MAAJLS Telegram 74
.


تفسير سورة البقرة من آية ٩٤ - إلى ٩٦

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلما ذكر الله سبحانه أثر الكبر ورؤية النفس ونتيجة وهم التميز؛ في رد الوحي، وما تفرع عن صفة الكبر هاته، من أقوالهم وأفعالهم الباطلة:
كقولهم: قلوبنا غلف، وردّهم الوحي لنزوله على العرب، ودعواهم الاكتفاء بما عندهم، ونقض عليهم كل ذلك، وألزمهم بلوازم تبين كذبهم، وخداعهم، وتجعل بني إسرائيل أمام أنفسهم، وأزال عنهم المعاذير، ورفع عنهم حجب الانحراف؛ ذكر خصلة أخرى مما لها تعلّق بكبر النفوس، وهو وهم تميزهم في الآخرة، وأن ثواب الآخرة لهم دون غيرهم، ثم ردّ عليهم دعواهم، وجعلهم أمام أنفسهم بالحجة، فقال:
{قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡـَٔاخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُا۟ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ (٩٤) وَلَن یَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ (٩٥) وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَیَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ۚ یَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ یُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن یُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ}

إنهم قوم يرون لأنفسهم منزلة عظمى، ويتمنون الأماني العريضة في الدنيا والأخرى مع عظيم التفريط، فهم قد جمعوا بين عظم الأماني والدعاوى ورؤية النفس، وعظم التفريط والانحراف.
وقد سبق من دعاوى اليهود {وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّاۤ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ}.
وﺣﻜﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ: {وَقَالُوا۟ لَن یَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا}
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١١١]}، ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻧﺤﻦ ﺃﺑﻨﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﺃﺣﺒﺎﺅﻩ}.

وفي هذه الآيات قد أكّدوا أرفعيتهم بأمرين:
{عِندَ ٱللَّهِ}، فقد رأوا أن اختصاصهم بالآخرة اختصاص قرب من الله.
ورأوا أن هذا الأمر خالص لهم دون سواهم، {خَالِصَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ}.

فلما زعموا أن الآخرة لهم، أي خيرها وحسنها، فجعل الله لهم معيارًا مهمًا في ذلك، وهو معيار الصلاح لكل أحد، فهو برهان جعله الله ليكشف لهم لأنفسهم، وهو كذلك لكل من أراد أن يرى حظ الآخرة عنده، وحظه من الآخرة، فقال: {قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡـَٔاخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُا۟ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ}.

ثم إن هذا في حال الحجاج والنقض، ولا يلزم أن يكون تمني الموت محبوبا ممدوحا، فقد جاء في شريعتنا، ففي الصحيحين ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ يتمنين ﺃﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺿﺮ ﺃﺻﺎﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻓﺎعلا، ﻓﻠﻴﻘﻞ: اﻟﻠﻬﻢ ﺃﺣﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﺧﻴﺮا ﻟﻲ، ﻭﺗﻮﻓﻨﻲ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻓﺎﺓ ﺧﻴﺮا ﻟﻲ».
وفيهما عن أبي ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻟﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪا ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺠﻨﺔ» ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻻ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻻ، ﻭﻻ ﺃﻧﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻤﺪﻧﻲ اﻟﻠﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻭﺭﺣﻤﺔ، ﻓﺴﺪﺩﻭا ﻭﻗﺎﺭﺑﻮا، ﻭﻻ يتمنينّ ﺃﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﻮﺕ: ﺇﻣﺎ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﻓﻠﻌﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺰﺩاﺩ ﺧﻴﺮا، ﻭﺇﻣﺎ ﻣﺴﻴﺌﺎ ﻓﻠﻌﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺘﺐ».
وفي السنن عند أبي داود والنسائي، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﺁﺧﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻠﻴﻦ، ﻓﻘﺘﻞ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻭﻣﺎﺕ اﻵﺧﺮ بعده ﺑﺠﻤﻌﺔ، ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻫﺎ، ﻓﺼﻠﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻢ؟» ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻟﻪ، ﻭﻗﻠﻨﺎ: اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻭﺃﻟﺤﻘﻪ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ!
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ : «ﻓﺄﻳﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺗﻪ، ﻭﺻﻮﻣﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﻮﻣﻪ».

