مواضيع دينية وعقائدية

إيّاك أن تترك الدُعاء مهما تأخّرت بوادر الإجابة ..
فهناك دُعاء من كثرة إلحاح صاحبهِ وشدّة توسّله وقوّة يقينه بالله؛ ‏غيَّر نواميس الكون لأجله وغَلب أقدارًا شارفت على الوقوع ! و‏كل ما انتشلك اليأس ووسوس لك الشيطان بأن الله لن يستجيب دعاءك فتأمل بقصة زكريا -عليه السلام- عندما دعا ربه وقال:

﴿قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا﴾

- فكان كل ما حوله لايهيئ له بأن دعوته ستستجاب ويجعله ييأس من إستجابة الدعاء لأنه
1- طعن بالسن
2- امتلئ رأسه بالشيب
3- وكانت أمرأته عاقر لا تلد

لكنه لم يكن عبدًا قنوطًا يؤسًا ..
واجتهد بالدعاء والتضرع لربه وقال هب لي من لدنك وليًّا،
مع عدم وجود مسببات ! وهل تحسب أنه استجيبت دعوته بطرفة عين ؟ كلّا، لأن الله يريد أن يختبر صدقه بالدعاء وحسن ظنه بربه، وقيل أنه مكث يدعو ربه 59 عام بلا كلل ولا ملل؛ فما الذي دفعه يدعو ربه كل هذه المدة ؟
الأجابة ﴿وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾ الأجابة بكل بساطة لأنه كان محسن الظن بربه وما أدراك ما يفعل اليقين وحسن الظن! قال الله -عزَّ وجلّ- في الحديث القدسي :
" أنا عند حسن ظن عبدي بي " .


فما خاب الخائب إلا بتقصيره في الدعاء وما خُذل المخذول إلا باستعجاله وتركه السؤال وما حُرِم المحروم إلا من استبطائه الفرج، وما أفلح المفلح إلا بلزوم الدعاء وإن جرى القدر على غير ما هوى؛ فلا يزال الدعاء يحفظ عليه قلبه من الزيغ ويدخله في الرحمة التي تتبدل بها المخاوف أمنًا والمكارة خيرًا ..

فتأكد أنَّ اللهَ إذا شاءَ أمرًا كان وتحقق؛ ولو رفضته قلوبُ كُلِّ أهلِ الأرض ولو عَدمت أسبابه ولو وقفَ كُلُّ شيءٍ في طريقه، فإذا شاءَ اللهُ أمرًا فلا مردَّ له ..
﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾

فعليكم بالإستغفار واليقين ولحّوا بالدعاء فإن الله لا يمل حتى تملوا، ودعوة المؤمن مستجابة لا محالة ما كان فيها إثم ولا قطيعة رحم،
إمّا يؤجلها الله لك بالآخرة
وإمّا يصرف عنك الشرّ بها
وإمّا تستجاب دعوتك .

وإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .

www.tgoop.com/kha2asl2dd/15224

521 viewsAug 24 at 18:32

إيّاك أن تترك الدُعاء مهما تأخّرت بوادر الإجابة ..
فهناك دُعاء من كثرة إلحاح صاحبهِ وشدّة توسّله وقوّة يقينه بالله؛ ‏غيَّر نواميس الكون لأجله وغَلب أقدارًا شارفت على الوقوع ! و‏كل ما انتشلك اليأس ووسوس لك الشيطان بأن الله لن يستجيب دعاءك فتأمل بقصة زكريا -عليه السلام- عندما دعا ربه وقال:

﴿قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا﴾

- فكان كل ما حوله لايهيئ له بأن دعوته ستستجاب ويجعله ييأس من إستجابة الدعاء لأنه
1- طعن بالسن
2- امتلئ رأسه بالشيب
3- وكانت أمرأته عاقر لا تلد

لكنه لم يكن عبدًا قنوطًا يؤسًا ..
واجتهد بالدعاء والتضرع لربه وقال هب لي من لدنك وليًّا،
مع عدم وجود مسببات ! وهل تحسب أنه استجيبت دعوته بطرفة عين ؟ كلّا، لأن الله يريد أن يختبر صدقه بالدعاء وحسن ظنه بربه، وقيل أنه مكث يدعو ربه 59 عام بلا كلل ولا ملل؛ فما الذي دفعه يدعو ربه كل هذه المدة ؟
الأجابة ﴿وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾ الأجابة بكل بساطة لأنه كان محسن الظن بربه وما أدراك ما يفعل اليقين وحسن الظن! قال الله -عزَّ وجلّ- في الحديث القدسي :
" أنا عند حسن ظن عبدي بي " .


فما خاب الخائب إلا بتقصيره في الدعاء وما خُذل المخذول إلا باستعجاله وتركه السؤال وما حُرِم المحروم إلا من استبطائه الفرج، وما أفلح المفلح إلا بلزوم الدعاء وإن جرى القدر على غير ما هوى؛ فلا يزال الدعاء يحفظ عليه قلبه من الزيغ ويدخله في الرحمة التي تتبدل بها المخاوف أمنًا والمكارة خيرًا ..

فتأكد أنَّ اللهَ إذا شاءَ أمرًا كان وتحقق؛ ولو رفضته قلوبُ كُلِّ أهلِ الأرض ولو عَدمت أسبابه ولو وقفَ كُلُّ شيءٍ في طريقه، فإذا شاءَ اللهُ أمرًا فلا مردَّ له ..
﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾

فعليكم بالإستغفار واليقين ولحّوا بالدعاء فإن الله لا يمل حتى تملوا، ودعوة المؤمن مستجابة لا محالة ما كان فيها إثم ولا قطيعة رحم،
إمّا يؤجلها الله لك بالآخرة
وإمّا يصرف عنك الشرّ بها
وإمّا تستجاب دعوتك .

وإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .

BY مواضيع دينية وعقائدية