KONISALAFIYAALALJADA Telegram 19032
الرد على شبهة دعاة بدعة المولد في قولهم: (إن الترك ليس بحجة!!!)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول اللهِ وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن مما أثاره دعاة بدعة المولد في هذه الأيام هو قولهم: (أن الترك ليس بحجة) ويقصدون أن ما تركه النبي -صلى الله عليه وسلم- فلنا أن نفعله ولا نتقيد بكون النبي عليه الصلاة والسلام تركه، فتركه لا يحتج به ولا يؤخذ منه حكم، هكذا أطلقوا القول وعمموه فلم يفهموا حكم ترك النبي -عليه الصلاة والسلام- لبعض الأفعال فتكلموا فيه بصورة خاطئة وبدون تفصيل ولا تبيين.
أو أنهم تعمدوا التلبيس على الناس نصرة لمذهبهم.
وقبل أن نشرع في بيان حكم الترك وما يؤخذ منه من أحكام، وبيان أن فيه سنة تتبع كما في الفعل سنة تتبع، قبل ذلك نود أن نبين ما يلي:
أولا: أن أهل الأهواء عموما يعتقدون ثم يستدلون، أي أنهم لما تتقرر في قلوبهم عقائد ومصدرها إما العاطفة وإما العقل المجرد وإما الذوق والوجد وإما المنامات أو ما تقرر عندهم من خلال دراستهم للفلسفة والمنطق وما يسمى بعلم الكلام، والمقدمات العقلية.
فلما تقررت في قلوبهم تلك العقائد ولا دليل عليها من كتاب ولا من سنة ولم يقل بها عالم معتبر، راحوا يبحثون لها عن أدلة ليتقووا بها، ولا يهمهم إن كان الدليل ضعيفا أو مجملا أو ليس فيه دلالة أصلا، لأن الامر قد تقرر عندهم وفرغ منه قبل وجودهم لما ظنوه أدلة، فسواء وجدوا دليلا أم لم يجدوا فالأمر عندهم سيان.
وكذلك فإنهم يفتشون في أقوال العلماء وفيما قرروه من أصول وقواعد، وما قالوه من كلام لعلهم أن يظفروا بأدنى كلمة أو زلة أو كلام مجمل لينصروا به مذهبهم.
وكذلك فإنهم يبحثون في كتب اللغة والمعاجم والغريب عسى أن يجدوا ولو في وحشي اللغة ما يسعفهم في بدعتهم.
وهم في حقيقة الأمر لا تهمهم كل تلك الأقوال ولا يرفعون بها رأسا ولا تغير شيئا مما تقرر عندهم كما مر آنفا ولكن ليصطادوا به عوام الناس.
ولا أدل على ذلك من أنهم يردون النصوص الصحيحة الصريحة في بيان السنن الثابتة بما لا يقبل الشك، فتراهم يعرضون عنها ويحرفونها ويلمزون من يتمسك بها، فهم أبعد الناس عن السنن وعن الأدلة وعن الأخذ بها فهم أتباع الهوى أولا وآخرا ولكنهم يريدون تمرير بدعهم بما ينسبونه للعلماء من أقوال، وإذا خالفهم العالم رموه بأبشع التهم ونسبوه إلى بغض الرسول وعدم محبته ورموه بالتشدد والتكفير والحشو والتجسيم والجمود والنصب وغير ذلك من التهم.
ثانيا: إن أهل الأهواء دائما يلجأون الى المتشابه والمجمل ويبتعدون عن التفصيل والمبين لأنه يفضحهم ويكشف بدعهم.
واتّباع المتشابه هو العلامة الفارغة لهم.
قال الله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَاۤءَ تَأۡوِیلِهِۦۖ وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّ ٰ⁠سِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ) ال عمران/7.
قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم) متفق عليه.
ثالثا: أما أهل السنة والجماعة فهداهم الله للحق فلا يتعبدون لله جل جلاله إلا بالدليل الصحيح الصريح في العقائد والعبادات فيستدلون أولا ثم يعتقدون ويعملون ثانيا، ويجمعون النصوص في الباب الواحد حتى يصلوا للحكم الشرعي الذي يحبه الله ورسوله، فلا يبترون النصوص ولا يحرفونها ولا يعطلونها لأنهم يتبعونها وبها يهتدون وعنها يصدرون، لا كما يفعل غيرهم من لي أعناق النصوص لتوافق مرادهم.
رابعا: الأصل هو الإستدلال على الأحكام الشرعية العلمية والعملية بالأدلة النقلية من كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويتبعهما الإجماع والقياس الصحيح.
أما القواعد والحدود فإنها يستدل لها لتكون صحيحة وكل قاعدة تخالف الدليل لا اعتبار لها وكما قال أهل العلم ترك ألف قاعدة أهون من ترك دليل صحيح.
وقد بين الله تعالى أن التشريع حق محض له ومن شرع مع الله فقد جعل نفسه شريكا لله قال الله تعالى; (أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰۤؤُا۟ شَرَعُوا۟ لَهُم مِّنَ ٱلدِّینِ مَا لَمۡ یَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِیَ بَیۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ) الشورى/21.
وقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم-: (إياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ) الترمذي عن العرباض رضي الله عنه.



tgoop.com/konisalafiyaalaljada/19032
Create:
Last Update:

