واحمِنَا،
آمنينَ في ليلِ الشكِّ والخوفِ؛
حتّى يطلعَ من بواباتِ الشرقِ الرمادِيَّةِ
النهارُ الأبديُّ من الظلامِ القاتِمِ.
آمين".
أمور تشبه البيت | نيكيتا جيل

"أمور تشبه البيت:
رؤية القمر في ليلة لا نجوم فيها
الاستماع إلى أغنية قديمة محببة لم تسمعيها لسنوات
رشة خفيفة من عطر لم تشميه منذ وفاتهم
استرجاع ذكرى شاركتها مع جدتكِ
العثور على قميص حبيب غاب قبل وقت طويل
رائحة المطر في الأوقات كلها
تناول قطعة من كعكة، أمكِ - وحدها - من تجيد إعدادها
التمكن - أخيرًا - من إتقان وصفة تتوارثها نساء العائلة
التأمل فيما أصبحتِ عليه في حجرة نوم الطفولة
مشاهدة تغير الفصول من نافذتكِ
النظر إلى نفسك في المرآة فلا ترين إخفاقًا.. وإنما غدًا واعدًا".
محبوبي | فروغ فرخزاد

"محبوبي
بجسده العاري السمج
واقف على ساقيه القويتين
مثلما الموت
الخطوط المضطربة المائلة
تلاحق قامته الشامخة
ببنيته
كأن
محبوبي
كأنه ينتمي للأجيال المنسية
كأن تتاريا في بؤبؤ عينيه
يتربص بفارس مجهول
وفي وميض أسنانه، الطري
ثمة بربري ينساق إلى دم الفريسة الدافئ
محبوبي
مثل الطبيعة
ذو مفهوم حتمي وصريح
وبانتصاره عليّ، يصادق على قانون القدرة السليم
حر بعنفوان هو
مثل غريزة سليمة
في قلب جزيرة مهجورة
يزيل بخرق مستلة من خيمة ليلى
غبار الشارع عن حذائه
محبوبي مثل إله
في معبد في النيبال
كأنه وحيد منذ بدء الخليقة
رجل من القرون الماضية
دليل ساطع على مبدأ الجمال
مثل رائحة الطفولة
يوقظ على الدوام الذكريات البريئة
ومثل أغنية شعبية بهيجة
يفيض بالقوة والتعري
بإخلاص يحب ذرات الحياة
وذرات التراب
والأحزان الناصعة للبشرية
بإخلاص يحب
نيسما قرويا
شجرة
علبة آيس كريم
وحبل الغسيل
محبوبي
إنسان بسيط
في مملكة الغرائب المشؤومة
خبأته بين بتلات نهديّ
كآخر دليل على ديانة مدهشة".
أنا من هي غائبة | دينيس ليفرتوف

"لستَ أنتَ
يا إلهي، بل أنا من هي غائبة.
في البدء
كان الإيمان فَرَحًا طويتهُ في سريرتي،
مُتسللّةً وحدي
إلى الأماكن المقدسة:
نظرةً خاطفةً، ثم الذهاب
والرجوع، دائريًا من ثَمّ.
ومنذُ ذلك الحين، نطقتُ باسمك
لكنني الآن
أتفادى حضورك،
أتوقف
لأفكر بكَ، وإذا بعقلي
ينطلقُ هاربًا على الفور
-كما تفعلُ سمكةٌ صغيرة،
هاربًا إلى الظلال، إلى التماعاتٍ تتهجّد
دون كلالٍ فوق تموجات النهر العابر.
إن نفسي لا تقرُّ لحظةً واحدةً، بل تطوف إلى
أيّ مكان، كلّ مكان يصدُفها.

لا أنتَ، بل أنا، من هي غائبة
أنتَ الجدول، النور، الظلُّ الخفّاق
إنّك الحضور اللامتحوّلُ الذي فيه
يتحرك كل شيء ويتحوّل.
كيف لي أن أُركز اختلاجي، لأرى
في قلب النافورة
الياقوتةَ التي أعرفُ أنها هناك؟".
Nicholas Hely Hutchinson
ما زلت معي | محمود درويش

