MANBARHOSYANE3 Telegram 761
#اخلاق
#الدنيا

🍂شبكة المعارف الإسلامية
🍂وصايا الأولياء
🍂العمل في الدُّنيا


ورد في الكافي الشريف عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام: "تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ وَلَا تَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لَا تُرْزَقُونَ فِيهَا إِلَّا بِالْعَمَلِ..."1.

و عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام: "إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً وإِنَّ الآخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً ولِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ ولَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا أَلَا وكُونُوا مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ أَلَا إِنَّ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا اتَّخَذُوا الأَرْضَ بِسَاطاً والتُّرَابَ فِرَاشاً والْمَاءَ طِيباً وقُرِّضُوا مِنَ الدُّنْيَا تَقْرِيضاً"2.

الموازنة بين الدنيا والآخرة

إن من غرائب الإنسان رغم ما يحمل من قوة عقل وفكر انه يعطل تفكيره في الآخرة وعمله لها، ويستغرق في الدنيا فكراً وعملاً، مع أن الدنيا فانية والآخرة باقية، وبالحسابات المنطقية التفكير والعمل للدائم أولى منهما للزائل.

وليس معنى ذلك أن الدين الإسلامي يمنع التفكير والعمل للدنيا ، كلا فالدين الإسلامي متوازن يحث على الاعتدال في كل شيء ، فهو دين الاعتدال.

يقول تعالى: ﴿...كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾3.

فنلاحظ أن الآية الكريمة تقول لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة، وهي واضحة فيما قلناه من التوازن الإسلامي.

ويقول تعالى: ﴿...وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا...﴾4.

روي عن الإمام الحسن عليه السلام: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"5. يقول المولى صالح المازندراني قدس سره: قال الله تعالى لأهل الدنيا: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا﴾6، ولأهل الآخرة: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾7، فطلب العمل للدنيا مع أَنَّها تنال بدونه، وترك العمل للآخرة مع أَنَّها لا تنال إِلَّا به، دلّ على نقص الإيمان، وأنّه مجرّد التقوّل باللسان.

وقد خاطب المسيح عليه السلام بقوله:

(وَيْلَكُمْ عُلَمَاءَ سَوْءٍ):
علماء الدين بالنداء، وذمّهم بترك العمل بعلومهم توقّع الأجر إنكاراً لذلك، وحثّهم على العمل بقوله: (يُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ يُقْبَلَ عَمَلُهُ)، إنْ خيراً فخيرٌ وإنْ شراً فشرٌّ.

(وَيُوشِكُ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلَى ظُلْمَةِ الْقَبْرِ):
فيجدوا ما كانوا فيه من خير وشرّ حاضراً، وفيه ترغيبٌ في ترك الدُّني، لقلّة مدّتها وسرعة زوال شدّتها، وتحريضٌ على العمل لما بعدها، والأعمال الصالحة أنوارٌ تدفع ظلمات القبر والقيامة.

(كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ هُوَ فِي مَسِيرِهِ إِلَى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى دُنْيَاهُ وَمَا يَضُرُّهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِمَّا يَنْفَعُهُ):
ما يضرّه الدُّنيا وأعمالها المطلوب منها متاعه، وما ينفعه الآخرة وأعمالها المستلزمة رفيع درجاتها، ومن أدبر عن الثاني وأقبل إِلَى الأوّل، وأحبّ الدّنيا والاستكثار منها، وصحبة أهلها للجاه والمال، فليس بعالمٍ، وإنّما العالم من عرف الله وعظمته وعزّه وقهره وغلبته ودينه وكتابه وسنته وبعثه، ذلك على الورع والتقوى والزهد في الدنيا، ودوام الهيبة والخشية والعمل للّه وهو الّذي وصفه اللّه تعالى بقوله: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾8.

الدُّنيا الملعونة ودنيا البلاغ

في الحديث عن الإِمام السجاد عليه السلام: "الدُّنْيَا دُنْيَاءَانِ دُنْيَا بَلَاغٌ وَدُنْيَا مَلْعُونَةٌ"9.

وعَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: "فِي مُنَاجَاةِ مُوسَى عليه السلام يَا مُوسَى إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ عُقُوبَةٍ عَاقَبْتُ فِيهَا آدَمَ عِنْدَ خَطِيئَتِهِ وَجَعَلْتُهَا مَلْعُونَةً مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ فِيهَا لِي"10.

هذا معيارٌ كاملٌ للدّنيا الملعونة وغيرها، فكلّ ما كان في الدّنيا ويوجب القرب إلى الله تعالى من المعارف والعلوم الحقة والطاعات وما يتوصل به إليها من المعيشة بقدر الضرورة والكفاف، فهي من الآخرة وليست من الدّنيا، وكلّ ما يصير سبباً للبعد عن الله والاشتغال عن ذكره، ويلهي عن درجات الآخرة وكمالاتها، وليس الغرض فيه القرب منه تعالى والوصول إلى رضاه فهي الدنيا الملعونة.



tgoop.com/manbarhosyane3/761
Create:
Last Update:

#اخلاق
#الدنيا

🍂شبكة المعارف الإسلامية
🍂وصايا الأولياء
🍂العمل في الدُّنيا


ورد في الكافي الشريف عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام: "تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ وَلَا تَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لَا تُرْزَقُونَ فِيهَا إِلَّا بِالْعَمَلِ..."1.

و عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام: "إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً وإِنَّ الآخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً ولِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ ولَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا أَلَا وكُونُوا مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ أَلَا إِنَّ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا اتَّخَذُوا الأَرْضَ بِسَاطاً والتُّرَابَ فِرَاشاً والْمَاءَ طِيباً وقُرِّضُوا مِنَ الدُّنْيَا تَقْرِيضاً"2.

الموازنة بين الدنيا والآخرة

إن من غرائب الإنسان رغم ما يحمل من قوة عقل وفكر انه يعطل تفكيره في الآخرة وعمله لها، ويستغرق في الدنيا فكراً وعملاً، مع أن الدنيا فانية والآخرة باقية، وبالحسابات المنطقية التفكير والعمل للدائم أولى منهما للزائل.

وليس معنى ذلك أن الدين الإسلامي يمنع التفكير والعمل للدنيا ، كلا فالدين الإسلامي متوازن يحث على الاعتدال في كل شيء ، فهو دين الاعتدال.

يقول تعالى: ﴿...كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾3.

فنلاحظ أن الآية الكريمة تقول لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة، وهي واضحة فيما قلناه من التوازن الإسلامي.

ويقول تعالى: ﴿...وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا...﴾4.

روي عن الإمام الحسن عليه السلام: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"5. يقول المولى صالح المازندراني قدس سره: قال الله تعالى لأهل الدنيا: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا﴾6، ولأهل الآخرة: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾7، فطلب العمل للدنيا مع أَنَّها تنال بدونه، وترك العمل للآخرة مع أَنَّها لا تنال إِلَّا به، دلّ على نقص الإيمان، وأنّه مجرّد التقوّل باللسان.

وقد خاطب المسيح عليه السلام بقوله:

(وَيْلَكُمْ عُلَمَاءَ سَوْءٍ):
علماء الدين بالنداء، وذمّهم بترك العمل بعلومهم توقّع الأجر إنكاراً لذلك، وحثّهم على العمل بقوله: (يُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ يُقْبَلَ عَمَلُهُ)، إنْ خيراً فخيرٌ وإنْ شراً فشرٌّ.

(وَيُوشِكُ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلَى ظُلْمَةِ الْقَبْرِ):
فيجدوا ما كانوا فيه من خير وشرّ حاضراً، وفيه ترغيبٌ في ترك الدُّني، لقلّة مدّتها وسرعة زوال شدّتها، وتحريضٌ على العمل لما بعدها، والأعمال الصالحة أنوارٌ تدفع ظلمات القبر والقيامة.

(كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ هُوَ فِي مَسِيرِهِ إِلَى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى دُنْيَاهُ وَمَا يَضُرُّهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِمَّا يَنْفَعُهُ):
ما يضرّه الدُّنيا وأعمالها المطلوب منها متاعه، وما ينفعه الآخرة وأعمالها المستلزمة رفيع درجاتها، ومن أدبر عن الثاني وأقبل إِلَى الأوّل، وأحبّ الدّنيا والاستكثار منها، وصحبة أهلها للجاه والمال، فليس بعالمٍ، وإنّما العالم من عرف الله وعظمته وعزّه وقهره وغلبته ودينه وكتابه وسنته وبعثه، ذلك على الورع والتقوى والزهد في الدنيا، ودوام الهيبة والخشية والعمل للّه وهو الّذي وصفه اللّه تعالى بقوله: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾8.

الدُّنيا الملعونة ودنيا البلاغ

في الحديث عن الإِمام السجاد عليه السلام: "الدُّنْيَا دُنْيَاءَانِ دُنْيَا بَلَاغٌ وَدُنْيَا مَلْعُونَةٌ"9.

وعَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: "فِي مُنَاجَاةِ مُوسَى عليه السلام يَا مُوسَى إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ عُقُوبَةٍ عَاقَبْتُ فِيهَا آدَمَ عِنْدَ خَطِيئَتِهِ وَجَعَلْتُهَا مَلْعُونَةً مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ فِيهَا لِي"10.

هذا معيارٌ كاملٌ للدّنيا الملعونة وغيرها، فكلّ ما كان في الدّنيا ويوجب القرب إلى الله تعالى من المعارف والعلوم الحقة والطاعات وما يتوصل به إليها من المعيشة بقدر الضرورة والكفاف، فهي من الآخرة وليست من الدّنيا، وكلّ ما يصير سبباً للبعد عن الله والاشتغال عن ذكره، ويلهي عن درجات الآخرة وكمالاتها، وليس الغرض فيه القرب منه تعالى والوصول إلى رضاه فهي الدنيا الملعونة.

BY قسم المحاضرات/خطباء المنبر الحسيني


Share with your friend now:
tgoop.com/manbarhosyane3/761

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

As of Thursday, the SUCK Channel had 34,146 subscribers, with only one message dated August 28, 2020. It was an announcement stating that police had removed all posts on the channel because its content “contravenes the laws of Hong Kong.” Select “New Channel” Telegram offers a powerful toolset that allows businesses to create and manage channels, groups, and bots to broadcast messages, engage in conversations, and offer reliable customer support via bots. The visual aspect of channels is very critical. In fact, design is the first thing that a potential subscriber pays attention to, even though unconsciously. Channel login must contain 5-32 characters
from us


Telegram قسم المحاضرات/خطباء المنبر الحسيني
FROM American