فنهى عن تمنّي الموت لأمرين:
- أن يكون من التسخط على الأقدار.
- أنّه قطع لزمن العبادة، والتوبة، والازدياد في الطاعة.

ثم أخبر الله عنهم: {وَلَن یَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ ۝ وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَیَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ۚ یَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ یُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن یُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ}
فنفى عنهم تمني الموت، وأكّده بالتأبيد، ثم ذكر سبب ذلك: {بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡۚ}، لأن من عمّر آخرته أحب النقلة للعمران، ومن خرّبها كره الانتقال للخراب!
ولهذا من لم يتمن الموت لأنه يريد الازدياد في الطاعة، فليس داخلا في الذم، وفي الترمذي فعن ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮﺓ: ﺃﻥ رجلًا ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺃﻱ اﻟﻨﺎﺱ ﺧﻴﺮ؟
ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﻃﺎﻝ ﻋﻤﺮﻩ، ﻭﺣﺴﻦ ﻋﻤﻠﻪ»!
ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻱ اﻟﻨﺎﺱ ﺷﺮ؟
ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﻃﺎﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺳﺎء ﻋﻤﻠﻪ»!

ثم قال: {وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ}، والظلم هنا وصف وصفه الله بهم لأنهم ظلموا بدعوى ما ليس لهم بحق، فادعوا استحقاق الجنة، وكذبوا في ذلك، فوصفهم الله بالظلم.
=



tgoop.com/maajls/74
Create:
Last Update:

.


تفسير سورة البقرة من آية ٩٤ - إلى ٩٦

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلما ذكر الله سبحانه أثر الكبر ورؤية النفس ونتيجة وهم التميز؛ في رد الوحي، وما تفرع عن صفة الكبر هاته، من أقوالهم وأفعالهم الباطلة:
كقولهم: قلوبنا غلف، وردّهم الوحي لنزوله على العرب، ودعواهم الاكتفاء بما عندهم، ونقض عليهم كل ذلك، وألزمهم بلوازم تبين كذبهم، وخداعهم، وتجعل بني إسرائيل أمام أنفسهم، وأزال عنهم المعاذير، ورفع عنهم حجب الانحراف؛ ذكر خصلة أخرى مما لها تعلّق بكبر النفوس، وهو وهم تميزهم في الآخرة، وأن ثواب الآخرة لهم دون غيرهم، ثم ردّ عليهم دعواهم، وجعلهم أمام أنفسهم بالحجة، فقال:
{قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡـَٔاخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُا۟ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ (٩٤) وَلَن یَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ (٩٥) وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَیَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ۚ یَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ یُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن یُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ}

إنهم قوم يرون لأنفسهم منزلة عظمى، ويتمنون الأماني العريضة في الدنيا والأخرى مع عظيم التفريط، فهم قد جمعوا بين عظم الأماني والدعاوى ورؤية النفس، وعظم التفريط والانحراف.
وقد سبق من دعاوى اليهود {وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّاۤ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ}.
وﺣﻜﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ: {وَقَالُوا۟ لَن یَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا}
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١١١]}، ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻧﺤﻦ ﺃﺑﻨﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﺃﺣﺒﺎﺅﻩ}.

وفي هذه الآيات قد أكّدوا أرفعيتهم بأمرين:
{عِندَ ٱللَّهِ}، فقد رأوا أن اختصاصهم بالآخرة اختصاص قرب من الله.
ورأوا أن هذا الأمر خالص لهم دون سواهم، {خَالِصَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ}.

فلما زعموا أن الآخرة لهم، أي خيرها وحسنها، فجعل الله لهم معيارًا مهمًا في ذلك، وهو معيار الصلاح لكل أحد، فهو برهان جعله الله ليكشف لهم لأنفسهم، وهو كذلك لكل من أراد أن يرى حظ الآخرة عنده، وحظه من الآخرة، فقال: {قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡـَٔاخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُا۟ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ}.

