tgoop.com/mahbart_alsona/2981
Last Update:
قال الإمام أحمد: «لا تجالس صاحب كلام، وإن ذَبَّ عن السنة، فإنه لا يؤول أمره إلى خير».
كل مَن يتسمى اليوم بالأثري، أو ينتسب لأحد أئمة السنة؛ كمالك والشافعي وأحمد وغيرِهم، ومِن ثَمَّ يعقِّب ذلك بالرد على المخالفين ومناظرتهم بطريقة أصحاب الكلام، ناصراً لهذه الطريقة الخبيثة الباطلة، بحجة الرد على المخالفين بـ"الحجج العقلية"، فهو كاذب في دعواه، فالحجج العقلية معلومة ألفاظها، ولم تكن ولن تكون كألفاظ أهل الكلام؛ تلك الألفاظ التي ترى القبح فيها كما ترى الشمس في رابعة الظهيرة، ومن ثمَّ نقول: "إنما يرُدُّونَ باطلاً بباطل".
ودونك آثار عن إمامين من أئمة السنة؛ أعني: أبا سعيد عبدالرحمن بن مهدي، وأبا عبدِالله أحمد بن حنبل؛ تتنزل على القوم أصالةً.
قال أبو نعيم في «الحلية» : حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ قَالَ: سَمِعْتُ رُسْتَهْ، يَقُولُ: قِيلَ لِعَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: إِنَّ فُلَانًا قَدْ صَنَّفَ كِتَابًا فِي السُّنَّةِ رَدًّا عَلَى فُلَانِ. فَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ: «رَدًّا بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ ﷺ»؟، قِيلَ بِكَلَامٍ. قَالَ: «رَدَّ بَاطِلًا بِبَاطِلٍ».
وأخرج أبو إسماعيل الهروي في «ذم الكلام» بسنده إلى مُحَمَّدُ بنِ عِيْسَى الطَّرَسُوْسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَالرَّحْمَنِ رُسْتَه يَقُوْلُ: كَانَتْ لِعَبْدِالرَّحْمَنِ بنِ مَهْدِيٍّ جَارِيَةٌ، فَطَلَبَهَا مِنْهُ رَجُلٌ، فَكَانَ مِنْهُ شِبْهُ العِدَةِ، فَلَمَّا عَادَ إِلَيْهِ، قِيْلَ لِعَبْدِالرَّحْمَنِ: هَذَا صَاحِبُ الخصومات، فَقَالَ لَهُ عَبْدُالرَّحْمَنِ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُخَاصِمُ فِي الدِّيْنِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا سَعِيْدٍ! إِنَّا نَضَعُ عَلَيْهِم لِنُحَاجَّهُم بِهَا»، فَقَالَ ابنُ مهدي: «أَتَدفَعُ البَاطِلَ بِالبَاطِلِ؟ إِنَّمَا تَدْفَعُ كَلاَمًا بِكَلاَمٍ، قُمْ عَنِّي، وَاللهِ لاَ بِعْتُكَ جَارِيَتِي أَبَدًا».
وقال ابن بطة في «الإبانة الكبرى»: وأُخبِرت عن أَبِي عِمْرَانَ الْأَصْبَهَانِي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: «لَا تُجَالِسُ صَاحِبَ كَلَامٍ وَإِنْ ذَبَّ عَنِ السُّنَّةِ، فَإِنَّهُ لَا يَؤولُ أَمْرُهُ إِلَى خَيْرٍ».
وقال أبو بكر المرُّوذي، كما في «السنة» لأبي بكر الخلال:
«أنكر أبو عبدالله على من ردّ بشيء من جنس الكلام إذا لم يكن فيها إمام تقدّم».
وفي السنة لأبي بكر الخلال كذلك:
قال أبو بكر المروذي: قيل لأبي عبدالله: «إنّ رجلًا تكلم بكلام فرد عليه رجل من أهل السنة بعد ذلك بكلام محدث».
فغضب أبو عبدالله، وأنكر عليهما جميعًا، وقال: «يستغفر ربه الذي ردّ بمحدثة» ، وقال: «كلما ابتدع رجلٌ بدعة اتسعوا في جوابها».
هذا وصلَّى الله على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلَّم.
كتبه أبو عيسى المالكي.
BY مَحْبَرةُ التّوحِيدْ وَ الأثَرْ ؛
Share with your friend now:
tgoop.com/mahbart_alsona/2981