قناة ماهر علوش

#القدس_قضيتنا



▫️ القدس قضيتنا.. كانت أولا وستبقى أولا.. وأوَّليَّتها لا تعني أولويتها.. فالأوَّليَّة ذاتية تتجاوز حدود الزمان والمكان، والأولوية اعتبارية تتأثر بحدود الزمان والمكان.. والأولوية الاعتبارية لا تهدم الأوَّليَّة الذاتية عند الراشدين؛ لأنها حالة طارئة.. والأوَّليَّة الذاتية لا تعاند الأولوية الاعتبارية، ولا تُخرج الإنسان من فضاء الزمان والمكان، إلا عند الواهمين الحالمين الذين يعيشون على حافة الجغرافيا وضفاف التاريخ.. وأعذر اليافعين الذين لا يميزون دقائق الأحكام، ولا يعرفون الحقيقة من المجاز في الكلام، وعزاؤنا أن كُتَّاب العصر لا يميزون بين الشعر والنثر، وأكثرهم ما تشبع من الأدب، ولا غرف كلام العرب..



▫️ إن أولوية الثورة السورية لا تتعارض مع أوَّليَّة القضية الفلسطينية فلا تتاجروا بنا وبها.. القدس اكتست من العبارات حتى ترهلت، واحتست من الشعارات حتى تفتقت، واليوم تنتظر عملا ولا تريد جدلا.. وقد سمعنا من قدماء في الفكر والسياسة أن تحرير القدس يبدأ من تحرير محيطها العربي، وهذا سر الانقلاب في مصر.. وقد تأكد لنا هذا البعد في ثورتنا، وأدركنا أن انتصار قضيتنا الأولوية هو على الحقيقة بداية انتصار قضيتنا الأوَّليَّة.. أما الواهمون المتشبعون بإيران وميليشياتها فسوف يقاتلون بعد الحرب على صهوات ندمهم.. ولن أقول حينها: قلنا لكم.. فقد أخذت على نفسي العهد ألا أقولها لأحد..



▫️ والمؤسف حقا.. أن المتاجرة بالقدس صارت منهجا متبعا للكسالى والمتسكعين، والصالحون منهم يستكثرون بالكلام عن العمل إرضاء للنفس.. ولا زلنا نرى من ينال منا وكأنه صار فاتحا على مشارف القدس، وكأننا نحارب المؤمنين الموحدين.. ولا يخفى علينا سر هؤلاء؛ فإنها جماعة خرجت أو كادت تخرج من التاريخ وهي تصارع لأجل البقاء.. وهيهات.. فهذا زمن انتهت فيه الجماعات، وسقطت فيه التنظيمات، وثارت ثائرة الشعوب فسارت حتى تجاوزت النخب.. والإنسان العربي اليوم بما يعمل لا بما يقول.. وكلنا على ثغر.. رؤيتنا: دعنا وثغرَنا حتى نكون معك في ثغرك، فإنَّا إذا تركنا ثغرنا انتهيت أنت في ثغرك..



▫️ وإن لنا قضية دفعنا ولا زلنا ندفع فيها من أرواحنا ودمائنا، ولن نتخلى عن أولويتها لأي قضية أخرى، فلا تزال جراحنا غائرة.. ولا أعرف في مواقف السوريين ما يُنكر مما يحاول بعض التائهين استخراجه من كلامهم، وهم معروفون بأسمائهم من أنصار الشيعة السياسية وإخوانهم، يبحثون في كتاباتنا عن الزلات والهفوات وما نَدَّ من العبارات، حتى يبرهنوا لقرائهم أنهم على حق، وأن ثورتنا انحرفت إلى جهة العدو.. وآخر على مذهب الظاهرية الجدد، يشرط العبارات من السياقات، حتى تبدو الكلمة في غير زينتها، فيغتر بها العقلاء، وينفر منها البسطاء، ولا تخفى حقيقتها على الأدباء..



