قناة ماهر علوش

#إثراء_وبناء (2)



▫️ لا أختلف مع الأخ عباس شريفة في الأفكار النظرية.. لكن إذا ما أردنا النزول إلى واقعنا مثلا سوف نجد أن الثقافة العامة باتت تعتبر أن أولويات السلطة هي تقديم الخدمات، وربما بحدودها العليا، بخلاف توجهاتنا النظرية التي تدعم وبقوة بناء المجتمع الأهلي.. وتمكينه من تطوير نفسه على كافة المستويات.. والحقيقة أن المجتمع نفسه بات يعتبر الخدمات حقا له، ومن خلالها تتم عملية تقييم السلطة أصلا.. وهذا حق بلا شك عندما لا تأخذ المجتمعات الأهلية دورها في البناء.. او عندما تحد السلطة صلاحيات وفضاءات المجتمع الأهلي..



▫️ لا شك أننا أمام مشكلة عندما يتم انتهاك المجتمع الأهلي، أو الضغط عليه ومنعه من تطوير نفسه، تحت ستار أن السلطة تقدم له الخدمات في حدود الإمكانات.. وهذا له تأثير سلبي بالغ.. (1) على المجتمع من جهة تفتيره ونزع حيويته.. (2) وعلى السلطة من جهة إرهاقها.. لكن هل يكون الحل في تجاوز النموذج القائم في تصور المجتمع دون خطة راشدة، مدعومة بــ فكرة نظرية رائدة، تأخذ من التاريخ الأس الصحيح، لتبني عليه الصرح الجديد؟ بصدق أرى أن هذا النقاش بعمومه سابق لأوانه، حيث لم تستقر الدولة والمجتمع، ولم تستعد حدودها البشرية والجغرافية، ولا يعرف عقدها الاجتماعي، إلى غير ذلك من الأشياء التي تؤكد أنها لا تزال سلطة وليدة ناشئة..



▫️ لا يمكنني وأنا في هذا المقام أن أحمل سلطة هذا وصفها عبء البحث النظري والفكري والتأسيس العملي لأشياء تنوء بها الدول المستقرة.. وهذا لا يعني إعفاءها من المسؤولية أولا، كما لا يعني عدم مطالبتها بترشيد نفسها، وتحرير المجتمع تحريرا تاما ليأخذ دوره ومهامه.. بدءا بالمشاركة والرقابة السياسية، وانتهاء بالمشاركة الاقتصادية والاجتماعية.. لكن المقام مقام تسديد ومقاربة.. بل لا أرى المعارضة إلا حالة رشد إذا اتخذت سبيلها الصحيح.. ولطالما أكدت أن المعارضة هي عامل قوة للسلطة.. وهي أحد أهم الأسباب الدافعة للسلطة لإغلاق الثغرات، وتصحيح العثرات..



▫️ السلطة في إدلب لها ظروف نشأة، ولها بيئة، ولها محيط.. ولست في صدد تقييمها أول النشأة، ولا أكتب إذ أكتب بأثر رجعي.. ولا أكتب في الماضي، إنما أكتب في المستقبل، وهذا هو الدافع الأساسي لنا.. المستقبل.. أما الماضي فلا شك أننا نأخذ منه العبرة، وننظر إليه بوازع التحليل المستنير.. ولا نقف عنده في إطار المحاسبة والمساءلة حتى لا يكون مانعا أو معيقا لحركة السلطة والمجتمع.. وهذا ينسحب في جوهره على الحل الشامل لدولتنا التي انتزعت من أيدينا، وليس المقام مقام تفصيل..



▫️ لا شك أن استئثار السلطة في إدلب تسبب في اشتعال الحراك الجماهيري فيها.. خاصة أنه طال بشكل مباشر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وليست جميعها على حد سواء.. ولست في وارد تقييم الأسباب والدوافع.. وهل هي شخصية، أو نفسية تعبر عن أفكار السلطة، أو هي نتاج متراكم من البيئة والفكر والممارسة الممتدة منذ عقود، حيث تتطابق إلى حد كبير مع النماذج السائدة في المنطقة العربية عموما.. وليس هذا تبريرا للخطأ، إنما هو محاولة لفهم ما يحدث..



▫️ بالتأكيد من الجيد التركيز على إثارة البحث وإجراء النقاش حول هذه الأفكار.. في خطة تدفع السلطة إلى الاهتداء والرشد، أكثر مما تدفعها إلى الانكماش والمواجهة.. في ظرف لا يتسع لمزيد من الخلل، ولا يحتمل الاستكشاف والتجربة.. وعامة المتابعين والمراقبين يدركون أن الأخطاء كبيرة وكثيرة، بل السلطة نفسها أدركت بعض ما ارتكبته من الأخطاء، ولا أريد تجميل الواقع أو تزيين الخطأ، لكني في نفس الوقت لا أريد الذهاب إلى واقع أكثر سوءا وأكثر خللا..



▫️ عندما تحدثت عن الدول المستقرة وفكرة تأسيس حكومة حرب في زمن الحرب.. كان الهدف توجيه النظر إلى تحديات الحرب، لا تأكيد أو ترسيخ الواقع المختلط.. فلا شك أن بعث المجتمع من جديد، ومنحه مزيدا من الطاقة الفعالة سوف يدفعنا إلى مزيد من التقدم، حتى على صعيد الحرب والمواجهة.. لقد كان الهدف التنبيه إلى معنى قد تغامر بعض النخب بتجاوزه.. فعلى سبيل المثال: لو كانت حكومة نتنياهو حكومة مدنية والدولة هي دولة حرب لكانت المفاوضات على قدم وساق، وهذا يتعارض على العموم مع جذور الدولة ونشأتها.. والأهم في المثال: حكومة غزة ــ أدام الله عزتها ــ فلو أنها كانت حكومة مدنية والبلاد تحت حرب واحتلال ربما كانت الحرب على غير هذا الشكل أيضا..


أفكار على حافة التغيير..


✦•┈┈┈┈••┈┈┈┈•✦

https://www.tgoop.com/maherallosh

Telegram

قناة ماهر علوش

الكلمة أمانة.. فتهيأ لها قبل أن تتهيأ لك..

www.tgoop.com/maherallosh/1578

3.0K viewsedited  May 19 at 21:04

#إثراء_وبناء (2)



▫️ لا أختلف مع الأخ عباس شريفة في الأفكار النظرية.. لكن إذا ما أردنا النزول إلى واقعنا مثلا سوف نجد أن الثقافة العامة باتت تعتبر أن أولويات السلطة هي تقديم الخدمات، وربما بحدودها العليا، بخلاف توجهاتنا النظرية التي تدعم وبقوة بناء المجتمع الأهلي.. وتمكينه من تطوير نفسه على كافة المستويات.. والحقيقة أن المجتمع نفسه بات يعتبر الخدمات حقا له، ومن خلالها تتم عملية تقييم السلطة أصلا.. وهذا حق بلا شك عندما لا تأخذ المجتمعات الأهلية دورها في البناء.. او عندما تحد السلطة صلاحيات وفضاءات المجتمع الأهلي..



▫️ لا شك أننا أمام مشكلة عندما يتم انتهاك المجتمع الأهلي، أو الضغط عليه ومنعه من تطوير نفسه، تحت ستار أن السلطة تقدم له الخدمات في حدود الإمكانات.. وهذا له تأثير سلبي بالغ.. (1) على المجتمع من جهة تفتيره ونزع حيويته.. (2) وعلى السلطة من جهة إرهاقها.. لكن هل يكون الحل في تجاوز النموذج القائم في تصور المجتمع دون خطة راشدة، مدعومة بــ فكرة نظرية رائدة، تأخذ من التاريخ الأس الصحيح، لتبني عليه الصرح الجديد؟ بصدق أرى أن هذا النقاش بعمومه سابق لأوانه، حيث لم تستقر الدولة والمجتمع، ولم تستعد حدودها البشرية والجغرافية، ولا يعرف عقدها الاجتماعي، إلى غير ذلك من الأشياء التي تؤكد أنها لا تزال سلطة وليدة ناشئة..