"صحيحٌ أنّكِ لستِ عندي الآن، لَكنّكِ ما زلتِ معي. أسمع صَوتكِ يعوم في نور عينيك، أتكئ على كتفكِ، أتناول الطعام وإياكِ وأضغط على يدكِ المستقرة بيدي كعصفور لا يرغب أن يطير. إلى أين يطير؟ مِن عِنْدي إِلى عِنْدي. تَمَارِي أراكِ وأشعر بك كل لحظة، بوسعكِ أن تخلدي للنوم بهدوء دون أحلام مزعجة وبلا ظنون. أنتِ في غرفتي، داخل سريري، في حقيبتي، في كتابي، في قلمي، في قلبي وفي دمي. ثَمّة أمر جديد أريد أن أكشفه لك فلا تندهشي، اليوم حدّقت بالِمرآة وشاهدت مَحْمودًا جديدًا، أكثر حلاوة وصحة وسعادة. تَمَاري، لن أسألك هذه المرة متى نلتقي؛ لأننا معًا".
_____________________
مقطع من رسالة لمحمود درويش إلى حبيبته اليهودية "تَمَار بَن عامِي" أو "رِيتَّا" كما كان يسميها.
خُلق ليبقى | چوي هاجرو

"شمس تجعل اليوم جديدًا
في الأرض نباتات خضراء يانعة
طيور تغني في مكانها
في السماء
لا أود أن أكون في أي مكان إلا هنا
أميل إلى إيقاع قلبك
لأرى إلى أين سيأخذنا
تلفنا رياح جنوبية دافئة
أربط ساقي بساقك ونعدو معًا
نحو مخيم أسرتنا القديم
يسألون: أين كنت؟
ما الذي أخرك كل هذا الوقت؟
ثم في تلك الليلة
بعد الأكل والغناء والرقص
نرقد معًا تحت النجوم
نعلم أننا جزء من غموض لا يوصف
أبدي
خُلق ليبقى".
ما الحياة إلّا جرح | أليخاندرا بيثارنيك

"هذا الهاجس المحزون الذي يُدعى؛ وجودًا هذه النزوة الكنينة التي تُدعَى؛ حياةً هذه الحياة تجرّكِ إلى قاعها يا أليخاندرا، لا تُنكري! اليوم ألقيتِ نظرةً إلى وجهكِ في المرآة وقد بثَّ ذلك في قلبكِ الحسرة والوِحشة دوّت الأنوار، وصدح الهواء إلّا إنّ محبوبك ما عاد..! ستبعثين الرسائل، ستبعثين الضحكات ستلوّح يداكِ أملًا في عودة محبوب القلب تصغين إلى الأصوات المغوية الممسوسة التي انتزعته منكِ.. على متن فُلكٍ يحضنه زَبَد البحر والطيور.. حيثُ خبى رنين الضحكات ألا تذكرين العناق الأخير؟! لا، لا التياع وحرقة فلتبكي ضحكًا وحشيًّا دافنةً مقلتيكِ بين طيّات المنديل وأوصِدي وجهك كي لا يعلم مخلوقٌ أنّكِ امرأةٌ حطّمها الحبّ.. تُشقيكِ النهارات وتفترسكِ الليالي ما الحياة إلّا جرح، جرح! أيّتها الفتاة الحزينة، فيمَ البؤس؟! أيّتها الفتاة الحزينة، لا بؤسَ بعد اليوم!".
السفر مع نفسي | أوسكار هان

"أينما أذهب،
وحيثما أتنقل،
لن يحدث شيء،
ولن يتغير شيء
لأنني آخذ نفسي معي.
لا أبقى في الخلف
لا أبتعد عني
أنا أحمل نفسي.
منزلٌ آخر، سماءٌ أخرى، زمنٌ آخر،
كلهم سواء، إنهم الشيء ذاته.
الحياة ليست في مكان آخر،
الحياة حيث أنت.

إن حمل نفسي في جميع أنحاء العالم
ليس بالأمر السهل،
كما أنه ليس سهلًا التخلص من نفسي،
أو ترك نفسي عالقًا في مكان ما،
لا، لستُ المُستحِمَّ هيراقليطس،
فأنا دائمًا أستحمُّ في نفس النهر،
وإذا كان هذا النهر يتدفق إلى البحر
الذي هو الموت،
فأنا ذاهبٌ معه هناك،
لأنني النهر،
ولكن، أيضًا البحر".

_______________
هيراقليطيس: فيلسوف يوناني، صاحب فكرة أن الحياة في تغير مستمر، ومقولة: "لا يمكن الاستحمام في النهر مرتين".
2024/11/29 03:06:40
Back to Top
HTML Embed Code: