ليلة الخميس. ليس لدي زوجة أُلاعبها، ولا حبيبة أتصل على هاتفها وأتغزل بِها على الخطّ، ولا صديقات يرمين الأغاني في وجهي، أعود في نهاية الأسبوع إلى المنزل، أستحمّ مرة ومرّتين وثلاث، ثم أرتمي في الفراش مثل دودة، لا أتقلّب على السَرير، إنما أدور، ومن ثم أتنهد وأدخل في سبات.
- أرتدي قلبي في قدميَّ
وأمشي إلى حيثُ لا أحبّ
الحِذاء الذي في صدري.. ضيّقٌ
والمسافةُ زاويةٌ.. للبُكاء.
وأمشي إلى حيثُ لا أحبّ
الحِذاء الذي في صدري.. ضيّقٌ
والمسافةُ زاويةٌ.. للبُكاء.
منذ ساعات وأنا أحاول كتابة ما أشعر به، لكن بلا جدوى فالوجع مُخيف هذهِ المرة.
ولأول مرة أشعر أن الحزن الذي يحيط بي، وحش يبتلع الكلماتَ التي تحاول أن تصفه.
ولأول مرة أشعر أن الحزن الذي يحيط بي، وحش يبتلع الكلماتَ التي تحاول أن تصفه.
" وفجأةً ترى أنّك بالفعل أستهلكتَ نفسكَ كُليًا،تكلمت كثيرًا،شرحت أكثر، بررتَ بِما يكفي،ثم تأتي عليكَ لحظة وترى أنْ طاقتك قدّ نفذت، فَتتوقف عن الكلام وتبتعد عن الناس ."
رغبةٌ عارِمة فِي ترك كُلَّ شيء، كُلَّ شيء دُون اسْتِثْناء، رغبةٌ مُلحة فِي الاختفاء والابتعاد عَن الجميع-الجميع بمعنى الكلمة، وحتَّى الكتابة.
أوّد كثيرًا لو أبكي، ولكنّي أتذكّر أنَ لا شيئًا يستحقُّ تعبَ البُكاء، فأكتفي بالشرود والصمت.