أثر البدع في انقلاب صورة الإسلام عند الأجانب عنه:
"وقد بلغ بالأجانب اعتقادُ أن هذا من الدين إلى إثباته في مؤلفاتهم، وقد قرأنا في بعض الكتب الألمانية أن مدينة طنطا من المدن الإسلامية المقدسة عند المسلمين، وأن زيارتها أيام المولد تقوم مقام الحج فتسقط فريضته عن الزائر، هذا مع العلم بما يقع في هذه المدينة من الموبقات وارتكاب المحرمات مما يتبرأ منه الدين وتتنزه عنه آدابه الشريفة، ولكن وقوعه في عرض الاحتفال بتذكار مولد ولي من أولياء الله تعالى وسكوت العلماء ورجال الدين عنه جر الأجانب إلى الاعتقاد بأن الدين يأمر بهذا ، أو أنه لا ينهى عن فعله حتى قرروا في كتبهم عن الدين الإسلامي أنه مملوء بالخرافات مشحون بالترهات والخلاعات". (الشرق والغرب، إبراهيم المويلحي، ص١١١)
"وقد بلغ بالأجانب اعتقادُ أن هذا من الدين إلى إثباته في مؤلفاتهم، وقد قرأنا في بعض الكتب الألمانية أن مدينة طنطا من المدن الإسلامية المقدسة عند المسلمين، وأن زيارتها أيام المولد تقوم مقام الحج فتسقط فريضته عن الزائر، هذا مع العلم بما يقع في هذه المدينة من الموبقات وارتكاب المحرمات مما يتبرأ منه الدين وتتنزه عنه آدابه الشريفة، ولكن وقوعه في عرض الاحتفال بتذكار مولد ولي من أولياء الله تعالى وسكوت العلماء ورجال الدين عنه جر الأجانب إلى الاعتقاد بأن الدين يأمر بهذا ، أو أنه لا ينهى عن فعله حتى قرروا في كتبهم عن الدين الإسلامي أنه مملوء بالخرافات مشحون بالترهات والخلاعات". (الشرق والغرب، إبراهيم المويلحي، ص١١١)
❤4
إذا مات شخص، فإن الحقوق المتعلقة بتركته خمسة مرتبة، ويجمعها قولك: (حَمَدُوا) 👆، ألهمني الله وإياكم حُسن الحمد له والثناء عليه تعالى وتقدَّس.
#فقه_الشافعية
#علم_المواريث
#فقه_الشافعية
#علم_المواريث
❤8
من #لطائف_المدح قول مرج الكحل الأندلسي:
"أتعجبُ أن قدَّمتُ مدحكَ عندما
رأيتـك للتـقديـم أهـلًا أبـا بكـرِ
ذوو المجدِ سطرٌ والثناءُ صحيفةٌ
وأنت كـ"بسم الله" في أول السطرِ".
"أتعجبُ أن قدَّمتُ مدحكَ عندما
رأيتـك للتـقديـم أهـلًا أبـا بكـرِ
ذوو المجدِ سطرٌ والثناءُ صحيفةٌ
وأنت كـ"بسم الله" في أول السطرِ".
حُسْنُ التعليم وحُسْنُ النصيحة وحُسْنُ العهد:
قال الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- لطلابه:
"أنتم مَسارُّ قلبي، وجلاءُ حزني.
وأَسْرَجْتُ لكم الفقه وأَلْجَمْتُهُ، وقد تركتُ الناس يطَئُونَ أعقابَكم، ويلتمسون ألفاظَكم.
ما منكم واحدٌ إلا وهو يصلح للقضاء، فسألتكم بالله وبَقَدْرِ ما وَهَبَ اللهُ لكم من جلالة العلم ما صُنْتُمُوهُ عن ذلك الاستئجار".
قال الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- لطلابه:
"أنتم مَسارُّ قلبي، وجلاءُ حزني.
وأَسْرَجْتُ لكم الفقه وأَلْجَمْتُهُ، وقد تركتُ الناس يطَئُونَ أعقابَكم، ويلتمسون ألفاظَكم.
ما منكم واحدٌ إلا وهو يصلح للقضاء، فسألتكم بالله وبَقَدْرِ ما وَهَبَ اللهُ لكم من جلالة العلم ما صُنْتُمُوهُ عن ذلك الاستئجار".
❤5
التعريف بالكتب يُشَدُّ عضدُ الإفادة فيه بطريقتين:
الأولى: طريقة المتخصص في الفن، الممتلئ منه، المسموع الكلمة فيه، فيكفي في حقه الإشارة إلى أهمية الكتاب، أو حاجة المبتدئ إليه، أو إغنائه الباحث والدارس في بابه.
الثانية: طريقة من دون الأول، فيلزمه إرسال نظر الفحص، وإتباعه بنظر المقارنة، والبرهنة على فائدته وتحقيقها بحسن التلخيص لمقاصده، أو دقة الاقتباس لفوائده، ونحو ذلك.
أما التعريف السطحي فهو أليق بالبائع والناشر لا بالمتخصص أو الطالب، وهو الذي يدور حول شهرة المؤلف، وأهمية الموضوع، وحسن الصف، وجودة الفهارس، وكبر الحجم، ونحو ذلك.
الأولى: طريقة المتخصص في الفن، الممتلئ منه، المسموع الكلمة فيه، فيكفي في حقه الإشارة إلى أهمية الكتاب، أو حاجة المبتدئ إليه، أو إغنائه الباحث والدارس في بابه.
الثانية: طريقة من دون الأول، فيلزمه إرسال نظر الفحص، وإتباعه بنظر المقارنة، والبرهنة على فائدته وتحقيقها بحسن التلخيص لمقاصده، أو دقة الاقتباس لفوائده، ونحو ذلك.
أما التعريف السطحي فهو أليق بالبائع والناشر لا بالمتخصص أو الطالب، وهو الذي يدور حول شهرة المؤلف، وأهمية الموضوع، وحسن الصف، وجودة الفهارس، وكبر الحجم، ونحو ذلك.
هل يُعاب المسلم بتمني الأزمنة الفاضلة لأجل ما فيها من طعام أو رزق أو اجتماع مع ما فيها من العبادة والخير؟
قال ربنا تعالى وتقدَّس: {لَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ أنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِن رَبِّكم}. قال ابن سعدي -رحمه الله-: "لما أمر تعالى بالتقوى، أخبر تعالى أن ابتغاء فضل الله بالتكسب في مواسم الحج وغيره، ليس فيه حرج إذا لم يشغل عما يجب إذا كان المقصود هو الحج، وكان الكسب حلالًا منسوبًا إلى فضل الله، لا منسوبًا إلى حذق العبد، والوقوف مع السبب، ونسيان المسبِّب، فإن هذا هو الحرج بعينه".
وقال عز وجل: {فَإذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فانْتَشِرُوا في الأرْضِ وابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ}. فكان عِراك بن مالك إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد، فقال: "اللهم إني أجبت دعوتك، وصليت فريضتك، وانتشرت كما أمرتني؛ فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين". كما في (تفسير القرطبي).
وفي (تفسير السمعاني) عن ابن محيريز قال: "يعجبني أن يكون لي حاجة بعد الجمعة فأنصرف إليها، وأبتغي من فضل الله منها".
وأخرج ابن المنذر -كما في (الدر المنثور)- عن سعيد بن جبير، قال: "إذا انصرفت يوم الجمعة فاخرج إلى باب المسجد، فسَاوِمْ بالشيء، وإن لم تشتَرِه".
ولم يرَ الصحابة -رضوان الله عليهم- حرجًا في تمني يوم الجمعة والفرح به من أجل طعام امرأة، ففي (صحيح البخاري) عن سهل بن سعد، قال: "كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سِلْقًا، فكانت إذا كان يوم جمعة تنزع أصول السِّلْق، فتجعله في قِدر، ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها، فتكون أصول السلق عَرْقَه، وكنا ننصرف من صلاة الجمعة، فنسلِّم عليها، فتقرِّب ذلك الطعام إلينا فنلعقه، وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك". وفي رواية عند البخاري أيضًا: "إن كُنَّا لنفرح بيوم الجمعة". وهو من "فرح المرء مما يأتيه من الفضل"، كما قال ابن الملقن في (التوضيح).
