Telegram Web
"احذر..
في إجازة العيد؛ لا تطل الجلوس في البيت!


لما أسنَّ أبو الأسود الدؤلي وكَبُر؛ كان يكثر الركوب إلى المسجد الجامع والسوق، ويزور صديقه.
فقال له رجل: يا أبا الأسود، أراك تُكثر الركوب وقد رققت وكبرت، ولا أحسب لزومك لمنزلك إلا أودع لك.

فقال أبو الأسود: صدقت، ولكن الركوب يشدُّ بضْعَتي، وأسمع من الخبر ما لا أسمع في بيتي، وأستنشي الريح وألقى الإخوان.

ولو جلستُ في بيتي؛ اعترَّ بي أهلي -أي: سقطت هيبتي-، واستأنس بي الصبي، واجترأت علي الخُدَّام، وكلمني من أهلي من يهاب كلامي، لأِلْفِهم إياي وجلوسي عندهم، حتى لعل العنز أن تبول علي فلا يقول لها أحدٌ: هس."



[ديوان أبي الأسود الدؤلي |أبو سعيد السكري: ٣٩]
كانت زوجة حبيب الفارسي توقِظه لِقيامِ اللَّيلِ وتقول:

قُم يا حبيب..
فإنَّ الطريقَ بعيدٌ،
وزادنا قليلٌ،
وقوافِلُ الصالحين قد سارَتْ مِن بين أيدينا،
ونحنُ قد بقينا!
وفِي القرآنِ سكينةٌ وسلامٌ وزوالٌ للهمومِ والأحزان.
𓂃 ִֶָ

يا مؤنسةً غالية، لا تميلي مع الريح حيثما هبّت، ولا تغترّي بسرابٍ قد يخطف البصر لكنه لا يروي الظمأ، فحافظي على جوهركِ، فهو أثمن من أن يُساوَم عليه، وأجلّ من أن يُبذل لمن لا يدرك قدره، فالأيام دول، والقلوب بيد خالقها تُقلب، ومن سعى إليكِ بحق، فمصيره الوصول، ومن استهان بجوهركِ، فموعده الزوال، فطهري القلب، وصوني العرض، فيا مَن وصفكنَّ الرسولُ عليه أفضلُ الصلاةِ والسلامُ: بالمؤنساتِ الغالياتِ، لا ترخصْنَ أنفسَكنَّ، بأفعالٍ تنأى عن الفضيلةِ.

- أمُّ عبدِ اللهِ.
لِيطمَئنَّ قلبُك
𓂃 ִֶָ يا مؤنسةً غالية، لا تميلي مع الريح حيثما هبّت، ولا تغترّي بسرابٍ قد يخطف البصر لكنه لا يروي الظمأ، فحافظي على جوهركِ، فهو أثمن من أن يُساوَم عليه، وأجلّ من أن يُبذل لمن لا يدرك قدره، فالأيام دول، والقلوب بيد خالقها تُقلب، ومن سعى إليكِ بحق، فمصيره الوصول،…
𓂃 ִֶָ

يطرقُ بابَ أبيكِ ثلاثًا، خفافًا بلا إلحاح؛ فإن فُتح له، فبالمودة والسلام، وإن أُغلق دونه الباب، انصرفَ في أدب، ثم عادَ في طلب، وسعى في رضاكِ بكل سبب، فلا ينالكِ إلا بمشقّةٍ وصبر، لأنكِ غاليةُ القدر، لا يليق بكِ إلا من يصونكِ ويحييكِ حياةَ كرام، ويكون لكِ عونًا في طاعة الملك العلام.

