Telegram Web
اللهم لأجل صغار رُضع، وشيوخ رُكع، ونساء عُجز، ارفع عن غزة هذا البلاء، ورد هجوم الأعداء !!
شكت لي زوجتي من الشدة التي نعيشها، وقسوة الحرب التي قلبت حياتنا، فقلت لها؛ أتحبين أن تعيشي في أعظم قصور الدنيا، وكل كنوز الأرض تحت قدميك، وجميع ملذات الدنيا بين يديك، لكن بشرط واحد، أن يُسلب منك دينك !!
‏فقالت؛ لا والله، فالموت أحب إليَّ من ذلك !!
‏فقلت لها؛ أرأيت كم نحن في زحام من النعم، أن جعلنا الله مسلمين، وهدانا إلى صراطه المستقيم، فهل هناك نعمة أعظم من هذه ؟!
‏فقالت لا والله، فقلت لها، فصبر جميل، فغداً يُقال في جنة الأبرار، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار !!
الحرب على غزة تدخل شهرها التاسع، لا تعتادوا المشهد، فالله يرى ويشهد !!
‏وأنا أمشي في شوارع غزة، وأسير في أزقتها، وأتنقل بين خيامها، تكاد العبرة تخنقني حين أتأمل في وجوه أطفالها الكالحة، وأرى الشيب يغزو مفارق شعورهم، والجوع ينهش أجسادهم الضعيفة، وكأنهم قد كبروا خمسين سنة من كثرة الهم والغم !!
‏كيف لا، وهذه الأهوال التي يعيشونها تشبه أهوال يوم القيامة، الذي قال الله في وصفه، يوماً يجعل الولدان شيباً !!
‏اللهم أطفئ هذه الحرب لأجلهم، وعوضهم عن كل مُر مر بهم، وكل ألم ألمَّ بهم، واجعل أيامهم القادمة هانئة آمنة، لا خوف فيها ولا جوع ولا وجع !!
اللهم أبدل أصحاب هذه الخيام قصوراً في الجنة !!
لا توجد في حياة الخيام خصوصية بسبب تلاصقها، فأنت تسمع همس جارك، وتمتمات حديثه !!
‏فكيف إذا كان جارك قد أوتي مزماراً من مزامير آل داود، يصدح بالقرآن آناء الليل وأطراف النهار بصوته العذب الذي يبعث في القلب السكينة والأمان، ما أجمل التنصت حينها، وما أروع استراق السمع !!
‏أليس أهل السودان مسلمون مثلكم، فلماذا تخذلونهم، ولماذا تنسونهم، ولماذا لا تنقلوا أخبارهم، ولا تنشروا مآسيهم !!
‏لا يكن تعاطفك مع قضايا المسلمين انتقائياً، ولا حسب ما يطلبه الترند، فنحن أمة واحدة، وجسد واحد، إذا اشتكى مسلم في أقصى الأرض فإن ذلك يهمنا ويؤلمنا !!
‏أرجوك لا تسقط في هذا الاختبار، فطعم الخذلان أشد مرارة من العلقم، واسألوا أهل غزة إن شئتم، فقد ذاقوه وجربوه !!
اللهم كما أريتنا هلال ذي الحجة، فأرنا هلال الفرج والفرح في غزة !!
بابا اكتب للمسلمين، انه احنا ولعنا من الحر في الخيام، عشان يحسوا فينا !!
اللهم لا تأتي وقفة عرفة إلا وقد أوقفت حرب غزة، ولا يأتي العيد إلا وغزة في عيد !!
لا تقولوا كيف حالكم، ولا تسألوا ما هي أخباركم، نحن لسنا بخير !!
لولا هذا القرآن لطاشت عقولنا من هول ما نرى ونشاهد، كذلك لنثبت به فؤادك ❤️
لا زلنا ننتظر في غزة تلك الليلة التي لن ننام فيها من شدة الفرح، وعسى أن تكون قريبة !!
250 يوماً مرت على حرب غزة، هل لا زلت معها، تتابع أخبارها، وتتفقد أحوالها، أم أنك مللت منها ومن أخبارها !!
لقد حُرمت غزة من فرحة رمضان وعيد الفطر، فاللهم لا تحرمها من فرحة عرفة وعيد الأضحى !!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
شامتي الجميلة تصدح بالتكبير ❤️
اللهم إن هذه الحرب قد أُقيمت تحت سمائك وفوق أرضك، فضع أوزارها وأوقفها بأمرك !!
اللهم لا تغيب شمس عرفة إلا وقد جبرت أهل غزة جبراً يتعجب منه أهل السماء والأرض !!
افرحوا بالعيد كما شئتم، وانشروا السعادة كيفما أردتم، ‏لكن إياكم ومظاهر السرف والترف، والتباهي والبذخ !!
تجنبوا تصوير اللحوم والشحوم، وحفلات الشواء العائلية، والتفاخر بها عبر مواقع التواصل !!
‏تأدبوا في حضرة بلاء إخوانكم في غزة، واحترموا مشاعرهم، وأصوات قرقرة بطون أطفالهم، فإن ذلك يكسر نفوسهم العزيزة، ويشعرهم بالخيبة المريرة، وأنهم ليسوا على بال أحد !!
فلا تقهروهم فوق قهرهم، ولا تخذلوهم فوق خذلانهم !!
كنا نخبئ هذا الثوب الأبيض من أجل شامتنا الجميلة، أملاً في أن تلبسه حين نرجع إلى بيوتنا، فعيدنا يوم عودتنا، ولكن جاء عيد الفطر ونحن في الخيام، ثم جاء عيد الأضحى ونحن على نفس الحال !!
‏نسأل الله أن يعجل بالفرج، ويعوضنا عن كل لحظة حزن في هذه الحرب، عوضاً جميلاً لا يخطر على قلب بشر !!
2024/08/17 03:34:57
Back to Top
HTML Embed Code: