tgoop.com/latnshor/584
Last Update:
جواب عن سؤال حول حديث انتشر في مواقع التواصل في فضل الدعاء للوالدين.
انتشر مقطع لبعض المشيخة يحث على الدعاء للوالدين، يذكر فيه أن ثمة حديثاً صحيحاً في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة أن الميت يُرفع درجةً في قبره فيفرح فرحاً لا تسعه الدنيا، فيقال له هذا بدعاء ولدك الصالح لك.
ويبدو أن الشيخ كان يتكلم من الذاكرة، فزاد في الحديث ما ليس منه.
قال أحمد في مسنده: "10610- حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنَّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك»".
فالحديث فيه أن الدرجة يرتفعها في الجنة وليس في القبر، ولا ذكر لفرحه، ولا تقييد في الخبر بالولد الصالح.
والخبر غايته أن يكون حسناً، غير أن حماداً اضطرب فيه، فتارةً رواه مرفوعاً وأخرى رواه موقوفاً من كلام أبي هريرة، كما عند ابن أبي الدنيا في «صفة الجنة».
وكذلك خالفه أبو عوانة، فرواه عن عاصم موقوفاً كما عند اللالكائي.
وكذا رواه أبو بكر بن عياش عن عاصم موقوفاً على أبي هريرة عند البخاري في «الأدب المفرد».
وربما الاضطراب من عاصم بن بهدلة فهو صدوق ولكنه يخطئ ويضطرب أحياناً، وإن ترجَّح وقفه فالخطب هين، لأن له حكم الرفع، فأبو هريرة لا يتكلم بهذا من عند نفسه.
ومعنى الخبر صحيح، يدل عليه حديث: «إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، أو صدقة تجري له، أو ولد صالح يدعو له» ولا شك أن دعاء الولد يرفع الدرجات، لأنه جُعل بمنزلة العمل.
ودعاء المؤمن للمؤمن كله بركة، غير أن دعاء الولد لوالديه باب بر، وما أحسن أن تجازي إحسان والديك بأن يجدوا ثواباً ورفعةً يوم القيامة جاءهم من جهتك.
وقد ورد في الحديث الصحيح: «لا يجزي ولدٌ والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه».
والعتق من النيران خير من العتق من الرِّق، وارتفاع منزلة المرء في الجنة خير من ارتفاعه في الدنيا من العبودية إلى الحرية.
وكم من ولدٍ يحرص على أن يعطي والديه المال ويحرمهما مما هو خير منه، وهو الدعاء والاستغفار.
BY لا-تنشر
Share with your friend now:
tgoop.com/latnshor/584