والمقصود أن فرح المسلم بتجدُّد فضل الله عليه بالرزق أو الطعام أو الاجتماع، مع فرحه بالطاعة ومبادرته إليها، والتماسه الفضل من الرزق بعد انصرافه من التماس المغفرة والقُرب ليس مما يُلام عليه، مع حرصه على إدامة الذكر والشكر، والله أعلم.
قال ربنا تعالى وتقدَّس: {لَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ أنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِن رَبِّكم}. قال ابن سعدي -رحمه الله-: "لما أمر تعالى بالتقوى، أخبر تعالى أن ابتغاء فضل الله بالتكسب في مواسم الحج وغيره، ليس فيه حرج إذا لم يشغل عما يجب إذا كان المقصود هو الحج، وكان الكسب حلالًا منسوبًا إلى فضل الله، لا منسوبًا إلى حذق العبد، والوقوف مع السبب، ونسيان المسبِّب، فإن هذا هو الحرج بعينه".
وقال عز وجل: {فَإذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فانْتَشِرُوا في الأرْضِ وابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ}. فكان عِراك بن مالك إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد، فقال: "اللهم إني أجبت دعوتك، وصليت فريضتك، وانتشرت كما أمرتني؛ فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين". كما في (تفسير القرطبي).
وفي (تفسير السمعاني) عن ابن محيريز قال: "يعجبني أن يكون لي حاجة بعد الجمعة فأنصرف إليها، وأبتغي من فضل الله منها".
وأخرج ابن المنذر -كما في (الدر المنثور)- عن سعيد بن جبير، قال: "إذا انصرفت يوم الجمعة فاخرج إلى باب المسجد، فسَاوِمْ بالشيء، وإن لم تشتَرِه".
ولم يرَ الصحابة -رضوان الله عليهم- حرجًا في تمني يوم الجمعة والفرح به من أجل طعام امرأة، ففي (صحيح البخاري) عن سهل بن سعد، قال: "كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سِلْقًا، فكانت إذا كان يوم جمعة تنزع أصول السِّلْق، فتجعله في قِدر، ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها، فتكون أصول السلق عَرْقَه، وكنا ننصرف من صلاة الجمعة، فنسلِّم عليها، فتقرِّب ذلك الطعام إلينا فنلعقه، وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك". وفي رواية عند البخاري أيضًا: "إن كُنَّا لنفرح بيوم الجمعة". وهو من "فرح المرء مما يأتيه من الفضل"، كما قال ابن الملقن في (التوضيح).
والمقصود أن فرح المسلم بتجدُّد فضل الله عليه بالرزق أو الطعام أو الاجتماع، مع فرحه بالطاعة ومبادرته إليها، والتماسه الفضل من الرزق بعد انصرافه من التماس المغفرة والقُرب ليس مما يُلام عليه، مع حرصه على إدامة الذكر والشكر، والله أعلم.
❤5👍1
Forwarded from قناة بدر آل مرعي
لا أحب الإغراق في وصف العلم بنعوت اللذة ورائحة الورق وصحبة الكتاب، ووددتُ لو خُفّف هذا الخطاب الوجداني المتعلق بالعلم الشرعي خاصة، نعم؛ هي أداة جذب سريع، لكنها أداة طرد أسرع.
ولا أرى أن يحث على العلم الشرعي إلا من جهة أنه عبادة، ترابط عليها في الضيق والسعة، وعند إقبال النفس وإدبارها، وعند سهولة العلم أو عسره.
فمن دخل للعلم الشرعي من بوابة اللذة خرج حين تخفت، ومن دخله من بوابة العبادة لم يتركه حتى يأتيه اليقين.
ولا أرى أن يحث على العلم الشرعي إلا من جهة أنه عبادة، ترابط عليها في الضيق والسعة، وعند إقبال النفس وإدبارها، وعند سهولة العلم أو عسره.
فمن دخل للعلم الشرعي من بوابة اللذة خرج حين تخفت، ومن دخله من بوابة العبادة لم يتركه حتى يأتيه اليقين.
❤2🔥1
اعلم #يا_بني أن الأمجاد لا تُبنى باللسان حتى يُرهق البدن في سبيله، وتُرهن الدنيا في واجبه، وتُقطَع علائق السوء بحدِّه.
