MALOMATZADEH Telegram 32375
🚩 *الكَلام على حَديث الغَدير [3/1]:*

  *الكلامُ هُنا يَنقسم إلى عدّة أقسام :*

🔴 *القِسم الأوّل : عنَ مَعنى المُوالاَة في الأثَر،*


🔸 هَل مُوالاةُ المحبّة، أم مُوالاةُ الائتمَار والتصرّف، أم المُوالاة الدينيّة بالاقتداء به في أمورِ دينهِ وما ذهبَ إليهِ فيه (ع)، وقد سبقَ وبيّناَ أنّ مَن ذهبَ إلى الموالاة الدّينيّة، فإنّه يَجبُ عليه أن يذهبَ إلى خلافَة وإمامة علي(ع)؛ لأنّ هذا كَانَ رأي أمير المؤمنين (ع) ودينه، بدليلِ امتناعِه عن مُصالحَة أبي بكر لمدّة ستّة أشهُر بما يصحّ عندَ المُخالِف، وإلاّ فإنّ شواهِدَ قولِه بأحقيّته من طريقِ أهل البيت بلغَت حدّ التواتُر، وليسَ هذا مَقام مُناقَشَتِها،
🔹 نعم ! يستظهر المخالف على أنّ معنى الموالاة هِيَ المحبّة بَشاهِدين اثنين،
الشّاهدُ الأوّل : أنّه لَم يَقُلْهُ صلى الله عليه واله وسلم إلاّ لِمَا وصلَه من طريق بُريدة ومَن كانَ خرجَ مع أمير المؤمنين (ع)، وبُريدَة كانَ قد نَعى على أمير المؤمنين أفعال تصرّف فيها بما يَبعثُ الشكّ في أنفُسهِم، فأتَوا النّبي صلى الله عليه واله وسلم، وعلى رأسهِم بُريدَة فأخْبَروهُ بِمَا صنَع علي(ع)، فقالَ لهُم النّبي صلى الله عليه واله وسلم مُغضباً : «مَن كُنت مولاه فعليٌّ مولاه»، فهَل سَيستقيمُ هُنا تأويلُ الموالاة بالمحبّة ؟!
القومُ يأتونَ رَسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويَقولون : عليٌّ فعلَ، وفعلَ، وفَعلَ، فيردُّ عليهِم صلى الله عليه واله وسلم: بِقولهِ: «مَن كُنتُ حَبيبَهُ فعليٌّ حبيبُه»!،
هَل يستقيم هذا مِنْ شَخْصِ أفْضَلِ مَنْ نطقَ بالضّاد، أم أنَّ الذي يَستقِيم : «مَن كنْتُ مَولاهُ المُتَصَرِّفُ فِي شُؤونِه وَفِي شُؤون المُسلمِين، فَعَلِيّ مَولاهُ المتصرّف فيه وفِي شُؤون المُسلِمِين»،
ولِسَان حال الرّسول صلى الله عليه واله وسلم يقول : يا بُريدَة، ألم تَكُن لِتقبَل مِنّي هذا التصرّف لو كُنتُ مكان عليّ بن أبي طالب؛ لأنّي مَولاكَ وقائدُكَ الذي لا أمرَ لكَ مِعي،
فإن قال بُريدة : نَعم -ولن يقولَ إلاّ نَعم-، فسيقول الرّسول صلى الله عليه واله وسلم : فاعتبَر حالَ عليٍّ حالِي، ومقامَهُ مَقامِي، مَن كُنت مولاهُ المُتصرّفُ في الأمور دونَهُ ودونَ المُسلمِين، فعليٌّ مولاهُ المُتصرّف في الأمور دونَه ودونَ المُسلمِين .
🔹 نعم ! وهذا أقصَى ما قد يُقال في موقف بُريدَة مع الرّسول صلى الله عليه واله وسلم، وأمّا صَرفُهُ إلى المحبّة فهُو بَعيد .
💬 مِثالُه : لو اشتكَى الرّعيّةُ وليّ العَهد إلى الأمير، فقالوا : يا أمير، إنّ وليّ عهدِك تصرّف في أرض آل فُلان بالتصرّف الفُلانِي، وجلدَ فُلاناً للعُذر الفُلانِي، ونفَى فُلاناً للسبّب الفُلاني، فِعندَها يغضبُ الأمير مِن كلامِهِم هذا، فيقول: مَن كُنت حَبيبهُ، فإنّ وليّ عَهدي حَبيبه!، هل هذا يستقيم، أم أنّ قولَنا هُو المُستقيم : مَن كنُت الآمِرَ عليه، المُنفَّذ عليه حُكمِي، فإنّ وليّ عَهدي هُو الآمرُ عَليِه، المُنفَّذ عليه حُكمُه، بِلا جِدالٍ ولا مِراء.
🔸 نعم ! فإن أنتَ وَقفتَ على هذا، وقفتَ على قوّة تأويل أهل البَيت (ع) في معنى الوَلِي في الحديث، فإنّ مَعناه : مَن كُنت إمامَهُ المُتصرِّف فيه، فإنّ علياً إمامهُ المُتصرّف فيه.
🔺فإن قيلَ: وهَل لكُم مُستندٌ في كلامكم هذا إلى أهل البيَت فتُبدُوهُ لَنا.
💭 قُلنا: لسَنا وبحمد الله ومنّه، نُصْدرُ ولا نُورِدُ إلاّ مُنتهلينَ مِن مَعِينِ مائهِم، ومِن سَلْسَبِيلِ فُراتِهِم، وسنأتي على أقوالِهِم بإذن الله تعالى بَعدَ الكَلام على الشّاهد الثّاني الذي يجعلَ المخالف يَذهبُ إلى أنّ معنى الموالاة هي المحبّة.

الشّاهدُ الثّاني : عطف الرّسول صلى الله عليه واله وسلم المُوالاة على المُعادَاة، وذلك في قوله صلى الله عليه واله وسلم : «اللهم، والِ مَن والاه، وعَادِ مَنْ عادَه»، وهذا فيُخْبِرُنا أنّ المُعَادَاة ضدّ المُوَالاة، وليسَت الموالاة التي ضدّ المُعادَاة إلاّ بمعنى المحبّة لا الإمَامَة وَالتّصرّف.

💭 قُلنا: ليسَ ما ذهبتُم إليه كَذَلِك؛ لأنّ الرّسول صلى الله عليه واله وسلم يَقول في بدايَة كلامِه : «أيّها النّاس، ألستُ أولى بكم من أنفُسِكُم؟» فقالوا : بلى يا رسول الله . قال صلى الله عليه واله وسلم : «فمَن كُنتُ مَولاه، فعليٌّ مَولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عَاداه، وانصُر مَن نصَرَه، واخذُل مَنْ خَذلَه»،
💎 وهذا لفظٌ للخبر مَشتهرٌ عندَ أهل البَيت (ع)، وله طريقٌ عندَ أهل الحَديث، وهُنا -أخي الفَاضِل-، لَزِمَكُم أن يكون معنى المُوالاة المحبّة، والنُّصْرَة، وعَدَم الخِذْلان، وقريباً ذكرنا أنّه كان أعلَم الصّحابَة وأقضَاهُم، وأنّهم كانَوا يَرجعونَ إليه ولا يَرجِعُ إليهِم،
-1-



tgoop.com/malomatzadeh/32375
Create:
Last Update:

🚩 *الكَلام على حَديث الغَدير [3/1]:*

  *الكلامُ هُنا يَنقسم إلى عدّة أقسام :*

🔴 *القِسم الأوّل : عنَ مَعنى المُوالاَة في الأثَر،*


🔸 هَل مُوالاةُ المحبّة، أم مُوالاةُ الائتمَار والتصرّف، أم المُوالاة الدينيّة بالاقتداء به في أمورِ دينهِ وما ذهبَ إليهِ فيه (ع)، وقد سبقَ وبيّناَ أنّ مَن ذهبَ إلى الموالاة الدّينيّة، فإنّه يَجبُ عليه أن يذهبَ إلى خلافَة وإمامة علي(ع)؛ لأنّ هذا كَانَ رأي أمير المؤمنين (ع) ودينه، بدليلِ امتناعِه عن مُصالحَة أبي بكر لمدّة ستّة أشهُر بما يصحّ عندَ المُخالِف، وإلاّ فإنّ شواهِدَ قولِه بأحقيّته من طريقِ أهل البيت بلغَت حدّ التواتُر، وليسَ هذا مَقام مُناقَشَتِها،
🔹 نعم ! يستظهر المخالف على أنّ معنى الموالاة هِيَ المحبّة بَشاهِدين اثنين،
الشّاهدُ الأوّل : أنّه لَم يَقُلْهُ صلى الله عليه واله وسلم إلاّ لِمَا وصلَه من طريق بُريدة ومَن كانَ خرجَ مع أمير المؤمنين (ع)، وبُريدَة كانَ قد نَعى على أمير المؤمنين أفعال تصرّف فيها بما يَبعثُ الشكّ في أنفُسهِم، فأتَوا النّبي صلى الله عليه واله وسلم، وعلى رأسهِم بُريدَة فأخْبَروهُ بِمَا صنَع علي(ع)، فقالَ لهُم النّبي صلى الله عليه واله وسلم مُغضباً : «مَن كُنت مولاه فعليٌّ مولاه»، فهَل سَيستقيمُ هُنا تأويلُ الموالاة بالمحبّة ؟!
القومُ يأتونَ رَسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويَقولون : عليٌّ فعلَ، وفعلَ، وفَعلَ، فيردُّ عليهِم صلى الله عليه واله وسلم: بِقولهِ: «مَن كُنتُ حَبيبَهُ فعليٌّ حبيبُه»!،
هَل يستقيم هذا مِنْ شَخْصِ أفْضَلِ مَنْ نطقَ بالضّاد، أم أنَّ الذي يَستقِيم : «مَن كنْتُ مَولاهُ المُتَصَرِّفُ فِي شُؤونِه وَفِي شُؤون المُسلمِين، فَعَلِيّ مَولاهُ المتصرّف فيه وفِي شُؤون المُسلِمِين»،
ولِسَان حال الرّسول صلى الله عليه واله وسلم يقول : يا بُريدَة، ألم تَكُن لِتقبَل مِنّي هذا التصرّف لو كُنتُ مكان عليّ بن أبي طالب؛ لأنّي مَولاكَ وقائدُكَ الذي لا أمرَ لكَ مِعي،
فإن قال بُريدة : نَعم -ولن يقولَ إلاّ نَعم-، فسيقول الرّسول صلى الله عليه واله وسلم : فاعتبَر حالَ عليٍّ حالِي، ومقامَهُ مَقامِي، مَن كُنت مولاهُ المُتصرّفُ في الأمور دونَهُ ودونَ المُسلمِين، فعليٌّ مولاهُ المُتصرّف في الأمور دونَه ودونَ المُسلمِين .
🔹 نعم ! وهذا أقصَى ما قد يُقال في موقف بُريدَة مع الرّسول صلى الله عليه واله وسلم، وأمّا صَرفُهُ إلى المحبّة فهُو بَعيد .
💬 مِثالُه : لو اشتكَى الرّعيّةُ وليّ العَهد إلى الأمير، فقالوا : يا أمير، إنّ وليّ عهدِك تصرّف في أرض آل فُلان بالتصرّف الفُلانِي، وجلدَ فُلاناً للعُذر الفُلانِي، ونفَى فُلاناً للسبّب الفُلاني، فِعندَها يغضبُ الأمير مِن كلامِهِم هذا، فيقول: مَن كُنت حَبيبهُ، فإنّ وليّ عَهدي حَبيبه!، هل هذا يستقيم، أم أنّ قولَنا هُو المُستقيم : مَن كنُت الآمِرَ عليه، المُنفَّذ عليه حُكمِي، فإنّ وليّ عَهدي هُو الآمرُ عَليِه، المُنفَّذ عليه حُكمُه، بِلا جِدالٍ ولا مِراء.
🔸 نعم ! فإن أنتَ وَقفتَ على هذا، وقفتَ على قوّة تأويل أهل البَيت (ع) في معنى الوَلِي في الحديث، فإنّ مَعناه : مَن كُنت إمامَهُ المُتصرِّف فيه، فإنّ علياً إمامهُ المُتصرّف فيه.
🔺فإن قيلَ: وهَل لكُم مُستندٌ في كلامكم هذا إلى أهل البيَت فتُبدُوهُ لَنا.
💭 قُلنا: لسَنا وبحمد الله ومنّه، نُصْدرُ ولا نُورِدُ إلاّ مُنتهلينَ مِن مَعِينِ مائهِم، ومِن سَلْسَبِيلِ فُراتِهِم، وسنأتي على أقوالِهِم بإذن الله تعالى بَعدَ الكَلام على الشّاهد الثّاني الذي يجعلَ المخالف يَذهبُ إلى أنّ معنى الموالاة هي المحبّة.

الشّاهدُ الثّاني : عطف الرّسول صلى الله عليه واله وسلم المُوالاة على المُعادَاة، وذلك في قوله صلى الله عليه واله وسلم : «اللهم، والِ مَن والاه، وعَادِ مَنْ عادَه»، وهذا فيُخْبِرُنا أنّ المُعَادَاة ضدّ المُوَالاة، وليسَت الموالاة التي ضدّ المُعادَاة إلاّ بمعنى المحبّة لا الإمَامَة وَالتّصرّف.

💭 قُلنا: ليسَ ما ذهبتُم إليه كَذَلِك؛ لأنّ الرّسول صلى الله عليه واله وسلم يَقول في بدايَة كلامِه : «أيّها النّاس، ألستُ أولى بكم من أنفُسِكُم؟» فقالوا : بلى يا رسول الله . قال صلى الله عليه واله وسلم : «فمَن كُنتُ مَولاه، فعليٌّ مَولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عَاداه، وانصُر مَن نصَرَه، واخذُل مَنْ خَذلَه»،
💎 وهذا لفظٌ للخبر مَشتهرٌ عندَ أهل البَيت (ع)، وله طريقٌ عندَ أهل الحَديث، وهُنا -أخي الفَاضِل-، لَزِمَكُم أن يكون معنى المُوالاة المحبّة، والنُّصْرَة، وعَدَم الخِذْلان، وقريباً ذكرنا أنّه كان أعلَم الصّحابَة وأقضَاهُم، وأنّهم كانَوا يَرجعونَ إليه ولا يَرجِعُ إليهِم،
-1-

BY المعلومات الزيدية 📚


Share with your friend now:
tgoop.com/malomatzadeh/32375

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Select: Settings – Manage Channel – Administrators – Add administrator. From your list of subscribers, select the correct user. A new window will appear on the screen. Check the rights you’re willing to give to your administrator. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Each account can create up to 10 public channels Telegram iOS app: In the “Chats” tab, click the new message icon in the right upper corner. Select “New Channel.”
from us


Telegram المعلومات الزيدية 📚
FROM American