KAREEMAHELMY Telegram 311
بعضنا يخافون من رمضان ويفرون منه، وليس العكس .. وكلما تضاءلت الأيام الباقية = ازداد شعورهم بالانزعاج والقلق والرغبة في عدم مجيئه!
ودوافع ذلك كثيرة ..
منا من يرى ذلك إعلان فشل لأنه يعلم أن عهوده وخططه التي خرج بها من رمضان السابق لا تزال حبرًا على ورق أو خيالًا من خيالات النفس .. كرمضان السابق والذي قبله والذي قبله!
منا من يرى تقصيره وغفلته وقسوة قلبه، ويتساءل ماذا سيحصد في رمضان إن كان قد ضيّع البذر والسقاية كما يقولون!
منا من يخاف من أن تحاصره أصوات المآذن وزحامات المساجد وهمهمات المرتلين ومناجاة الساجدين، فتدفعه دفعًا للعبادة أو تأنيب الهروب منها مع شعوره بالكسل والملل والفتور وعدم الرغبة!
[كان هذا العام الماضي، وهذا العام ينبغي أن يخشى الإنسان على نفسه من غياب هذه الدوافع والمؤنبات والمحفزات، ويدفعه ذلك إلى مزيد من الحزم والبحث عن غيرها من المثبتتات]

هذه كلها قد تكون مشاعر طبيعية، وآلام نفسية منطقية، لكن ينبغي ألا تغفل عن أمور، منها:
- رمضان فرصة عظيمة بلا شك، لكنه ليس حلبة صراع، رمضان أثر من آثار رحمة الله ولطفه، سوق واسعة مليئة بالرحمة والمغفرة واللطف والنور والطُهر، استمتع بها واشتق إليها واشكر الله عليها واسأله بلوغها وقربها، ويمكنك أن تصيب قدرًا كبيرًا من خيرها بأضعف الأسباب، وستخرج رابحًا على أي حالٍ إن شاء الله، وإن كان الازدياد من الخير خيرًا بلا شك!

- أحيانًا قد يكون رمضان شهر حصاد، لكن أحيانًا أخرى قد يكون شهر تطهير، شهر تغيير، شهر اغتسال من أدران الدنيا وقترة الغفلة، وإن تكرر ذلك عامًا بعد عام، وهذا من أعظم المطالب وأجل الغايات وأنفس المنح!

- فشل خطط (ما بعد رمضان) ونكث العهود ونحو ذلك أمر محبط حقًا، لكن هذا لا يعني أن يحرم الإنسان نفسه من دفعة على الطريق، من فرصة لتجديد العزم، [استعن بالله ولا تعجز .. ولا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا]، اطو صفحة الماضي إلا من الدروس المستفادة، واتق الله فيما بقي = يغفر لك ما قد سلف.

- النفس كالإبل المعقّلة، تحتاج أحيانًا إلى الحزم كما تحتاج أحيانًا أخرى إلى اللين والتفهّم، والإنسان في مرحلة ما ينبغي أن يجر نفسه جرًا إلى النجاة وإن تألّم لذلك ..
كالمريض يطلب الدواء المر المؤلم ويشكر الله عليه لأنه يعلم أنه سبب لنجاته ..
كذلك ههنا ..
جر نفسك إلى خير رمضان جرًا .. انتفع بهذا الضغط النفسي الذي تسببه الأجواء الرمضانية لكي تشفى من إدمان الغفلة والكسل والخمول .. أعراض الانسحاب - كأي إدمان نفسي أو فسيولوجي - قد تكون مؤلمة ومزعجة، لكن هذا لن يجعلك أبدًا تكره الدواء أو تفر منه، لأنك علمت مسبقًا أن بعد هذا الألم والانزعاج ستذوق حلاوة الصحة وتستمتع بها!

