Telegram Web
هروب الفصول | أندريه شديد

"أحببتك
في رعد الأنساغ
أحبّك
تحت ظلال السنين

أحببتك
في حدائق الفجر
أحبّك
في نهاية الأيّام

أحببتك
في احتضار الشمس
أحبّك
في رحمة المساء

أحببتك
في ومضة الفعل
أحبّك
في مصب الكلمات

أحببتك
في اندفاع الربيع
أحبّك
في مغامرة المواسم

أحببتك
في أحشاء الحياة
أحبّك
في بوابات الزمن".
سَغَب | ڨاليريا كانياتسو
 
"الجَنوبُ مسْقط رأسي، والحُبُّ هناك هو أنْ تكونَ على أُهْبة.
هذا ما علّمتنيه أمّي، بِسُؤالِها الأبديّ: "هلْ أكلْتِ؟"،
سؤالٌ صار امرأةً ومهْدًا.
بهذهِ اللُّغة نَنْجو من البُؤس، نَحْتمي من الفجيعة
تلْكَ الّتي تفْرِزها التّماثيلُ وتُكّمَّمُ بِها النَّوافذ،
هذا هو الحبُّ بالنّسبة لنا؛ هو أنْ نَمْحُو بأبْجَديَّة الطَّعام
رائِحةَ المَوْتِ الحاضِرَة أبدًا،
الخَبيئَة حَتّى في الدِّيدانِ الذَّهَبيَّة داخِل خِزانَة المَؤونة.
 
الحبُّ هو اليَقْظَة عندنا، قبْل أنْ يَكونَ عاطِفَةً
هو ألّا يُعاني الآخرُ السَّغَب. نملأ المَعِدة الفارِغة
في الجَوْف الكَوْنيّ الفارِغ الّذي هو العَالَم، كما علَّمونا،
بِما نمْلِك من اهْتِمام، مِنْ قلقٍ غير مُبَرَّرٍ، ومن ألمٍ مُسبَّقٍ
حتّى ندّفعُ كلّ ذلك عنّه – ألا لا قاسَيْتَ الجُوعَ أبدًا.
 
وحينما يكونُ شَبْعانًا، يأخُذُ الحُبُّ شَكلًا آخر
لا يُشْبهُ العَوْز، ولا الفاقَة ولا السَّغب
لا يُشْبهُ حتّى الحبّ – فنَشْعر بالرّضا عن حياتِنا
إذْ حتّى اليوم مَلَأنا مَعِدةً، تِلْك الأحبّ إلى قلوبِنا،
بسُؤال لا غَيْر.
 
لا يَموتَ من تَناول طعامَه، لا تمتَصّ الأَرضُ طاقَتَه.
وإنْ كانَ جَوابُه لا، آه يا حبيبي، يا إلهي الحاضِرُ أبدًا
لأنَّكَ لَصيقٌ بِثَدي الموت، اجْعلني نبْتةً، اجْعَلْني قمْحًا
فإنْ صَعُب على هذا الجَسَد، فاجْعلني وَرَقة نَعناعٍ
لكيْ أُنْعشَ قِواه، أو عَصير برتُقالٍ لأُبلٍّلَ شَفَتيْه –
سيكون حبّي، على الأقلّ، السُّكَّر في مائك".
نص | كارول آن دفي

"أميلُ إلى هاتفي المتحرّكِ
كطائرٍ جريحٍ.
نكتبُ نصًا ونصًا ثم نصًا
بكلامنا البليغِ.
أُعيدُ قراءةَ نصكَ الأولِ،
والثاني والثالثِ،
باحثةً عمّا حذفتَ قليلًا،
فأحسّ بالعبثِ.
ما نرسلُ من شفراتٍ
يصلُ بعاطفةٍ مكسورةٍ.
أحاولُ تصوّرَ يديكَ،
في صورةٍ مغبَّشةٍ.
ولا يضغطُ إبهامي شيئًا
قد يُسمَعُ يومًا".
لغز | ويتني هانسون

"أعتقد أني من النوع الذي
يقع الناس بحُبهم
سريعًا للغاية
وليس الأمر أنني أشتكي
ذلك أن من المُدهِش أن تُحَب
لكنني أيضًا هذا النوع من الأشخاص
الذين يهجرهم الناس سريعًا
بمجرّد ما يُدركوا
أن بركة المياه الجميلة
التي تساءلوا عنها
كانت في الحقيقة مُحيطًا
بتساؤلاتٍ جمة!
أتمنى لو أن صُحبتي
لا تجعل الناس يشعرون
كأنهم غرقى..
لُغزٌ ما يجذبهم
ولُغزٌ ما يأخذهم بعيدًا".
رائحة الذكريات | إيان س. توماس