الرد على شبهة دعاة بدعة المولد في قولهم: (إن الترك ليس بحجة!!!)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول اللهِ وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن مما أثاره دعاة بدعة المولد في هذه الأيام هو قولهم: (أن الترك ليس بحجة) ويقصدون أن ما تركه النبي -صلى الله عليه وسلم- فلنا أن نفعله ولا نتقيد بكون النبي عليه الصلاة والسلام تركه، فتركه لا يحتج به ولا يؤخذ منه حكم، هكذا أطلقوا القول وعمموه فلم يفهموا حكم ترك النبي -عليه الصلاة والسلام- لبعض الأفعال فتكلموا فيه بصورة خاطئة وبدون تفصيل ولا تبيين.
أو أنهم تعمدوا التلبيس على الناس نصرة لمذهبهم.
وقبل أن نشرع في بيان حكم الترك وما يؤخذ منه من أحكام، وبيان أن فيه سنة تتبع كما في الفعل سنة تتبع، قبل ذلك نود أن نبين ما يلي:
أولا: أن أهل الأهواء عموما يعتقدون ثم يستدلون، أي أنهم لما تتقرر في قلوبهم عقائد ومصدرها إما العاطفة وإما العقل المجرد وإما الذوق والوجد وإما المنامات أو ما تقرر عندهم من خلال دراستهم للفلسفة والمنطق وما يسمى بعلم الكلام، والمقدمات العقلية.
فلما تقررت في قلوبهم تلك العقائد ولا دليل عليها من كتاب ولا من سنة ولم يقل بها عالم معتبر، راحوا يبحثون لها عن أدلة ليتقووا بها، ولا يهمهم إن كان الدليل ضعيفا أو مجملا أو ليس فيه دلالة أصلا، لأن الامر قد تقرر عندهم وفرغ منه قبل وجودهم لما ظنوه أدلة، فسواء وجدوا دليلا أم لم يجدوا فالأمر عندهم سيان.
وكذلك فإنهم يفتشون في أقوال العلماء وفيما قرروه من أصول وقواعد، وما قالوه من كلام لعلهم أن يظفروا بأدنى كلمة أو زلة أو كلام مجمل لينصروا به مذهبهم.
وكذلك فإنهم يبحثون في كتب اللغة والمعاجم والغريب عسى أن يجدوا ولو في وحشي اللغة ما يسعفهم في بدعتهم.
وهم في حقيقة الأمر لا تهمهم كل تلك الأقوال ولا يرفعون بها رأسا ولا تغير شيئا مما تقرر عندهم كما مر آنفا ولكن ليصطادوا به عوام الناس.
ولا أدل على ذلك من أنهم يردون النصوص الصحيحة الصريحة في بيان السنن الثابتة بما لا يقبل الشك، فتراهم يعرضون عنها ويحرفونها ويلمزون من يتمسك بها، فهم أبعد الناس عن السنن وعن الأدلة وعن الأخذ بها فهم أتباع الهوى أولا وآخرا ولكنهم يريدون تمرير بدعهم بما ينسبونه للعلماء من أقوال، وإذا خالفهم العالم رموه بأبشع التهم ونسبوه إلى بغض الرسول وعدم محبته ورموه بالتشدد والتكفير والحشو والتجسيم والجمود والنصب وغير ذلك من التهم.
ثانيا: إن أهل الأهواء دائما يلجأون الى المتشابه والمجمل ويبتعدون عن التفصيل والمبين لأنه يفضحهم ويكشف بدعهم.
واتّباع المتشابه هو العلامة الفارغة لهم.
قال الله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَاۤءَ تَأۡوِیلِهِۦۖ وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّ ٰ⁠سِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ) ال عمران/7.
قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم) متفق عليه.
ثالثا: أما أهل السنة والجماعة فهداهم الله للحق فلا يتعبدون لله جل جلاله إلا بالدليل الصحيح الصريح في العقائد والعبادات فيستدلون أولا ثم يعتقدون ويعملون ثانيا، ويجمعون النصوص في الباب الواحد حتى يصلوا للحكم الشرعي الذي يحبه الله ورسوله، فلا يبترون النصوص ولا يحرفونها ولا يعطلونها لأنهم يتبعونها وبها يهتدون وعنها يصدرون، لا كما يفعل غيرهم من لي أعناق النصوص لتوافق مرادهم.
رابعا: الأصل هو الإستدلال على الأحكام الشرعية العلمية والعملية بالأدلة النقلية من كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويتبعهما الإجماع والقياس الصحيح.
أما القواعد والحدود فإنها يستدل لها لتكون صحيحة وكل قاعدة تخالف الدليل لا اعتبار لها وكما قال أهل العلم ترك ألف قاعدة أهون من ترك دليل صحيح.
وقد بين الله تعالى أن التشريع حق محض له ومن شرع مع الله فقد جعل نفسه شريكا لله قال الله تعالى; (أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَـٰۤؤُا۟ شَرَعُوا۟ لَهُم مِّنَ ٱلدِّینِ مَا لَمۡ یَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِیَ بَیۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ) الشورى/21.
وقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم-: (إياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ) الترمذي عن العرباض رضي الله عنه.

BY 🇲🇦كوني سلفية على الجادة🇲🇦


Share with your friend now:
tgoop.com/konisalafiyaalaljada/19032

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Although some crypto traders have moved toward screaming as a coping mechanism, several mental health experts call this therapy a pseudoscience. The crypto community finds its way to engage in one or the other way and share its feelings with other fellow members. The initiatives announced by Perekopsky include monitoring the content in groups. According to the executive, posts identified as lacking context or as containing false information will be flagged as a potential source of disinformation. The content is then forwarded to Telegram's fact-checking channels for analysis and subsequent publication of verified information. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) The Standard Channel In 2018, Telegram’s audience reached 200 million people, with 500,000 new users joining the messenger every day. It was launched for iOS on 14 August 2013 and Android on 20 October 2013.
from us


Telegram 🇲🇦كوني سلفية على الجادة🇲🇦
FROM American