tgoop.com/m3ziiz/1117
Last Update:
إلى أبطال غزة، قلوبنا وأرواحنا تهفو إليكم:
يا أيها الحصن الذي صمد في وجه العواصف العاتية، يا من نقشتُم على جبين الزمن أسمى معاني التضحية والصمود، أنتم النداء الذي يصدح في صمت الليل، والراية التي لم تسقط، أنتم القلب النابض لفلسطين خاصةً ولعز الأمة العربية الإسلامية عامة، والصخرة التي تكسّرت عليها أعتى موجات الاحتلال والظلم، دماؤكم الزكية، التي روت تراب الأرض، قد خطّت أعظم ملحمة، جعلت منكم أسطورةً حيةً تتحدث بها الأجيال. أنتم من جعل جراحه أوسمة فخر، ومن ابتسامته الحزينة أملًا للأمة بأسرها.
غزة، يا عروسَ البحرِ المتألّقة رغم الظلمات، كم كنتِ جميلةً وأنتِ تروين بدمائكِ الزكية حكاية وطنٍ يأبى الخنوع! كم من أمٍّ زفّت ابنها شهيدًا، وكم من طفلٍ حمل في عينيه حكاية وطنٍ مقطّع الأوصال، وكم من أبٍ ضمّ جسدَ صغيره ليجد فيه سلامًا وسط عاصفة القهر! أوجاعكم لم تُضعفكم، بل جعلتكم أشجارًا تزداد صلابةً كلما اشتدت العواصف، وجذوركم أعمق من أن تطالها أيادي الطغاة.
يا أصحاب الجراح النازفة، قلوبنا تنبض بما تنبضون، وأرواحنا متعلقة بكم؛ فنحن نراكم مرسى الأمل وموئل الكرامة. إنكم نجوم الليل التي لم ينطفئ بريقها، شموس الحق التي لم يخبو وهجها. بكم نعرف أن الصمود ليس مجرد كلمة، بل هو حياة. أنتم فيض النور وسط هذا الظلام، أنتم منارة الأمل عندما تتكالب علينا العتمة.
امضوا كما عهدناكم؛ قناديلَ لا تُطفأ، ورماحًا لا تنكسر، فقضيتكم عزةٌ للأمة بأسرها، والنصر وعدُ الله لكم، ولو بعد حين.
- محمّد عبدالعزيز
BY محمّد عبدالعزيز 🔻
Share with your friend now:
tgoop.com/m3ziiz/1117