"لم أخبر أحدًا بهذا من قبل قط
لكن، لكل ذكرى رائحة خاصة؛
أستطيع أن أخبركِ بما تتذكرينه من رائحتك

عندما تتذكرين طفولتكِ تكون لكِ رائحة التفاح
ورائحة الرماد والدخان عندما تتذكرين والدكِ
أما رائحة الشامبو فتهل عندما تتذكرين أمكِ
وعندما تنظرين إليّ،
وأجزم أنكِ تفكرين في آخر،
تكون لكِ رائحة الليمون

وأعرف، أن يومًا ما،
ستكونين بين أحضان آخر سواي
وسوف ينظر إليكِ
متساءلًا
لماذا لك رائحة ما قبل هطول المطر!".
Mariano Barbasán Lagueruela
نهداكِ؛ ترعيان مروري | زفونكو كارانوفيتش

"في العمل مع الله
أصبحت مروجه في الشوارع
انتظر الوحيدين واليائسين
في نفس البقعة دائمًا
في نفس المعطف الجلدي
في نفس الحذاء القذر
كبرت في الظلام
أراقب الهالة تشع
حول المختارين
مستعدًا دائمًا للانفجار في الزاوية
لأنقذ روحي وربما روحك أيضًا
وأرواح كل البشر
لكن أحدهم فعلها قبل فترة طويلة
مُنح الفرصة وصُلب
كل ما تبقى لي الآن
هذه الجدران الأربعة والمدينة
هذا كل ما لدي
منفيّ بين الناس
أبيع الحبّ
للمارة المكفوفين
سمفونية الجحيم
والأطفال السِمان
دائمًا جائع
أمشي
دائمًا في نفس الشارع
دائمًا بشفاه مشققة
دائمًا في نفس الجينز القذر
أنتِ تعرفينني
ولكنك لا تقولين مرحبا أبدًا
نهداكِ
ترعيان مروري
قميصك يقول لي:
الشعراء دائما ما يعبثون
بالخلود
هاتف الله يرن
لكنه لا يملك الوقت
للرد
حزم المعاناة وأرسلها للمؤمنين
المساعدات الإنسانية للقديسين
إنه يعتني جيدًا
بسيركه الحزين
يرن الهاتف
لكنه مشغول
ويدع الأمور تحدث
كما تشاء
وأنا أحمل
قلبي المليء بالشعر في علبة
دائماً في نفس الشارع
دائما في نفس الحديقة
دائما في نفس السترة الجلدية
بياقة مرفوعة
أردت إخبارك
أحياناً أشعر بالوحدة
عندما أقف
وأنظر مباشرة في عيون الناس
التي تعكس ألم
الكمان الحزين
في الضواحي الرمادية
الشهوة في كل مكان
الأرض ضجرة بالثقل
قميصي يقول:
المعاناة وحدها
تنتمي إلى البشر
أقف دائمًا في نفس الحديقة
أبيع حياتي
شيئًا فشيئًا
دائمًا لنفس الناس
نهداك يرعيان مروري
ودوامة الشغف المظلمة
العالقة خلف
مرثيات قديمة
أردت أن أقول لك
أنني اعتدت على العزلة
هي لا تؤذي
هي فقط تحرق
وإن شاء لشعلة الرغبة أن تشتعل
ستكون النهاية
النار هي الشيطان
شيطان بألف لسان جشع
يأتي شخصياً لأخذ
الروح
ويختفي بها
في العمل مع الله
أصبحت مروِجه في الشوارع
منفياً بين الناس
انتظر الوحيدين واليائسين
هذه وظيفتي الوحيدة
لا أملك ساعة
أو مفاتيح
أركن
سياراتي المستعملة الصدئة
خلف المبنى المجاور
أنتظر
دائمًا في نفس البقعة
دائما في نفس الحذاء القذر
دائما بياقة مرفوعة
أنت تعرفينني
لكنكِ لا تقولين مرحبًا أبدًا
لقد كبرت في الظلام
أحسد الرسامين
الذين يحولون الشخصيات الأرضية
إلى كائنات سماوية
أحسد
المشردين والمجانين
فهم لا يعبثون ابدًا مع البشر
أحسد الشيوعية والعقارات
فهم لا يشيدون يوماً بالمنتصرين
حديقتي هي مكان عملي
لا بد لي من جمع حصتي
أقف وأنظر حولي
دائما على استعداد
أيامي
متناثرة مثل ورق ملون
قُذف من أعلى ناطحة سحاب
ما زلت أسافر داخلي
دخلت عالم الخطوط الملتوية
مراياي
أصبحت أفقًا
رأسي
لا يزال
بيتي الوحيد
ست عشرة ساعة من التفكير يوميًا
لماذا يتوق أعظم الفلاسفة
ليكونوا شعراء
في غرفتي
المنفضة المعدنية
المليئة بأعقاب السجائر
وزجاجات البيرة الفارغة
ينتظرون بصبر حقائبهم
المستقبل مشرق ولا يطاق
بينما أزحف على طول الجدران المعزولة
أسمع أجراسًا
أحيانا أتمنى أن يُقبّل شخص ما
شفاهي المشققة
أحياناً أرى الظلال
تترك أشياءها
سأطالب
بيوم عمل أقصر
أجرٍ يومي أعلى
تدليك لقدمي
أحتاج إلى عناية
مسرح من المخمل
وراقصات عاريات
مع خناجر
هذا
هذا تماما ما أردت أن أقوله لكِ
المعاناة ليست نبيلة
وهي صعبة جداً
عندما تديرين رأسك بعيدًا
وتمرين بي
نهداك
تلمسانني
قميصك يقول
أشياء مزعجة فعلًا
أنت تعلمين ما أعنيه".
زوايا الأيام | كريستينا كامبو

