MABDELKAHAR Telegram 141
Forwarded from Metras - متراس
كان يوم أمس الاثنين آخر أيام عيد الفصح اليهودي، والذي سجّل ارتفاعاً بنسبة 26% في عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى مقارنةً بالعيد ذاته عام 2023، وذلك بواقع 4345 مستوطناً، وبينما كان المستوطنون يؤدون شعائرهم الدينية علناً داخل المسجد، كانت أبوابه مغلقة أمام المصلين المسلمين، إلا في استثناءات محددة. وبهذا رسّخ عيدهم هذا العام واقعَ التقسيم الزمانيّ الذي يعيشه المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة. إنّهم يقولون لنا مرةً تلو الأخرى: "لكم زمنُكم ولنا زمننا".

وإذا عدنا بالزمن بضعة أسابيع إلى الوراء، نستذكر أنّ مئات الآلاف من الفلسطينيين أمّوا المسجد خلال شهر رمضان، حتى أنّ من مُنعهم الاحتلال على مدار شهور الحرب نجحوا أخيراً في الدخول إليه. وما إن انتهى رمضان - عيد المسلمين، وجاء الفصح - عيد اليهود، حتى انقلبت المعادلة: المسلمون يُمنعون ويطردون منه ويُفتح الباب على مصراعيه للمستوطنين ليصلوا فيه.

هذه هي الصورة الصارخة لمخطط التقسيم الزمانيّ في الأقصى؛ هندسة الحضور الإسلامي في المسجد ليُسمح للمسلمين بدخوله في أوقات الصلاة وفي مواسم الأعياد والمناسبات الإسلاميّة (رمضان، الإسراء والمعراج، إلخ)، ثمّ تقييد دخولهم خارجها، وصولاً إلى منعهم تماماً خلال الأعياد اليهودية، ثمّ العمل على تحويله إلى معبد يهوديّ بالكامل.

من المهم هنا التنبه إلى السياسة التهويديّة المعتمدة على المثابرة في تقديم المطالب وتوسيعها عاماً بعد عام، فجماعات الاستيطان تعمل بشكل حثيث وتدريجيّ ولا تتوانى عن فرض المزيد من الشعائر اليهودية واستباحة المزيد من الأماكن داخل الأقصى، ولا عن المطالبة بالمزيد من "الحقوق" في الأقصى، حتى لو بدا ذلك ضرباً من ضروب الخيال. في الماضي كانوا يصلون سرّاً داخل الأقصى، واليوم يصلون علناً، وكذلك الأمر بالنسبة لمسألة تقديم قرابين عيد الفصح داخل الأقصى: اليوم يُمنعون ويلاحقون من شرطة الاحتلال، لكنهم لا يتوقفون عن المحاولة في كل عام، أملاً بتحويل المطلب إلى واقع.

وفي مقابل مثابرة المستوطنين، من الواجب أن لا ينخفض سقف مطالبنا نحن. هذا يعني أن لا نصل إلى حالٍ يكون فيه الاقتحام وأداء الشعائر اليهوديّة "مقبولاً" تحت حجة أنّه أصبح أمراً واقعاً، وألا يسري في قلوبنا شعورٌ بالارتياح لمجرد أنّهم لم يذبحوا القرابين داخل المسجد، فهذا يعني تراجعاً في معركة الأقصى، وإعانة لأعدائنا عليه.



tgoop.com/mabdelkahar/141
Create:
Last Update:

كان يوم أمس الاثنين آخر أيام عيد الفصح اليهودي، والذي سجّل ارتفاعاً بنسبة 26% في عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى مقارنةً بالعيد ذاته عام 2023، وذلك بواقع 4345 مستوطناً، وبينما كان المستوطنون يؤدون شعائرهم الدينية علناً داخل المسجد، كانت أبوابه مغلقة أمام المصلين المسلمين، إلا في استثناءات محددة. وبهذا رسّخ عيدهم هذا العام واقعَ التقسيم الزمانيّ الذي يعيشه المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة. إنّهم يقولون لنا مرةً تلو الأخرى: "لكم زمنُكم ولنا زمننا".

وإذا عدنا بالزمن بضعة أسابيع إلى الوراء، نستذكر أنّ مئات الآلاف من الفلسطينيين أمّوا المسجد خلال شهر رمضان، حتى أنّ من مُنعهم الاحتلال على مدار شهور الحرب نجحوا أخيراً في الدخول إليه. وما إن انتهى رمضان - عيد المسلمين، وجاء الفصح - عيد اليهود، حتى انقلبت المعادلة: المسلمون يُمنعون ويطردون منه ويُفتح الباب على مصراعيه للمستوطنين ليصلوا فيه.

هذه هي الصورة الصارخة لمخطط التقسيم الزمانيّ في الأقصى؛ هندسة الحضور الإسلامي في المسجد ليُسمح للمسلمين بدخوله في أوقات الصلاة وفي مواسم الأعياد والمناسبات الإسلاميّة (رمضان، الإسراء والمعراج، إلخ)، ثمّ تقييد دخولهم خارجها، وصولاً إلى منعهم تماماً خلال الأعياد اليهودية، ثمّ العمل على تحويله إلى معبد يهوديّ بالكامل.

من المهم هنا التنبه إلى السياسة التهويديّة المعتمدة على المثابرة في تقديم المطالب وتوسيعها عاماً بعد عام، فجماعات الاستيطان تعمل بشكل حثيث وتدريجيّ ولا تتوانى عن فرض المزيد من الشعائر اليهودية واستباحة المزيد من الأماكن داخل الأقصى، ولا عن المطالبة بالمزيد من "الحقوق" في الأقصى، حتى لو بدا ذلك ضرباً من ضروب الخيال. في الماضي كانوا يصلون سرّاً داخل الأقصى، واليوم يصلون علناً، وكذلك الأمر بالنسبة لمسألة تقديم قرابين عيد الفصح داخل الأقصى: اليوم يُمنعون ويلاحقون من شرطة الاحتلال، لكنهم لا يتوقفون عن المحاولة في كل عام، أملاً بتحويل المطلب إلى واقع.

وفي مقابل مثابرة المستوطنين، من الواجب أن لا ينخفض سقف مطالبنا نحن. هذا يعني أن لا نصل إلى حالٍ يكون فيه الاقتحام وأداء الشعائر اليهوديّة "مقبولاً" تحت حجة أنّه أصبح أمراً واقعاً، وألا يسري في قلوبنا شعورٌ بالارتياح لمجرد أنّهم لم يذبحوا القرابين داخل المسجد، فهذا يعني تراجعاً في معركة الأقصى، وإعانة لأعدائنا عليه.

BY محمد عبد القهار


Share with your friend now:
tgoop.com/mabdelkahar/141

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

It’s easy to create a Telegram channel via desktop app or mobile app (for Android and iOS): How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Telegram desktop app: In the upper left corner, click the Menu icon (the one with three lines). Select “New Channel” from the drop-down menu. Select “New Channel” For crypto enthusiasts, there was the “gm” app, a self-described “meme app” which only allowed users to greet each other with “gm,” or “good morning,” a common acronym thrown around on Crypto Twitter and Discord. But the gm app was shut down back in September after a hacker reportedly gained access to user data.
from us


Telegram محمد عبد القهار
FROM American