- أمُّ عبدِ اللهِ.
2_5231241248513212090
<unknown>
غَلَب الهَوَى فتَراهُ فِي أوقاتِه
حَيران صَاحِي بَل هُو السَّكران

إِن رَام قُرْبًا للحَبِيب تَفرّقت
أسبابُه وتَواصَل الهُجران

هَجَر الأقارِب والمعارِف علّه
يجِدُ الغِنى وعلى الغنَاء يُعان

ما ازْداد إلّا حيرَة وتوانِيا
أكَذا بِهم من يسْتجِير يُهان
« سُئِلَ ابنُ تَيمِيَة - رَحِمَهُ اللَّه -:
مَا دَوَاءُ مَن تَحَكَّمَ فِيهِ الدَاءُ، ومَا الإحتِيَالُ فِيمَنْ تَسَلَطَ عَلَيهِ الخَبالُ، ومَا العَمَلُ فِيمَنْ غَلَبَ عَلَيهِ الكَسَلُ، ومَا الطَرِيقُ إلى التَوفِيقِ، ومَا الحِيلَةُ فِيمَنْ سَطَت عَلَيهِ الحَيرَة، إن قَصَدَ التَوَجُهَ إلى اللَّهِ مَنَعَهُ هَواهُ..وإن أرَادَ يَشتَغِل لَم يُطَاوِعَهُ الفَشَل؟

غَلَب الهَوَى فتَراهُ فِي أوقاتِه
حَيران صَاحِي بَل هُو السَّكران

إِن رَام قُرْباً للحَبِيب تَفرّقت
أسبابُه وتَواصَل الهُجران

هَجَر الأقارِب والمعارِف علّه
يجِدُ الغِنى وعلى الغنَاء يُعان

ما ازْداد إلّا حيرَة وتوانِيا
أكَذا بِهم من يسْتجِير يُهان

فَأجَابَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:

دَوَاؤهُ الإلتِجَاءُ إلى اللَّهِ تَعَالى، ودَوَامُ التَضَرُع إلى اللَّهِ سُبحَانَه، والدُّعَاءُ، بِأن يَتَعَلم الأدعِيةَ المَأثُورَة، وَيَتَوخى الدُّعَاء فِي مَظَانِّ الإجَابَة، مِثلُ آخِرُ الَلِّيل، وأوقَاتُ الأذَان والإقَامَة، وَفِي سُجُودِهِ، وَفِي أدبَارِ الصلَوَات، ويَضُمُّ إلى ذَلِك الإستِغفَارُ، فَإنَّهُ مَن استَغفَر اللَّه ثُمَّ تَابَ إليه مَتَّعَهُ مَتَاعًا حَسنًا إلى أجَلٍ مُّسَمًّى، وليَتَخِذَ وِردًا مِنَ الأذكَــارِ طَرَفي النَّهارِ ووَقتَ النَومِ، وليَصبِر عَلَى مَا يَعرِضُ لَهُ مِنَ المَوَانِع وَالصَوارِف، فَإنَّهُ لا يَلبَث أن يُؤيدَهُ اللَّهُ بِرُوحٍ مِنه، ويَكتُبُ الإيمَانُ فِي قَلبِهِ.
وليَحرِص عَلَى إكمَالِ الفَرَائِضِ مِنَ الصَلَواتِ الخَمس بِبَـاطِـنـهِ وَظَاهِره فَإنَّها عَمُود الدِّينِ.

وليَكُنْ هجِّيرَاهُ: لا حَولَ وَلا قُوَةَ إلا باللَّه العَلِّيِّ العَظِيم، فَإنَّهُ بِها تُحمَّلُ الأثقَال، وتُكَابُد الأهوَال ويُنَالُ رَفِيعُ الأحوَال.

ولا يَسأمُ مِنَ الدُّعَاءِ والطَلَب، فَإنَّ العَبدَ يُستَجَابُ لَهُ مَا لَم يُعَجِل فَيَقول:
قَد دَعَوتُ فَلَم يُستَجَبُ لِي.

وَلَيعلَم أنَّ النَّصرَ مَعَ الصَّبرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وأنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا، ولَم يَنَل أحَدٌ شَيئًا مِن جُسَيمِ الخَيرِ - نَّبِيٌّ فَمَن دُونَهُ - إلا بِالصَّبرِ، والحَمدُ للَّه رَبِّ العَالَمِين ».

جَامِعُ الرَسَائِل ٧ / ٤٤٦
يقول ابن القيم رحمه الله :-
وقولهم: «من ترك لله شيئًا عوضه الله خيرًا منه»: حق، والعوض أنواع مختلفة؛ وأجلّ ما يُعوض به: الأُنس بالله ومحبته، وطمأنينة القلب به، وقوّته ونشاطه وفَرحه ورضاه عن ربه تعالى.

- الفوائد (ص107).
الدنيا واسعة؛ والعاقل من لا يُزاحم.

أكرِم نفسك، فعند الله مغانم كثيرة.
واعلم أنّ وراء ضيق الخوف سَعة الأمن، وأنّ أوّل الفرح آخر الحزن، فلا تيأس من فرجٍ يجلي كربتك، ويطلع نجم مسرّتك، فالله أخرج يوسف من ذلًة الرِّق، إلى عزّة العتق، ومن كُرب الحبس المرهق، إلى روح الملك المونق، ورُبَّ أمرٍ عزّ ثمّ هان، وصعُب.. ثم لان.
‏قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :-
"إذا أعياك الشيء وعجزت عنه؛ قل: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإن الله تعالى يعينك عليه"

- شرح رياض الصالحين (٥٢٢).
‏سيأتي يومًا تتعجّب فيه، كيف أنّ الله قد جمَعك بعد كل هذا العُسر والانغلاق بمطلبك وبكُل سهولة، ستتعجّب كيف أنّ المستحيل تيسّر وتحقق بأصغر التفاصيل التي رجوتها وستكون من الذين جبرهم الله قريبًا وستندهش بما سيُعطيك بحول الله وقوته وعظمته وتدبيره.
𓂃 ִֶָ

قالوا الجلباب أثقل، فخفّفوه، وأطول، فقصّروه، وأوسع، فضيّقوه، فما بقي منه إلا اسمه، وأصبح يُزاحم الثياب التي شُرِعت للزينة لا للسترة!

أفلا يتدبّرون قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59]

- أمُّ عبدِ اللهِ.
المظلومُ ظالمٌ!

كثيراً ما تجدُ النَّاس يذُمُّون من ظَلمهم، بل ويَدعُون عليه كذلك...
ولكن لا تجدُ لدعواتِهم أثرٌ، لماذا؟!
مع أنَّ النبي ﷺ قال لمعاذ بن جبلٍ -رَضِي اللهُ عنهُ:"...واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ".

وهذا الحديث ثابتٌ عند البُخاريُّ (١٤٩٦) واللَّفظ له، ولمسلم (١٩).

فما هو السَّبب؟ لماذا دعوةُ المظلوم في وقتنا الحالي لا تُستجاب؟

يُروى عن المقريزي -رحمهُ الله- أنه أجاب جواباً كافِياً على هذا السؤال، حيث قال في بيان سبب عدم استجابة الدُّعاء:
"سببُ ذلِكَ أن كُلَّ أحدٍ صارَ موصوفاً بأنه [ظالم]، لكثرةِ ما فشَا من ظلمِ الرَّاعي والرعِيَّة، وإنه لم يبقَ مظلوم في الحقيقة، لأنَّا نجدُ عند التَّأمُّلِ كل أحدٍ من النَّاس فِي زَمانِنَا وإن قلَّ يظلمُ في المعنَي الذي هو فيه مَن قدِرَ على ظُلمِهِ، ولا نجدُ أحداً يتركُ الظُّلمَ إلا لِعَجزِهِ عَنهُ، فإذَا قَدَرَ عليه ظَلَمَ، فبَانَ أنَّهُم لا يتركونَ ظلم من دونهم، إلا عَجزاً لا عِفةً".
‏"هناك عتبٌ يأتي دون كلام، يأتي صامتًا بعمق وجعه، يأتي على هيئة نظرةٍ طويلة، أو على هيئة انشغالٍ دائم يشبه التجاهل، عتبٌ به كل شيء إلا الكلام".
𓂃 ִֶָ


رحمَ اللهُ جدتي، فما سمعتها تذكرُ اللهَ في صلاتِها إلَّا سمعتُها تُناجي ربَّها في أواخرِ الركعاتِ، تُردِّدُ دعاءَها بخشوعٍ لا ينقطعُ، تهتفُ في صلاتِها وفي غيرِ صلاتِها: "اللهمَّ لا تُشمتْ بي عدوًّا، ولا تُمحِنْ بي صديقًا، اللهمَّ قطفةً نديةً، وخاتمةً مرضيةً"، فكأنَّها كانتْ تودِعُ أمنياتِها في خزائنِ الغيبِ، وتنتظرُ ساعةَ القبولِ، لا تغفلُ عن دعائِها، ولا تنسَى ما علَّقَتْ عليهِ رجاءَها. 