"والآنَ بيْضاءَ أُريدُها أنْ تَعودَ كلُّ رَسائلي
ومَنْسيًّا يعود اسْمي، ومُوصدةً تَعودُ مَحاسِني،
أريدُ أنْ أسْتلْقيَ على زوايا الأيام
وأقودَ حَياتيَ إلى مُنْتصفِ اللَّيْل.
والوادِي الزَّهريُّ بأشْجارِ الزَّيْتون
والمَدينةُ المَنسوجَةُ بقِصَصِ عِشْقي
أُريدُها أنْ تَنْطويَ مِثْلَ كَفٍّ قَصيرة،
كَفِّي الّتي نَقَشَ المَوتى عَليْها آثارَهم.
آهٍ أيُّها الشَّرقُ الأوْسطُ المَمْدودُ في صَوْتِه،
أودُّ أنْ أصْحوَ في الطَّريقِ
ألّا لا ارْتَفع النَّظرُ إلى سَماءٍ غيْر سمائِه،
حَيْثُ فاضَتْ بَهْجةُ الحَياةِ".
خذيني | إيميليو نيغرو

"خذيني إلى غروب الشمس
عند الشروق سيكون الوقت متأخّرًا.
اقذفيني بقوّة، إلى تلك الأقاليم
حيث يبدأ النفَس.
خذيني بين الحصى إلى الشاطئ
ودَعيني بين الشقوق أتخفّى
وأزرعكِ زمنًا يهمس في أذني.
طعمك طعم الهواء والدوخة.
خذيني إلى غروب الشمس
عند الشروق سيكون الوقت متأخّرًا".
Channel photo updated
Ksenya Istomina
معدةُ الشِّعر | تجينغ شياو تشيونغ

"«هذه المعدة الجائعة، تبتلعُ قطارًا مُسرعًا». هكذا عبّرتُ منذ سنواتٍ عديدة عن العلاقة بين الشِّعر والعصر. لطالما اعتقدت أنَّ للشِّعر معدةً هائلة، باستطاعته هضم المطاط، الفحم، اليورانيوم، القمر، الحشرات، الطيور، تمامًا كالآلةِ في مصنع الأجهزة. كيف نجعل معدةَ الشِّعر تهضم بفاعلية قطار العصر، ليقدّم العلاقة بين الزمن والواقع، ويظهر الحياة الحقيقية وصورة المرآة الداخلية، ويجمع بين المبادئ والفن؛ لطالما كنتُ أبحث عن مثل هذه القصيدة الدافئة، هذا الدفء النابع من العيش بشكلٍ أخلاقي، النابع من الواقع، من الإنسان، النابع فنيًّا من الكلمات المُتجاهلَة من قِبل الآخرين، ومن الموهبة الداخلية للشِّعر".
كونيّةٌ هي مصادرُ الشِّعر | كينيث وايت

