MBAGHERKOJOK Telegram 2687
رويدا مشينا اليوم، بين ساحة جبشيت وجبانتها.
حبيبات من المطر، كانت تهبط على أكتافنا ووجوهنا، وقبضاتنا المرفوعة.. كأنها تنقل رسائل السماء السابعة، على أجنحة ملائكة الرياح والماء.
طريق، بين الساحة والجبانة. طريق بين أربعين عاما، والآن. مملوة بأطياف الشهداء والعلماء، والأرواح الجميلة لسيارات الفولفو، وخطوات الشيخ، وهمسات الشباب.

كان المشهد اليوم، متخما بالشوق والحب والدفء. وجوه الناس، ساكني القرى المحيطة، وجبشيت، تسير خلف نعش شهيدٍ عزيز.. وتعيد ذاكرتي إلى سنوات قديمة جدا.

نسجٌ واحدٌ من عمق شرايين الأرض، هي الشعارات التي كنا نصرخ بها أطفالا، ونهتف بها الآن ونحن في نهايات الشباب.
قال لي صديق حبيب: بدأ الشيب يأكل وجهك!
وقلت في نفسي: شبنا على حب جبشيت، وشبابها، وشيخها الشهيد.. وشاب الحب على وجوهنا، فبدأنا نتمترس خلف متاريس الحزن والأمل.

بحثت عن محمد أديب فلم أره. وعن السيد أمين، فما كان.

وطالعني الشيخ اسماعيل، بوجهٍ لا يفرق أبدا عن أخيه الشيخ راغب، وهو يهرول بتعب السنين نحو نعش ابنه الشهيد، تلفّه غمامة من دعوات الملائكة وتحمل أقدامه تسابيح السماوات.

ثم، عادت إلى عيناي الرؤية بسرعة، ووجدتني أمسك يد حيدر، ابني، نجدّ في الخطو، نلطم صدرنا، ننظر إلى بعضنا ونبتسم، ونردد الشعارات القديمة ذاتها.

قلت في نفسي: مشية واحدة من ساحة جبشيت إلى جبانتها الجديدة، تحيي في الإنسان جسدَ الفكرة والبصيرة والروح، أكثر من أي مكان ذهبت إليه في حياتي.. تراب جبل عامل: البوابة الأكيدة للسير والسلوك إلى الله..

هنا، رائحة الجنات، وبخور احتفالات الملائكة،
ونور نظر فاطمة،
وأثر ذي الفقار يخط البوصلة أمام الحشد،
وعطر باذخ من ذلك الكف الذي ارتفع في كربلاء فلم يعد منه شيء إلى الأرض،
وحناجر صحابة الرسول، وبيعة الشجرة،
ونثرٌ من الأمل على ظل عباءة المهدي.

عرفت أكثر فأكثر، أنّ الناس، هذا الجمهور العادي، هو قائد فذ، عقلاني، عاطفي، قوي، باذخ في الكرم، ثابت ولو امتلأ بالجراح.. وفهمت أكثر فأكثر لمَ السير في الجماعات، أمر مبارك في السماء لأنه يوضح لك الحجم الحقيقي للألقاب والأشخاص والخطط والاستراتيجيات والفن والشعر والسلاح والثورة والعسكر.

سلاما لجبشيت.
لشيخها الشهيد..وأخيه.. وابنه..
لشبابها.
لطريق أمّة الشهداء فيها، من الساحة إلى الجبان..

أمّ القرى والمدائن.

‌‌‌#ب_كجك
#أنار
.
https://chat.whatsapp.com/LW4X42xGsV9BWpdGVedZNh



tgoop.com/mbagherkojok/2687
Create:
Last Update:

رويدا مشينا اليوم، بين ساحة جبشيت وجبانتها.
حبيبات من المطر، كانت تهبط على أكتافنا ووجوهنا، وقبضاتنا المرفوعة.. كأنها تنقل رسائل السماء السابعة، على أجنحة ملائكة الرياح والماء.
طريق، بين الساحة والجبانة. طريق بين أربعين عاما، والآن. مملوة بأطياف الشهداء والعلماء، والأرواح الجميلة لسيارات الفولفو، وخطوات الشيخ، وهمسات الشباب.