▫️ والتساؤل.. لماذا كل هذا؟ ولماذا هذا الهجوم من قنوات وكتاب على السوريين وقضيتهم؟ ومن المستفيد من ذلك؟ وليس لأحد أن يتساءل عن موقفنا بمثل تساؤلنا؛ فإنَّا لا نزال في حرب مع العدو القريب، ولا يزال العدو محاربا لنا، محتلا لأرضنا، وما ناصرنا عدوكم ــ وهو عدونا ــ، لكنكم جهلتم أو تجاهلتم ما حل بشعبنا وأرضنا.. تجاهلتم ما حدث في الشام وأهلها ــ تجاهلا لا جهلا ــ، وتذكرتم وحدة المسلمين بطريقة تثير الاستفزاز، وكأن قدر الوحدة ألا تتم إلا على حسابنا؟ وكأن مفهوم الوحدة بات حالة نظرية تُسْتَخْرَج من مشتركات العقائد في بطون الكتب، لا حالة عملية تَسْتَخْرِجُنا من تحت ألسنة اللهب..



▫️ والسؤال.. وسوف أضعه برسم المندفعين بإيران وميليشياتها.. باعتباري سوريا ثائرا كيف يمكنني ــ وأنا في خضم الحرب مع إيران وميليشياتها ــ أن أتعاطف مع حزب الله وإيران وميليشياتها، وأن أقف معهم في مواجهة الكيان الصهيوني المحتل؟ اشحذوا عقولكم وأقلامكم وأرسلوا إجاباتكم في خارطة عملية واضحة.. وتذكروا أن بلادنا تحت الاحتلال، وأننا لا زلنا في خضم الحرب، وأن إيران وميليشياتها لا تزال في الجبهات، وأننا في جغرافيتنا لسنا ممن إذا تَرَك تُرِك.. وإننا نترقب الجواب الذي يُمَكِّنُنا من تطبيق نظرياتكم العرجاء.. ولست أرى الفرح والحزن سبب انكسار وانتصار.. فالقضيتان أعمق من فرحنا وحزنكم..


باختصار..
إن حربنا لإخراج إيران وميليشياتها من بلادنا حق..
وفي التقدير السياسي شر لا بد منه، ولا خيار لنا فيه..


✦•┈┈┈┈••┈┈┈┈•✦

https://www.tgoop.com/maherallosh

Telegram

قناة ماهر علوش

الكلمة أمانة.. فتهيأ لها قبل أن تتهيأ لك..

www.tgoop.com/maherallosh/1637

3.5K viewsOct 11 at 13:23

#القدس_قضيتنا



▫️ القدس قضيتنا.. كانت أولا وستبقى أولا.. وأوَّليَّتها لا تعني أولويتها.. فالأوَّليَّة ذاتية تتجاوز حدود الزمان والمكان، والأولوية اعتبارية تتأثر بحدود الزمان والمكان.. والأولوية الاعتبارية لا تهدم الأوَّليَّة الذاتية عند الراشدين؛ لأنها حالة طارئة.. والأوَّليَّة الذاتية لا تعاند الأولوية الاعتبارية، ولا تُخرج الإنسان من فضاء الزمان والمكان، إلا عند الواهمين الحالمين الذين يعيشون على حافة الجغرافيا وضفاف التاريخ.. وأعذر اليافعين الذين لا يميزون دقائق الأحكام، ولا يعرفون الحقيقة من المجاز في الكلام، وعزاؤنا أن كُتَّاب العصر لا يميزون بين الشعر والنثر، وأكثرهم ما تشبع من الأدب، ولا غرف كلام العرب..



▫️ إن أولوية الثورة السورية لا تتعارض مع أوَّليَّة القضية الفلسطينية فلا تتاجروا بنا وبها.. القدس اكتست من العبارات حتى ترهلت، واحتست من الشعارات حتى تفتقت، واليوم تنتظر عملا ولا تريد جدلا.. وقد سمعنا من قدماء في الفكر والسياسة أن تحرير القدس يبدأ من تحرير محيطها العربي، وهذا سر الانقلاب في مصر.. وقد تأكد لنا هذا البعد في ثورتنا، وأدركنا أن انتصار قضيتنا الأولوية هو على الحقيقة بداية انتصار قضيتنا الأوَّليَّة.. أما الواهمون المتشبعون بإيران وميليشياتها فسوف يقاتلون بعد الحرب على صهوات ندمهم.. ولن أقول حينها: قلنا لكم.. فقد أخذت على نفسي العهد ألا أقولها لأحد..



▫️ والمؤسف حقا.. أن المتاجرة بالقدس صارت منهجا متبعا للكسالى والمتسكعين، والصالحون منهم يستكثرون بالكلام عن العمل إرضاء للنفس.. ولا زلنا نرى من ينال منا وكأنه صار فاتحا على مشارف القدس، وكأننا نحارب المؤمنين الموحدين.. ولا يخفى علينا سر هؤلاء؛ فإنها جماعة خرجت أو كادت تخرج من التاريخ وهي تصارع لأجل البقاء.. وهيهات.. فهذا زمن انتهت فيه الجماعات، وسقطت فيه التنظيمات، وثارت ثائرة الشعوب فسارت حتى تجاوزت النخب.. والإنسان العربي اليوم بما يعمل لا بما يقول.. وكلنا على ثغر.. رؤيتنا: دعنا وثغرَنا حتى نكون معك في ثغرك، فإنَّا إذا تركنا ثغرنا انتهيت أنت في ثغرك..



▫️ وإن لنا قضية دفعنا ولا زلنا ندفع فيها من أرواحنا ودمائنا، ولن نتخلى عن أولويتها لأي قضية أخرى، فلا تزال جراحنا غائرة.. ولا أعرف في مواقف السوريين ما يُنكر مما يحاول بعض التائهين استخراجه من كلامهم، وهم معروفون بأسمائهم من أنصار الشيعة السياسية وإخوانهم، يبحثون في كتاباتنا عن الزلات والهفوات وما نَدَّ من العبارات، حتى يبرهنوا لقرائهم أنهم على حق، وأن ثورتنا انحرفت إلى جهة العدو.. وآخر على مذهب الظاهرية الجدد، يشرط العبارات من السياقات، حتى تبدو الكلمة في غير زينتها، فيغتر بها العقلاء، وينفر منها البسطاء، ولا تخفى حقيقتها على الأدباء..



▫️ والتساؤل.. لماذا كل هذا؟ ولماذا هذا الهجوم من قنوات وكتاب على السوريين وقضيتهم؟ ومن المستفيد من ذلك؟ وليس لأحد أن يتساءل عن موقفنا بمثل تساؤلنا؛ فإنَّا لا نزال في حرب مع العدو القريب، ولا يزال العدو محاربا لنا، محتلا لأرضنا، وما ناصرنا عدوكم ــ وهو عدونا ــ، لكنكم جهلتم أو تجاهلتم ما حل بشعبنا وأرضنا.. تجاهلتم ما حدث في الشام وأهلها ــ تجاهلا لا جهلا ــ، وتذكرتم وحدة المسلمين بطريقة تثير الاستفزاز، وكأن قدر الوحدة ألا تتم إلا على حسابنا؟ وكأن مفهوم الوحدة بات حالة نظرية تُسْتَخْرَج من مشتركات العقائد في بطون الكتب، لا حالة عملية تَسْتَخْرِجُنا من تحت ألسنة اللهب..



▫️ والسؤال.. وسوف أضعه برسم المندفعين بإيران وميليشياتها.. باعتباري سوريا ثائرا كيف يمكنني ــ وأنا في خضم الحرب مع إيران وميليشياتها ــ أن أتعاطف مع حزب الله وإيران وميليشياتها، وأن أقف معهم في مواجهة الكيان الصهيوني المحتل؟ اشحذوا عقولكم وأقلامكم وأرسلوا إجاباتكم في خارطة عملية واضحة.. وتذكروا أن بلادنا تحت الاحتلال، وأننا لا زلنا في خضم الحرب، وأن إيران وميليشياتها لا تزال في الجبهات، وأننا في جغرافيتنا لسنا ممن إذا تَرَك تُرِك.. وإننا نترقب الجواب الذي يُمَكِّنُنا من تطبيق نظرياتكم العرجاء.. ولست أرى الفرح والحزن سبب انكسار وانتصار.. فالقضيتان أعمق من فرحنا وحزنكم..


باختصار..
إن حربنا لإخراج إيران وميليشياتها من بلادنا حق..
وفي التقدير السياسي شر لا بد منه، ولا خيار لنا فيه..


✦•┈┈┈┈••┈┈┈┈•✦

https://www.tgoop.com/maherallosh

BY قناة ماهر علوش