"أَنْظُرُ إِلَى الشِّعْرِ مِنْ زَاوِيَة أُنْثُرُوبّولُوجيّة وَكُوسْمُولُوجِيّة، وَلَيْسَ مِنْ زَاوِيَة أَدَبيّة. أَشْياء كَالْإِيقَاعِ واللُّغَةِ هِيَ فِي الوَاقِعِ كُوسْمُولُوجِيّة قَبْلَ أَنْ تَكُونَ أَدَبيّةً بِزَمَنٍ طَوِيل. عِنْدَمَا يَفْقِدُ الشِّعْرُ الوَعْيَ بِمَصادِرِهِ الأَصْليّة، يُصْبِحُ مُجَرّدَ أَدَبٍ... كَوْنيّةٌ هِيَ المَصادِرُ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ بَشَريّة وَأَدَبيّة بِزَمَنٍ طَويل. ثَمّةَ أَدَبٌ فِي بَعْضِ العُصُورِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِها، فِي بَعْضِ البُلْدانِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهَا. لَكِنْ ثَمّة دَائِمًا شِعْرٌ فِي مَكانٍ مَا. لَطَالَمَا كَانَ نِيتْشه يَشْتَكِي مِنْ ضَعْفِ الْإِيقَاعِ فِي البِنْيَةِ الشِّعْريّةِ لَدَى المُحْدَثِين.. وَهَذَا لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنّهُ كَانَ يُطَالِبُهُم بِتَعَلُّمِ نَظْم الشِّعْر، وَإِنّمَا مُجَرّد اصْطِحابِ أَحَدِهِمْ فِي نُزْهَةٍ عَلَى البَحْرِ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ هُوَ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ تَعْليمِهِ نَظْمَ الشِّعْر".
في مواجهة البحر | خاي زي

"منذُ اليوم، سأكون إنسانًا سعيدًا
أُطعمُ الخيولَ، أقطعُ الأخشابَ، أجولُ العالم
منذُ اليوم، سأهتمُ بالحبوب والخضراوات
لدي منزل في مواجهة البحر،
وقُربَه تتفتحُ الأزهارُ الربيعيةُ الدافئة.

منذُ اليوم، سأُراسلُ كلَّ أحبابي
وأخبرهم عن سعادتي
وما أنبأتني به تلك السعادةُ الخاطفة
سأنقلهُ إليهم
سأُعطي اسمًا دافئًا لكلِّ نَهَرٍ وجَبل.

أيها الغريب، أدعو لكَ بالخيرِ أيضًا
أتمنى لكَ مُستقبلًا مشرقًا
أتمنى أن يكون حبيبُكَ عائلةً لكَ في النهاية
أتمنى أن تنالَ السعادةَ في الدنيا
أمَّا أنا فأتمنى فقط أن أكون في مواجهة البحر،
مع تفتُّح الأزهارِ الربيعيةِ الدافئة".
مُتوازيةُ مالارميه | تياغو بونسي دي مورايش

"بين الفجر والسحر يرسمُ خطٌّ أزرقُ رقيقٌ وباهتٌ -
يُولدُ تحت السَّماءِ -
دائرةً كانتْ مَوجودةً، تَستلقي في مركزهَا، مثلما في مركز القصيدة بُحَيرةٌ، حِجَابٌ،
مثلَمَا تمتلكُه الحياة من فيْضٍ وتزامُنٍ.

ترغبين أن تستيقظي مثل هبُوبٍ بغتةً،
أو أن تنهَضي مِنَ العشْبِ مثلما ينعكسُ الفعلُ،
وإذن، في رسم تخطيطي للفضاءات قصدَ تحديد محيطِكِ
تُبْدينَ في قسماتِ وجهك ما تصوِّرُهُ قصيدةٌ ما.

ولا حتى الرِّيحُ التي تعانقكِ أو تجعلكِ شاسعةً أو تكشفُ عنكِ،
ولا كاهلكِ، هذه الخرائط أكْوامُ الحنين،
تَرِثُكِ دونمَا نواميسَ أو حدودٍ.

خطٌّ أزرقُ رقيقٌ وباهتٌ يرسمُ دائرةً:
وفي مركزِهِ ينفُرُ منْكِ - ويضغطُك ويتهجّى حروفَكِ دُون أنْ يقرأكِ -
بين قلقِ وغَمِّ صفحاتكِ البَيْضَاء".
بقعة شمس | كريستيان بوبان

"بعد عشرين سنة من غيابك ما يزال أرشيف قلبي في متناولي.
أتذكّر جرائمك. أراها الآن مثل البراءة. لم أكن مخطئاً. تنبثقين ضاحكةً من الآلام التي تلحقينها مثل انبثاق من الماء، معمَّدةً بالشمس، عيناك مخبولتان بميلاد جديد. وحتى أخطاؤنا علينا أن نرتكبها بيد حازمة. من المستحيل العيش بلا قسوة. أن تتنفّسي وأن تمارسي متعك هو بالفعل جَرح كائن ما من محيطك. النساء قاسيات، أليس كذلك؟ تماثيل العذارى دمويّة. تراوح في حيّز حرية مغلق، تقفز على السياج وتمضي لتضيع في الليل. بدونها لا حياة خطرة، لاحبّ، لا شيء.
وضحكتك عندما تتَّهمين: هي خلاص قارب إذ ينفصل عن الرصيف ويمضي لعرض البحر.
كنتُ أنا بقعة شمس في الغابة. أبداً، لم أكن قريباً من معرفة كلّ شيء.
كنتُ أنا هو أنتِ وكان نفس الإيحاء".
القرن الرابع | كريستيان بوبان

"هذا الشاعر الصيني الذي من القرن الرابع يُكلّمني كما لو أنّنا التقينا الآن في دكّان بيع السجائر. أسير في شوارع باريس. ذاك الشاعر على يساري وأنت على يميني نمشي معاً عبر كثافة الزمن. لا شيء أكثر سعادةً من التفكير في أولئك الذين قضوا: فهُم يعودون عبر التفكير فيهم ويكون الأمر كما لو انتصرنا في ليّ ذراع الموت، شاعرين بحلاوة الانتصار المؤقّت على الظلمات. الابتسامة التي فوق شفتيَّ هي ابتسامتك. والسماء التي فوق خدّي هي سماء القرن الرابع، برودة النهار".
أزرق | كريستيان بوبان

"لنبدأ من هذا الأزرق، إذا كنت لا تمانع. لنبدأ من هذا اللون الأزرق في صباح أبريل البارد. كانت له نعومة المخمل وبريق الدموع. أودُّ أن أكتب لك رسالة حيث لا يوجد فيها سوى هذا الأزرق. وستكون مثل الورق المطويّ في أربعة، الذي يلف الماس في حي الصاغة في مدينة أنتويرب، أو روتردام. ورقة بيضاء مثل قميص الزفاف، في داخلها حبيبات ملح ملائكي، ثروة من خرافات الأطفال، ألماس كدموع حديثي الولادة".
ملاك وخاطئ | كريستيان بوبان

"أسأل أحدهم عن الطريق فيتوّهني نحو جسر الموتى. بلاطة حجر غرانيت مرقَّط تُذكّرني بخدَّيك المتورّدين مثل سمك السلمون المرقَّط الهارب، عندما يصعد الخجل إلى روحك.
جالسة على مدرج منزل الطفولة، وأنت في الخامسة عشرة تقرئين رواية مرتفعات ويذرينغ، لمّا مرّ أستاذ الفرنسية بشارعكم وهنّأك بهذه المطالعة، نار الكتاب انعكست على وجهك وعلاك الاحمرار كما سوف يعلوك مستقبلًا آلاف المرّات، ملاك وخاطئ لا ينفصلان.
اقرئي، خُذي يدي، خُذي وجهي، وأوقاتي واحتياطي من الأمل وحوّلي كلّ ذلك إلى صمت، إلى دقيق جيّد من النور والصمت".
الملائكة كما أعرفها | كريستيان بوبان

"الملائكة كما أعرفها
ليس لها سوى شغل وحيد
هو منع، تعطيل
ومقاطعة الحياة العادية
منع توقُّف السيل الجاري للحياة
كما لو نقيم سدّاً على نهر
للحصول على زيادة قليلة من الماء والطاقة
ثمّ يُمكننا الاستئناف والمتابعة
بعد ذلك فقط يُمكننا سماع
بشارة العيش.
الملائكة ليست أشخاصاً
ليست سوى صمت
ومحض حرّاس
لو نُمعن النظر جيّداً
يمكننا أن نراهم أحياناً كثيرة 
في الحدائق العامّة
قرب امرأة 
منحنية على طفلها
أو قرب شجرة 
مائلة على ظلها".
2024/11/25 08:54:09
Back to Top
HTML Embed Code: