tgoop.com/maajls/96
Last Update:
وقال: {أَلَمۡ یَأۡنِ لِلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا یَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ}، وقال: {أَوَكُلَّمَا عَـٰهَدُوا۟ عَهۡدࣰا نَّبَذَهُۥ فَرِیقࣱ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ}.
وحري بنا أن نكون ذوي إنصاف في أحكامنا على الخلق، وحديثنا عنهم، وفي ابن ماجه
ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﺇﻥ ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﺮﻳﺔ ﻟﺮﺟﻞ ﻫﺎﺟﻰ ﺭﺟﻼ، ﻓﻬﺠﺎ القبيلة ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ»!
والآية تدل على أن اليهود كانوا يرون في المسلمين علوًا عليهم، وارتفاعًا فوقهم، ولذا حسدوهم، والحاسد إنما يحسد من هو في نفسه أفضل منه، وقد قال تعالى عن المشركين: { وَدُّوا۟ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا۟ فَتَكُونُونَ سَوَاۤءࣰۖ}.
ثم في وسط الآيات التي تتحدث عن مقالات بني إسرائيل للمؤمنين، وإعراضهم وأذاهم، يقول الله ﷻ: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله)
وسيعود بعدها السياق مرة أخرى يحكي مقالات اليهود ويعقبها بالنقض والرد.
إن هذا الأمر بالصلاة والزكاة والطاعة من التربية القرآنية للمؤمنين، وهكذا يربي القرآن النفوس على الاتزان!
فقد جاءت الوصية بالعبادة وعمران الوقت بالطاعة، عند الخصومات، وفي أوقات مدافعة المبطلين.
فحتى لا تكون عداوة العدو وحسده وكيده مشغلًا عن الطاعات.
لأن كثيرًا من النفوس مولعة بمجاذبة غيرها، تحب الجدل والخصومة، فإذا انشغلت بدفع الباطل فربما قصرت في الطاعة، وقل زادها من العبادة انشغالا بالخصومة، فمن الناس من يحب الهدم ويثقل عليه البناء.
وهدم الباطل لابد أن يقرنه بناء للحق والإيمان في القلب.
والقلب محتاج إلى التعبد والطاعة التي تقويه في دفع المبطلين.
وقد حث الله المؤمنين على الطاعة بتذكيرهم بثلاثة أمور:
- أن كل طاعة يعملها المؤمن فهي لنفسه، وهي تقدمة منه لها، فلينظر كيف يقدم لها!
- وأن كل طاعة سيجدها المؤمن عند الله، وقوله تعالى: ﴿تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ﴾، أسلوب فيه تودد من الكريم ﷻ، والعندية هنا عندية حقيقية، فالمؤمن في الجنة في علو وقرب من الله بحسب طاعته، والفردوس أعلى الجنة.
- تذكير المؤمن بنظر الله وبصره له في عبادته، فينبعث للطاعة مستحضرًا ذلك، وذاك مما ينشط نفسه للعبادة، ويقوّي قلبه على الطاعة، ويعظم إخلاصه.
والعلم عند الله.
BY رياض الصالحين القرآنيـة
Share with your friend now:
tgoop.com/maajls/96