▫️ لا يمكنني وأنا في هذا المقام أن أحمل سلطة هذا وصفها عبء البحث النظري والفكري والتأسيس العملي لأشياء تنوء بها الدول المستقرة.. وهذا لا يعني إعفاءها من المسؤولية أولا، كما لا يعني عدم مطالبتها بترشيد نفسها، وتحرير المجتمع تحريرا تاما ليأخذ دوره ومهامه.. بدءا بالمشاركة والرقابة السياسية، وانتهاء بالمشاركة الاقتصادية والاجتماعية.. لكن المقام مقام تسديد ومقاربة.. بل لا أرى المعارضة إلا حالة رشد إذا اتخذت سبيلها الصحيح.. ولطالما أكدت أن المعارضة هي عامل قوة للسلطة.. وهي أحد أهم الأسباب الدافعة للسلطة لإغلاق الثغرات، وتصحيح العثرات..



▫️ السلطة في إدلب لها ظروف نشأة، ولها بيئة، ولها محيط.. ولست في صدد تقييمها أول النشأة، ولا أكتب إذ أكتب بأثر رجعي.. ولا أكتب في الماضي، إنما أكتب في المستقبل، وهذا هو الدافع الأساسي لنا.. المستقبل.. أما الماضي فلا شك أننا نأخذ منه العبرة، وننظر إليه بوازع التحليل المستنير.. ولا نقف عنده في إطار المحاسبة والمساءلة حتى لا يكون مانعا أو معيقا لحركة السلطة والمجتمع.. وهذا ينسحب في جوهره على الحل الشامل لدولتنا التي انتزعت من أيدينا، وليس المقام مقام تفصيل..



▫️ لا شك أن استئثار السلطة في إدلب تسبب في اشتعال الحراك الجماهيري فيها.. خاصة أنه طال بشكل مباشر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وليست جميعها على حد سواء.. ولست في وارد تقييم الأسباب والدوافع.. وهل هي شخصية، أو نفسية تعبر عن أفكار السلطة، أو هي نتاج متراكم من البيئة والفكر والممارسة الممتدة منذ عقود، حيث تتطابق إلى حد كبير مع النماذج السائدة في المنطقة العربية عموما.. وليس هذا تبريرا للخطأ، إنما هو محاولة لفهم ما يحدث..



▫️ بالتأكيد من الجيد التركيز على إثارة البحث وإجراء النقاش حول هذه الأفكار.. في خطة تدفع السلطة إلى الاهتداء والرشد، أكثر مما تدفعها إلى الانكماش والمواجهة.. في ظرف لا يتسع لمزيد من الخلل، ولا يحتمل الاستكشاف والتجربة.. وعامة المتابعين والمراقبين يدركون أن الأخطاء كبيرة وكثيرة، بل السلطة نفسها أدركت بعض ما ارتكبته من الأخطاء، ولا أريد تجميل الواقع أو تزيين الخطأ، لكني في نفس الوقت لا أريد الذهاب إلى واقع أكثر سوءا وأكثر خللا..



▫️ عندما تحدثت عن الدول المستقرة وفكرة تأسيس حكومة حرب في زمن الحرب.. كان الهدف توجيه النظر إلى تحديات الحرب، لا تأكيد أو ترسيخ الواقع المختلط.. فلا شك أن بعث المجتمع من جديد، ومنحه مزيدا من الطاقة الفعالة سوف يدفعنا إلى مزيد من التقدم، حتى على صعيد الحرب والمواجهة.. لقد كان الهدف التنبيه إلى معنى قد تغامر بعض النخب بتجاوزه.. فعلى سبيل المثال: لو كانت حكومة نتنياهو حكومة مدنية والدولة هي دولة حرب لكانت المفاوضات على قدم وساق، وهذا يتعارض على العموم مع جذور الدولة ونشأتها.. والأهم في المثال: حكومة غزة ــ أدام الله عزتها ــ فلو أنها كانت حكومة مدنية والبلاد تحت حرب واحتلال ربما كانت الحرب على غير هذا الشكل أيضا..


أفكار على حافة التغيير..


✦•┈┈┈┈••┈┈┈┈•✦

https://www.tgoop.com/maherallosh

BY قناة ماهر علوش