tgoop.com/madadaladab/1534
Last Update:
وليجتنب «ألا» و «خليلي» و «قد» فلا يستكثر منها في ابتدائه؛ فإنها من علامات الضعف والتُّكلان، إلَّا للقدماء الذين جروا على عِرْق، وعملوا على شاكلة، وليجعلْه حلوًا سهلًا، وفخمًا جزلًا، فقد اختار الناس كثيرًا من الابتداءات أذكر منها هاهنا ما أمكن ليستدل به، نحو قول امرئ القيس:
قِفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
وهو عندهم أفضل ابتداء صنعه شاعر؛ لأنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في مصراع واحد، وقوله:
ألاعِمْ صباحًا أيها الطللُ البالي
ومثله قول القطامي واسمه عمير بن شييم التغلبي:
إنا محيوكَ فاسلم أيها الطلَلُ
وكقول النابغة:
كليني لهمٍّ يا أميمةَ ناصبِ
وليلٍ أقاسيهِ بطيءِ الكواكبِ
وقوله:
كتمتكَ ليلًا بالجمومينِ ساهرًا
وهمينِ همًّا مستكنًّا وظاهرا
وهذا بعض ما اختير للقدماء، ومما اختير لهم في الرثاء قول أوس بن حجر:
أيتها النفسُ أجملي جزعا
إنَّ الذي تحذرينَ قد وقعا
ومما اختير للمحدثين قول بشار بن برد:
أَبى طلَلٌ بالجِزْعِ أن يتكلما
وهو عندهم أفضل ابتداء صنعه محدث، وقول أبي نواس:
لمن دِمَنٌ تزدادُ طيبَ نسيمِ
على طولِ ما أقوت وحُسنِ رسومِ
وقوله:
رَسْمُ الكرى بين الجفونِ مُحِيلُ
عَفَّى عليهِ بُكًى عليكَ طويلُ
وقوله:
أعطتكَ ريحانها العُقارُ
وحانَ من ليلنا انْسِفارُ
وقوله:
دع عنكَ لومي فإنَّ اللوم إغراءُ
وداوني بالتي كانتْ هيَ الداءُ
وما أشبه ذلك مما لو تقصيته لطال وكثر.
#العمدة لابن رشيق.
BY 「 مِدادُ الأدَب 」
Share with your friend now:
tgoop.com/madadaladab/1534