حتى كانَ لها ما تمنَّتْ، واستجابَ اللهُ دعوتَها، فكانتْ خاتمتُها كما طلبَتْ، إذْ صلَّتِ المغربَ، وبلغَها أذانُ العشاءِ، فبادرَتْ إلى الصلاةِ وقد أعدَّتْ حناءَها، كأنَّها تتزيَّنُ لاستقبالِ الضيفِ الكريمِ، ثمَّ أصابَها مغصٌ، فما لبثَتْ غيرَ ربعِ ساعةٍ، حتَّى أدركَها الأجلُ، فمضَتْ بطمأنينةٍ، لا ألمٌ يُعذِّبُ، ولا وجعٌ يُطيلُ المكابدةَ، بل كانتْ قطفةً نديةً، وخاتمةً مرضيةً، كما دعَتْ، وكما رجَتْ، وما كانَتْ إلَّا روحًا مُقبِلةً إلى رحمةِ ربِّها، وكانَ كفنُها مُهيَّأً منذُ سنينَ، تفتحُهُ كلَّ حينٍ، وتعرِضُهُ للشمسِ، كأنَّها تُعدُّ زادَ الرحيلِ، وتنتظرُ الموعدَ، بل حتى موضعُ قبرِها كانَ معلومًا لها، قدْ هيئَ لها كما أرادتْ، فنسأل الله أن يغفر لها ويرفع منزلتها في الفردوس الأعلى، ويجعل قبرها روضةً من رياض الجنة.

رحمَ اللهُ جدَّتي، وجعلَ مثواها جنَّةً عرضُها السماواتِ والأرض، وجمعَنا بها في مستقرِّ رحمتهِ، حيثُ لا فُرقةَ ولا فناءَ.

- أمُّ عبدِ اللهِ.
𓂃 ִֶָ

يا من يستلذّ بنقلِ الأخبارِ، وإذاعةِ الأسرار، ضاحكًا في سوقِ القيلِ والقال، اعلم أنّك الخاسرُ يومَ تجتمع الخصوم، وأنّ سهامَ القولِ تُصيبُ ولو غابت، وأنّ اللهَ لا يَخفى عليه أنينُ المظلوم، فلا تكن بثوب الوقارِ مستترًا، وأنت في الخفاءِ مروجًا للظنون؛ فللمظلومِ ربٌّ لا يُخَيِّبُ من توجَّه إليه، يكفيه أن يرفعَ كفّيه إلى السماء، ويقول: يا ربّ، أنت حسبي، وعندك تجتمع الخصوم.

- أمُّ عبدِ اللهِ.
لِيطمَئنَّ قلبُك
𓂃 ִֶָ الآنَ يا دُنيا عَرَفتُكِ فَاِذهَبي يا دارَ كُلِّ تَشَتُّتٍ وَزَوالِ.
𓂃 ִֶָ

في نهاية المطاف بل وفي كلّ مسير عسير يردّد المرء قائلًا: {فَٱقۡضِ مَاۤ أَنتَ قَاضٍۖ إِنَّمَا تَقۡضِی هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَاۤ}
𓂃 ִֶָ

فقلت: الكلمة مثل النصل، إن لم توضع في مكانها جرحت، والسكوت ليس عيبًا، العيب إنك تخرُج عن وقتك وتتكلم بغير لسان العقل.
شف، ما كل إقدام فيه فخر، ولا كل تراجع ذِلّه، الحكيم هو الذي يعرف متى يخطو، ومتى يثبت، ومتى يصبر، ومتى يرد، والذي يعرف لوقته، ما تضيع خطوته، والكلمة لها مقام، وإن ما وُزِنت، ثقلت على صاحبها قبل أن تجرح غيره.


- أمُّ عبدِ اللهِ.
قنـاتنَــا تُخرجك
مِنْ ضيقِ اليأسِ
إلى سعـة الأمَـل

قناة جميلة، أنصحكم بالانضمام إليها.
2025/07/13 23:01:50
Back to Top
HTML Embed Code: