MAAJLS Telegram 95
وقوله: ﴿لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ یُحۡیِۦ وَیُمِیتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾.
وقوله: ﴿یُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۖ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾.
وقوله سبحانه: ﴿تَبَـٰرَكَ ٱلَّذِی بِیَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾.
وغيرها كثير.
وذلك أن تمام الملك بتمام القدرة على تدبيره، وتمام القدرة بوجود مملوك تظهر فيه آثار القدرة.

ثم قال: ﴿وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرٍ﴾، وهذا أسلوب يأتي كثيرًا في القرآن للتحذير، وهو هنا تذكير للمؤمنين أن الذي ينسخ الأحكام ويثبتها هو الولي سبحانه، الذي لا يجوز أن يتخذ من دونه ولي، فهو العالم بما يصلح عباده، وهو وليهم، وهو ناصرهم.
وفيه أن المؤمن يجب عليه أن يستحضر عند تلقيه للأحكام، أن يستحضر أن مشرعها هو الولي وهو النصير! فهل سيتلوى على الأمر؟ أو يثقل عليه الشرع؟


ولما كانت سورة البقرة هي سورة الاستجابة لأمر الله، قال ﷻ بعد ذكر مخازي اليهود، وما هم عليه من معارضات الأنبياء: ﴿أَمۡ تُرِیدُونَ أَن تَسۡـَٔلُوا۟ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن یَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِیمَـٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَاۤءَ ٱلسَّبِیلِ﴾.
وهي آية مركزية هنا، فإنه سبحانه لمّا بين الله لهم النسخ ومصلحته، وجوازه إذ هو داخل في قدرة الله وملكه، نهى الله المؤمنين أن يكثروا الاقتراحات على رسولهم، ونهاهم عن أسئلة بني إسرائيل، وطريقتهم في التعنت على أنبيائهم، وأسئلة الاعتراض على النسخ والمنسوخ.

وقد استشكل قوله: {ومن يتبدل الكفر}،
ولكن إذا علمت أثر تغيير الأحكام، وتبدل الآيات على النفوس علمت لماذا قال سبحانه ذلك، ﻭﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺘﺰﻟﺰﻝ ﻃﻮاﺋﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺗﺒﺪﻝ اﻵﻳﺎﺕ ﻭﺗﻨﺎﺳﻲ اﻷﺣﻜﺎﻡ ويثقل عليهم التحول عنه، كما وقع في تغيير القبلة. وسيأتي مزيد بيان لهذا الأمر بإذن ﷲ.

ﻭأيضا فمن أدمن الاعتراض على الوحي قاده إلى اﻟﻀﻼﻝ، ﻭدعاه إلى اﺳﺘﺒﺪاﻝ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻫﻲ خاتمة بني ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﻫﻲ الذي يود اﻟﻴﻬﻮﺩ أن يؤول إليه المسلمون.

ثم قال: ﴿وَدَّ كَثِیرࣱ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ لَوۡ یَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِیمَـٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُوا۟ وَٱصۡفَحُوا۟ حَتَّىٰ یَأۡتِیَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾.
فلما نهى الله عن مشابهة أهل الكتاب في تعنتهم وكثرة استشكالاتهم على الشرع؛ أتى السياق بمحرّض ينفّر المؤمنين عن حال أهل الكتاب، ويخبّث منزلتهم في النفس، فذكر الله أن اليهود ودوا لو كفر المسلمون، حسدا وبغيا.
وهذه عادة من عادات القرآن عند الحديث عن الكفار يعقب بتعقيب يستثير به الحمية الإيمانية، ففي سورة المائدة وفي سياق النهي عن موالاة الكافرين قال سبحانه: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ دِینَكُمۡ هُزُوࣰا وَلَعِبࣰا﴾، ليكون براء المؤمنين من الكفار مبنيًا على أمرين:
- الأمر الديني المحض.
- وللحمية لما ينالهم من الهزء والسخرية، وهو من الدين أيضًا.
ثم أتى ﷻ بصورة من صور هذا الاستهزاء يستدعي به شعور الأنفة في نفوس المؤمنين، وصورة الاستهزاء بالأذان تتخايل بين أعينهم، قال ﷻ: ﴿وَإِذَا نَادَیۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوࣰا وَلَعِبࣰا﴾


وقوله: ﴿حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّ﴾، ذكر أنّ علّةَ محبتهم الشر لنا الحسد! وهذا يزيد في شناعة متابعتهم!
فكيف تشابهون من يريدون لكم الشر، ومن يحسدونكم؟
وقد وصف الله حالهم هذا مع المؤمنين بأوصاف:
- أنه من الحسد.
- وأن هذه الرغبة بكفر المسلمين من عند أنفسهم، لخبث طويتهم، وفسادها، قصدا وعمدا، لا غفلة ولا خطأ، ولا لأنهم رأوا الحق في هذا، فقال: ﴿مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم﴾،
- أن إرادتهم الشر بكم وقعت عن علم، لا عن جهل وغفلة، فقال: ﴿مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّ﴾.
وقد وصف الله اليهود بالحسد في مواضع، كقوله تعالى: {أَمۡ یَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَاۤ ءَاتَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِ}.
وفي سنن ابن ماجه عن عائشة قال ﷺ: «ما حسدتكم اليهود ما حسدتكم على السلام والتأمين».

وفي قوله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِیرࣱ﴾، إنصاف قرآني للمخالفين، فنسب الفعل لكثير منهم لا لجميعهم، وهذا له نظائر في القرآن، فمن ذلك قوله تعالى:
﴿ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُوا۟ ٱلتَّوۡرَاةَ وَٱلۡإِنجِیلَ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُوا۟ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةࣱ مُّقۡتَصِدَةࣱۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ سَاۤءَ مَا یَعۡمَلُونَ﴾



tgoop.com/maajls/95
Create:
Last Update:

وقوله: ﴿لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ یُحۡیِۦ وَیُمِیتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾.
وقوله: ﴿یُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۖ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾.
وقوله سبحانه: ﴿تَبَـٰرَكَ ٱلَّذِی بِیَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾.
وغيرها كثير.
وذلك أن تمام الملك بتمام القدرة على تدبيره، وتمام القدرة بوجود مملوك تظهر فيه آثار القدرة.

ثم قال: ﴿وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرٍ﴾، وهذا أسلوب يأتي كثيرًا في القرآن للتحذير، وهو هنا تذكير للمؤمنين أن الذي ينسخ الأحكام ويثبتها هو الولي سبحانه، الذي لا يجوز أن يتخذ من دونه ولي، فهو العالم بما يصلح عباده، وهو وليهم، وهو ناصرهم.
وفيه أن المؤمن يجب عليه أن يستحضر عند تلقيه للأحكام، أن يستحضر أن مشرعها هو الولي وهو النصير! فهل سيتلوى على الأمر؟ أو يثقل عليه الشرع؟


ولما كانت سورة البقرة هي سورة الاستجابة لأمر الله، قال ﷻ بعد ذكر مخازي اليهود، وما هم عليه من معارضات الأنبياء: ﴿أَمۡ تُرِیدُونَ أَن تَسۡـَٔلُوا۟ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن یَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِیمَـٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَاۤءَ ٱلسَّبِیلِ﴾.
وهي آية مركزية هنا، فإنه سبحانه لمّا بين الله لهم النسخ ومصلحته، وجوازه إذ هو داخل في قدرة الله وملكه، نهى الله المؤمنين أن يكثروا الاقتراحات على رسولهم، ونهاهم عن أسئلة بني إسرائيل، وطريقتهم في التعنت على أنبيائهم، وأسئلة الاعتراض على النسخ والمنسوخ.

وقد استشكل قوله: {ومن يتبدل الكفر}،
ولكن إذا علمت أثر تغيير الأحكام، وتبدل الآيات على النفوس علمت لماذا قال سبحانه ذلك، ﻭﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺘﺰﻟﺰﻝ ﻃﻮاﺋﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺗﺒﺪﻝ اﻵﻳﺎﺕ ﻭﺗﻨﺎﺳﻲ اﻷﺣﻜﺎﻡ ويثقل عليهم التحول عنه، كما وقع في تغيير القبلة. وسيأتي مزيد بيان لهذا الأمر بإذن ﷲ.

ﻭأيضا فمن أدمن الاعتراض على الوحي قاده إلى اﻟﻀﻼﻝ، ﻭدعاه إلى اﺳﺘﺒﺪاﻝ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻫﻲ خاتمة بني ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﻫﻲ الذي يود اﻟﻴﻬﻮﺩ أن يؤول إليه المسلمون.

ثم قال: ﴿وَدَّ كَثِیرࣱ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ لَوۡ یَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِیمَـٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُوا۟ وَٱصۡفَحُوا۟ حَتَّىٰ یَأۡتِیَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾.
فلما نهى الله عن مشابهة أهل الكتاب في تعنتهم وكثرة استشكالاتهم على الشرع؛ أتى السياق بمحرّض ينفّر المؤمنين عن حال أهل الكتاب، ويخبّث منزلتهم في النفس، فذكر الله أن اليهود ودوا لو كفر المسلمون، حسدا وبغيا.
وهذه عادة من عادات القرآن عند الحديث عن الكفار يعقب بتعقيب يستثير به الحمية الإيمانية، ففي سورة المائدة وفي سياق النهي عن موالاة الكافرين قال سبحانه: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ دِینَكُمۡ هُزُوࣰا وَلَعِبࣰا﴾، ليكون براء المؤمنين من الكفار مبنيًا على أمرين:
- الأمر الديني المحض.
- وللحمية لما ينالهم من الهزء والسخرية، وهو من الدين أيضًا.
ثم أتى ﷻ بصورة من صور هذا الاستهزاء يستدعي به شعور الأنفة في نفوس المؤمنين، وصورة الاستهزاء بالأذان تتخايل بين أعينهم، قال ﷻ: ﴿وَإِذَا نَادَیۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوࣰا وَلَعِبࣰا﴾


وقوله: ﴿حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّ﴾، ذكر أنّ علّةَ محبتهم الشر لنا الحسد! وهذا يزيد في شناعة متابعتهم!
فكيف تشابهون من يريدون لكم الشر، ومن يحسدونكم؟
وقد وصف الله حالهم هذا مع المؤمنين بأوصاف:
- أنه من الحسد.
- وأن هذه الرغبة بكفر المسلمين من عند أنفسهم، لخبث طويتهم، وفسادها، قصدا وعمدا، لا غفلة ولا خطأ، ولا لأنهم رأوا الحق في هذا، فقال: ﴿مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم﴾،
- أن إرادتهم الشر بكم وقعت عن علم، لا عن جهل وغفلة، فقال: ﴿مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّ﴾.
وقد وصف الله اليهود بالحسد في مواضع، كقوله تعالى: {أَمۡ یَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَاۤ ءَاتَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِ}.
وفي سنن ابن ماجه عن عائشة قال ﷺ: «ما حسدتكم اليهود ما حسدتكم على السلام والتأمين».

وفي قوله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِیرࣱ﴾، إنصاف قرآني للمخالفين، فنسب الفعل لكثير منهم لا لجميعهم، وهذا له نظائر في القرآن، فمن ذلك قوله تعالى:
﴿ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُوا۟ ٱلتَّوۡرَاةَ وَٱلۡإِنجِیلَ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُوا۟ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةࣱ مُّقۡتَصِدَةࣱۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ سَاۤءَ مَا یَعۡمَلُونَ﴾

BY رياض الصالحين القرآنيـة


Share with your friend now:
tgoop.com/maajls/95

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Avoid compound hashtags that consist of several words. If you have a hashtag like #marketingnewsinusa, split it into smaller hashtags: “#marketing, #news, #usa. Read now Hui said the messages, which included urging the disruption of airport operations, were attempts to incite followers to make use of poisonous, corrosive or flammable substances to vandalize police vehicles, and also called on others to make weapons to harm police. How to build a private or public channel on Telegram? The public channel had more than 109,000 subscribers, Judge Hui said. Ng had the power to remove or amend the messages in the channel, but he “allowed them to exist.”
from us


Telegram رياض الصالحين القرآنيـة
FROM American