أخيرًا .. انفض عنك هذا الشعور الآن واستفق .. استغل ما تبقى من شعبان - ولو دقيقة واحدة - للتهيئة النفسية وعقد المصالحة مع شهر رمضان .. ابدأ رويدًا رويدًا والله جل وعلا سيبارك في القليل إن رأى منك الصدق والشوق والمجاهدة والمصابرة



tgoop.com/kareemahelmy/311
Create:
Last Update:

بعضنا يخافون من رمضان ويفرون منه، وليس العكس .. وكلما تضاءلت الأيام الباقية = ازداد شعورهم بالانزعاج والقلق والرغبة في عدم مجيئه!
ودوافع ذلك كثيرة ..
منا من يرى ذلك إعلان فشل لأنه يعلم أن عهوده وخططه التي خرج بها من رمضان السابق لا تزال حبرًا على ورق أو خيالًا من خيالات النفس .. كرمضان السابق والذي قبله والذي قبله!
منا من يرى تقصيره وغفلته وقسوة قلبه، ويتساءل ماذا سيحصد في رمضان إن كان قد ضيّع البذر والسقاية كما يقولون!
منا من يخاف من أن تحاصره أصوات المآذن وزحامات المساجد وهمهمات المرتلين ومناجاة الساجدين، فتدفعه دفعًا للعبادة أو تأنيب الهروب منها مع شعوره بالكسل والملل والفتور وعدم الرغبة!
[كان هذا العام الماضي، وهذا العام ينبغي أن يخشى الإنسان على نفسه من غياب هذه الدوافع والمؤنبات والمحفزات، ويدفعه ذلك إلى مزيد من الحزم والبحث عن غيرها من المثبتتات]

هذه كلها قد تكون مشاعر طبيعية، وآلام نفسية منطقية، لكن ينبغي ألا تغفل عن أمور، منها:
- رمضان فرصة عظيمة بلا شك، لكنه ليس حلبة صراع، رمضان أثر من آثار رحمة الله ولطفه، سوق واسعة مليئة بالرحمة والمغفرة واللطف والنور والطُهر، استمتع بها واشتق إليها واشكر الله عليها واسأله بلوغها وقربها، ويمكنك أن تصيب قدرًا كبيرًا من خيرها بأضعف الأسباب، وستخرج رابحًا على أي حالٍ إن شاء الله، وإن كان الازدياد من الخير خيرًا بلا شك!

- أحيانًا قد يكون رمضان شهر حصاد، لكن أحيانًا أخرى قد يكون شهر تطهير، شهر تغيير، شهر اغتسال من أدران الدنيا وقترة الغفلة، وإن تكرر ذلك عامًا بعد عام، وهذا من أعظم المطالب وأجل الغايات وأنفس المنح!

- فشل خطط (ما بعد رمضان) ونكث العهود ونحو ذلك أمر محبط حقًا، لكن هذا لا يعني أن يحرم الإنسان نفسه من دفعة على الطريق، من فرصة لتجديد العزم، [استعن بالله ولا تعجز .. ولا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا]، اطو صفحة الماضي إلا من الدروس المستفادة، واتق الله فيما بقي = يغفر لك ما قد سلف.

- النفس كالإبل المعقّلة، تحتاج أحيانًا إلى الحزم كما تحتاج أحيانًا أخرى إلى اللين والتفهّم، والإنسان في مرحلة ما ينبغي أن يجر نفسه جرًا إلى النجاة وإن تألّم لذلك ..
كالمريض يطلب الدواء المر المؤلم ويشكر الله عليه لأنه يعلم أنه سبب لنجاته ..
كذلك ههنا ..
جر نفسك إلى خير رمضان جرًا .. انتفع بهذا الضغط النفسي الذي تسببه الأجواء الرمضانية لكي تشفى من إدمان الغفلة والكسل والخمول .. أعراض الانسحاب - كأي إدمان نفسي أو فسيولوجي - قد تكون مؤلمة ومزعجة، لكن هذا لن يجعلك أبدًا تكره الدواء أو تفر منه، لأنك علمت مسبقًا أن بعد هذا الألم والانزعاج ستذوق حلاوة الصحة وتستمتع بها!

أخيرًا .. انفض عنك هذا الشعور الآن واستفق .. استغل ما تبقى من شعبان - ولو دقيقة واحدة - للتهيئة النفسية وعقد المصالحة مع شهر رمضان .. ابدأ رويدًا رويدًا والله جل وعلا سيبارك في القليل إن رأى منك الصدق والشوق والمجاهدة والمصابرة

BY قناة كريم حلمي


Share with your friend now:
tgoop.com/kareemahelmy/311

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Click “Save” ; Members can post their voice notes of themselves screaming. Interestingly, the group doesn’t allow to post anything else which might lead to an instant ban. As of now, there are more than 330 members in the group. Choose quality over quantity. Remember that one high-quality post is better than five short publications of questionable value. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial)
from us


Telegram قناة كريم حلمي
FROM American