tgoop.com/mabdelkahar/152
Last Update:
على خلفية الانتهاكات في معتقل سديه تيمان حدث صدام محدود بين أنصار الصهيونية الدينية والشرطة العسكرية، والصراع في جوهره ليس صراعا أخلاقيا طرفه يمين متطرف يريد رفع كل الضوابط والقيود على انتهاكات المجندين، وطرفه المقابل دولة عميقة تدافع أذرعها الأمنية والعسكرية عن سيادة القانون وتحمي صورة ما يسمونه الجيش اﻷكثر أخلاقية في العالم.
هذا الصدام تجل آخر للصراع بين نوعين من اﻹرهاب:
1- إرهاب عقلاني مؤسسي يمارسه الكيان الصهيوني منذ تحوله لدولة، وهو في عقلنته ومؤسسيته يضع مجموعة من الضوابط تحافظ على كفاءة آلة القتل والتدمير وتتأكد في الوقت نفسه من عمل هذه اﻵلة حصرا على الفلسطينيين لتنتج لنا الصورة المزدوجة التي طالما ألفناها؛ كيان إرهابي متوحش يبيد الشجر والحجر طالما كان فلسطينينا لكنه يمارسه بقفازات من الأكاذيب والدعاية الملفقة ليظهره بمظهر الضحية المضطر للدفاع عن نفسه بأساليب مؤسفة.
أما الوجه اﻵخر من الصورة فهي الدولة الديمقراطية التي تعج شوارعها بالمتظاهرين السلميين الصهاينة وتواجههم بقوات شرطية محترفة وأدوات فض شغب "ديمقراطية".
2- النوع اﻵخر الذي تمثله الصهيويني الدينية ينتمي إلى إرهاب ما قبل الدولة، إرهاب الميليشيات والأفراد الذين يتخلون عن الانضباط العسكري ويطلقون العنان لطاقة العنف والتنكيل دون محاولة تجميل أو تبرير، وهو ما يحرج الكيان الصهويني أمام الحلفاء قبل اﻷعداء ودون مردود حقيقي يُذكر، وطابعه العشوائي يمثل منزلقا خطيرا لتسرب هذا العنف للمواطن الصهيوني نفسه سواء في صدامات الشوارع أو الصدام مع الشرطة العسكرية، وهو يمثل طموح الصهوينية الدينية في حكومة نتنياهو السادسة في إرهاب الداخل والخارج وهو صدام آت لا محالة، لا بين تيار متطرف ودولة القانون، لكن بين إرهاب وإرهاب في دولة عاشت بالسيف ولا بد يوما أن تذوقه.
BY محمد عبد القهار
Share with your friend now:
tgoop.com/mabdelkahar/152