😢4🥰1
قاعدة:
"الإنسان بالضرورة يسكت على الجهل حيث لا طريقَ إلى العلم". (العواصم لابن الوزير، ١٨٢/٦)
قلت: فإذا رأيتَ متفلسفًا فارغًا من حقيقة العلم، يقتحم عقبة البحث في الذي لا سبيل إلى بلوغه، محاولًا هتك أستار القدر، أو نزع حجاب الروح، أو مجاوزة قنطرة الغيب، أو ركوب أمواج العلل؛ فاعلم أنه لم يرضَ بنور الصمت وبرد التسليم إذ عجز عن تحصيل ضياء المعرفة وإشراق المعاينة، فصار مذبذبًا تائهًا كالطفل الذي أغراه طول اللعب حتى ألقى عليه الليل غشاوته واشتبهت عليه بيوت الحي فلم يدرِ إلى أيها يأوي، والجاهل يحسبه يأوي إلى سكينة من عقله.
"الإنسان بالضرورة يسكت على الجهل حيث لا طريقَ إلى العلم". (العواصم لابن الوزير، ١٨٢/٦)
قلت: فإذا رأيتَ متفلسفًا فارغًا من حقيقة العلم، يقتحم عقبة البحث في الذي لا سبيل إلى بلوغه، محاولًا هتك أستار القدر، أو نزع حجاب الروح، أو مجاوزة قنطرة الغيب، أو ركوب أمواج العلل؛ فاعلم أنه لم يرضَ بنور الصمت وبرد التسليم إذ عجز عن تحصيل ضياء المعرفة وإشراق المعاينة، فصار مذبذبًا تائهًا كالطفل الذي أغراه طول اللعب حتى ألقى عليه الليل غشاوته واشتبهت عليه بيوت الحي فلم يدرِ إلى أيها يأوي، والجاهل يحسبه يأوي إلى سكينة من عقله.
❤1
"ومما يجب أن يُعلم: أن الناس حينما يحلفون بغير الله تعالى من الصالحين، فإنهم يعتقدون بأن لهم تأثيرًا غيبيًا وقدرةً وراء الأسباب يستطيعون بها أن يُلحقوا الضرر والأذى بمن يحلف بهم كذبًا، وهذا شرك صريح".
قاله العلامة المفسِّر محمد طه الباليساني -رحمه الله- في (القول العادل، الرسالة الثالثة، ص٦١).
قاله العلامة المفسِّر محمد طه الباليساني -رحمه الله- في (القول العادل، الرسالة الثالثة، ص٦١).
❤1👍1
Forwarded from قَناةُ عبدِاللهِ العُتَيِّق | alotaig
لنا مع النعمةِ خمس مقامات:
مقام الطلب،
ومقام الشكر،
ومقام التحديث (التجديد والاستعمال)،
ومقام العطاء،
ومقام الستر.
مقام الطلب،
ومقام الشكر،
ومقام التحديث (التجديد والاستعمال)،
ومقام العطاء،
ومقام الستر.
سألتني #يا_بني: كيف أردُّ على من يقول: لا يوجد دليل على وجود الله؟!
وأقول لك:
اعلم أن نظر المخلوق في النفس والكون والوحي إما أن يكون:
١- نظرًا قاصرًا على تحصيل المنفعة، واستشعار اللذة، والتماس الأثر المباشر، ودفع الضرر الظاهر، وهذا نظر (البهيمة) ومن شابهها من أكثر البشر، وإن عظُم اشتغالهم بفصل من العلم أو باب من الفلسفة، إذا كان على سبيل اللذة العقلية أو النفسية، أو المنفعة المادية والمعنوية.
٢- وإما أن يكون نظرًا نافذًا إلى علل الإيجاد، وأسرار الخلق، وبدائع الحِكَم، وما وراء الأثر المباشر وما يُستفاد من الضرر الظاهر، والنظر إلى النفس مجردة من حُجُب اللذات القصيرة والمنافع الحقيرة، ونحو ذلك مما هو مركبٌ في فطرة الإنسان فاعلٌ فيه ما لم تعطِّله قوى الشهوات ومكابح اللذات. وهذا النظر الغالب على النظر الأول في نفس الإنسان السوي، وإذا شاء الله نفوذ أثره فيه لم يسألك عن دليل وجود الخالق إلا على سبيل الاستزادة.