كان المشهد اليوم، متخما بالشوق والحب والدفء. وجوه الناس، ساكني القرى المحيطة، وجبشيت، تسير خلف نعش شهيدٍ عزيز.. وتعيد ذاكرتي إلى سنوات قديمة جدا.

نسجٌ واحدٌ من عمق شرايين الأرض، هي الشعارات التي كنا نصرخ بها أطفالا، ونهتف بها الآن ونحن في نهايات الشباب.
قال لي صديق حبيب: بدأ الشيب يأكل وجهك!
وقلت في نفسي: شبنا على حب جبشيت، وشبابها، وشيخها الشهيد.. وشاب الحب على وجوهنا، فبدأنا نتمترس خلف متاريس الحزن والأمل.

بحثت عن محمد أديب فلم أره. وعن السيد أمين، فما كان.

وطالعني الشيخ اسماعيل، بوجهٍ لا يفرق أبدا عن أخيه الشيخ راغب، وهو يهرول بتعب السنين نحو نعش ابنه الشهيد، تلفّه غمامة من دعوات الملائكة وتحمل أقدامه تسابيح السماوات.

ثم، عادت إلى عيناي الرؤية بسرعة، ووجدتني أمسك يد حيدر، ابني، نجدّ في الخطو، نلطم صدرنا، ننظر إلى بعضنا ونبتسم، ونردد الشعارات القديمة ذاتها.

قلت في نفسي: مشية واحدة من ساحة جبشيت إلى جبانتها الجديدة، تحيي في الإنسان جسدَ الفكرة والبصيرة والروح، أكثر من أي مكان ذهبت إليه في حياتي.. تراب جبل عامل: البوابة الأكيدة للسير والسلوك إلى الله..

هنا، رائحة الجنات، وبخور احتفالات الملائكة،
ونور نظر فاطمة،
وأثر ذي الفقار يخط البوصلة أمام الحشد،
وعطر باذخ من ذلك الكف الذي ارتفع في كربلاء فلم يعد منه شيء إلى الأرض،
وحناجر صحابة الرسول، وبيعة الشجرة،
ونثرٌ من الأمل على ظل عباءة المهدي.

عرفت أكثر فأكثر، أنّ الناس، هذا الجمهور العادي، هو قائد فذ، عقلاني، عاطفي، قوي، باذخ في الكرم، ثابت ولو امتلأ بالجراح.. وفهمت أكثر فأكثر لمَ السير في الجماعات، أمر مبارك في السماء لأنه يوضح لك الحجم الحقيقي للألقاب والأشخاص والخطط والاستراتيجيات والفن والشعر والسلاح والثورة والعسكر.

سلاما لجبشيت.
لشيخها الشهيد..وأخيه.. وابنه..
لشبابها.
لطريق أمّة الشهداء فيها، من الساحة إلى الجبان..

أمّ القرى والمدائن.

‌‌‌#ب_كجك
#أنار
.
https://chat.whatsapp.com/LW4X42xGsV9BWpdGVedZNh

BY محمد باقر كجك




Share with your friend now:
tgoop.com/mbagherkojok/2687

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Ng Man-ho, a 27-year-old computer technician, was convicted last month of seven counts of incitement charges after he made use of the 100,000-member Chinese-language channel that he runs and manages to post "seditious messages," which had been shut down since August 2020. The channel also called on people to turn out for illegal assemblies and listed the things that participants should bring along with them, showing prior planning was in the works for riots. The messages also incited people to hurl toxic gas bombs at police and MTR stations, he added. Those being doxxed include outgoing Chief Executive Carrie Lam Cheng Yuet-ngor, Chung and police assistant commissioner Joe Chan Tung, who heads police's cyber security and technology crime bureau. A few years ago, you had to use a special bot to run a poll on Telegram. Now you can easily do that yourself in two clicks. Hit the Menu icon and select “Create Poll.” Write your question and add up to 10 options. Running polls is a powerful strategy for getting feedback from your audience. If you’re considering the possibility of modifying your channel in any way, be sure to ask your subscribers’ opinions first. How to Create a Private or Public Channel on Telegram?
from us


Telegram محمد باقر كجك
FROM American