ثم إن هذا في حال الحجاج والنقض، ولا يلزم أن يكون تمني الموت محبوبا ممدوحا، فقد جاء في شريعتنا، ففي الصحيحين ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ يتمنين ﺃﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺿﺮ ﺃﺻﺎﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻓﺎعلا، ﻓﻠﻴﻘﻞ: اﻟﻠﻬﻢ ﺃﺣﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﺧﻴﺮا ﻟﻲ، ﻭﺗﻮﻓﻨﻲ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻓﺎﺓ ﺧﻴﺮا ﻟﻲ».
وفيهما عن أبي ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻟﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪا ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺠﻨﺔ» ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻻ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻻ، ﻭﻻ ﺃﻧﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻤﺪﻧﻲ اﻟﻠﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻭﺭﺣﻤﺔ، ﻓﺴﺪﺩﻭا ﻭﻗﺎﺭﺑﻮا، ﻭﻻ يتمنينّ ﺃﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﻮﺕ: ﺇﻣﺎ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﻓﻠﻌﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺰﺩاﺩ ﺧﻴﺮا، ﻭﺇﻣﺎ ﻣﺴﻴﺌﺎ ﻓﻠﻌﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺘﺐ».
وفي السنن عند أبي داود والنسائي، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﺁﺧﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻠﻴﻦ، ﻓﻘﺘﻞ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻭﻣﺎﺕ اﻵﺧﺮ بعده ﺑﺠﻤﻌﺔ، ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻫﺎ، ﻓﺼﻠﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻢ؟» ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻟﻪ، ﻭﻗﻠﻨﺎ: اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻭﺃﻟﺤﻘﻪ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ!
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ : «ﻓﺄﻳﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺗﻪ، ﻭﺻﻮﻣﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﻮﻣﻪ».

فنهى عن تمنّي الموت لأمرين:
- أن يكون من التسخط على الأقدار.
- أنّه قطع لزمن العبادة، والتوبة، والازدياد في الطاعة.

ثم أخبر الله عنهم: {وَلَن یَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ ۝ وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَیَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ۚ یَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ یُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن یُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ}
فنفى عنهم تمني الموت، وأكّده بالتأبيد، ثم ذكر سبب ذلك: {بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡۚ}، لأن من عمّر آخرته أحب النقلة للعمران، ومن خرّبها كره الانتقال للخراب!
ولهذا من لم يتمن الموت لأنه يريد الازدياد في الطاعة، فليس داخلا في الذم، وفي الترمذي فعن ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮﺓ: ﺃﻥ رجلًا ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺃﻱ اﻟﻨﺎﺱ ﺧﻴﺮ؟
ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﻃﺎﻝ ﻋﻤﺮﻩ، ﻭﺣﺴﻦ ﻋﻤﻠﻪ»!
ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻱ اﻟﻨﺎﺱ ﺷﺮ؟
ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﻃﺎﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺳﺎء ﻋﻤﻠﻪ»!

ثم قال: {وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ}، والظلم هنا وصف وصفه الله بهم لأنهم ظلموا بدعوى ما ليس لهم بحق، فادعوا استحقاق الجنة، وكذبوا في ذلك، فوصفهم الله بالظلم.
=

BY رياض الصالحين القرآنيـة


Share with your friend now:
tgoop.com/maajls/74

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. bank east asia october 20 kowloon How to Create a Private or Public Channel on Telegram? As of Thursday, the SUCK Channel had 34,146 subscribers, with only one message dated August 28, 2020. It was an announcement stating that police had removed all posts on the channel because its content “contravenes the laws of Hong Kong.” For crypto enthusiasts, there was the “gm” app, a self-described “meme app” which only allowed users to greet each other with “gm,” or “good morning,” a common acronym thrown around on Crypto Twitter and Discord. But the gm app was shut down back in September after a hacker reportedly gained access to user data.
from us


Telegram رياض الصالحين القرآنيـة
FROM American