tgoop.com/maajls/71
Last Update:
=
وقد أخبرنا الله أن الأمر ليس كما ذكروه، ولكنها اللعنة التي لعنوها!
وقد أخبرنا الله بأسباب لعن بني إسرائيل:
- رد الحق بعد المعرفة كما في الآية التالية.
- كتم الحق، كما قال سبحانه: {إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡتُمُونَ مَاۤ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَیَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَیَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ}، [سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٥٩].
- التحايل على الأوامر، {كَمَا لَعَنَّاۤ أَصۡحَـٰبَ ٱلسَّبۡتِۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولًا}، [سُورَةُ النِّسَاءِ: ٤٧].
- نقض الميثاق، كما قال سبحانه: {فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّیثَـٰقَهُمۡ لَعَنَّـٰهُمۡ}، [سُورَةُ المَائـِدَةِ: ١٣]
- ترك إنكار المنكر، قال تعالى: { كَانُوا۟ لَا یَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرࣲ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ (٧٩)
- تولي الكفار، قال تعالى: {تَرَىٰ كَثِیرࣰا مِّنۡهُمۡ یَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۚ}.
ثم قال سبحانه: {وَلَمَّا جَاۤءَهُمۡ كِتَـٰبࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُوا۟ مِن قَبۡلُ یَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَلَمَّا جَاۤءَهُم مَّا عَرَفُوا۟ كَفَرُوا۟ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡا۟ بِهِۦۤ أَنفُسَهُمۡ أَن یَكۡفُرُوا۟ بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡیًا أَن یُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَاۤءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبࣲۚ وَلِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ}.
ﻋﻦ ﻋﻠﻲ بن علي اﻷﺯﺩﻱ: "ﻓﻲ ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ: {ﻭﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻳﺴﺘﻔﺘﺤﻮﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭا}، ﻗﺎﻝ: اﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: اﻟﻠﻬﻢ اﺑﻌﺚ ﻟﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﻨﺒﻲ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: "ﺃﻥ ﻳﻬﻮﺩ، ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﻔﺘﺤﻮﻥ ﻋﻠﻰ اﻷﻭﺱ ﻭاﻟﺨﺰﺭﺝ ﺑﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺜﻪ. ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻌﺜﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﺮﺏ، ﻛﻔﺮﻭا ﺑﻪ، ﻭﺟﺤﺪﻭا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻭﺑﺸﺮ ﺑﻦ اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﺭ ﺃﺧﻮ ﺑﻨﻲ ﺳﻠﻤﺔ: ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻳﻬﻮﺩ، اﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﻭﺃﺳﻠﻤﻮا. ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺴﺘﻔﺘﺤﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻫﻞ ﺷﺮﻙ، ﻭﺗﺨﺒﺮﻭﻧﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺒﻌﻮﺙ، ﻭﺗﺼﻔﻮﻧﻪ ﻟﻨﺎ ﺑﺼﻔﺘﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻼﻡ ﺑﻦ ﻣﺸﻜﻢ ﺃﺧﻮ ﺑﻨﻲ اﻟﻨﻀﻴﺮ: ﻣﺎ ﺟﺎءﻧﺎ ﺑﺸﻲء ﻧﻌﺮﻓﻪ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻟﻜﻢ. ﻓﺄﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺛﻨﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎءﻫﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺼﺪﻕ ﻟﻤﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻳﺴﺘﻔﺘﺤﻮﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭا ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎءﻫﻢ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻮا ﻛﻔﺮﻭا ﺑﻪ ﻓﻠﻌﻨﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ}.
وفي قوله ﷻ: {بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡا۟ بِهِۦۤ أَنفُسَهُمۡ أَن یَكۡفُرُوا۟ بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡیًا أَن یُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَاۤءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبࣲۚ}.
للعلماء خلاف في الغضبين:
ويظهر أن غضب الله عليهم تارة لكفرهم، وتارة لسبب هذا الكفر وهو الحسد.
فإن من المعاصي ما يكون سببها معصية، فقد كفروا بمحمد ﷺ حسدًا أن تنال النبوة من ليس منهم.
وهكذا في كل معصية سببها معصية، كمن يغتاب حسدا، ومن يرد الحق كبرا، ومن يترك الصلاة لانشغاله بمعصية.
وانظر قوله تعالى: {بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡا۟ بِهِۦۤ أَنفُسَهُمۡ}، والشراء يطلق ويقصد به البيع، فقد باعوا أنفسهم بثمن بخيس!
وكل واحد منا بائع لنفسه بثمن، وفي صحيح مسلم: «ﻛﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻐﺪﻭ ﻓﺒﺎﻳﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﻌﺘﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻮﺑﻘﻬﺎ»!
فانظر ثمن نفسك! أين وضعتها؟ وفيم وضعتها؟ وما أهدافها؟ وما مشاريعها؟
وبهذا سترى نفسك
ومما تفرع على كبرهم، مقالتهم إذا دعوا ليؤمنوا بالنبي ﷺ: {وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ ءَامِنُوا۟ بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُوا۟ نُؤۡمِنُ بِمَاۤ أُنزِلَ عَلَیۡنَا وَیَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَاۤءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَهُمۡۗ قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِیَاۤءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ (٩١) ۞ وَلَقَدۡ جَاۤءَكُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَـٰلِمُونَ (٩٢) وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُوا۟ مَاۤ ءَاتَیۡنَـٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱسۡمَعُوا۟ۖ قَالُوا۟ سَمِعۡنَا وَعَصَیۡنَا وَأُشۡرِبُوا۟ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا یَأۡمُرُكُم بِهِۦۤ إِیمَـٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ (٩٣) }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٨٧-٩٣]
لما ذكر الله أنهم كفروا بالنبي ﷺ حسدًا، ذكر عذرا آخر: وهو وهم الاكتفاء بما عندهم من الحق.
فنقض الله عليهم هذا العذر بأمور:
- أولًا: كيف تكفرون بما وجدتم تصديقه لكتابكم، {وَیَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَاۤءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَهُمۡۗ}، فمن كذب بما يصدق كتابه، فقد كذب بكتابه.
- ثانيًا: نقض القرآن عليهم فأخبرهم أنكم إن كنتم ترون الكفاية في شرائع أنبيائكم؛ فلماذا كفرتم بما أنزل عليكم! وقتلتم الأنبياء؟!
=
BY رياض الصالحين القرآنيـة
Share with your friend now:
tgoop.com/maajls/71