وعليه، فلتقُل لمن قال لك: لا يوجد دليل على وجود الله: ارتفِعْ عن نظر البهيمة إلى نظر الإنسان، وضع نفسك موضعها الأشرف، لتنفتح لها أبواب الدلائل فلا يحول بينها وبين الإيمان حائل، بإذن الله تعالى.
ولا أرى لك مجادلة كل معلنٍ إلحادَه في زمن نصبت فيه الشهواتُ للعقولِ المحارقَ، وعلَّقت أمراض الأمم جواهر نفوس أبنائها على المشانق، فصرت لا تدري، أأنت تجادل إنسانًا، أم شبحًا، أم بهيمة!
وأقول لك:
اعلم أن نظر المخلوق في النفس والكون والوحي إما أن يكون:
١- نظرًا قاصرًا على تحصيل المنفعة، واستشعار اللذة، والتماس الأثر المباشر، ودفع الضرر الظاهر، وهذا نظر (البهيمة) ومن شابهها من أكثر البشر، وإن عظُم اشتغالهم بفصل من العلم أو باب من الفلسفة، إذا كان على سبيل اللذة العقلية أو النفسية، أو المنفعة المادية والمعنوية.
٢- وإما أن يكون نظرًا نافذًا إلى علل الإيجاد، وأسرار الخلق، وبدائع الحِكَم، وما وراء الأثر المباشر وما يُستفاد من الضرر الظاهر، والنظر إلى النفس مجردة من حُجُب اللذات القصيرة والمنافع الحقيرة، ونحو ذلك مما هو مركبٌ في فطرة الإنسان فاعلٌ فيه ما لم تعطِّله قوى الشهوات ومكابح اللذات. وهذا النظر الغالب على النظر الأول في نفس الإنسان السوي، وإذا شاء الله نفوذ أثره فيه لم يسألك عن دليل وجود الخالق إلا على سبيل الاستزادة.
وعليه، فلتقُل لمن قال لك: لا يوجد دليل على وجود الله: ارتفِعْ عن نظر البهيمة إلى نظر الإنسان، وضع نفسك موضعها الأشرف، لتنفتح لها أبواب الدلائل فلا يحول بينها وبين الإيمان حائل، بإذن الله تعالى.
ولا أرى لك مجادلة كل معلنٍ إلحادَه في زمن نصبت فيه الشهواتُ للعقولِ المحارقَ، وعلَّقت أمراض الأمم جواهر نفوس أبنائها على المشانق، فصرت لا تدري، أأنت تجادل إنسانًا، أم شبحًا، أم بهيمة!
من وقت لآخر يحرِّك خاطري سؤال من شاب اضطرب فكره بأمواج الخصومات العقدية والمنهجية، وتردد خاطره بين حسابات الردود وسلاسل المختصمين والمنقلبين والمتخوِّضين، فلا أوصيه بغير انتزاع نفسه من هذه اللُّجج، وإرتاعها في رياض تدبر القرآن وتأمل السنن مدة، حتى إذا امتلأت نفسه من مقصود العلم، واطمأنت إلى ركن اليقين، عرف ما يلزمه، ومن أين يناله، فشغل الخاطر بضبط مقاصد العلم وأصوله على أهله، ورعاية حقِّه من العمل، ولم يشتت خاطره بلزوم ما لا يلزم، وحسْم ما لا يُحسَم، ولم يلتفت إِلى موافقة أو مخالفة لا يلتفت إليها غير ضعيف أو طامع أو مُكْرَه.
ثم بدأ لي ترشيح هذين الكتابين ليُدمن النظر فيهما وليستظهرهما من طلب هداية نفسه، والترقِّي بها في معارج التسليم والرضا والقبول والعمل، وهما من خير ما صُنِّف -مختصرًا- في هذا العصر.
ثم بدأ لي ترشيح هذين الكتابين ليُدمن النظر فيهما وليستظهرهما من طلب هداية نفسه، والترقِّي بها في معارج التسليم والرضا والقبول والعمل، وهما من خير ما صُنِّف -مختصرًا- في هذا العصر.
👍5
