MALOMATZADEH Telegram 32377
-3-
قُلتُ :
💭 اعلم أنّ هذه الآية من أواخر ما نزلَ من القرآن الكريم، على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وبذلك يشهد ابن كثير الذي قال عن هذه الآيَة : «والصّحيح أنَّ هَذِه الآيَة مَدنيّة بَل هِي مِنْ أواخِر مَا نَزَل بِهَا، والله أعلم» (تفسير ابن كثير:3/136) .
قُلتُ :
وقد وقفتُ على عدّة أخبار تُفيدُ أنّ معناها الأمر من الله تعالى بالجهر بالدّعوة السريّة التي كان عليها الرّسول صلى الله عليه واله وسلم في مكّة، وأخبار تُفيد علاقة أبي طالب بهذه الآية، وأخبار تُفيد علاقة مُشركي قُريش بهذه الآية، وهذا كلّه خطأٌ ظاهِر؛ لأنّ الآيَة مدنيّة، والدّعوة السريّة وأبو طالب ومشركو قريش، كانَ هذا كلّه في مكّة،
وكذلكَ وَقفتُ على مَن يَنسبُ سبب نزولِها إلى إخراج الرّسول علومَهُ لأهل الكتاب وغيرهِم بدون خوفٍ ولا وَجل، وهذا مُعارَضٌ بأنّ الآية من أواخر ما نزل من الكتاب العَزيز، فَهل نَقول: إنَّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كانَ غير كامل التّبليغ والدّعوة لأهل الكتاب ولغيرهِم قبلَ نزول هذه الآيَة، مع العِلم أنّ هذه الآية ما نزلَت إلاّ بعد آياتٍ كثيرة نزلَت في أهل الكتاب وفي جدال الرّسول صلى الله عليه واله وسلم لهُم، وفي هذه الآيات كان الله يُعلّم الرّسول كيفَ يُخاطبُهُم وبما يحتجّ عليهِم، فهلَ كان الرّسول صلى الله عليه واله وسلم في هذه الأثناء -التي هي قطعاً قبل نزول هذه الآية- مُخفياً عنهُم بعضاً من وحي الله تعالى ؟! أم أنّ الله تعالى أخفى الوحي على رَسولِه، ولم يُخبرهُ به إلاّ في آخر دَعوته، ثمّ أمرهُ الله بإظهارِ هذا الوَحي !!،
💎 نعم ! فإن وَقفتَ -أخي في الله- على قُبح هذا القَول، فاعلم أنّ الآية نزلَت بعد تمامَ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تَبليغَ دَعوته، التي كان آخرُ ما بلّغ وعلّم النّاس فيها هي مَناسكُ الحجّ، فلم يُنزِل الله عليه الرّضا بتمام الرّسالة، وأداء الأمانَة، إلاّ بشرطِ إبلاغ آخرِ وأهمّ رِسالَة، التي تَحكي الآيَة أنّه إن لم يُبلّغها كانَ مقامُه مقامَ مَن لم يُبلّغ رسالات الله السّابقَة، فما هي هذه الرّسالَة المهمّة ؟!
قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ اليْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ﴾، قال السيوطي: «وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية ﴿يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ اليْكَ مِن رَّبّكَ﴾  على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم غدير خم، في علي بن أبي طالب.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ﴿يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ اليْكَ مِن رَّبّكَ﴾ أنّ علياً مولى المؤمنين» (الدر المنثور:3/115)، وأوردَ الآلوسي : «وعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-، قال: نزلت هذه الآية في علي -كرم الله تعالى وجهه-، حيث أمر سبحانه أن يخبر الناس بولايته، فتخوّف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن يقولوا: حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله تعالى إليه هذه الآية فقام بولايته يوم غدير خم، وأخذ بيده فقال صلى الله عليه واله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» (تفسير الآلوسي:6/199)،
-3-



tgoop.com/malomatzadeh/32377
Create:
Last Update:

-3-
قُلتُ :
💭 اعلم أنّ هذه الآية من أواخر ما نزلَ من القرآن الكريم، على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وبذلك يشهد ابن كثير الذي قال عن هذه الآيَة : «والصّحيح أنَّ هَذِه الآيَة مَدنيّة بَل هِي مِنْ أواخِر مَا نَزَل بِهَا، والله أعلم» (تفسير ابن كثير:3/136) .
قُلتُ :
وقد وقفتُ على عدّة أخبار تُفيدُ أنّ معناها الأمر من الله تعالى بالجهر بالدّعوة السريّة التي كان عليها الرّسول صلى الله عليه واله وسلم في مكّة، وأخبار تُفيد علاقة أبي طالب بهذه الآية، وأخبار تُفيد علاقة مُشركي قُريش بهذه الآية، وهذا كلّه خطأٌ ظاهِر؛ لأنّ الآيَة مدنيّة، والدّعوة السريّة وأبو طالب ومشركو قريش، كانَ هذا كلّه في مكّة،
وكذلكَ وَقفتُ على مَن يَنسبُ سبب نزولِها إلى إخراج الرّسول علومَهُ لأهل الكتاب وغيرهِم بدون خوفٍ ولا وَجل، وهذا مُعارَضٌ بأنّ الآية من أواخر ما نزل من الكتاب العَزيز، فَهل نَقول: إنَّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كانَ غير كامل التّبليغ والدّعوة لأهل الكتاب ولغيرهِم قبلَ نزول هذه الآيَة، مع العِلم أنّ هذه الآية ما نزلَت إلاّ بعد آياتٍ كثيرة نزلَت في أهل الكتاب وفي جدال الرّسول صلى الله عليه واله وسلم لهُم، وفي هذه الآيات كان الله يُعلّم الرّسول كيفَ يُخاطبُهُم وبما يحتجّ عليهِم، فهلَ كان الرّسول صلى الله عليه واله وسلم في هذه الأثناء -التي هي قطعاً قبل نزول هذه الآية- مُخفياً عنهُم بعضاً من وحي الله تعالى ؟! أم أنّ الله تعالى أخفى الوحي على رَسولِه، ولم يُخبرهُ به إلاّ في آخر دَعوته، ثمّ أمرهُ الله بإظهارِ هذا الوَحي !!،
💎 نعم ! فإن وَقفتَ -أخي في الله- على قُبح هذا القَول، فاعلم أنّ الآية نزلَت بعد تمامَ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تَبليغَ دَعوته، التي كان آخرُ ما بلّغ وعلّم النّاس فيها هي مَناسكُ الحجّ، فلم يُنزِل الله عليه الرّضا بتمام الرّسالة، وأداء الأمانَة، إلاّ بشرطِ إبلاغ آخرِ وأهمّ رِسالَة، التي تَحكي الآيَة أنّه إن لم يُبلّغها كانَ مقامُه مقامَ مَن لم يُبلّغ رسالات الله السّابقَة، فما هي هذه الرّسالَة المهمّة ؟!
قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ اليْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ﴾، قال السيوطي: «وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية ﴿يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ اليْكَ مِن رَّبّكَ﴾  على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم غدير خم، في علي بن أبي طالب.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ﴿يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ اليْكَ مِن رَّبّكَ﴾ أنّ علياً مولى المؤمنين» (الدر المنثور:3/115)، وأوردَ الآلوسي : «وعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-، قال: نزلت هذه الآية في علي -كرم الله تعالى وجهه-، حيث أمر سبحانه أن يخبر الناس بولايته، فتخوّف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن يقولوا: حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله تعالى إليه هذه الآية فقام بولايته يوم غدير خم، وأخذ بيده فقال صلى الله عليه واله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» (تفسير الآلوسي:6/199)،
-3-

BY المعلومات الزيدية 📚


Share with your friend now:
tgoop.com/malomatzadeh/32377

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

bank east asia october 20 kowloon ZDNET RECOMMENDS SUCK Channel Telegram How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Users are more open to new information on workdays rather than weekends.
from us


Telegram المعلومات الزيدية 📚
FROM American