اللهم ارنا مناسك السعادة وارزقنا اتباعها، واجعل وصلنا بك وسعتنا بقربك ووفقنا لسؤالك ورجاء إجابتك أنت حسبنا ونعم الوكيل.

ما أسخفني وأنا أهرب مني إلي، وأنا ألقي بنفسي في بئر سحيق من الصمت الذي لا سيارة ترده فتخرجني منه، ولا ماء فيه فيغرقني..

هل نمارس لعبتنا المفضلة من جديد، أخبركم عن مجيء القمر وأدعوكم لرؤيته.

ووجها لم ينظر للسماء بغير قلق!

أتوقف عن البحث عنك، وقلبي يغالب حنينه‍، لكنني أتذكر حظي من الانتظار الذي لا ينتهي..

ما أقرب النجوم اليوم، قرب يغريك بضمها إليك، كلها.

تذكرني بي، والعمر يشرع أبوابه أمامي، والنهار يعجبني، وأجد في الطرقات أنسا، وفي العمل راحة، وأغني دون توقف، أنثر القصيد وأحكي القصص طويلة، وكم كنت أكره الانتظار، كان يرهقني، لا أقبله، وأقفز عبر المسافات والوقت هربا من ذلك السكون، الآن، كم يثير استغرابي تذكر ذلك كله.

تعبر إبرة المغذي وريدها بتؤدة شديدة، تنادي قطرة دم واحدة أن تسد نافذة الشك، وبينما يتآكل قلبي ألما وخوفا، لا تملك الإبر إلا أن تزهر في جوفها، فهي.. في رقتها، تغير كنه الأشياء، ورويت من بعد ظمأ طويل، لما تلألأ اللون الأحمر قانيا في طرف صغير لم أتصور وجوده، وجرى المغذي في جسدي وهو يسري في وريد أفديه بقلب كامل لو يبقيني معها، الذي يتعب محبا، أن الألم لا يتم مشاركته بصورة كاملة مهما أسرفت في المشاركة، لا تزال كفة تميل، ولا يمكنك مضاهاتها أبدا..
يسرق الشحوب نور خديها، وتتلف الحمى نسيما باردا ألفته يرسله شعرها كلما اقتربت، لكنها.. وبكل أمارات الرهق هذه، أجمل عندي من أجمل مرة رأيتها فيها، أدفن يدا هزيلة في راحتي يدي، حتى تئن لتخبرني بوعيها، وأنا الصحيح أبحث عمن يعيد لي وعيي وقد سلبه الخوف، هل يقاوم المرء علة لم تصبه، هل يشفى من مرض لا يمكن أن يثبته بالفحص ولا التشخيص، كيف يواجه ما لم يواجهه، كل ما علمته، أنني أقرب في كل لحظة يسافر فيها ذهنك أبعد، وأنني هنا، حنى تعودي.

المحبة صلة، والحب بلا وصل.. محض سفر طويل.

سعت السيدة هاجر بين الصفا والمروة بحثا عن الماء، فأرسل الله جبريل يضرب الأرض بجناحه لينبع الماء لا في الصفا ولا في المروة، ولكن حيث أراد الله، بالوقت الذي أراده الله وبالوجه الذي قدره الله، يا رب الأسباب سخر لنا من أسباب نملكها ما يسخر لنا أسبابك التي لا نملكها.

الحب قرار لا يقدر عليه قلب قلق، والحب إبحار طويل لاثنين معا، لا يهدد أحدهما الآخر بالغرق.. هذه النزعة للرحيل نصل لا يمكن أن يوضع في باقة ورد، ولا يجوز لمصاب به أن يدعي بقاءً أو يتعلق وعدا وهو.. خائف.

قُرب القمر هذا المساء، يبدو على مستوى النظر.. ليس بعيدا ينادى، بل قريب تفضي إليه بالسر همسا، فيخالط صوتك نوره، قرب يدفعك للسؤال، إن صعدت أنت إلى السماء، أو تدلى هو فقارب الأرض.

إني تعب فخذني إليك.

قيل لزين العابدين وهو من سادة التابعين وأعبدهم أن يبدأ بالتلبية ليدخل في الحج، فلم يجب، قال أخاف أن أقول لبيك فيقال لا لبيك ولا سعديك، ولما لبى سقط مغشيا عليه.

وعندما قرأ النبي الكريم قول الله عز وجل {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} ظنت السيدة عائشة أنهم العصاة، فقال النبي بل هم الصالحون يبذلون الطاعة ويخشون ألا تقبل منهم.

اللهم إن أمناك فلكرمك لا لطاعتنا، فلا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا.

حان وقت.. لعبة القمر، شاهدوه واطبعوا على صفحته الرسائل التي ترددتم في بعثها.

أعيادكم سعيدة ♥️✨

هل تركتني الكتابة؟
http://linalsamani.sarhne.com