tgoop.com/kfsallam/8562
Last Update:
القويّ منها للضعيف، وذوبان الضعيف منها في القويّ، فإن كنت ناصحًا أمينًا فقف على شُرفٍ معلنًا: ومما نأمله أن تتحرك شعوب الأمة فتعدِلَ بحكامها إلى الرشد والنجدة أو تعدِلَ عنهم إلى أهل رشدٍ ونجدة، أي: تخطو بهم أو تتخطاهم.
ولستُ بمكترثٍ بتلك المقابلات التي مللناها كما يملّ الأسير قيده ومرقده وطعامه، تقولون: إنّ إيران صاحبة مشروع، وإنّ إسرائيل صاحبة مشروع، أمّا نحن أهل السنة فبلا مشروع؛ وفي هذا الظرف (الدقيق!) ينبغي أن نوازن بين المشاريع، ولا شكّ أنّ المشروع الصهيونيّ أخطر من المشروع الإيرانيّ؛ فإذا تطاحن المشروعان المتضادّان فمع أيّ مشروع نقف؟ فما أسمج هذه (الفزورة)! من الذي قال إنّنا يجب أن نكون مع واحدٍ من العدوين المتعاديين؟ ومن الذي قال إنّهما عدوان متضادّان تضادّ الليل والنهار؟ ولماذا لا يكون هذا التضاد نسبيًّا وإنّ الأصل هو تزاحم قوى يدفع بعضها بعضًا حينًا ويفسح بعضها لبعض أحيانًا؟ ثم من الذي قال إنّ الأبعد دينًا هو الأخطر دائمًا؟ فمن المقرّر تاريخيًّا أن الصراع بين المذاهب أشدّ دموية من الصراع بين الأديان؟ وأوضح مثال على ذلك الحروب المذهبية التي دمرت أوربا قبل الحربين الكبيرتين، ولماذا نذهب بعيدًا؟ كم عدد الذين قتلتهم أيران وأذرعها من المسلمين في عقد واحد بالنسبة لمن قتلتهم إسرائيل في سبعة عقود أو يزيد؟ ثمّ هل نسيت أنّ العدو الظاهر أخفّ في خطورته من المتخفّي؟
يقول بعض الطيبين الذين نحبهم ونواليهم: “سنقاتل إيران حين تقاتلنا، أمّا حين تقاتل إيران إسرائيل فلنكن معها ضدّ إسرائيل”، وأقول له: أبشر؛ فقد قاتلتنا إيران وقتلتنا وإبادت منّا شعوبًا، وأحبطت ثورات وجهاد الشعوب في ثلاثة أقاليم هي أعظم أقاليم الإسلام والعروبة، أمّا أن إيران ستقاتل إسرائيل فهذا حلم يتراءى لنا كما يتراءى الطائر المحلق في السماء لجائع ليس ماهرًا في الاصطياد، وسلام على الطيبين.
BY م.خالد فريد سلام
Share with your friend now:
tgoop.com/kfsallam/8562